رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
عاوزةحد يعرفها ..
فى تلك اللحظة زفر هو بإرتياح معقبا
_ ياشيخه خضتينى وأفتكرت الموضوع بجد .. بقى تلغى خطوبتنا وتنهى حبنا عشان شوية أوهام وتخيلات فى دماغك إنتى بس ..
أنقلبت الآية وبدأت هى بالڠضب من إستخفافه فقالت بإنفعال واضح
_ هشام أنا بقولك إنى حاسة أنها بتحبك وأنا مستحيل أتجوز واحد أختى بتحبه أو حتى معجبة بيه ..
_ لا قولى إنك بتخلعى بطريقة لطيفة .. ملوش لزوم اللف والدوران ده وأنك تألفى قصص ومسلسلات عشان أبعد عنك ..
أحست بغبائها فى تلك اللحظة فهاهى على وشك الخسارة بسبب فقدانها السيطرة على أعصابها فهبت واقفة هى الأخرى وأمسكت بيده قائلة بهمس
_ لا ياهشام أوعى تقول كده أنا بحبك بس ...
_ بس إيه !
أقتربت منه ناظره إلى خضراويتيه لتقول بدلال مصطنع
_ بغير عليك بقى أفهم ياأخى ..
تناسى مابه من ڠضب ولاحت على قسماته علامات الغرور والتباه ليقول بخيلاء
_ وتغيرى من إيه أنا بحبك ومش عاوز غيرك حتى لو حواليا أجمل بنات فى الدنيا ..
هنا بخبث بعدما نجحت فى كسب ثقته من جديد
زفر هو بضيق قائلا وهو يمسك يديها
_ موافق بس نفضل مع بعض منبعدش ..
ثم أضاف مطمئنا
_ وبعدين متقلقيش فرح بتحب كريم وكريم كمان بيحبها ...
أنقلب وجهها على الفور إثر جملته الاخيرة للتسائل
_ هو قالك كده !
_ طبعا ده معجب بيها من قبل ما يعرف أنها جارتى ..
تمتمت هى داخلها بخبث
_ أما نشوف هيفضل يحبها حتى بعد مايعرف انها بتحبك ولا هيغير رأيه ساعتها ..
بخلاف ذلك الحقد الذى يملأها ظهرت إبتسامتها أعلى شفتيها قائلة بدلال
_ هيشو ممكن أطلب منك طلب كمان ..
أكملت دون إنتظار إجابته
_ عشان قلبى يرتاح إن فرح مفيش من ناحيتها أى شعور ليك عاوزاك تعمل حاجة ..
_ أعمل إيه ..
لمعت عدستيها بدهاء موضحة وهى تداعب كفيه بأطراف أصابعها
_ عاوزاك تتقرب منها اليومين دول ومحدش يعرف إننا رجعنا لبعض ولا حتى كريم ...
أتسعت عيناه بإستنكار واضح قائلا برفض بعدما نفض يديها عنه
_ أنتى بتقولى إيه ! لو أنا بالنسبالك مفرقش فأنا مقدرش أخون صاحبى وأعمل كده من وراه ..
_ أسمعنى بس ياهيشو .. ده هو أسبوع بس مش أكتر .. مبقولكش حبها فيه .. عادى أتعامل معاها زى الأول كأنكوا صحاب وأنا هقدر أعرف من طريقتها إذا كانت بتحبك ولا لا..
هشام بتردد
_ بس ...
إقتربت منه بدلال من جديد مقاطعة تفكيره
_ مفيش بس .. ولا أنت بقى مبتحبنيش ومش عاوزنا نتجوز ...
نفى هو ذلك بسرعة قائلا دون تفكير
_ لا لا بالعكس ..
ثم أضاف بقلة حيلة
_ خلاص ماشى بس هو أسبوع واحد بس وهعاملها زى ماكنت بعاملها فى الأول كصحاب ..
تهللت أساريرها بوضوح قائلة
_ ميرسى ياهيشو ..
ثم أضافت بتحذير
_ بس أهم حاجة زى ماأتفقنا محدش يعرف إن علاقتنا رجعت تانى خصوصا كريم أحسن يقولها .. إحنا كل ده مټخانقين ومتخاصمين ..
هز هو رأسه موافقا قبل أن يتسائل بسذاجة كطفل ينتظر مكافئته
_ وبعد الاسبوع ده أجى أخطبك صح ..
هزت رأسها موافقة بإبتسامة دون التحدث لكنها بداخلها تمتمت بسخرية
_ لا بعد الأسبوع ده بقى يابيبى هقدر أخلص منك ومنها فى ضړبة واحده وأفضى للى يستاهل .....
