رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

حاولت إخراجه على هيئة إعتراض 
_ كريم من فضلك .. إيه اللى أنت بتقوله ده ..
ظهرت إبتسامته الجذابة فى تلك اللحظة قائلا بمرحه المعتاد 
_ ده اللى أنا قولتهولها يعنى لما سألتنى عن علاقتنا ..
ثم أضاف غامزا 
_ أوعى تفهمينى غلط ..
خبأت هى أبتسامتها بأطراف أصابعها قبل أن تقول 
_ طيب كمل وبعدين حصل إيه ..
كريم مكملا تناول ماأمامه 
_ أبدا فضلت قاعدة شوية بحجة أنها بتفطر وقعدت تتكلم عن نفسها معظم الوقت وبعد كدة طلبت رقمى على إننا بقينا اصحاب وكده وبعدين مشيت ...
فرح دون أن تنظر إليه 
_ وأنت فطرت معاها ..
للمرة الثانيه لم يلتفت إلى نبرة الغيرة الواضحة بصوتها فأجاب دون تفكير 
_ لا شربت قهوه بس ..
تأملته هى طويلا بأعين ثاقبة محاولة تبين جده من مزاحه قبل أن تردف متغاضية عن إبتسامته الماكرة تلك 
_ عموما أتمنى انك متكونش وقعت بلسانك فى حاجه كده ولا كده .. 
كريم غامزا قبل أن يبتسم من جديد 
_ بقى تعرفى عنى كده بردو ..
بادلته إبتسامة ثقة دون أن تنبس ببنت شفة أخرى حيث شرعا فى تناول ما أمامهما من حلوى بينما يتبادلان النظرات كل حين ..
لو أن بإمكانه سماع صوت قلبها لأستطاع إلتقاط تلك الهمهات بداخلها ترجوه بأن يشيح النظر عنها حتى تتمكن هى من ملىء عدستيها بملامحه التى تعتقد أنها على وشك إدمانها لو أنه فقط أستطاع الآن التنصت لتلك الأفكار بداخل عقلها لعلم مقدار الثقة التى ولتها له دون تفكير فلأول مره يتم عقد معاهدة توافق ووفاق بين قلبها الغاضب وعقلها المتمرد ..

