رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
انتوا كنتوا فين إمبارح ياكريم !
كريم بتلقائية
_ أبدا هشام كان مخڼوق شوية ونزلت أفكه ..
فرح بنبرة غير طبيعية
_ اه وفكيته ازاى بقى !
غمز هو مجيبا
_ دى طريقتى أنا بقى ..
فرح بتهكم محاولة إخفاء تلك الغيرة بداخلها
_ آه تلاقيكوا نزلتوا تقابلوا بنات تسهروا معاهم مش كده ..
رفع كتفيه بلا مبالاة قائلا
ظهرت علامات الڠضب أعلى محياها مجيبة
_ ليه وأنا مالى كل واحد حر ..
عبس وجهه هو الآخر معلقا
_لسه بتغيرى عليه !
لم تعى هى لكلماتها قائلة
_ لا مش عليه ..
أتسعت عينيه بعدم تصديق فوجه نظراته إليه قائلا بفرحة حقيقية
_ أمال على مين ! عليا مثلا !
_ لا انا كنت أقصد اقول إنى مش بغير عليه يعنى ..
ثم أضافت پغضب مصطنع
_ وبعدين أنتوا أصلا المفروض تبقوا محترمين ومش بتقابلوا بنات أنت ناسى أنه هيبقى خطيب أختى والمفروض متفسدش أخلاقه ..
اومأ هو برأسه بخبث قائلا
_ خلاص أوعدك إنى مش هفسد أخلاقه إنما أنا عادى بقى أعمل اللى أنا عاوزه ..
_ عادى إزاى يعنى ..
كريم موضحا
_ أصل أنا مش خاطب زى ماأنتى عارفة ولسه سنجل ..
أحمر وجهها ڠضبا من كلماته قائلة بتحفز
_ والله ! سنجل أمال أنا أبقى إيه !
تصنع عدم الفهم ليزيد من ڠضبها متسائلا
_ مش فاهم إنتى إيه !
استعادت هى رشدها واستجمعت هدوئها قائلة بتأن
كريم بنبرة خاصة
_ اااااه كنت بحسب فى حاجة تانيه ولا حاجة ..
فرح بتوتر
_ لا متحسبش وأتفضل سوق وأنت ساكت وأنجز عشان جوعت جدا وممكن دلوقتى أكلك أنت شخصيا ..
نظر إليها بمرح قائلا
_ ياريييييت
أحمرت وجنتاها على الفور قائلة بعبوس
أوقف هو سيارته على جانب الطريق قائلا بطريقة تمثيلية وهو يمسك قلبه
_ ااااه قلبى .. والمفروض بقى إنى أستحمل كلمة ياكريم وهى طالعة منك وأنتى بقيتى طماطمايه كده .. يااارب صبرنى ..
وكأنها اصبحت داخل فرن كهربائى تحاوطها الحرارة من كل جانب فهاهى تزداد إحمرار بعد كلماته تلك التى لم تجد فى نفسها قدرة على الإعتراض عليها ..
_ أتفضلى يلا وصلنا .. ها تحبى أطلب تيك أواى هنا فى العربية ..
فرح بخفوت
_ آه ياريت ..
ألتف بجسده إليها متسائلا بهدوء
_ طيب تحبى نجيب إيه قهوه ومعاها إيه !
ثم أضاف مستعرضا تلك اللائحة التى يحفظها عن ظهر قلب
_ فى باتيه كرواسون ودونتس وفى ديزرت.. تحبى إيه !
أجابت هى بعد تفكير عميق
_ بص محتاجة قهوة سادة عشان أفوق ومعاها أى حاجه شكولاته على ذوقك ..
كريم بإبتسامة عذبة
_ تصدقى أنا كمان نفسى رايحة النهاردة لحاجة كده معينة ..
ثم أضاف قبل مغادرته
_ ثوانى وراجعلك ..
هبط هو من سيارته بينما ظلت فرح تتابعه بأنظارها حتى أختفى داخل متجر صغير تفوح منه رائحة القهوة والمخبوزات الطازجة بقوة ..
ما إن أبتعد حتى أستطاعت هى إلتقاط أنفاسها أخيرا وتحررت من حزام الأمان علها تتخلص من تلك الحرارة التى تملؤها فهى تعجز حقا عن التصد لكلماته المعسولة تلك ...
