رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

عايزينلنا قاعدة كده قريب ياست فرح ودلوقتى روحى على شغلك يلا عشان متتأخريش ترجعى بالسلامة ..
أومأت فرح برأسها قبل أن تتجه إلى الخارج بسرعة فلم تستمع إلى كلمات والدتها وهى تقول  
_ طب مش هتفطرى الأول ...
تتبعها والدها بعدستيه حتى أغلقت الباب من ورائها قبل أن يزفر بقلق قائلا 
_ أنا قلقان على البنات يانبيلة .. 
أجابته زوجته مطمأنة 
_ متخافش على فرح أنت عارفها كويس ولو فى أى حاجه هتقولنا بس هنا .....
قاطعها هو قائلا 
_ اللى خاېف منه بجد هو علاقة البنات ببعض مبشوفهوش بيتكلموا أو يخرجوا سوا زى زمان أنتى عارفة انهم ملهومش إلا بعض بعد كده مش عاوز كل واحدة تنشغل فى دنيتها ..
أومأت نبيلة برأسها موافقة على كلمات زوجها قبل أن تحاول طمأنته قائلة 
_ متقلقش دول توأم يعنى أكيد ميقدروش يفترقوا عن بعض مهما حصل ...
قالت الأم تلك الكلمات رغما عن قلبها المنقبض فهى بداخلها تعلم جيدا صحة كلمات زوجها ..

رأته يقف متكأ على سيارته فى إنتظارها جذبها بأناقته المعهودة وبالتحديد اليوم بملابسه المبهجة هو الآخر فهاهى شعيراته تلتمع تحت أشعة الشمس وتلك النظارة السوداء التى تخبىء عينيه زادته وسامة خاصة مع خصيلات شعره الهاربة أعلى جبينه بعفوية بينما إبتسامته الجذابة تكلل الوضع بأكمله بشكل ساحر فلم تملك هى إلا أن تبتسم بالنهاية .. 
أعتدل هو واقفا فور رؤيتها وأنكمشت إبتسامته غير قادر على النطق فى الوقت الذى كانت تقترب هى فيه بإبتسامة مشرقة تكاد تشع نورا من فرط جمالها تأملها من أعلاها إلى أسفلها حيث تنورتها المزهرة والتى أختفت صاحبتها وسط أزهارها فلم يكد يتبينها إلا من خلال شعيراتها المنسدلة حول وجهها بعفوية حتى غدت كالبرواز الخشبى الذى يبرز جمال تلك اللوحة التى يحاوطها بحرص فتظهر مكتملة فى أبهى صورها ..
أقتربت منه قائلة  
_ صباح الخير ياكيمو 
أزال عنه نظارته حتى يتمكن من رؤية تفاصيل وجهها بشكل أدق فثبت عينيه على عدستيها المحددتين بذلك اللون الداكن الذى أظهر جمال لونهما أكثر قائلا دون وعى 
_ كيمو إيه بس .. كيمو خلاااص ..
فرح بعدم فهم  
_ إيه !
تنحنح هو بخفوت قبل أن يستعيد رزانته من جديد ويتزحزح عن سيارته ليقوم بفتح إحدى أبوابها قائلا وهو ينحنى بطريقة مسرحية  
_ أسمحيلى أوصلك النهارده بعربيتى 
فرح بإستغراب  
_ وهروح ازاى الشغل وهرجع هنا ازاى
كريم بإبتسامة مشجعة 
_ هوصلك الشغل وبعد كده هعدى عليكى بردو ونرجع مع بعض ..
بدت وكأنها تفكر لبضع لحظات قبل أن تجيبه  
_ بس أنت كده هتتأخر ..
كريم 
_ وإيه يعنى أنا ممكن أتأخر على الدنيا كلها بس أنتى توافقى .. 
حاولت إخفاء خجلها فقالت بلهجة مسرحية تشبه كثيرا طريقته فى عرض الأمر عليها قائلة بإستعلاء مصطنع 
_ زى بعضه أنا كده كده مليش نفس أسوق النهاردة .. هسمحلك توصلنى ..
قالت كلماتها تلك وهى تحتل المقعد المجاور للسائق فأسرع هو الآخر لإحتلال مقعد السائق بحماس شديد بعد أن أرتدى نظارته الشمسية من جديد وما إن استقرا بالداخل حتى قام بتحريك سقف سيارته التى أنحسرت إلى الخلف فأصبحت مكشوفة من الأعلى لتزيد قاطنيها أناقة فمن يراهما الآن على ذلك النحو المبهج يشعر وكأنهما عاشقان من صفوة أغنياء أوروبا فى حقبة السبعينات من القرن الماضى فى طريقهما لعمل نزهة خلوية فى إحدى الحدائق العامة ليتبادلان حديث الحب والغرام ..
أنطلقت السيارة على الفور بعد أن سيطر على راكبيها العديد من المشاعر الجديدة المختلطة التى على وشك إستكشافها معا لأول مرة ..
