رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

بلا أى إبتسامة تزينها 
غادرت سيارتها على الفور وتقدمت إليه بلهفة متسائلة 
_ كريم أنت كويس !
تأملها بنظرات زائغة قبل أن يجيب بسخرية 
_ يهمك أوى تعرفى 
أقتربت منه راغبة فى الإطمئنان عليه قبل أن تجيب 
_ طبعا ياكريم 
أرتفع صوته بحدة مبتعدا عنها تلك الخطوات التى أقتربتها متسائلا پغضب 
_مكنتيش بتردى عليا ليه ورفضتى تقابلينى ليه !
عبست بسخط من نبرته الحادة تلك متذكرة ماحدث فتراجعت بجوار باب سيارتها قائلة بسخرية 
_ عاوز تفهمنى إن الموضوع فارق معاك !
كريم پغضب مكتوم 
_ للأسف فعلا فارق معايا
فرح بسخرية 
_ للأسف 
أغضبه سخريتها فقال بتهكم 
_ اه للأسف وكان نفسى إنه ميفرقش 
أجابته بلا مبالاه وهى فى طريقها لشغل مقعد القيادة 
_ خلاص إعتبر إنه ميفرقش عن إذنك لازم أتحرك 
لأول مرة تمتد يده لإمساك ذراعها بقسۏة قائلا 
_ انتى إيه للدرجادى عديمة الإحساس للدرجادى مفرقش معاكى فى حاجة !
صمت قليلا بعد أن ثبت نظراته على قسمات وجهها المذعوره قبل أن يقول بإستخفاف 
_ طبعا معاكى حق مااللى بتحبيه جالك على طبق من ذهب وكريم الإستبن خلاص دوره أنتهى فمع السلامة يروح فى ستين داهية مش كده للأسف مكنتش أعرف إنك أنانية أوى كده 
أستجمعت قوتها وحررت ذراعها من بين أصابعه قائلة بحدة 
_ أكون أنانية أحسن مېت مرة من إنى أكون كدابة على الأقل مكدبتش عليك ولا عمرى وعدتك بحاجة ولا رسمت عليك الحب ولعبت عليك أنت وغيرك فى نفس الوقت 
بدأت العبرات بالتجمع داخل مقلتيها وهى تقول 
_ أنانية بس مش خااااينة أنا مش خاېنة سامعنى ! 
ثم أضافت بمقت واضح على ملامحها 
_ أتفضل روح للصيدة الجديدة بتاعتك وسيبنى فى حالى 
لم يستطع هو فهم تلميحاتها فقال بخفوت 
_ إيه اللى انتى بتقوليه ده انتى أتجننتى 
فقدت فرح السيطرة على أعصابها وكانت على وشك الإنهيار بعدما أنهمرت دمعاتها قائلة 
_ ملكش دعوة بيا بقولك وأبعد عن طريقى 
لم يستطع كريم هو الآخر السيطرة على حاله وهو يراها على تلك الحالة فكم ود أن يقترب منها معانقا معتذرا عن مالم يفعله لكن ذلك الصوت من ورائه وصل إلى مسامعه قبل ان يتفوه بكلمة قائلا 
_ فى إيه ياجماعة صوتكوا عالى ليه فى إيه يافرح 
ألتفت كريم إلى مصدر الصوت قائلا بنبرة ساخرة 
_ أهلا بالصاحب الجدع 
الفصل الثامن عشر
لاحظت من إنقباضة يده المشتدة وعروق عضضه البارزة أنه على وشك الھجوم رغما عن إبتسامته الساخرة التى ظهرت أعلى محياه والتى أزدادت إتساعا مع تجاهل صديقه له بعد أن وجه كلماته لفرح متسائلا 
_ انتى كويسة 
قال جملته تلك وهو يتطلع إلى كريم بطرف عينيه كالمحذر وكأنه أصبح حامى الحمى لها مما جعل كريم يعقد ذراعيه حول مقدمة صدره بإستخفاف بينما فرح قالت متجاهلة سؤال هشام 
_ أنا لازم أتحرك 
أقترب هشام معترضا 
_ لا تتحركى إيه مينفعش خالص تسوقى وأنتى كدة وخصوصا وأنتى لسه أول يوم تنزلى بعد موضوع رجلك ده 
ثم مالبث أن أشار إلى سيارته قائلا 
_ تعالى أنا هوصلك 
وجه كريم نظراته الساخرة إليها فى إنتظار إجابتها فما كان منها إلا أن بادلته السخرية بتحد قبل أن تغلق باب سيارتها برفق بعد أن تناولت حقيبتها وهى لازالت ترتكز على عينيه بعناد ومن ثم أتبعت هشام إلى سيارته 