كالعادة وعقب إنتهاء لقائهما تتبعها كريم بسيارته إلى المنزل وقبل مغادرة فرح لسيارتها لاحظت شقيقتها التى تقف فى الظلام بإحدى أركان شرفتها تترقب وصولها ..
فنظرت إلى ساعة يدها والتى قاربت على الثامنة مساءا ملؤها الشك والإستغراب من عدم خروجها مع هشام كعادتها اليومية فى ذلك الوقت .. 
لكنها وفى كل الأحوال ترجلت من سيارتها بعدما أوقف كريم سيارته على بعد عدة أمتار منها ..
توجهت إليه بإبتسامة عريضة مصطنعة قائلة من بين أسنانها 
_ هنا واقفه فى البلكونه أسبك الدور أسبك الدور ..
حاول هو كتم ضحكاته من مظهرها ذلك قائلا بضحكات متقطعة 
_ أعمل إيه يعنى ..
فرح بتوتر وأعين غاضبة  
_ أى حاجة أتصرف بقى ياكريم ..
وكأنه كان ينتظر صافرة البدأ فتأهبت أطرافه فور حصوله على ذلك الإذن فها هو كارت بلانش منح إياه دون تعب او جهد ليتيح له فعل كل ماأراده تحت مسمى الإصطناع فتحركت يسراه سريعا إلى يمناها يرفعها إلى قلبه بينما عيناه متشبثه بخاصتها يحاول التزود من رماديتيها قدر المستطاع حتى بدا أنه يقوم بتعويض تلك الأيام الفائته من عمره دونها ..
لم تستطع هى التحرك من مكانها ولم تجد فى نفسها الطاقة اللازمة لسحب يمناها من أعلى قلبه فأتسعت عيناها بذهول قائلة بإستنكار حقيقى 
_ أنت بتعمل إيه! 
ظلت عيناه مثبته على رماديتيها ليقول بهدوء بل بنبرة أقرب للهمس  
_ بسبك الدور ..
عجزت عن الرد لبضع ثوان قبل أن تستجمع قوتها وتستعيد يدها من جديد قائلة 
_ خلاص ياكريم متستعبطش ..
أصطنعت تلك الإبتسامة مره أخرى وهى تنظر له مودعة ملوحة له عقب إبتعادها عنه وتوجهها إلى المنزل بينما طرف عينيها توجه بصورة غير ملحوظة إلى شقيقتها التى لازالت قائمة بداخل شرفتها تنظر إليهم ..
عقب إختفائها داخل منزلها أستعد كريم للتوجه إلى منزله هو الآخر لكن أوقفه صوت أنثوى ينطق بإسمه من الأعلى فتوجهت نظراته إلى هنا التى أظهرت نفسها بإشعال إضاءه شرفة فرح التى أحتلتها منذ دقائق فظهرت ملوحة وهى تقول 
_ كريم ياكريم 
نظر الى الأعلى ملوحا لها هو الآخر فأردفت هى بصوت مرتفع 
_ ماتيجى تشرب شاى معايا ..
هز كريم رأسه قائلا برسمية 
_ معلش خليها مرة تانية ..
مالبث أن تفوه بتلك الكلمات حتى أستدار مغادرا إلى منزله دون النظر إليها ..
تفاجىء عند دخوله إلى المنزل بوجود هشام داخل غرفة المعيشة قطب حاحبيه بإستغراب فهو لم ينتبه لتواجد سيارته بالخارج على كل حال توجه إليه ليراه مستلقيا أعلى الأريكة يتابع إحدى قنوات الأخبار فأقترب منه متسائلا 
_ أنت مروحتش المكتب ولا إيه .. 
أغلق هشام جهاز التلفاز أمامه قائلا بملل واضح 
_ لا روحت بس مكنش فى شغل كتير النهاردة ورجعت بدرى ...
اومأ كريم برأسه متفهما قبل أن يتسائل من جديد وهو يجلس أعلى إحدى المقاعد 
_ ومخرجتش مع هنا ليه زى كل يوم !
زفر هشام بضيق قائلا دون أن ينظر إلى صديقه 
_ أبدا مټخانقين ...
أتسعت عينى كريم بذهول معلقا 
_ ليه ياعم أنتوا لحقتوا ..
أتجه هشام بنظراته إلى صديقه موضحا بينما علامات الحزن تملأ وجهه 
_ بعد ماأتفقنا امبارح إنى أتقدملها وتاخد معاد من باباها الخميس الجاى جاية النهاردة تقولى نأجل الموضوع شويه وأنها لسه مش عارفة هى عاوزة إيه ..
تسائل كريم بدهشة 
_ ليه أنت زعلتها فى حاجة !
هز هشام رأسه نافيا  
_ ولا أى حاجة أهى نامت صحيت غيرت رأيها مع نفسها .. مش قادر أفهمها .. 
كريم بتفهم محاولا التخفيف عن صديقه 
_ معلش ياإتش هم الچنس الناعم كده ولازم نستحملهم تلاقيها بس بتتقل عليك شوية .. 
ثم أضاف عقب تذكره 
_ عشان كده بقى كانت جايالك المكتب النهاردة ..
هشام بإستغراب  
_ مكتب إيه ! لا مجتش ..
كريم موضحا  
_ جت الصبح كانت عاوزة تقابلك وأتفاجئت انك مش موجود ..أنا قولت كنت مديها معاد ونسيت وأتصلت بيك كذا مره بس أنت طبعا تلاقيك كنت نايم ..
قطب هشام مابين حاجبيه مفكرا 
_ غريبه دى ماهى عارفة إنى مبروحش قبل ٣ .. 
علق كريم على كلمات صديقه قائلا 
_ هى اتفاجئت أنك مش موجود خصوصا أنها كانت جايبالك فطار وقهوة .. 
ثم أضاف عقب ملاحظته لعلامات الدهشة تزداد أعلى وجه صديقه 
_ المهم أنت متكبرش المواضيع هى تلاقيها بس مقلقة شوية من موضوع الخطوبة خصوصا انكوا لسه متعرفوش بعض كويس ..
أعتدل هشام بجسده قبل أن يقول موضحا  
_ ماأنا كنت مفكر كده بس لما لقيتها إمبارح وافقت فجأة توقعت أنها بتحبنى زى مابحبها ..
ربت كريم على ساق صديقه قائلا 
_ معلش سيبها شوية مع نفسها تهدى .. أكيد هى بتحبك يامعلم أمال وافقت ليه ..
هشام بتفكير  
_ والله أنا مابقيت فاهم حاجة عموما أنا كمان محتاج أهدى قبل ماأتكلم معاها فى أى حاجة .. 
قال كريم بلهجة مرحة محاولا إخراج صديقه من حالة الحزن المسيطرة عليه تلك 
_ طب ماتيجى نخرج خروجه عذاب كده قبل ماتدبس رسمى ومتعرفش تفرفس ..
هشام بشرود  
_ فعلا أنا محتاج أغير جو شوية عشان أقدر أفكر .. 
ثم أضاف وهو يهم بالمغادرة إلى الأعلى 
_ أستنى اغير هدومى واجيلك ..

ماإن صعدت فرح إلى غرفتها حتى وجدت هنا فى إنتظارها كما توقعت حيث رأتها تجلس أعلى فراش الأولى بأريحية زائدة وتظهر
تم نسخ الرابط