رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

العديد من البيوت السكنية المتراصة وقد كان الشارع شبه فارغا مثله مثل أغلب الشوارع السكنية ..
شعرت بصوت سيارة تقترب منها لتهم بالإبتعاد الى الجانب حينما فوجئت بلمح البصر بشخص ما يفتح باب السيارة ويخرج منها جاذبا إياها الى الداخل قبل أن يجلس بجانبها فيتحرك السائق بتلك السيارة السوداء المصفحة .. جحظت عيناها مما يحدث لتصرخ وهي تنظر الى الرجلين الضخمين اللذين يحيطان بها 
من أنتم وماذا تريدون ..!
ثم إختنق حلقها وهي تهتف بصوت مړتعب 
هل أنتم عصابة ..! 
جاءها صوت قوي رخيم يعود الى الرجل الذي يجلس في الكرسي الأمامي بجانب السائق مرتديا بذلة سوداء أسفلها قميص أسود اللون مغطيا عينيه بنظارة سوداء 
اهدئي يا آنسة وكل شيء سيكون بخير ..  
صاحت بحدة 
هل أنت مچنون ..! تخطفني وتطلب مني أن اهدأ ..
ثم بدأت بدفع هذين الرجلين وضربيهما بشراسة وهي تصرخ بهما 
إخرحوني من هنا .. إتركوني .. أيها الأوغاد .. ماذا تريدون مني ..! ماذا فعلت لكم .. !
صړخ الرجل بها بصوت عصبي مخيف 
يكفي .. نحن لا نريد إيذائك .. لا يوجد لدينا نية بذلك من الأساس .. أنت فقط ستذهبين الى الباشا كي يتحدث معك بأمر هام وبعدها ستذهبين الى منزلك سالمة .. 
سألته بصوت مړتعب 
أي باشا ..! 
ثم صاحت باكية 
أنا لا أفهم شيئا .. من أنتم ..! وماذا تريدون ..!
أجاب بعدما زفر نفسه بضيق 
سوف تفهمين كل شيء عندما تصلين .. فقط اهدئي وكما أخبرتك لن يمسك أي سوء .. مجرد حديث يجمعك مع الباشا .. حديث فقط لا غير ..
ضغطت على أعصابها بقوة كي لا تشتمه وټشتم الباشا خاصته قبل أن تغمض عينيها وهي تعود بجسدها المتأهب الى الخلف تفكر فيما سيحدث معها وهي تقنع نفسها إن الصمت والترقب هو أفضل حل لها في هذا الوقت ..
.
تأملت شمس الغابات المنعزلة التي تمر بها السيارة بملامح جزعة وقد بدأ عقلها يصور لها مختلف المصائب الممكنة ..
شهقت بړعب ما إن سمعت صوت ذلك الرجل يتحدث في جهازه اللاسلكي بصوت صارم أخرجها من أفكارها المرعبة 
افتحوا البوابة فنحن قاربنا على الوصول .. ولا تنسى أن تبلغ الباشا بهذا ..
إحتضنت كتبها التي سقطت على فخذيها منذ لحظات وجسدها أخذ يرتعش بقوة ..
وجدت السيارة تسلك طريقها الى شارع آخر محاط بالغابات الواسعة المليئة بالأشجار والورود الرائعة ..
انتبهت الى ذلك القصر الكبير جدا بطرازه القديم والذي لم يزده سوى فخامة شديدة وقد ذكرها بقصور العصور الوسطى التي كانت تقرأ عنها في القصص وتراها بالأفلام .. 
دلفت السيارة الى داخل القصر مرورا ببوابته العملاقة المحاطة بالإسوار العالية المخيفة والعديد من الحرس منتشرين في كل مكان فأخذت تفكر إن هذا الباشا الذي يريد مقابلتها قد يكون وزيرا او سياسيا او ربما رئيس وزراء ..
توقفت السيارة أمام بوابة القصر الداخلية لتجد أحد الرجلين يفتح الباب ويخرج منها يتبعه الآخر بينما بقيت هي مكانها متأهبة للقادم لتجد الرجل الذي يجلس في الأمام يخرج بدوره من السيارة ويقترب من جهتها مائلا نحوها بوجهه الذي بدا لها مخيفا بملامح قاسېة مرعبة لتسمعه يهتف بصوت هادئ 
هيا يا انسة .. التأخير ليس من صالحك ..
حدقت به بملامح مشدودة وهي تتمنى لو تختفي الآن في هذه اللحظة من الوجود ..
حدقت بملامحه الحادة ونظارته الضخمة التي تخفي عينيه بالكامل للحظات قبل أن تشيح وجهها بعيدا عنه وهي تهبط من السيارة فتلفحها نسمات الهواء الدافئة لتغمض عينيها للحظة وهي تخبر نفسها ألا تضعف فهي لم تعتد أن تكون ضعيفة أبدا ولن تعتد ذلك ..
سارت نحو الأمام وهي تفكر داخلها إنها مقابلة ليس شيئا آخر كما أخبرها هذا الذي يسير جانبها ..
ما إن وصلا الى الباب الداخلية وقبل أن يرفع يده حتى كان الباب يفتح لتظهر من خلفه شابة عشرينية ترتدي زي الخدم الرسمي ذات ملامح جميلة للغاية تكاد تجزم إن صاحبة هذه الملامح ليست عربية أبدا ..
وقد تأكدت ظنونها وهي ترحب بهذا السيد الذي تبين إن إسمه جاسم بلكنة إنكليزية بحتة والذي سألها بجدية 
هل الباشا في مكتبه ..!
لتومأ الخادمة برأسها ثم تجيب وهي ترمقها بنظرة عابرة 
الباشا في مكتبه ينتظر الآنسة ..
حدقت شمس بها بملامح واجمة وقد إرتفعت نبضات قلبها كليا ليهتف بها جاسم 
إتبعيني يا آنسة ..
سارت شمس خلفه وهي تحتضن كتبها كدرع واقي بنفس الملامح الواجمة دون أن تهتم بالنظر الى ممرات القصر الفخمة فشيء واحد يشغل عقلها وهو سبب طلب الباشا رؤيتها .. الباشا الذي لا تعرف من هو أصلا ..
توقفت خلف جاسم أمام باب احدى الغرف لتجده يلتفت هنا يخبرها بعملية 
تفضلي يا آنسة .. هو ينتظرك في الداخل ..
نظرت
تم نسخ الرابط