رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يا قيصر ..! مالذي جلبها هنا ..!
وصوت قيصر الصارم يرد بهدوء وحزم
اذهب الى مكتبي وسأشرح لك كل شيء .. هيا اذهب حالا ..
ثم أكمل وهو يلاحظ ذلك الإصرار لمعرفة ما يحدث يظهر على وجهه بوضوح 
اذهب يا فادي .. استمع مرة واحدة إلي .. مرة واحدة فقط ..
اندفع فادي متجها نحو مكتب أخيه بينما سار قيصر نحو المصعد بعدما أشار الى سكرتيرته 
أخبري الأمن أن يمنعوا خروج أي موظف من الشركة حتى أسمح أنا بذلك ..
ركب المصعد وضغط على زر الطابق الأول حيث خرج منه بعد لحظات واتجه نحو الحرس ليسألهم عنها إذا ما خرجت لكنه وجدها تخرج من المصعد الأخر تسير بسرعة وكأنها لا ترى أحدا أمامه قبل أن تنتبه لوقوفه فتظهر نظراتها المړتعبة بوضوح ..
تقدم نحوها بخطواته الرزينة ثم وقف أمامها وقال بملامح حاول جعلها عادية كي لا يلاحظ أحدا من الموظفين شيئا غريبا 
إسبقيني الى الكراج وسألحق بك بعد ثواني ..
همت بالرفض لكنه أكمل بقوة 
اذهبي حالا يا شمس ولا تعاندي .. هناك ما يجب أن نتحدث عنه وأنت تعلمين ذلك ..
أخفضت رأسها وهي تسير مبتعدة عنه ليرفع هو رأسه بشموخ فيرى احدى الموظفات ترمقه بنظراتها الحذرة ليمنحها نظرة صارمة جعلتها تعاود النظر الى عملها مرة أخرى بسرعة ..
توجه هو عائدا نحو مكتبه كي يتحدث مع أخيه من جهة وكي لا يخرج فورا من الشركة بعدها فربما يشك أحدا بأمره ورغم إنه يعلم جيدا إن لا أحد يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة عنه لكنه لا يود أي شيء يثير الشكوك نحوها ..
صعد الى الطابق المقصود حيث مكتبه ..
مر بجانب السكرتيرة وأخبرها أن تخبر الأمن بسماح خروج الموظفين لتنفذ ما قاله وسط تعجبها مما يحدث ..
دلف الى مكتبه ليجد فادي جالسا على الكرسي يهز قدمه بسرعة وعيناه تشتعلان ڠصبا ..
نهض ما إن رأه ليهتف بسرعة 
هل لك أن تشرح لي ماذا يحدث بالضبط وكيف وصلت شمس الى هنا ..!
وقف قيصر أمامه رادا بهدوء 
هي متدربة لدينا مع مجموعة من الطلبة الاوائل في الجامعات هنا ..
ما هذه الصدفة الرائعة ..!
قالها وهو يضحك بسخرية ليكمل بنفس الهدوء 
وكانت خطيبتي مسبقا ..
ماذا ..!!!
صاح بها مصډوما قبل أن يهتف 
أنت تمزح .. بالتأكيد تمزح .. 
رد قيصر بجدية 
كلا انا لا أمزح .. أنت تعلم إنني قمت بخطبة أحداهن بل وعقدت قراني عليها ثم طلقتها .. 
الواحدة هذه شمس ..!
سأله فادي بتلعثم ليصمت قيصر دون رد فجلس الأخير على كرسيه بوهن غير مستوعبا كل ما حدث ..
كيف حدث هذا ولم تزوجها ..!
لقد علم من والدته في إتصالاته المختصرة معها إن قيصر خطب فتاة لم تحبها وإنها سعيدة كونه فسخ خطبتها بها لكنها لم تذكر أية تفاصيل عنها وهو بدوره لم يهتم بالسؤال ..
لماذا خطبتها ..!
سأله أخيرا بصوت جاف ليرد قيصر بهدوء وثبات 
لإنني أردت ذلك .. 
أنت فعلت هذا بسببي .. اڼتقاما مني .. تثأر لنفسك بعدما فعلته من خلالها .. سرقتها مني كي تثبت من جديد إنك تملك ما لا أملكه وإنك تستطيع السيطرة على كل شيء كما يحدث دائما .. فادي تحداني وقرر عدم الخضوع لي ونفذ ما يريده إذا دعني أنتقم منه وأثبت له إنني ما زلت اقوى منه وبالطبع لا يوجد طريقة للإنتقام افضل من سړقة الفتاة التي أريدها مني ..
