رواية تحفة الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل الحادى عشر
وأخيرا عملتها ياوحش ..
نطق هشام بتلك الكلمات وهو يتوجه إلى كريم يحتضنه بفرحة حقيقية بينما ذلك الأخير يقف بثبات مدهوشا مما ألتقطته أذناه منذ لحظات ..
بجسد متخشب ألتفت إلى تلك التى تتأبط ذراعه بخيلاء وزهو بينما هى تحولت نظراتها إلى شقيقتها التى تجهمت ملامحها هى الأخرى وتطاير الحقد من عينيها بصورة واضحة..

باغتتها فرح متسائلة وهى تحرر ذراع كريم من بين قبضتها 
_ إيه مفيش مبروك يانونة ولا إيه .. 
أفاقت هنا من تلك الحالة المسيطرة عليها قبل أن تقترب من شقيقتها قائلة بإبتسامة خبيثة  
_ اه طبعا ياروحى مبروك ..
ثم أضافت بلهجة حاولت إظهارها معاتبة وهى تتأمل كريم بإعجاب واضح 
_ بقى ينفع كده أكون آخر من يعلم ..
فى تلك اللحظة أنشغل كريم مع صديقه فى حديث خاص بينما فرح أجتذبت شقيقتها على بعد عدة خطوات منهما قائلة بعد أن ثبتت عدستيها على قسمات وجهها بثبات 
_ هو أنا مش كنت لمحتلك إمبارح ..
ثم أضافت بتهكم 
_ ولا الظاهر إنك بقيتى تنسى ..
أجابت هنا ساخرة وهى لازالت تتفحص كريم 
_ لامنستش بس كنت بحسب يعنى ....
أقتربت فرح منها قائلة بتحد وعلامات الشرر تتطاير من أعينها جراء نظرات شقيقتها 
_ بتحسبى إيه .. 
هنا مستدركة بعدما نجحت فى إستفزازها 
_ أبدا يعنى بحسب إنه لسه مجرد إعجاب ..
رفعت فرح رأسها بتحد قائلة 
_ الحقيقة أنا لحد إمبارح مكنتش واثقة من حقيقة مشاعرى ناحيته .. بس النهاردة أكتشفت إنه هو الشخص اللى بدور عليه وأتفقنا على كل حاجة ..
فى تلك اللحظة رددت هنا داخلها بخفوت وهى تلقى نظرة كل حين عليه 
_ مش انتى بس اللى كنتى بتدورى عليه ...
لم تدر فرح بما يجول داخل صدر شقيقتها فأردفت بإبتسامة مصطنعة 
_ وبعدين بقى مااحنا توأم ولازم كل حاجه نعملها مع بعض .. مش كده ولا إيه ! 
هنا بإقتضاب  
_ ولا إيه .. 
ثم أستدركت بصوت عال موجهة كلماتها إلى الشابين خاصة ذلك الصيد الجديد الذى وضعته هدفا لها 
_ طب أنا هدخل بقى ياجماعة أحسن الدنيا بردت .. يلا تصبحوا على خير ..
وقبل أن يتقدم إليها هشام مودعا ولتهم هى ظهرها مغادرة بينما فرح لحقتها قائلة وهى تشير إلى كريم بإمتنان 
_ كلمنى ياكريم ها ..
تتبعهم العاشقان بنظراتهم كل يسلط عدساته على ليلاه بوله وشغف حقيقى قطعه هشام قائلا بعتاب 
_ إيه ياعم الحاجات السريعة دى مجبتليش سيرة يعنى .. 
همهم كريم بخفوت  
_ولا جبتلى سيرة أنا كمان ..
أرتفعت ضحكات صديقه قائلا بمزاح 
_ أنت سخن ولا الحب ۏلع فى الذرة وفيك وبقيت تهلوس ..
أفاق كريم من شروده عقب إختفاء فرح عن أعينه قائلا بجمود  
_ ها .. لا أبدا ومبروك أنت كمان ياإتش .. أنتم السابقون ياسيدى ..
تأرجح شعوره مابين الفرحة والتخبط مابين الإضطراب و التمرد فعصيان عقله وقف حائلا بينه وبين غبطة قلبه المشتاق والذى تغاضى عن الوضع بأكمله مستمتعا فقط بالنتائج بينما عقله طرح تلك الثمار جانبا ليعترض بصورة كاملة واضحة جليه لاتقبل الشك على ذلك الحال فكيف له أن يقبل كونه أداة بين يديها يعلم جيدا أن وظيفتها الوحيدة هى بث الغيرة فى قلب صديقه ليس أكثر ..
لكن فؤاده وكعادته رفض النظر للأمور بتلك الطريقة السطحية بل برر فعلتها بمحاولتها لرد إعتبارها وعليه هو أن يستمتع بقربها حتى لو على سبيل التصنع ..
