رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

عن الشيء الذي جذب فادي إليها .. فهي نحيلة للغاية بجسد فتاة لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها وليست فتاة جامعية .. جسدها مراهقا خاليا من معالم الأنوثة المفترض وجودها لكل أنثى قاربت العشرين من عمرها بل إنه يجزم لولا طولها الجيد لظن البعض إنها ما زالت في المرحلة المتوسطة ..
لكن طولها ساعدها قليلا في تخبئة جسدها الطفولي ..
ملامحها عادية جدا فلولا بياضها الشديد وشعرها المحمر لما جذبت أنظار أحد .. هي بإختصار فتاة عادية للغاية يميزها فقط بشرتها ببياضها شديد النصوع ولون شعرها النادر .. شعرها الذي يتخيله متوهجا كڼارا حاړقة أمام ضوء الشمس .. تنهد بقوة وهو ينظر أمامه نافضا تلك الأفكار عنه بقوة غير واعيا لإن أفكاره تلك ربما تقوده الى چحيم .. چحيم لم ينتبه له بسبب تلك المشاكل التي تحيط به من كل صوب ..
.
في صباح اليوم التالي ..
كانت شمس تجلس في نفس الغرفة وعلى نفس الكرسي تنتظر قدوم قيصر الذي سيصل في تمام الساعة العاشرة كما أخبرها مسبقا ..
كانت تعتصر قماش فستانها الأخضر الحريري بقسۏة وهي للمرة التي لا تعرف عددها تتمنى لو تختفي من على سطح هذه الأرض ..
سمعت صوت الباب يفتح لتنهض من مكانها وتنظر نحوه فتلتقي عينيه اللتين تتفحصانها بتمعن بعينيها المذعورتين فيفيق من تفحصه الصريح لها على صوت أحد موظفي القصر وهو يسأله عما يفعله قبل رحيله فيملي عليه بعض الأوامر قبل أن يرحل ليقترب هو نحوها بينما تراقبه هي بتأهب لتتفاجئ به يجلس على الكرسي المقابل لها ثم يأمرها أن تجلس ..
جلست أمامه وهي تضم كفيها الى بعضيهما ليهتف بهدوء  
بالتأكيد تودين أن تعرفي سبب رغبتي بتزويجك لأخي ..
أطلق تنهيدة خرجت من صدره ثقيلة ليكمل 
فادي أخي الوحيد يا شمس .. يصغرني بتسعة أعوام .. تسعة اعوام كانت كافية لتحملي مسؤوليته كاملة .. فادي أخي الذي سأفعل المستحيل كي يبقى على قيد الحياة .. 
حدقت به تسأله بتعجب 
وما علاقتي أنا بكل هذا ..! هل حبه لي يمنعه من البقاء على قيد الحياة ..! هل تظن إنه يحبني حقا ..! هل أنت مقتنع بهذا ..!
أجابها بصراحة 
كلا أعلم أن رغبته بك مجرد هوس وتملك وليس حبا حقيقيا كما يدعي هو ..
لماذا تفعل بي هذا إذا ..! لماذا ..!
قالتها بصوت متحشرج وعينين تتسولانه أن يبتعد هو وأخيه عنها لتجده يجيب بهدوء غير مبالي بمشاعرها التي ظهرت بوضوح على ملامحها 
أخي مريض .. مريض سړطان .. في مرحلة متقدمة .. 
حل الصمت المطبق بينهما قبل أن تجده يكمل بوجه جامد بلا تعابير 
بسبب ذلك المړض إضطر الأطباء لبتر ساقه بعدما عجزوا عن فعل شيء أخر .. 
ارتجف جسدها بالكامل وهي تستمع الى حديثه ليكمل بصوت ثقيل 
ما زالت هناك فرصة للعلاج.. فرصة ضئيلة لكنني متمسك بها ولدي أمل كبير إنه سيشفى .. لكن للإسف هو يرفض العلاج كليا .. لقد أصبح يائسا بعدما فقد قدمه .. لذا قرر الإستسلام للمۏت .. حاولت كثيرا معه دون فائدة حتى علمت بحبه لك .. أو لأقل بشكل صريح هوسه بك .. وجودك هو من سيجعله يتقبل العلاج .. أنت من ستجعليه يعدل عن رأيه الرافض بقوة للعلاج بكافة أنواعه ..
تأملته بعينين زائغتين وسألته 
هل تظن إن بزواجي منه سوف يغير رأيه ويتعالج ..!
رد بقوة وعزم 
هو مجبر للقبول بهذا خاصة عندما أضعه على المحك .. الزواج منك مقابل عودته للعلاج .. 
نظرت إليه بصمت وهي تحاول أن تستوعب مدى أنانية هذا الشخص الذي يدمر حياتها بالكامل لأجل حياة أخيه لتجد نفسها تضيف صفة جديدة عليه غير القسۏة والحقارة وإنعدام الضمير وهي الأنانية ..فيبدو إن قيصر عمران يمتلك من الصفات السيئة بقدر ما يمتلك من سلطة وأموال ..
..
الفصل الثاني ..
أفاقت من أفكارها المؤلمة على صوته القوي وهو يكمل 
وأنت أيضا زواجك من أخي مقابل حماية عائلتك مما سيجري لهم اذا ما رفضت هذه الزيجة ..
عادت تعتصر قماش فستانها الحريري بكفيها فينظر هو إلى الكفين اللذين يقبضان على فستانها بقوة تكاد تمزقه ليرفع بصره نحو وجهها الذي أصبح متشنجا كليا واللون الأحمر طغى عليه بالكامل ..
كانت تنظر نحو الأسفل وهي تحارب ثورة حقيقية سوف تخرج من أعماقها .. كانت تقاوم إعصار روحها الذي سيبتلع كل شيء وأولهم هذا الرجل الماثل أمامها ما إن يتحرر بمعجزة ..
سمعته يقول أخيرا بصوت بارد كبرودة قلبه الذي تشك إنه يمتلكه من الأساس 
إذا يجب أن نتحدث عن بقية الأمور لكن قبلها سنذهب الى قصر العائلة ليراك فادي وترينه بدورك ..
ظهر الكره واضحا بعينيها ما إن جلب سيرة أخيه .. كره ينبع من أعماق قلبها لشخص ستخسر حياتها
تم نسخ الرابط