عقب عدة دقائق عندما نجحت فى إلتقاط زمام أمورها والسيطرة على خفقات قلبها بدأت أصابعها تتحرك عابثة فى ذلك الزر الخاص بتحريك غطاء السيارة حيث بدأت اللهو كالأطفال تغلق سقف السيارة تارة ثم تفتحه من جديد تارة أخرى بضحكات طفولية تخرج منها عقب نجاحها فى مهمتها ثم شرعت فى العبث بمحتويات السيارة حيث تلك الألعاب الصغيرة المعلقة أسفل المرآة قبل أن تتوجه فى النهاية إلى تابلوه السيارة المغلق والذى قامت بفتحه دون تفكير لإستكشاف مابداخله وكأنها المالكة الحقيقة للسيارة ..
وبدون الشعور بالخجل بدأت بتصفح بعض الأوراق التى وجدتها والخاصة بعمل كريم وهشام قلبت بها دون إهتمام قبل أن تسقط من بين طياتها صورة فوتوغرافية أستقرت فوق ساقها مقلوبة ..
ألتقطتها بتطفل وقربتها إليها بحماس مفكرة لمن قد تكون تلك الصورة التى يحتفظ بها بين أوراق عمله لم تلبث أن أدارتها إلى الجهة الأخرى ووقعت عيناها على صاحبة الصورة ..
تلك الغافية بهدوء والمتكأة برأسها على سور الشرفة الحديدى وسط الظلام بينما مصباح شرفتها مسلط على وجهها فساهم فى إيضاح الكثير من تفاصيله ..
رغما عن إنخفاض جودة الصورة إلا أنها أستطاعت التعرف على تلك الغافية بسهولة والتى لم تكن سواها هى .. فرح ..
الفصل الرابع عشر
لم تبذل جهدا للتعرف على هويتها رغما عن الظلام المسيطر على الصورة هى تذكر تلك الليلة جيدا عندما تذوق فؤادها مرارة الألم لأول مرة وتسابقت حبات الخذلان فى الإنفلات والسقوط أرضا يوما بعد يوم لتزيد قلبها حسرة وغصة ..
فذلك هو اليوم الأول لوصول شقيقتها حيث تركت لها فراشها وغلبها هى النوم بداخل شرفتها عقب تلميح هشام لها بإعجاب كريم ..
لكن كيف أستطاع هو أن .....
وقبل أن تتوغل بتفكيرها أكثر من ذلك شعرت بعطره يتسلل إليها معلنا إقترابه منها فهاهو يفتح باب سيارته ليجلس بجوارها حاملا أكواب القهوة الورقية وقطع المخبوزات الطازجة داخل حقيبة كرتونية بنية اللون بينما إبتسامته تزين وجهه وهو يقول بحماس
_ أما لقيت عنده شوية حاجات لسه طالعة طازة وقولت نجر.....
صمت عن الحديث لوهلة عندما أصطدمت عيناه بعينيها المذهولة قبل أن يلاحظ تلك الصورة مابين أصابعها فتجمدت ملامحه وترك مابيده أعلى تابلوه السيارة قائلا بهدوء
_ انا آسف
فرح بهدوء
_ على إيه
أشاح بنظره عنها قائلا بحزن
_ على الصورة .. مكنش لازم أصورك من غير إذنك ..
رغما عن أنها لم تشعر بالڠضب إلا انها فضلت إظهاره معاتبة
_ وليه عملت كده ..
ألتفت إليها قائلا بثبات
_ زى ماكلمتينى بصراحة قبل كده جه الوقت اللى من حقى أنا كمان أتكلم فيه بمنتهى الصراحة والوضوح وأطلع اللى جوايا ..
عبست بحاجبيها بعد أن أزدادت دقات قلبها تأهبا لما سيقوله بينما هو أردف
_ أعتقد إن أنتى عارفة إنى معجب بيكى وأظن كمان عارفة إنى من أول مرة شوفتك فيها وأنا مش قادر أشيلك من تفكيرى ..
صمت لبضع ثوان قبل أن يثبت عدستيه عليها قائلا
_ إنما اللى متعرفهوش إنى من يوم ماشوفتك من بلكونة هشام بقيت زى المچنون مش مصدق إنى لقيتك تانى عشان كده محاولتش ولافكرت إنى أدور على بيت تانى ولا حتى أنقل لأوضة تانيه وأبعد عنك ..
أزدردت هى لعابها بطريقة غير ملحوظة وأومأت برأسها أرضا محاولة الهروب من نظراته المثبتة عليها بل تهدأة تلك الدقات المتسارعة داخلها إلا أنه منعها من ذلك قائلا
_ لو سمحتى بصيلى ..
ماإن رفعت رأسها إليه حتى أكمل قائلا وهو يتأمل رماديتها
_ تصدقينى لو
متابعة القراءة