بينما الأعين التى تراقبهما بغيظ من الأعلى هى تعلم جيدا سبب ذلك الڠضب الذى سيطر عليها فكم تمنت فى تلك اللحظة أن تكون هى من بجواره داخل تلك السيارة الباهظة .. 
تسائلت بداخلها عن سر ذلك التغير الذى شمل شقيقتها هل هى حقا تحبه !!
أم أنها هى من لفتت أنظارها إليه !! يالغبائها !!
كيف تسطع الآن الإيقاع به بعد أن رأت نظرات الوله الواضحة وضوح الشمس داخل عينيه تجاه فرح .. 
بل الأهم من ذلك كيف ستتخلص من هشام بعدما فشلت خطتها بالأمس !!
ما الحجة المناسبة التى تستطع قولها له كى يبتعد عنها !
أبتسمت بمكر فى تلك اللحظة مفكرة عندما لمعت عيناها بدهاء قائلة بداخلها .. 
_ ولم تتخلص منه حاليا بينما بإستطاعتها إستغلاله للوصول إلى مبتغاها !!
أزدادت إبتسامتها مكرا عندما قفزت تلك الخطة بداخل رأسها فى ذلك الوقت فأسرعت بإلتقاط هاتفها لمحادثة هشام وإصلاح ماأفسدته بتسرعها..
أجابها على الفور بتلهف فور سطوع شاشة هاتفه فجائه صوتها ناعما رقيقا وهو تتسائل 
_ إيه صحيتك ! 
سيطرت على نبرات صوته الحزن المختلط بالعتاب وهو يقول 
_ ومين قالك إنى نمت !
أبتسمت بسخرية قبل أن تتصنع البراءة قائلة  
_ ولا أنا كمان عرفت أنام طول الليل صدقنى .. 
ثم أضافت بملامة مصطنعة 
_ بس انا بقى مخرجتش أسهر إمبارح وولا كان على بالى .. 
أحست بحرارة تنهيدته وهو يقول  
_ كان لازم أشغل نفسى بحاجة عشان مفكرش فيكى .. متتصوريش اليوم اللى مبشوفكيش فيه ببقى عامل إزاى .. 
قاطعته بتأفف 
_ هشام أحنا لازم نتكلم
هشام بحماس 
_ دقايق وأجهز تحبى نروح نفطر فين ..
أجابته بجدية 
_ لا نفطر إيه .. تعالى نتقابل عندنا فى الجنينة تحت ..
أجابها معاتبا 
_ هو أنا موحشتكيش زى ماوحشتينى ولا إيه ..
لم تعطه فرصة للإستدراك فأجابت بلهجة حازمة لاتقبل النقاش 
_ مستنياك فى الجنينة ياهشام متتأخرش ..
لم تمر النصف ساعة حتى كان يجلس برفقتها أعلى تلك الأرجوحة بحديقه منزلها قاطعا الصمت بسؤاله 
_ خفيتى من الجنان بتاعك ولا لسه 
نظرت إليه بإستهجان قبل أن تجيبه  
_ تقصد موضوع الخطوبة ..
ألتفت إليها بكامل جسده يتأمل قسماتها المستخفة قائلا بتزمر من طريقتها تلك 
_ أنا مش فاهم إنتى بتعملى كده ليه 
أرتسمت البراءه أعلى ملامحها على الفور لتقول بلهجة أقرب للحزن وهى تنكس رأسها أرضا 
_ انا مبعملش كده عشانى.. أنا بعمل كده عشان .. عشان فرح ..
تسائل بتعجب  
_ فرح وإيه اللى دخل فرح فى الموضوع 
زفرت بقلة حيلة قائلة بعدما رفعت رأسها إليه موضحة 
_ فرح بتحبك ياهشام ..
لم يستطع التصديق فى البداية ظانا انها تقوم بالمزاح إلا ان قسمات وجهها الجادة أثبتت له جدية موقفها فعقب بذهول  
_ إيه اللى انتى بتقوليه ده الموقف ميستحملش هزار سخيف بالشكل ده .. 
هزت هنا رأسها بتأكيد 
_ للاسف هى دى الحقيقة اللى صدمتنى ومكنتش عاوزة أصدقها فى الأول زيك كده ..
أشاح بنظره عنها ناظرا إلى الأمام متسائلا بلسان متثاقل  
_ هى اللى قالتلك كده 
رفعت هنا كتفيها بلا مبالاة موضحة 
_ مش بالظبط ..
أغضبه برودها المتزايد فخرجت نبرات صوته حادة وهو يتسائل  
_ إيه اللى مش بالظبط ماتفهمينى اللى حصل .. 
وجهت نظراتها إليه قائلة 
_ يعنى تصرفاتها ونظراتها ليك كل حاجة بتقول أنها بتحبك ده غير إنى لما سألتها عنك حسيتها أرتبكت واتوترت كأنها مخبية حاجة مش
تم نسخ الرابط