ضحك قيصر رغما عنه وقال بصوت بارد 
أنت كنت مريض وغير واعي لما تفعله .. تصرفت پجنون كاد أن يودي بك وبها الى الچحيم ..  
هل تنكر كلامي ..!
سأله فادي بتحدي ليرد قيصر بقوة 
كلا لا أنكره .. نعم فعلت كل هذا كي تعرف مقامك جيدا وتدرك إنك مهما حاولت ان ترفع من شأنك لن تستطيع أن تتخطاني .. كذبك علي بشأن مرضك شيء وحقيقة إنك تجاوزتني وخطفت فتاة بريئة فقط كي تثبت لنفسك إنك تحديتني وانتصرت علي ولم تخضع لمساومتي التي كانت لأجلك من الأساس شيء آخر وعقۏبة لك وكي أثبت إنني ما زلت المتحكم الاول بكل شيء ها أنا تزوجت بمن أردتها يوما واستغليتها في حربك القڈرة .. هل عرفت الآن إنني اعرف جيدا كيف أؤدبك أنت وأمثالك من المنحطين ..! وليكن بعلمك زواجي من شمس كان جزء من اڼتقامي منك الذي يحمل الكثير لك ..
أنت لم تغفر اذا ..!
سأله فادي بتوجس ليضحك قيصر رغما عنه ثم يقول بعدما توقف عن ضحكاته 
أغفر ماذا يا فادي..! خداعك لي وإدعائك إصابتك بمرض السړطان لأسباب لا أعلمها حتى الآن ..! أم خطڤك لشمس ومحاولة إعتدائك عليها ..! وأشياء أخرى لا تذكر ولا تعد .. أخبرني ماذا أغفر بالضبط كي أغفر ..!
رد فادي متجاهلا ذلك الضيق الذي يعتمل داخل صدره 
ادعائي المړض كان خطئا جسيما وقد اعتذرت منك عنه أكثر من مرة .. أما بشأن شمس فأنا سأعتذر منها و ..
قاطعه قيصر بعصبية 
لا تجلب سيرتها على لسانك اولا ولا تتحدث معها أبدا .. هل فهمت ..! 
صاح فادي بعناد 
بل سأفعل .. سألتقي بها وأتحدث معها .. يجب أن أفعل ذلك .. 
جذبه قيصر من ياقة قميصه هاتفا بلهجة حادة محذرة 
جرب أن تقترب منها وأقسم لك حينها لن أترك منك قطعة واحدة سليمة .. هل فهمت ..!
دفعه فادي بقوة ثم قال وهو يلهث 
أنا لا أفهم لم تفعل هذا ..! لم تتدخل فيما لا يعنيك ..! والأهم من هذا ما شأنك بي ..!
هتف قيصر بجدية 
لا شأن لي بك .. فأنا فعلت ما يجب علي فعله وتوليت مسؤوليتك كاملة حتى اطمئنيت نوعا ما على وضعك الصحي والنفسي ... لكن عندما يتعلق الأمر بها فلا وألف لا .. لن تقترب منها سوى على چثتي .. هل فهمت ..!
هل تحبها ..!
سأله فادي فجأة ليتغضن جبين قيصر ويهم بالإنكار لكنه سبق وهو يبتسم بسخرية 
لا داعي لأن تتحدث .. لست محتاجا الى جواب ..
قال قيصر بصوت صلب 
كلمة واحدة لن أقول غيرها .. شمس أمامها ألاف الخطوط الحمراء .. لن تتجاوزها طالما أنا حي ..
ثم تحرك خارج المكان تاركا أخيه يتابعه بذهول غير مستوعبا لما يحدث ..
......................................................................
أمام احدى السيارات الموجودة في كراج الشركة وقفت شمس تعقد ذراعيها أمام صدرها وملامحها يسيطر عليها التجهم الشديد ..
وجدته يقترب نحوها أخيرا لتفك ذراعيها وهي تقابله بملامح اكفهرت كليا لتجده يأمرها بعدما ضغط على الزر الألكتروني فاتحا أبواب السيارة 
اركبي ..
ردت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها 
لا أركب مع الغرباء أم نسيت هذا ..!
توقف في مكانه وهو يتنفس بقوة فمواجهته مع فادي بعد هذه المدة وخوفه عليها من تبعات هذا أخذت منه شوطا
تم نسخ الرابط