رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

.. 
حسيت إنى متطمنة وأتفاجئت بالألم اللى فى قلبى بيقل شويه بشويه .. حسيت إنى أنتصرت .. على إيه وعلى مين معرفش ..
وكأن المفاجأة ألجمت كلماته ومنعتها من الخروج فأكملت هى راغبة فى طمأنته  
_ بس من ورا ده كله الإحساس الأكيد اللى وصلنى ..
إن إعجابى بهشام موصلش لمرحلة الحب آه اتعلقت بيه جدا ومكنتش شايفه غيره.. بس ده عشان هو فعليا كان الراجل الوحيد فى حياتى والصديق الوحيد فى دنيتى كلها.. عشان كده كان لازم أتعلق بيه وأوهم نفسى بحبه وأعيش الأوهام دى وأصدقها كمان ..
قاطعها كريم قائلا بهدوء  
_ فرح انتى مش محتاجه تبرريلى أى حاجة .. ولا تشرحيلى علاقتك بهشام كانت إزاى .. 
أنا فعلا مش متضايق من اللى حصل إمبارح ومش عاوز أعرف عملتى كده ليه ...
كل الكلام اللى قولتيه أنا مش عاوز أفتكر منه غير حاجة واحدة بس ..
أردف موضحا بينما إبتسامته تشق طريقها إلى وجهه وهو يقول 
_ اللى يهمنى هو إحساسك بإنك متحامية فيا زى ماقولتى وفى علاقتنا حتى لو كانت وهمية .. دى حاجة مفرحانى إنى على الاقل مش مصدر خوف ولا ټهديد تقلقى منه ..
صمت لعدة لحظات يتأمل قسماتها التى بدا عليها الإرتياح قبل أن يكمل مطمأنا 
_ وأنا على عهدى معاكى مش هقول لمخلوق أى حاجة عن شعورك ناحية هشام حتى لهشام نفسه ..
نظرت إليه نظرة طويلة قبل أن تقول بإمتنان حقيقى 
_ بجد شكرا ياكريم على كل حاجه ..
أطال النظر بداخل عينيها قائلا بصدق 
_ تعرفى إن عنيكى حلوة أوى النهاردة ..
أخفضت نظراتها عنه قائلة بخجل 
_ بس بقى انت صدقت إننا مرتبطين ولا إيه ..
أجابها بحماس قائلا وهو يتأمل خجلها  
_ يارييييت .. ماتيجى نغيظهم أكتر ونسبكها ونتجوز ..
أرتفعت ضحكتها رغما عنها قبل أن تحاول هى كتمها بيدها قائلة  
_ أنت مش معقول والله ياكريم
قاوم رغبته فى المكوث أمامها لساعات بل لأيام يتأمل ذلك البريق الذى يشع منها والمختلط بالسعادة إلا أنه تحرك من مكانه فى النهاية قائلا  
_ طيب أنا هقوم أجيب الديزرت بتاع كل يوم بقى مش كفايه إمبارح مجبناش ..
فرح غامزة بحماس 
_ ماشى ياكيمو بس أتوصى بيا عشان جعانة ..
ماإن ولاها ظهره وأبتعد لبضع خطوات حتى أرتفع رنين هاتفه الموضوع أعلى الطاولة لعدة مرات متتالية ..
ورغما عنها تطفلت عيناها على هوية المتصل إلا أنها لمحت تلك الأرقام على الشاشة والتى تحفظها عن ظهر قلب ...
ذلك الرقم الخاص بها والذى أهدته إلى شقيقتها فور قدومها إلى الوطن ..
رقم هنا !!
الفصل الثانى عشر
أعتدلت أعلى مقعدها بإستقامة من جديد وهى تراه يتقدم الى الطاولة عقب عدة دقائق أنقطع فيهم رنين هاتفه الذى أستمر لأكثر من دقيقة ونصف معلنا عن ثلاث مكالمات واردة ..
قبل أن يجلس لاحظ هو تجهم قسمات وجهها الذى أشاحت به عنه ناظرة إلى النافذة بجوارها فتسائل بقلق  
_ مالك يافرح فى إيه
حاولت رسم الإبتسامة أعلى شفتيها وهى تعاود النظر إليه من جديد بينما ساقيها يهتزان أرضا بتوتر ملحوظ 
_ مليش .. إيه جبت الديزرت ..
أشار هو إلى الأطباق الموضوعة أمامها قائلا بعدم فهم 
_ اه .. لو جعانه للدرجادى ممكن نطلب غدا الاول طيب .. 
لم تجبه تلك المرة بل توجهت أصابعها إلى إحدى الأطباق تقربه إليها قبل أن تبدأ فى إلتهامه دون النظر إلى ذلك الواقف أمامها يعلو وجهه علامات الدهشة والإستغراب ..
