رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الى الباب بقلب خافق قبل أن تطرق عليه بخفة لتسمع صوت رجولي هادئ يخبرها أن تدخل لتلتفت الى الجانب فتفاجئ بإنها وحيدة ويبدو أن جاسم قد رحل ..
أخذت نفسا عميقا وهي تخبر نفسها إنها لم تفعل شيئا يجعلها تخاف .. يجب عليها أن تدخل بثقة وتفهم منه ما يريده منها .. هي ليست صغيرة ولا ضعيفة أبدا ..
منذ حوالي ساعتين كانت تتجادل مع إستاذها بسبب سعيها السنوي والذي كان أقل من المستحق بستة أعشار لتقف أمام الأستاذ تخبره بقوة إن هذا ظلم وإنها لن تصمت وستذهب الى العميد كي يتصرف معه بنفسه الأمر الذي جعل الوضع ينقلب الى ما يشبه شجار قبل أن يخبرها الأستاذ بغيظ مكتوم إنه سيعيد حساب درجاتها مرة اخرى .. نعم هي قوية وستبقى هكذا وتواجه هذا الرجل الذي ينتظرها في الداخل بكل ثقة وهدوء ..
لكن بالطبع ليست البذلة او غياب ربطة العنق ما جعلها متأهبة الى هذه الدرجة بل طلة الرجل المهيبة ونظراته القوية المسلطة عليها بالكامل هي من جعلت ثقتها تلك تتبخر تماما ..
ملابسها كانت تدل على خلفيتها المتوسطة أما ملامح وجهها فهي كانت عادية حيث عينين بلون لم يميزه جيدا لكنه يجزم إنه أفتح من المعتاد مع أنف دقيق وشفاه متوسطة العرض والإمتلاء وبشرة ناصعة البياض حيث بياضها واضح للغاية مشوب بحمرة محببة .. المميز فيها كان شعرها بلونه الغريب والذي بدا له خليط محير ما بين البني البني الفاتح والأحمر .. فهو بلون مائل للحمرة الواضحة .. وللمرة التي لا يعرف عددها يسأل نفسه نفس السؤال .. ما المميز فيها كي يرغبها أخيه لهذه الدرجة ..!
تفضلي يا انسة
حدقت به بملامح مترددة لتجده يهتف بصوت أكثر صرامة
من فضلك يا انسة .. تفضلي وإجلسي هنا ..
تأملت الكرسي الذي يشير إليه لتسير بخطوات بطيئة نحو مكتبه قبل أن تجلس على الكرسي الجانبي للمكتب وهي تشبك أناملها بعضيهما وتنظر إليهما بقلق ..
شمس .. انتبهي إلي من فضلك ..
رفعت وجهها نحوه لتلتقي عينيها الخائفتين بعينيه الباردتين فيتأمل قزحيتيها للحظات بلونيهما الفاتح والذي يميل للأخضر كما توقع ..
أبعد عينيه عن عينيها وقال بصوت هادئ
نظرت إليه بترقب رغم قلقها مما هو قادم ليكمل وهو يتأمل ملامح وجهها الطفولية الناعمة
أنت هنا لأجل أخي .. فادي .. أخي الوحيد ..
نظرت إليه بعدم فهم قبل أن تسأله
عفوا أنا لا افهم .. من فادي .. ! أنا لا أعرف شخصا بهذا الإسم ..
نظر إليها مليا قبل أن يجيب
أنت لا تعرفينه .. لكنه يعرفك ..
أكمل مجيبا على التساؤلات التي امتلأت بها عينيها رغم لسانها الصامت
لقد رأك في إحدى زياراته الى الجامعة ومنذ تلك اللحظة وهو مفتونا بك .. مدلها بغرامك .. مچنونا بحبك ..
قالها وهو يتذكر أخيه الذي لا يوجد على لسانه شيئا سوى اسم هذه الفتاة .. يردده دائما وخاصة حينما يثمل كليا .. هذه الفتاة الماثلة أمامه أصبحت جل ما يشغل تفكير أخيه .. هي رفيقته في جميع الأوقات ..
هل أخيك مچنون ..!
سألته بدهشة لتلاحظ إحتداد عينيه فتبتلع ريقها قبل أن تكمل وهي تمنح نفسها الشجاعة الكافية للتحدث بصراحة
انا اعتذر .. ولكن هذه حقيقة .. ما تقوله لا يمكن أن تكون تصرفات شخص عاقل .. أي شخص عاقل يهيم بفتاة لم تجمعه بها كلمة واحدة حتى .. ! ولو نفترض ما تقوله صحيح .. ما علاقتي أنا بكل هذا ..! أنا لا أعرفه أساسا
متابعة القراءة