قاطع تفكيره تلك الهمهمات بالخارج فتوجه إلى شرفته بتساؤل ليجدها تقف فى إنتظاره وما إن ظهر حتى قالت بخفوت يصحبه بعض حركات الإشارة متسائلة 
_ نمت ولا إيه 
هز كريم رأسه نافيا دون أن يتحدث فأضافت هى مشيرة بأصابعها 
_ مكلمتنيش ليه !
أجابها بصوت واضح  
_ بحسب أنك بتقولى كده وخلاص
هزت فرح رأسها نافية قائلة 
_ لا مش كده وخلاص كلمنى يلا
رفع كريم كتفيه بهدوء قائلا  
_ بس أنا معيش نمرتك
عبست فرح مابين حاجبيها قائلة بعدم تصديق وهى لاتزال تحافظ على نبرات صوتها الخفيضة  
_ معقول كل ده ومش معاك .. 
فى تلك اللحظة ظهر صوته جليا واضحا وهو يجيبها قاطعا صمت الليل 
_ محبتش إن يكون سهل أوصلك .. كنت عاوز كل ماأحب أكلمك أشوفك قدامى زى دلوقتى ..
تسمرت عدستيها عليه محاولة إستيعاب ذلك العشق المستتر وراء كلماته والذى تفضحه نبرات صوته الهادئة لكنه أردف قائلا بعدما أمتدت أصابعه إلى مؤخره رأسها يحكها بمرح  
_ وكده كده كنت عارف إنك مش هتردى عليا ..
أبتسمت هى من كلماته تلك قبل أن تقول بخجل 
_ خلاص نتقابل بكره ونتكلم 
أشار لها متسائلا  
_ فى نفس المكان ونفس المعاد !
هزت هى رأسها موافقة دون أن تنبس ببنت شفة أخرى بينما إبتسامتها ملأت وجهها من علامات الفرح والحماس التى أرتسمت على ملامحه فور موافقتها مالبثت أن أنسحبت إلى الداخل حين سيطر عليها ذلك الشعور بالخجل عقب أن ثبت نظراته عليها بصورة جادة أذابتها فى لحظات ...
لم تكن هى وحدها من تستمع لكلمات العشق من بين شفتيه بل أيضا تلك المتلصصة الرابضة فى الظلام وراء زجاج شرفتها تحاول التأكد من جدية العلاقة بينهما .. 
وعقب إنتهاء حديثهما وإختفاؤه داخل غرفته هو الآخر أخذت هنا تزرع غرفتها ذهابا وإيابا العديد من المرات متجاهلة رنين هاتفها المستمر والذى لم ينقطع منذ دقائق فماكان منها إلا أن أغلقته فى النهاية قبل أن تقذف به أعلى فراشها قائلة پغضب 
_ مش وقتك دلوقتى إيه الزن ده ..
فركت كفيها بتوتر قائلة بطريقة هيستيرية 
_ ازاى ازاى ده يحصل .. ازاى متعرفتش عليه هو الأول ..
ثم أضافت بعد صمت دام لدقائق 
_ كان لازم يعنى أتسرع واوافق على زفت خطوبة وجواز طب أخلع منه ازاى ده ... 
رغم الظلام إلا أن شبح إبتسامة ساخرة ظهر أعلى محياها وهى تقول پحقد واضح 
_ قال وأنا من غبائى بحسبها عينها من هشام وبعد ماأتدبست فيه رسمى جايه تقولى بتحب كريم .. 
طبعا تلاقيها من الأول وهى منشنة على الكومى الكبير .. وسايبانى أنا أدوس مع سى هشام ده ..
صمتت لثوان قبل أن تضيف مقلدة لهجة محبها الجادة 
_ قال لسه بيبنى نفسه ومش عاوز مساعدة من أهله ..
ثم أضافت بإستخفاف 
_ وأنا بقى اللى هقعد أستناه وأساعده نبنى مستقبلنا طوبة ذهب وطوبة فضة زى الأفلام ....
وكأن اعينها لمعت فى الظلام أثناء تفكيرها بصوت مرتفع حاقد كاد أن يتحول إلى صړاخ 
_ مبقاش هنا لو سيبتلك اللى اسمه كريم ده تتهنى بيه ياست فرح .. مش هسمحلك تاخدى كل حاجة .. كريم ده لازم يبقى بتاعى .. بتاعى أنا وبس ..
أتعلمون تلك الصباحات المشرقة ! 
تلك التى تستيقظون فيها على مداعبات أشعة الشمس الحالمة وكأنها تدغدغ أعينكم فتقفزون من أعلى فراشكم بحماس وتؤدة متجهين للإغتسال وحين تلامس أقدامكم أرضية حوض الأستحمام تشعرون وكأن سلاسل الماء المتصلة والمنهمرة فوق رؤسكم ماهى إلا شلال صاف ينحدر من أعلى جدول عذب
تم نسخ الرابط