فى تلك اللحظة وعقب جلوسه أعلى مقعده أرتفع رنين هاتفه من جديد فرفعت رأسها إليه بتلقائية تتابع قسمات وجهه بينما فمها ممتلىء بالطعام أنتظرت أن ترى رد فعله عند رؤيته لرقم شقيقتها فهل يعرفه أم !! لكنه خالف توقعاتها عند إجابته دون حتى أن ينظر إلى هوية المتصل ..
أرتفع صوته قائلا بجدية  
_ ايوه انا .. مين !! لا مش واخد بالى مين حضرتك !!
أرتفع حاجبيه بدهشه قبل أن يقول بهدوء 
_ اه هنااا ..
قال كلمته الاخيره وهو ينظر إلى فرح بحذر مكملا 
_ أزيك ياهنا لا والله مسيفتش الرقم .. اه ان شاء الله اكيد ..
كانت قد توقفت فرح عن المضغ عندما أستمعت إلى تلك الكلمات خاصة وهو يضيف 
_ لا أنا بره مش فى البيت دلوقتى .. 
صمت لبضع ثوان قبل أن يكمل 
_ تمام تمام .. مع السلامة ..
أنهى مكالمته بينما عيناه لم يتزحزان عن تلك الجالسة أمامه بهدوء مؤثرة الصمت حتى قال هو  
_ دى هنا
أومأت برأسها قائلة بنبرة حاولت إخراجها رزينة بينما قدميها أسفل الطاولة تزدادن إهتزازا 
_ آه مانا سمعت كانت بتسأل على هشام ولا إيه !
لاحظ هو قسماتها المنزعجة قبل أن يقول محاولا إراحتها ظنا منه ان السبب وراء ذلك هو غيرتها على هشام 
_ لا بتسأل عليا أنا ..
لكن بعكس ماتوقع إزدادت ملامحها إنزعاجا وعبوسا متسائلة بنبرة حادة هجومية 
_ وتسأل عليك أنت ليه 
لم يفترض هو إحتمال غيرتها عليه فأجابها بتلقائية 
_ انتى متعرفيش أنها جت المكتب النهاردة 
فرح بإستغراب  
_ المكتب 
شرع هو فى سرد تفاصيل يومه قائلا  
_ آه أنا لقتها على الساعة ١٠ كده داخلة المكتب ومعاها فطار وقهوة وبتسأل على هشام ..
أحمر وجه فرح ڠضبا بينما هو أضاف 
_ الحقيقة أستغربت أنها متعرفش انه بيجى المكتب بعد الظهر بس هى قالت انها كانت قريبة من المكتب فقررت تعدى عليه يفطروا مع بعض .. 
فرح پغضب متزايد 
_ وبعدين
أجابها بصدق 
_ أبدا طلبت منى انها تقعد تفطر معايا وطبعا مقدرتش اقولها حاجة ...
لم ينتظر هو تعليق فرح على كلماته تلك المرة بل إن وجهها الواجم وجسدها المهتز بقوة بفعل ساقيها اللذان لم يتوقفا عن الأهتزاز ولو للحظة كان كفيلان بتوضيح تلك الحالة التى كانت عليها فأضاف بخفوت 
_ وسألتنى عليكى ..
توقف جسدها عن الأهتزاز وتصلب وجهها متسائلة 
_ عنى أنا وقولتلها إيه 
كريم مطمئنا 
_ طبعا كانت عاوزة تعرف الكلام اللى قولتيه عن علاقتنا ده كان صح ولا غلط وحاولت تعرف منى معلومات أكتر وتفاصيل بس كنت بحور عليها فى الأجابات .. 
ثم أضاف 
_ الظاهر كانت عاوزة تتأكد إذا كان فى بينا حاجة فعلا ولا لا ..
عبست قسماتها قبل أن تعلق بتفكير  
_ غريبة دى ..
قرب كريم إليه إحدى اطباق الحلوى قبل أن يقول بجدية  
_ برغم انكوا توأم بس حقيقى مختلفين عن بعض ١٨٠ درجة .. 
ثم أضاف مكملا عقب تناوله لقطعة صغيرة 
_ هنا اختك مش سهلة خالص وبتعرف تلعب بالألفاظ كويس عشان تاخد اللى هى عاوزاه من اللى قدامها ..
أحمر وجه فرح من جديد متسائلة بحدة  
_ تقصد ايه .. قصدك إن أنا عبيطة ومبعرفش أتكلم ..
كاد أن ينفجر هو ضاحكا من ردة فعلها تلك لكنه تمالك نفسه فى النهاية قائلا بصدق وهو ينظر داخل مقلتيها 
_ بالعكس .. انتى بريئه أوى وعفويه ودى اللى حببنى فيكى ..
نكست فرح رأسها أرضا قائلة بخجل
تم نسخ الرابط