رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أن تسألها 
هل أنت بخير ..! أشعر وكأنك لست على ما لا يرام .. 
احتقنت ملامحها وهي تجيب بسرعة 
مضطربة قليلا بسبب الإمتحانات ..  
ثم تحركت بسرعة الى غرفتها دون أن تسمع ردا تتابعها نظرات ربى الغير مقتنعة بحجتها وهي شبه متأكدة إن هناك شيء ما يحدث مع أختها الكبرى ..
مساءا ..
قصر عائلة عمران ..
دلف الى جناحه بعد يوم عمل طويل .. وضع هاتفه على الطاولة ثم خلع سترته وعلقھا في مكانها قبل أن يبدأ بفك أزرار قميصه واحدا تلو الأخر ..
جلس على السرير بقميص مفتوح ليخلع حذائه وجوربه ثم يتجه نحو الخزانة فيسحب ملابس مريحة أكثر من ملابس العمل .. وضع ملابسه على السرير وحمل منشفة ضخمة واتجه الى الحمام الملحق بالجناح ليأخذ حماما يحتاجه بقوة لإزالة آثار التعب والإرهاق الشديدين .. 
بعد مدة ليست بقصيرة خرج من حمامه وهو يلف المنشفة حول خصره ليقف أمام المرآة ويحمل مشطه ويبدأ في تسريح شعره الذي تساقطت بعضا من خصلاته القصيرة على جبينه ..
انتهى من تسريح شعره مرجعا خصلاته الى الخلف ثم وضع بعضا من العطور التي يعتاد استخدامها ليتجه نحو ملابسه ويرتديها ..
ما ان انتهى من إرتداء ملابسه حتى عاد الى المرآة يهذب شعره من جديد ويضع مرة اخرى عطره المفضلة على رقبته وجسده ..
حمل هاتفه وقرر أن يتحدث معها ليطبع إليها حروفه وهو يتسائل 
مساء الخير .. هل يمكنك أن تدلفي الى غرفتك كي نتحدث صوتا أفضل ..!
ظل ينتظر جوابها وهو يفكر داخله إن هذه التصرفات يفعلها المراهقون اللذين ينتهزون الفرصة المناسبة كي يتحدثوا مع حبيباتهم دون علم الأهل بل ويضطرون معظم الوقت للتحدث بالرسائل النصية عوضا عن ذلك ..
توقف عن أفكاره وهو يسمع صوت يدل على وصول رسالة نصية إليه فيقرأ سطورها بسرعة 
لا يمكنني بالطبع .. كما لا يمكنني أن أتواصل معك الأن لإن ماما تنتظرني كي أساعدها في تجهيز الطعام .. يعني عليك أن تنتظر حتى أنهي كافة أموري ثم أتواصل معك .. 
وقبل أن يرد أتته رسالة أخرى أدهشته 
ومن فضلك لا تتواصل معي على رقمي .. يوجد تطبيق اسمه واتساب وتطبيق اخر يدعى فايبر وهناك التليغرام ايضا .. بإمكانك التواصل معي على أيا منهم بدلا من التواصل على الرقم والذي سيكلفني الكثير من الرصيد الغير مستعده لنقصه خاصة هذه الفترة .. 
كل هذا كي لا تخسر بضعا من رصيدها الثمين .. 
قالها مدهوشا بحديثها قبل أن يهز رأسه بيأس وهو يحدث نفسه 
هذا نتيحة التعامل مع المراهقين والأطفال ..
خرج بعدها من الجناح متجها الى الطابق السفلي وتحديدا الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك ويبدو إنها كانت تنتظر قدومه ..
اقترب منها مقبلا كفها برقي قبل أن يجلس بجانبها ليجدها تسأله بهدوء يخفي وراءه الكثير 
سمعت إن هناك فتاة جاءت الى القصر وزارت فادي أيضا .. من هذه الفتاة ..!
كان متوقعا معرفتها بالأمر فهي الأخرى لديها من يخبرها بكل شيء يحدث ..
رد بهدوء 
صديقته .. 
رفعت حاجبها تسأله 
أي صديقة هذه التي قابلها فادي رغم رفضه لرؤية أحد حتى أنا وأنت ..! ما إسمها .. !
كان محتارا في إخبارها ما يخطط له فهو لا يضمن ردة فعلها كما إن هناك حديثا مطولا يجب أن يجمعه بفادي الذي قرر تركه صباح اليوم يوازن نفسه بعد تلك المفاجأة ..
أجاب أخيرا بهدوء شديد 
صديقة قديمة ..
أكمل بعدها محاولا تغيير الموضوع 
ولكن أخبريني يا والدتي العزيزة .. كيف علمت بأمر تلك الزيارة التي لم يعرف بها أحد غيري أنا وروز وخادمة أخرى وبعض حراس القصر اللذين لا يتحدثون بأي شيء يحدث داخل القصر حتى مع أنفسهم ..!
سألته بضيق 
هل يزعجك أن أعلم ما يدور بمنزلي يا قيصر .. !
أجابها بصوت جاد 
ليس هذا ما يزعجني .. لكن ما يزعجني هو مراقبتك لكل شيء يحدث دون مراعاة لخصوصية أيا من الموجودين .. ما علاقتك بمن يزور أبنائك .. ! 
ردت بصوت بدأ يحتد لا اراديا 
أنتم الأربعة تخصوني بالكامل .. عليكم أن تستوعبوا هذا جيدا وتتقبلونه ..
نهض من مكانه وقال بصوت هادئ لكنه قوي للغاية 
من فضلك يا أمي .. كلامي هذا لن أكرره .. لا أحب فكرة أن تتصرفي بهذه الطريقة .. تراقبين الجميع وتبحثين ورائهم .. أنت بهذه الطريقة لا تقومين بما هو صحيح ولا أظن إن تصرفاتك هذه جاءت بنتيجة .. فادي مثلا كان مستهترا ضائعا بالرغم من محاولاتك المستميتة لتقويم سلوكه .. حوراء لا أحد يكبح تسلطها سواي .. وحتى تلك الصغيرة تفرض قوتها ورأيها رغم كونها الأصغر بيننا وبالرغم من كل محاولاتك لفرض سلطتك .. أخبرتك مرارا وها أنا أخبرك للمرة
تم نسخ الرابط