رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
اللحظة فقدت هنا سيطرتها على مشاعرها التى تجلت بوضوح على وجهها وهى تقول بعدوانية
_ لا متتعبيش نفسك ولا تنشغلى بخطوبتى أنا عارفة أنا عاوزة إيه كويس ...
فرح ببرود
_ زى ماتحبى بس أنتى كمان متشغليش نفسك بكريم .. اوووه أقصد بعلاقتى مع كريم ..
ثم أضافت مبتعدة
_ هدخل آخد شاور بقى بس لو عاوزة خليكى عادى قاعدة زى أوضتك بردو ..
لم تلبث تلك الغاضبة أن تمتمت بعد أن لكمت الفراش بقبضتها عدة مرات قائلة پغضب
_ بقى بتصيعى عليا أنا .. ماشى يافرح ..
عقب الإنتهاء من حمامها الدافىء توجهت إلى الخارج بترقب باحثة عن شقيقتها التى لم تجد لها أى أثر داخل الغرفة فزفرت بإرتياح قبل أن تحرر شعيراتها المبللة من تلك المنشفة القطنية التى أمتصت معظم بلله كادت أن تبدأ بإستخدام مجفف الشعر عندما توجهت نظراتها إلى شرفتها ورغما عنها قادتها قدماها للبحث عنه عله يقف فى إنتظارها لكنها لم تجد أى أثر للحياة داخل المنزل بأكمله والذى انطفأت جميع اضواءه على غير العادة ..
_ ده أنتى بجد ولا أنا بحلم ..
جلست فرح على أطراف فراشها قائلة بخجل
_ ازيك
كريم بلهفة
_ مممم ولو قولتلك مش كويس ..
_ مش كويس ليه أنت فين !
أجابتها ضحكاته
_ وحشتك صح .. أنا مستعد اكون قدامك فى ثوانى بس تقوليهالى ..
أبتسمت هى فى تلك اللحظة إلا أنها اجابته ناهرة بجدية
_ كريم ملوش لزوم الكلام ده وإحنا لوحدنا .. مادام هنا او هشام مش معانا فخلاص ..
كريم بتردد
_ انتى زعلتى
فرح
كريم بجدية
_ عموما أنا فعلا مع هشام ..
فرح
_ أكيد متضايق عشان موضوع هنا صح ..
كريم
_ هى قالتلك
فرح
_ آه قالتلى بس عادى يعنى خليه يكبر دماغه هى هنا كده كل يوم بحال هتيجى بكره وتقوله نتخطب عادى ولا كأن حاجه حصلت ..
أجابها بإقتضاب
_ تحبى تكلميه !
فرح مسرعة
ثم أستدركت على الفور
_ لو كنت عاوزة اكلمه كنت أتصلت على موبايله ..
أجابها هو بالصمت بينما هى أردفت
_ المهم ياكريم لما تروح كلمنى عاوزاك فى موضوع ..
كريم
_ إحتمال كبير اتأخر .. لو عاوزة ممكن نتقابل بكره ونتكلم براحتنا
فرح بدون تفكير
_ أوك بكره فى نفس المعاد ..
ثم أضافت مسرعة
_ انا هقفل تصبح على خير..
أغلقت هاتفها بسرعة ناهرة نفسها على موافقتها السريعة لرؤيته بالغد وكأن رؤيته أصبحت من روتينها اليومى الذى لاغنى عنه حتى لو لم يستوجب الأمر ذلك فكرت فى الإتصال من جديد للإعتذار عن الموعد إلا أنها قررت التفكير فى ذلك غدا عقب الإنتهاء من عملها ..
تحركت من مكانها متوجهة إلى المرآه حيث مجفف الشعر لازال فى إنتظارها فقامت بتشغيله لأعلى درجة عل صوته العالى ينجح فى التخلص من صوت عقلها الذى لازال يفكر فى الأمر ..
أستمعت هى لذلك الصوت بداخلها لازال يوبخها فتحدثت نفسها قائلة پغضب
_ هو أصلا إستحلاها ولا إيه .. كل يوم يقولى نتقابل نتقابل على اساس إن احنا بجد مرتبطين وهنتخطب..
أزاى يفكر فيا كده هو فاكرنى واحدة من الشارع هتجرى عليه وأما تصدق يقولها نتقابل ..
