رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
دون أن يفكر معبرة عن إحساسه الصادق
_ طول عمرك يافرح هادية وخجولة ورقيقة وجميلة المعنى الحرفى لبنوته فى العشرينات لسه محتفظة ببرائتها رغم جمالها اللى ...
توقف قليلا متنحنحا قبل أن يستدرك متنبها لكلماته
_ أقصد يعنى رغم كده كنتى معايا فى نفس الوقت بمېت راجل لما بمر بمشكلة بتكونى أول حد جمبى وبتفكرى معايا أزاى اطلع من المشكلة دى ..
هزت فرح رأسها قائلة بعدما أعتادت سماع تلك الكلمات منه قبل شروعه فى الحديث عن كريم او هنا
_ عادى ده واجب الأصحاب مش كده ولا إيه ..
هشام بتردد
_ آه الأصحاب تمام ..
ثم أضاف
عقدت فرح مابين حاجبيها قائلة
_ مش فاهمة ..
هشام موضحا
_ يعنى هى شبهك فى الشكل بس إنما الصفات للأسف .. النقيض منك ..
أنانيه جدا عمرها ماأهتمت بيا زى ماأنتى إهتميتى رغم إن أنا وانتى مكناش إلا صحاب بس ..
_ مش فاهماك برضو ياهشام بتقارن بينى وبينها ليه ..
أجابها هو
_ مش عارف بس دى حاجه مستفزانى يعنى مثلا ليه هى عمرها ماسألتنى عن شغلى أو عن مشاكلى زى ماكنتى بتعملى ..
ليه أسألتها كلها غريبه عن الماديات حجم الشركة ورأس المال ...
فرح موضحة
_ هشام أنت طبعا عارف إن هنا بقالها كتير عايشة برة فأكيد اتأثرت بالمجتمع اللى كانت عايشة فيه واللى المادة عندهم أول حاجة وعشان كدة أكيد ده أثر عليها وبقت تفكر بعقلها أكتر من عواطفها ..
_ للأسف ده صحيح.
فرح بجدية
_ بس أنت بإيدك تغيرها لو بتحبها بجد..
هشام دون حماس
_ تفتكرى كده ! دى لغت فكرة الخطوبة بعد ماأتفقنا بيوم ..
فرح مطمأنة
_ من الناحية دى متقلقش ليك عليا وزى ماطلبت منى قبل كده إنى أقنعها توافق على الخطوبة فى المرة الأولى .. أنا عليا إنى أقنعها المرادى ..
_ متأكده إنك عاوزة تعملى كده !
فرح بعدم فهم
_ اكيد .. مادام دى رغبتك اللى هتخليك مبسوط ..
تراجع إلى الوراء ليستند على ظهر مقعده بإرتياح قائلا بشك
_ بصراحة أنا مبقتش عارف أنا عاوز إيه وحاسس إنى أتسرعت ..
لاحت علامات الإستغراب على وجه فرح قائلة
فى تلك اللحظة تقدم إليهم النادل بالمشروبات المطلوبة قبل أن يتكأ هشام من جديد بمرفقية أعلى المائدة فور إنصراف الأول موجها خضراويتيه بصورة مباشرة إلى رماديتيها قائلا بنبرة ذات معنى وهو يتأملها
_ هتكلم معاكى بصراحة .. أنا حاسس إن فى حد تانى يستاهل حبى وإنى أكمل معاه حياتى ..
أبتلعت لعابها متسائلة بتلعثم رغما عنها
_ ح ... حد .. حد زى مين !
هشام موضحا وهو يتأمل ذلك الإرتباك الذى سيطر عليها
_حد يكون بيحبنى بقاله سنين وأنا مكنتش أعرف ...
أحمر وجهها فى الحال وتوترت جميع أعضائها قبل أن تجيبه بإستنكار واضح
_ إيه اللى أنت بتقوله ده ياهشام هنا بتحبك ومينفعش تفكر فى حد غيرها ..
هشام بتحد
_ حتى لو قولتلك إنى فعلا بدأت أفكر فى الحد ده وحاسس أنه الخيار المناسب ليا ..
بدأ إهتزاز ساقيها أسفل الطاولة بتوتر وشرعت هى بفرك كفيها التى تعرقت محاولة الهرب من نظراته المسلطة عليها والإنفلات من كلماته التى لاتعلم المغزى من ورائها حركت فمها لعدة مرات محاولة الإجابة إلا انها عجزت عن الرد فى كل مرة فلم تدر بما تجيبه لماذا يبدو وكأنه يقصدها بكلماته أمن الممكن أن تكون شقيقتها قد نفذت ټهديدها وأخبرته !
