رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

على بعد خطوات منها فتسير بوجه محتقن وتركبها بعدما فتح السائق لها الباب بينما قيصر يتحدث قليلا مع جاسم قبل أن يركب بجانبها هو الآخر ليركب السائق في كرسيه وبجانبه يركب جاسم ليصدح صوت قيصر بنبرته المتسلطة الآمرة 
تحرك يا جمال ..
فيحرك جمال السيارة لتحتضن شمس جسدها وهي تفكر إنها تجلس لوحدها في سيارة مغلقة مع ثلاث رجال أشبه بوحوش تشعر بهم على وشك الإنقضاض عليها بينما هناك سيارات سوداء مصفحة تحيط بهم من جميع الجوانب وكأنهم في موكب الرئيس مثلا ..
ذهبت ببصرها نحو قيصر الذي ينظر أمامه بملامح غير مقروءة كالعادة لتهز رأسه بخيبة وتنظر أمامها لفترة قبل أن تتجه أنظارها نحو النافذة تتأمل الشوارع المزدحمة لتميل برأسها عليها بشرود فيستدير هو يتأملها للحظات قبل أن يشيح بوجهه بعيدا عنها نحو النافذة المقبلة شاردا بالعديد من الأشياء وعلى رأسها هي ..
........................................................................
تأملت شمس قصر عائلة عمران بطرازه الحديث والذي لا يقل فخامة عن ذلك القصر لكنه يمتاز بتصميم مبهر يثير أعجاب أي شخص بطابع حديث جدا يناقض الطابع القديم للقصر الآخر ..
فكرت إنه من الظلم أن تمتلك عائلة واحدة قصرين يتنافسان في الفخامة والرقي رغم اختلاف طرازيهما بينما ناس كثر لا يجدون مأوى ثابت لهم يقيهم برد الشتاء القارس وحر الصيف المرهق ..
تشنج جسدها وهي تشعر بصوته يخترق مسامعها 
تفضلي يا شمس .. 
إلتفتت تنظر الى ملامحه الهادئة رغم حدتها لتومأ برأسها وهي تسير بقلب مرتجف الى الداخل وكالعادة تفتح الباب فجأة و تستقبلهم خادمة تتحدث بلغة إنكليزية تؤكد هويتها الأجنبية ترحب بقيصر بملامح هادئة وإبتسامة رسمية لتجده يخبرها بجدية 
أخبري روز يا ليزا إنني وصلت وأريدها في مكتبي ..
أومأت ليزا برأسها وهي تجيب بنفس العملية 
حسنا يا بك ..
ثم سارت بسرعة نحو احدى الغرف لتتأمل شمس شعرها الأشقر اللامع بإعجاب شديد سرعان ما أفاقت منه على صوته وهو يخبرها 
تفضلي الى مكتبي ..
لتسير خلفه بخطوات آلية وهي تفكر إنها لا تفعل شيئا منذ رؤيتها له هو السير وراءه ..
دلفت خلفه الى غرفة واسعة تحوي مكتب ضخم وأثاث يسيطر عليه اللون الأسود لتجده يجلس على كرسيه خلف المكتب مشيرا بيده نحو الكرسي المقابل له فتتجه نحوه وتجلس عليه فتشعر ببرودة غريبة ټضرب جسدها بالرغم من كونهم في أواخر شهر مايو الذي يكون حارا في بلادهم ..
سمعت صوت سيدة يصدح في أرجاء الغرفة مرحبا بقيصر لتلتفت فتجد أمامها سيدة ثلاثينية تبتسم له وهي تقول بلكنة عربية مكسرة 
أهلا وسهلا بك يا سيدي .. أخبرتني ليزا إنك تريدني ..
رد قيصر بصوت جاد 
نعم يا روز .. هذه شمس .. صديقة فادي .. جاءت لرؤيته .. أريدك أن تبقي معها حتى أتحدث أولا مع فادي وأخبرها بأمر قدومها .. 
بالطبع سيدي ..
قالتها روز بنبرة عملية قبل أن تتجه بأنظارها نحو شمس وترسم إبتسامة رسمية وهي تقول مرحبة بها 
اهلا بك انسة شمس ..
أومأت شمس برأسها وهي تجيب بصوت مبحوح 
اهلا بك ..
لينهض قيصر من فوق مكتبه ويقول الى روز 
شمس في أمانتك حتى أعود وأخذها بنفسي الى فادي بك ..
ثم خرج تاركا شمس تنظر الى آثره بدهشة وهي تسأل نفسها عن سبب طلبه ببقاء روز معها وكأنها في جبهة حرب تحتاج من يحميها في حالة عدم وجوده لتفيق من شرودها على صوت روز وهي تسألها عن المشروب اللذي تفضله فتجيب بأول شيء خطړ على بالها ..
.......................................................................
فتح قيصر باب غرفة أخيه ودلف الى الداخل بخطوات متمهلة ليأتيه صوت فادي الحاد 
أخبرتكم لا أريد رؤية أحد .. ألا تفهمون..!
هذا أنا يا فادي ..
قالها قيصر بصوته الرجولي الخشن ليلتفت فادي نحوه بملامحه الحادة المتوعدة قبل أن يقترب منه بخطوات متعثرة وهو يهتف پغضب عارم 
وأخيرا جاء الكبير المحترم .. 
رد قيصر بصوت محذر 
كبير ومحترم ڠصبا عنك ..
ليتشدق فم أخيه بإبتسامة ساخرة ولسانه يسأل بتهكم مرير 
وهل يجوز أن يحبس الكبير أخيه الصغير بهذا الشكل وكأنه حيوان ثائر يجب لجمه..!
أجابه قيصر بقوة وعزم 
يحبسه ويعيد تربيته أيضا طالما لا يستوعب مدى غباء تصرفاته .. طالما يفعل كل شيء يدمر حياته ..
وهل تظن إنك بحبسك لي بهذه الطريقة سوف تصحح مسار حياتي الذي تدمر منذ زمن ..!
صاح قيصر وقد بلغ غضبه أشده بسبب هذا الشاب العنيد الواقف أمامه 
طالما إنك تعرف جيدا إن مسار حياتك تدمر بسبب أفعالك السابقة .. طالما إنك تدرك جيدا كل هذا ماذا تنتظر كي تصحح أوضاعك وحياتك بالكامل ..! ماذا تنتظر أخبرني .. ! لقد أضعت سنين من عمرك هباءا .. والآن بعد كل ما حدث وبعد إصابتك بهذا المړض ترفض أن تتعظ
تم نسخ الرابط