رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

قولتك إنى مبنمش كل ليلة إلا لما أتأكد إنك طفيتى النور ونمتى ولما تصحى الصبح بكون صاحى قبلك عشان بس ألمحك بتتحركى فى الأوضة وتبقى أول حاجة عينى تقع عليها لما أصحى ..
مش مشكلة أبقى شايفك ولا بس شايف طيفك كفاية عليا أحس بوجودك وأطمن أنك طلعتى من عالم الأحلام اللى بتبقى فيه معايا جوه حلمى لعالمى أنا اللى اقدر فيه أشوفك من جديد وأكلمك تانى ..
لم تعلم سبب ترقرق الدمعات داخل مقلتيها عقب كلماته تلك فهى تعلم شعوره ذلك جيدا تعلم تلك المرحلة من التعلق والإهتمام خاصة وأنها قد عاشتها من قبل ولم يخطر على بالها يوما أنه سيكون هناك من يبادلها نفس الشعور والإكتراث ...
وكأنه يقرأ أفكارها من جديد ففى نفس اللحظة التى تذكرت فيها روتينها اليومى مع هشام نطق هو أسمه قائلا 
_ اليوم اللى أخدت فيه الصورة ده هو اليوم اللى كنتى فيه مع هشام فى الجنينه .. فاكر كويس أوى ملامح وشك الحزينة اللى وجعتنى من جوايا من غير ماأعرف مالك أو إيه اللى حصل .. وفاكر بردو ملامحك اللى بقت كلها سعادة أول ماشوفتيه ..
رغما عن الألم الذى أعتصره عند تذكره ذلك إلا أنه أكمل بقسمات شجية 
_ مقدرتش أمنع نفسى اللى رفضت أنها تسيبكوا وتدخل وفضلت باصص عليكوا لحد ماأنتى طلعتى .. وبعدها معرفتش أنام ولقيتك بتسيطرى على كل تفكيرى فكل اللى قدرت أعمله إنى أبص على بلكونتك أطمن عليكى نمتى ولا لسه وفى لحظة لقيتك قدامى ..
كم أرادت هى فى تلك اللحظة أن تربت على نبضات قلبه بلين عقب شعورها بما يعتصره من ألم آلمها هى الأخرى لكنه قال بإبتسامة ساخرة 
_ الحقيقة إنى محبتش أطلع وأفسد عليكى خلوتك عشان كنت عارف لو أنا طلعت أنتى هتدخلى .. ففضلت أبص عليكى من ورا الستارة ..
انتقلت إليها إبتسامته الساخرة متذكرة مئات المرات التى وقفت فيها خلف ستائرها لمراقبة آخر ..
كريم بشرود مكملا  
_ فاكر الليلة دى كأنها أمبارح .. فضلتى قاعدة فى البلكونة لحد ماسندتى راسك على درعاتك اللى على الدرابزين ومفاتش وقت كتير لحد ماغلبك النوم وغلبنى الشوق أنا كمان .. فى اللحظة دى مقدرتش أقاوم إنى أطلع وأشوفك من أقرب مكان أقدر أوصله وأنتى نايمة زى الملاك كده وضوء البدر نازل على ملامحك البريئة واللى عمرى فى يوم ماكنت أصدق إن فى بنت ممكن تبقى ببراءة وجمال أميرات الأساطير اللى ياما سمعنا عنهم فى حكايات ألف ليلة وليلة .. 
هالها وصفه لها على هذا النحو وبدا لو أن فؤادها على وشك مغادرة قفصه للتحليق مبتعدا إلى ذلك الذى زاد ملامحها إحمرارا مكملا بنبرة أشبه للعناد 
_ آه أخدت صورة ليكى ولو رجع بيا الزمن هاخد نفس الصورة تانى وتالت ورابع .. ازاى أقدر أفوت فرصة إنك تبقى قدام عينى ليل نهار بعد مابقى كل تفكيرى ووقتى كله رايح عليكى انتى بس ..
عقدت حاحبيها بإستغراب من إصراره عقب إعتذاره لكنه أكمل 
_ وبعد ماأخدت الصورة فكرت ليه أضيع على نفسى حاجة زى دى مش هتتكرر تانى وجبت كرسى وقعدت قدامك بالظبط متدارى فى الضلمه وفضلت باصصلك لحد ماأنا كمان غلبنى النوم وروحت فى ثوانى لنسختك فى أحلامى ..
ومن يوميها صورتك مفارقتش عينى حتى وأنا سايق كنت حاططها قدامى هنا فوق التابلوه .. بس إمبارح لما أضطريت أنزل مع هشام مكنتش عاوزه يشوفها فدخلتها بين الأوراق ...
