رواية جديدة قوية الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

شفتيها مذكرة نفسها إن هذا الشاب الماثل أمامها يعاني من مرض خطېر وهي عليها أن تساعده في تخطيه مهما بلغ كرهها لأخيه بسبب تصرفاته معها ومهما بلغ نقمها عليه بسبب هوسه الذي لا ذنب لها به ..
قالت بصوت متردد  
كيف حالك فادي ..!
رد وهو يقاوم رغبته في لمسها مذكرا نفسه بتحذير أخيه له 
أصبحت بأفضل حال بعد رؤيتك يا شمس ..
تأملت ملامحه الوسيمة والتي ما زالت تحتفظ بوسامتها الشديدة رغم إرهاقها الواضح فتدرك إن هذا الشاب يمتلك من الوسامة ما يجعل مرضه وإنهاكه وشعره ولحيته الكثيفة عاجزون عن إخفاء وسامته الواضحة ..
فوجئت به يقبض على كفها وهو يجرها خلفه ويجلسها على الكنبة المقابلة لسريره الضخم مرددا بصوت ينبض بالسعادة 
اجلسي هنا يا شمس ..
ثم أكمل وهو يتأملها بشغف حقيقي 
لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .. طويلا جدا .. 
نظرت الى الباب التي ما زالت مفتوحة على مصراعيها بالقليل من الراحة ثم عادت ببصرها نحوه تحرر كف يدها من قبضة يده لتجده يهتف بلهفة 
تحدثي .. قولي اي شيء ..
ردت بهدوء محاولة إستيعاب كل ما يجري حولها 
تحدث أنت أولا .. أخبرني عنك .. 
عادت تتذكر حديث قيصر في السيارة قبل وصولهما الى القصر وتحذيراته الواضحة لها بشأن بعض الأمور لتكمل بجدية 
أرغب في سماعك ومعرفتك عن قرب ..
حدق بها مسرورا بإهتمامها به ليبدأ بالحديث عن نفسه بينما هي تستمع إليه بصمت وترقب لكل معلومة تخرج منه ..
.
بعد مرور أكثر من ساعة خرجت شمس من الغرفة وهي تشعر بعودة نبضات قلبها تدريجيا الى طبيعتها ..
لقد حاولت أن تتعامل معه بأفضل طريقة ممكنة دون أن تبين إنها مجبرة على وجودها هنا ..
حمدت ربها إنه تفهم رغبتها بالرحيل وهي تخبره عن ضرورة رحيلها قبل معاد انتهاء دوامها الجامعي ..
إستغربت كثيرا عدم سؤاله عن كيفية معرفتها به ومجيئها إليه وهي التي لا تعرفه من قبل ..
انتبهت الى ذلك الحارس الذي يقف بالقرب من الغرفة متأهبا لخروجها لتجده يقترب منها يخبرها 
قيصر باشا ينتظرك في مكتبه ..
ثم أشار الى رجل آخر يقف على الجانب الأخر وقد انتبهت إليه لتوها 
أوصلها الى الباشا ..
تحركت نحو الرجل وسارت خلفه وهي تفكر إن قيصر ترك إثنين من رجاله أمام غرفة فادي تحسبا لأي تصرف غير محسوب ..
هبطت درجات السلم متجهة الى الطابق السفلي لتقف بعد لحظات أمام باب مكتبه فينسحب الحارس بينما تطرق هي على الباب بخفة وتدلف الى الداخل بعد سمح لها قيصر بالدخول ..
تقدمت نحوه بخطوات مترددة لتجده ينهض من مكانه سائرا نحوها ثم يقف أمامها متسائلا بحذر 
أخبريني بما حدث ..!
رفعت عينيها نحوه تتأمل ملامحه التي بدت لها أخف قسۏة وجبروتا في هذه اللحظة لتتذكر أحاديث فادي عن نفسه وبعض تفاصيل حياته وضغطها على نفسها وأعصابها وهي تدعي أمامه الإهتمام واللهفة لسماع المزيد بينما داخلها يتمنى أن يحدث أي شيء يبعدها عنه وعن هذا المكان وهؤلاء الناس حتى لو كان هذا الشيء مۏتها 
وجدت نفسها تقول فجأة بصوت مترجي ودموع ترقرقت داخل عينيها 
أنا لا أستطيع الزواج من أخيك .. لا تجبرني على ما لا أستطيع فعله .. أرجوك ..
تأمل عينيها المتوسلتين بتلك الدموع العالقة بهما فيشعر بذات الشعور مرة أخرى .. شعور غريب ما بين الضيق و الحزن .. لكن الأسوء من هذا هو ذلك الشعور الذي إحتله بقوة حيث شعر بنفسه يرغب وبشدة في مسح دموع عينيها التي هطلت على وجنتيها بغزارة ليستنكر شعوره هذا بشدة وهو يذكر نفسه بسبب وجود تلك الفتاة هنا ليغمض عينيه لثواني وهو يستمع الى شهقاتها المؤلمة فيقول بصوت جامد كجمود قلبه القاسې والذي يرفض التخفيف من جبروته 
توقفي عن البكاء واستمعي إلي جيدا .. نحن يجب أن نتفاهم بخصوص الزواج وموعده ..
سمعت كلماته القاسېة تلك فشعرت برغبة كبيرة پقتل نفسها والخلاص من كل هذا لتهتف بصوت لاهث يائس 
أرجوك .. لا تفعل بي هذا .. لا تجبرني على ما أكرهه .. أنا لن أتحمل هذا .. والله سأقتل نفسي قبل أن أتزوجه .. 
شعر پغضب شديد من حديثها وتوسلاتها .. ڠضب تضاعف ما إن قالت آخر جملة ليجد نفسه يقبض على ذراعها بقسۏة مرددا بلا وعي 
اخرسي .. أخبرتك إن توسلاتك هذه لن تحقق غرضها معي .. سوف تتزوجينه إجبارا عنك .. ولا تفكري مجرد التفكير بإيذاء نفسك لإنني سأنفذ ټهديدي السابق لك بكل الأحوال .. عائلتك ستتدمر بالكامل اذا لم تتزوج أخي .. مهما تعددت أسباب عدم زواجك وحتى لو كان السبب رحيلك من هذه الحياة ..
تجمدت نظراتها وهي تستمع الى كلماته تلك فدفعته بعيدا عنها بقوة ثم صړخت به وقد فقدت
تم نسخ الرابط