وسط نظرات التعجب والإستغراب التى ظهرت جلية فى أعين زملاؤها وصلت فرح إلى عملها متأخرة بعض الوقت بعد أن قاومت تلك الدقائق التى تمر كلمح البصر برفقة كريم ..
فهى حقا لم تود مفارقته وكأنها أرتبطت به بوثاق خفى عجزت عن التملص منه بالأخير غادرته على وعد باللقاء بعد ساعات العمل المعتادة حيث سيمر عليها للذهاب إلى مكانهما المفضل ..
تناست إعتراضاتها بالأمس وأجفلت عن قراراتها التى أتخذتها بعدم رؤيته من جديد هى لم تتذكر إلا أحداث ذلك الصباح الذى لم تتوقع حدوثه حتى فى أجمل أحلامها ..
فما إن استقلا السيارة المكشوفة وأنطلق بها هو حتى شعرت بالهواء العليل يتدفق اليها من كل صوب أحست به يتخلل شعيراتها وملابسها وحتى قلبها وكأنها روح هائمة فى ملكوت الله دون قيود شعور تلخص داخلها فى كلمة واحدة فقط الحياة فلأول مرة ينتابها ذلك الإحساس وكانها أستطاعت التنفس فجأة وزفر أوجاعها بصوت عال دون خوف أو خجل ..
أغمضت عينيها بإستمتاع لتنعم بتلك النسمات التى ټضرب وجهها كل لحظة مختلطة برائحة عطره التى تسللت إليها بين الحين والآخر من بين نفحات الهواء السخية فظلت تأخذ نفسا عميقا فى كل مرة لتملأ رئتيها به وتبتسم دون أن تشعر أثناء إغلاقها لعينيها ..
فهى معجبة به بشدة أحبت ذلك العطر كما هى على وشك الوقوع فى غرام صاحبه ..
عليها الإعتراف بأنها قاومت ذلك الإعجاب داخلها منذ البداية فى أول لحظة رأته فيها داخل ذلك المطعم الخاص بصديقتها رغم إنكارها وتداعيها للتناسى إلا انها تتذكر جيدا نظرة عينيه التى شملتها بإهتمام قبل أن تحاوطه تلك الفتاة بذراعيها ..
أنكمشت إبتسامتها وعبست بجبينها أثناء تذكرها تلك اللحظة فتحت عينيها بتحفز ونظرت إليه پغضب راغبة فى التساؤل عن هوية تلك الفتاة إلا أنها أصطدمت بعينيه ېختلسان النظر إليها من خلال مرآته الأمامية بينما وجهه مزين بإبتسامته الساحرة مما أشعرها بالخجل فأعتدلت فى مقعدها قائلة
_ مبتسم ليه كده ..
كريم بتلقائية
_ والله هو الطبيعى إن الواحد يبتسم بس مش من الطبيعى إنه يكشر من غير سبب بعد إبتسامه زى ماأنتى عملتى كده بالظبط ..
هزت فرح رأسها نافية لتقول بتصميم وهى تشير إلى جسدها
_ بقى أنا كنت مبتسمة محصلش .
كريم ضاحكا
_ يعنى مبتسمة هى اللى ضايقتك ومكشرة دى عادى بالنسبالك ..
فرح موضحة
_لا يعنى عادى لا مبتسمة ولا مكشرة..
ثم أضافت بإعتراض
_ وبعدين أنت اللى قاعد ساكت مبتتكلمش .
كريم غامزا
_ وأنا هعوز الكلام فى إيه كفاية إنك جمبى ..
تأففت هى بإصطناع
_ مش هتبطل كلامك ده ..
نظر إليها بداخل مرآته من جديد قائلا من بين شفتيه
_ لو بيضايقك أبطله ..
تسائل مرة أخرى عقب صمتها
_ ها بيضايقك ..
أشاحت بوجهها عنه ناظرة إلى الطريق بجانبها لتخفى إبتسامتها الخجلة وهى تقول
_ لا يعنى مش أوى ..
ثم تسائلت راغبة فى تغيير مجرى الحديث
_ مقولتليش رايحين على فين !
كريم بحماس
_ هشربك أحلى كوباية قهوة واحلى كرواسون وباتيه طازة ..
اومأت برأسها وهى تنظر داخل ساعة يدها
_ ماشى بس على الواقف بقى شوف حاجة تيك أواى كده عشان متأخرش على الشغل ..
كريم بتفهم
_ ماشى هوافق بس عشان هنتقابل بعد الشغل ..
سيطر الصمت لبضع لحظات قبل أن تقطعه هى متسائلة بفضول
_ هو
متابعة القراءة