والنهاردة بقى خلاص مش محتاجها لأنك معايا على بعد سنتيمترات منى .. شايف عيونك فى المرايا وشايف ملامحك كاملة قدامى ..
وفى النهاية زفر هو بإرتياح 
_ هى دى الحكاية ببساطة وصدقينى مكنتش أقصد أى شړ ليكى ..
قاومت هى تلك الإبتسامة التى أرادت الظهور أعلى محياها فتسائلت بخجل 
_ ليه بتعمل ليا كل ده ياكريم 
أجابها دون تفكير 
_ أنا معملتش حاجة ليكى .. كل اللى بعمل ليا أنا .. أنا اللى ببقى مبسوط بقربك وقلبى بيرقص لما بيشوفك وخصوصا وقت ماتبقى فرحانة .. 
صمت لبضع لحظات قبل أن يقول بصوت هادئ ثابت جاد 
_ فرح أنا بحبك ..
أتسعت عيناها عن آخرهما محاولة إستيعاب تلك الجملة الأخيرة هل بالفعل أعترف لها بحبه للتو هل تفوه بتلك الكلمات هل لفظ بالأحرف كاملة !!
تلعثمت كلماتها غير قادرة على الرد غما كان منها أن قالت بغير إدراك 
_ أ .. أنا .. أصل .. مش هين...
لكنه قاطعها مطمأنا 
_ فرح .. أنا مش عاوز منك رد ولا حتى مستنى إنك تحبينى سواء قلبك متعلق بغيرى أو لا ..
مقدرش أجبرك إنك تحبينى .. كفايه إحساسى أنا بالحب .. 
ثم أضاف بأسى حقيقى 
_ ووقت ماتحبى تنهى موضوع إرتباطنا قدامهم فأنا على إتفاقى معاكى وملزم إنى أنفذه ..
ظهر على ملامحها الإرتياح متسائلة بعتاب 
_ يعنى مش هتزعل لما نسيب بعض !
كريم بحزن واضح  
_ هزعل أكيد بس ده ميجيش حاجة جمب إحساسى إنى ممكن اكون بفرض نفسى عليكى وأخليكى تستمرى فى العلاقة ڠصب عنك ..
فرح بخبث  
_ومين قال إنه ڠصب عنى !
حان الوقت لتسارع دقات قلبه هو الآخر محذرة من إنفعاله إثر كلماتها عندما أجابها بلهفة متسائلا  
_ تقصدى إيه 
لا لا لا يكفى قلبها الذى أستنفذت خفقاته ويجب الآن الحفاظ على ماتبقى من دقات فؤاد شريكها لذا أجابته بطريقة مرحة تخفى بها ماقصدته بكلماتها  
_ أقصد يعنى أسيبك إزاى وأنت بتجيبلى الديزرت والحاجات الحلوة دى كلها ..
أمتدت يديها إلى القهوة الموضوعة أعلى التابلوه قائلة 
_ احنا مش هنفطر ولا إيه القهوة زمانها بردت ..
أطال النظر إليها محاولا فهم ماتخفيه إلا أنه لم يملك إلا ان قال بقلة حيلة فى النهاية 
_ تحبى أطلبلك غيرها ..
هزت رأسها نافية وبدأت فى إلتهام الطعام بشهية مفتوحة إلى جانب قهوتها بينما هو أكتفى بالشرود ناظرا من خلال نافذته بحزن واضح أثناء تناوله قهوته غير فاطنا إلى عينيها التى تختلس النظر إليه كل حين ...
قاطع الصمت صوتها المرح قائلا 
_ إيه ياكيمو أنا هاكل الديزرت كله لوحدى ولا إيه مش هتاخد حاجة مع القهوة ..
أجابها دون أن ينظر إليها 
_ كلى انتى بالهنا والشفا ..
فرح بعناد  
_ وبعدين بقى معندناش ولاد يقولوا على الأكل لا .. يلاا أفتح بقك .. همممم ياجمل ...
تفاجىء بيدها تمتد إليه حاملة بين أصابعها شوكة بلاستيكية يتخللها قطعة من الحلوى المنغمسة بالشكولاه فماكان منه إلا أن قام بفتح فمه مسرعا ليلتقطها قبل أن تسقط على ملابسه ..
لكن رغم ذلك تساقطت قطعة صغيرة من الحلوى أعلى هندامه فسارعت هى على الفور بإلتقاط منديل مبلل من داخل حقيبتها وأقتربت منه بحذر محاولة تنظيف ماأفسدته ..
أنحنت برأسها بالقرب من البقعة محاولة تحديد موقعها بدقة بعد أن ضيقت عينيها لتحسين رؤيتها فهى لاتستطع الرؤية بوضوح إلا عند إرتداء نظارتها فلم تفطن إلى شعيراتها التى عبث بها الهواء وألتصقت
تم نسخ الرابط