فى النهاية لم تجد مفر إلا ساعتها فنظرت إليها قبل ان تقول بإرتباك
_ هشام أنا اتأخرت ومحتاجة اتحرك دلوقتى ..
أجابها معترضا
_ بس إحنا لسه مكملناش كلامنا وأنتى حتى مشربتيش العصير بتاعك ..
تناولت حقيبتها على عجل قائلة
_ معلش نتكلم بعدين
أوقفها قائلا وهو يخرج محفظته
_ طيب أستنى بس هوصلك للعربية ..
فرح نافية وهى تتحرك مغادرة
_ لا معيش العربية هوقف تاكسى ...
لحقها هشام بسرعة قائلا من ورائها
_ أستنى بس تاكسى إيه ماأنا معايا عربيتى وطريقنا واحد ..
ضغطت على أسنانها بقوة لاعنة غبائها الذى جرفها لإخباره عن أمر سيارتها خاصة وهو يقول
_ وبالمرة نكمل كلامنا ..
أومأت له برأسها وأتبعته بخطواته متثاقلة عندما أسرع هو إلى سيارته يفتحها على عجل وما إن وصلت إليه حتى قالت بلهجة اشبه للرجاء
_ هشام أكيد انت عندك شغل ورايح المكتب وسكتك غير سكتى .. أنا هطلب اوبر أحسن ..
لكنه صمم على موقفه وقام بفتح باب السيارة لها قائلا بعتاب
_ إزاى تقولى كده إحنا طول عمرنا سكتنا واحدة بس أنا اللى مكنتش واخد بالى ..
كلماته التى تحمل المعنيين لم تزيدها إلا إرتباكا فجلست أعلى مقعدها بأعصاب مضطربة وقلب مرتجف داعية الله أن يثبت أقدامها ويمرر ذلك الوقت القادم بسلام ..
آثرت الصمت متصنعة النظر من نافذتها إلا أنه تحدث قائلا عقب نظره لعينيها من خلال مرآته
_ ها مقولتليش رأيك إيه ..
فرح دون أن تنظر إليه
_ فى إيه !
هشام بخبث
_ لو فى واحدة أنا حاسس بحبها ليا وأكتشفت إنى أنا كمان معجب بيها .. تفتكرى أصارحها بمشاعرى !
فرح بتردد
_ أعتقد إنى آخر واحدة ممكن تسألها السؤال ده
هشام
_ ليه مش إحنا صحاب ولازم تساعدينى ..
فرح مسرعة
_ أنت ناسى إن هنا أختى .. إزاى أسيبك تجرحها بالشكل ده وأساعدك تعترف بحبك لغيرها مهما كانت درجة صداقتنا ..
رفع هشام كتفيه بلا مبالاه مبررا
_ بس هى اللى بتبعد ..
فرح بهدوء
_ وأنت لازم تتمسك بيها.. مش مع أول موقف تدور على غيرها .. أنا متأكده إنها بتحبك وأنت كمان بتحبها فليه توجع قلبك وقلبها ..
ألتفت إليها قائلا بجدية
_ مش أحسن ماأوجع قلب حد تالت ..
ازدردت لعابها بقوة قبل أن تقول بعدم إكتراث
_ ومين قالك إن الحد التالت ده هيتوجع .. أكيد هو كمان هيلاقى اللى يحبه ويقدره ..
هشام بشك
_ تفتكرى انه فعلا هيقدر يحب تانى ..
فرح بتأكيد
_ طبعا ياهشام الدنيا مبتقفش على حد ..
ثم أضافت
_ أنا من رأيى لازم تتكلم مع هنا تانى وتقنعها بحبك وأنا واثقه إنكوا هترجعوا لبعض وهنفرح بيكوا قريب ...
ظهرت إبتسامة صادقة أعلى محياه قائلا
_ إنتى إنسانه جميلة أوى يافرح ..
فرح بإبتسامة مجاملة
_ وانت تستاهل كل خير ياهشام وهنا كمان تستاهل حد زيك ..
لفظت جملتها الأخيرة تلك معلنة عن إنتهاء الحديث حيث أعادت
متابعة القراءة