سرعان ماأختفت إبتسامة السخرية ليحل محلها شفاه مزمومه وقسمات عابسه إزدادت حنقا من فعلتها تلك فلم تتحرك عدستيه المتعلقة عليهما حتى بدءا بالتحرك والإبتعاد إلى أن أختفا عن الأنظار نهائيا وفى تلك اللحظة أرتخت قسماته وأنحنت إلى الأسفل بضعف لتتبدل إلى الحزن الواضح 
ربما قد لاحظت هى مسحة الحزن التى أعترته فور إستقلالها سيارة صديقه وجذب إنتباهها جسده المائل إلى الخلف مقاوما بوضوح رغبة أقدامه فى التوجه إليها وجذبها خارج تلك السيارة إلا أنه حاول قدر المستطاع الإحتفاظ بهيئته العابسة متصنعا الثبات ورغما عن ذلك أيضا هى شعرت به وأحس به قلبها الذى كاد أن يقفز من مكمنه ذاهبا إليه كى يربت عليه برفق 
كم ودت حقا فى تلك اللحظة لو بإمكانها الإقتراب منه وإحتضانه وتخبأته داخل ضلوعها بالقرب من فؤادها كم تمنت لو أنه فقط يعلم كم هى تشتاق إليه وإلى إبتسامته 
حقا لم تتوقع بتاتا أن ټنهار قواها لدى رؤيته بتلك الصورة بل لم تتخيل ولو للحظة رؤيته على هذا الحال 
كانت عدستيها مرتكزتين بإهتمام على المرآة المجاورة لها حيث كريم بالخلف مازال واقفا عندما قطع حبل أفكارها صوت هشام متسائلا بفضول يفضحه تلك النبرة السعيدة بين طيات صوته 
_ أتخانقتوا ولا إيه !
أنتبهت إليه فرح بعد عدة لحظات قضاها هو فى لفظ إسمها عدة مرات كى تلتفت إليه فتسائلت فى النهاية 
_ إيه ياهشام فى إيه 
أعاد تساؤله من جديد فأجابته بلا مبالاة 
_ لا عادى متشغلش بالك 
أجابها على الفور وهو يتطلع إليها من خلال مرآته 
_ عموما لو مش عاوزة تتكلمى براحتك 
فرح دون أن تنظر إليه 
_ مفيش حاجة تتحكى 
أجابها برقة 
_ وأنا مقدرش أشوفك زعلانة كده وأفضل ساكت 
أبتسمت هى بإقتضاب إبتسامة مجاملة سرعان ماتلاشت أثناء نظرها من النافذة لكنه لم يستطع الصمت فأضاف بهدوء وهو لازال يتطلع إلى جانب وجهها الأملس 
_ تعرفى إنى كنت قلقان عليكى أوى الفترة اللى فاتت دى ومكنتش بعرف أنام من كتر التفكير 
فرح وهى لازالت مرتكزة بعدستيها على الطريق 
_ أشمعنى 
هشام دون تفكير 
_ بصراحة عشان مكنتيش بتردى على رسايلى ولا إتصالاتى 
صمت قليلا قبل أن يضيف 
_ خفت تكونى زعلتى من اللى حصل آخر مرة أو يعنى أكون أتسببت فى مشكلة بينك وبين كريم 
أجابته دون إهتمام 
_ لا أنا عارفة إنك مكنش تقصد اللى حصل 
أجابها على الفور وكأنه كان ينتظر كلماتها تلك 
_ ومين قالك إنى مكنتش أقصد !
ألتفتت إليه غير مستوعبة مايقوله قبل أن تتسائل بعبوس 
_ يعنى إيه !
على الفور هدأ من سرعته وقام بإيقاف سيارته على إحدى جوانب الطريق قبل أن يلتف بجسده إليها فأصبح فى مواجهتها وأرتكزت خضراويتيه على رماديتيها قائلا بجدية واضحة 
_ فرح معتقدش إنك كل ده مش فاهمة 
أزداد عبوس حاجبيها بتساؤل دون أن تلفظ بكلمة فأكمل هو بعد أن أمتدت أصابعه إلى يدها الموضوعة أعلى حقيبتها 
_ إنى بحبك 
أتسعت عيناها بذهول من جرأته تلك وسحبت يدها من أسفله قائلة بإستنكار 
_ إيه اللى أنت بتقوله ده 
أسرع هو قائلا بإستدراك يغلبه اللهفة 
_ وعارف إنك انتى كمان بتحبينى فأرجوكى متحاوليش تنكرى ده أو تداريه 
أحمر وجهها ڠضبا من ثقته تلك فأجابته بتحفظ 
_ هشام لو سمحت أنا مسمحش باللى انت بتقوله ده أنت ناسى إن هنا تبقى أختى 
أجابها دون تفكير 
_ على فكرة هنا هى اللى قالتلى إنك بتحبينى 
ألتفتت إليه
تم نسخ الرابط