أنا بكره هبعتله رسالة وأقوله مش هنتقابل .. واللى عاوزة اقولهوله هقوله فى الموبايل مش قضية هى ...
فى تلك اللحظة توقفت قليلا متسائلة پغضب
_ وبعدين يعنى إيه هيتأخر .. هو ليه مقاليش هو فين !
نهرت نفسها من جديد معاتبة
_ وأنا مالى مايروح مطرح مايروح ويرجع وقت مايرجع ..
أطفأت مجفف الشعر پغضب وتوجهت إلى فراشها عقب إغلاقها لأضواء الغرفة فلم تتمكن من النوم بسهولة فهاهى تتقلب يمنة ويسارا محاولة إيقاف تفكيرها المستمر كل بضع دقائق تنظر إلى ساعة هاتفها حتى جاوزت الساعة الثانية عشر..
فى تلك اللحظة ترامى إلى سمعها صوت محرك سيارة يقترب فعلمت بوصوله ..
غادرت فراشها على عجل بعد أن أضاءت الغرفة باحثة عن خفها كى تنتعله قبل أن تتوجه إلى شرفتها حيث رأتهم يتوجهان إلى المنزل لم تبارح مكانها حتى لاحظت الضوء يخرج من غرفة كريم فأسرعت بالدخول إلى غرفتها واختبأت خلف ستائرها الداكنة تطلعت برأسها من خلال فتحة صغيرة مكنتها من رؤيته بعد أن أضاء مصابيح شرفته ..
فهاهو يتطلع إلى شرفتها بإهتمام لبضع لحظات قبل أن يخرج هاتفه ليعبث به والإبتسامة ترتسم أعلى محياه ..
عبس جبينها وهى تتسائل
_ بيكلم مين ده دلوقتى .. وماله فرحان كده ليه كأنه ..
فى تلك اللحظة وقبل أن تكمل جملتها اضاء هاتفها الموضوع أعلى فراشها فى نفس اللحظة التى خرجت منه نغمة قصيرة معلنة عن ورود رسالة فتوجهت إليه بتأفف قائلة
_ وده وقته ...
قرأت حروف اسم الراسل بتأن كريم قبل أن تقرأ محتوى رسالته بصوت مرتفع
_ على فكره أنا شايفك وأنتى ورا الستاره المره الجاية لو عاوزة تستخبى أبقى أطفى النور
أطفأت الأضواء فى الحال ودفنت رأسها اسفل غطائها كالنعامة راغبة فى إنشقاقه وإبتلاعها داخله من فرط ذلك الموقف المحرج الذى وضعت نفسها به ..
إلا انها استطاعت فى النهاية تمالك نفسها قبل أن تتربع أعلى فراشها وتقوم بإرسال رسالة نصية له قائلة
_ على فكره أنا كنت واقفه بعمل حاجه بس مش اكتر ومعرفش أصلا إنك رجعت ..
اجابها على الفور
_ اه كنتى واقفة بتعملى تمثال مثلا
خرجت ضحكة عفوية منها قبل أن تجيبه
_ ماتخليك فى حالك ونام ولا معندكش شغل بكرة
كان يتكأ على فراشه هو الآخر أثناء محادثتها ليقول بتثاؤب
_ لا عندى وھموت وأنام
لم تستطع هى تجاهل ذلك الحس الأنثوى بداخلها فتسائلت بصورة مباشرة
_ مادام مرهق أوى كده إيه اللى أخركوا كل ده
تلك المرة أتتها الرسالة صوتية فأستمعت إلى صوته يخرج من هاتفها قائلا
_ إيه قلقتى عليا ..
أجابته برسالة نصيه
_ لا عادى يعنى أنا كنت نايمة أصلا
كريم برسالة صوتية
_ كنتى نايمة وفجأة قررتى تقومى تعملى تمثال ورا الستارة
لم تستطع هى إيقاف ضحكاتها المستمرة فأجابته برسالة أخرى
_ ظريف أوى حضرتك روح نام بقى عشان أنا كمان عاوزة أنام
جائتها رسالته الصوتية قائلا
_ طب ممكن أسمع صوتك وأنتى بتقولي تصبح على خير عشان أعرف أنام
أشرق وجهها بإبتسامة زينت محياها رغم ترددها الواضح إلا
متابعة القراءة