رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع عشر 
دلفت شمس الى المنزل ببطأ ..
أغلقت الباب خلفها ثم سارت الى الطابق العلوي ..
ما ان وصلت الى هناك حتى رمت الملازم في الهواء وأخذت تصيح بسعادة
انتهيت ... انتهيت .. أيها القوم .. تعالوا .. شمس أنهت إمتحاناتها وتخرجت من الجامعة أخيرا ..
فتح باب غرفتها أختها التي إندفعت خارجة تصرخ بها يتبعها أخيها أسامة الذي خرج من غرفته هو الآخر

اخرسي .. لم كل هذا الصړاخ ..! هل أنت وحدك من تخرجت يا شمس ..!
أكملت بنبرة شبه باكية 
لقد ذهبت الى الفراش منذ أقل من ساعة وإستيقظت الآن بسببك ..
هتفت شمس بسرعة 
نوم .. أي نوم وأختك تخرجت يا ربى ..! 
قال أسامة بجدية 
لم تتخرج بعد يا شمس .. عندما تظهر النتائج وتجدين اسمك في لائحة الناجحين تصبحين خريجة حقا ..
تخصرت شمس أمامهما وهي تقول بثقة 
يا سلام .. طوال الثلاثة أعوام السابقة نجحت من أول دور وكنت الأولى على دفعتي العام الماضي والثانية في العام الأول .. فقط العام الثاني كان ترتيبي السابع وهذه السنة سأكون الأولى بإذن الله ..
حسنا يكفي .. اذهبي الى غرفتك ودعيني أنام ..
قالتها ربى وهي تتثائب لتمط شمس شفتيها وهي تقول 
ألن تحتفلي معي بهذه المناسبة ..!
هتفت ربى بتوسل 
سأحتفل وأرقص وأفعل كل شيء لكن أرجوك دعيني أنام أولا .. لم يمر يومين على إنتهاء امتحاناتي وأريد تعويض تلك الأيام السوداء والتي لم أنم بها سوى ساعات معدودة ..
حسنا .. اذهبي .. نامي يا ربى .. انت تنامين أكثر مما تستيقظين أصلا ..
سارت ربى نحو غرفتها بينما هتف أسامة بحماس 
سأحتفل أنا معك .. ما رأيك ..!
رفعت شمس حاجبها وقالت 
تحتفل بماذا يا أسامة ..! اذهب الى غرفتك يا حبيبي فأنت وراءك بكالوريا أم نسيت هذا ..! 
كلا لم أنس .. هناك إمتحانات وزارية تنتظرني ومصيري بالكامل سيتحدد من خلالها ويجب أن أحصل على معدل عالي يؤهلني لدخول احدى كليات القمة .. لقد حفظتها يا شمس .. والله حفظتها من كثرة سماعها على ألسنتكم ..
اقتربت شمس منه ثم ربتت على كفه وهي تردد بعطف 
لا بأس يا أخي العزيز .. لست وحدك من عانى من هذه المرحلة ..
أكملت بصرامة 
اذهب الى غرفتك وأكمل مذاكرتك .. أمامك شهر واحد فقط وتبدأ إمتحاناتك فلا تتكاسل ..
حسنا .. سأذهب .. 
قالها بضيق ثم أردف بسخرية 
تصبحين تشبهين والدتي عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة ..
زمت شفتيها بعبوس بينما ذهب هو الى غرفته لتتطلع اليه بشفقة فهي تعلم جيدا مدى صعوبة هذه المرحلة بالنسبة لأي طالب وليس لأخيها فقط ..
دلفت الى غرفتها لترمي حقيبتها على السرير قبل أن تبدأ بخلع ملابسها وتستبدلها ببيجامة مريحة ..
جلست على سريرها تسترخي عليها قليلا وأخذت تتذكر ما مرت به طوال السنتين الماضيتين ..
كانت خسارة والدها أصعب شيء يمر عليها .. لم تتوقع أن تخسره بهذا وكل هذا بسبب عمها النذل ..
ذلك البغيض الذي لم يراع والدها ووضع قلبه فإستغله وخدعه ليجعله يتنازل عن حصته في أراضي واملاك والده دون أن يدرك ذلك ..
لا تصدق إن هناك شخص بهذا الجشع والطمع ..
كم تحقد عليه وكم تتمنى أن يأتي يوم وتأخذ حق والدها منه ..
لطالما كانت علاقتهم مع عائلة عمها سيئة للغاية لكن لم تتوقع أبدا أن يصل الكره والحقد الى هنا ..
زفرت أنفاسها وأخذت تتذكر دراساتها والنجاحات التي حققتها بها فهي كانت الأولى على دفعتها السنة الماضية وتتمنى أن تكون الأولى هذه السنة كي تحصل على فرصة العمل كمعيدة في الجامعة ..
اعتدلت في جلستها وشعرت بعدم رغبتها في النوم بل ترغب في المرح وفعل العديد من الأشياء ..
كانت تلك عادتها عندما تعود من آخر يوم امتحانات حيث تفعل كل ما يخطر على بالها وتنام بعد منتصف الليل رغم ما تحمله من تعب وقلة نوم طوال فترة الامتحانات إلا ان كل هذا يختفي عندما تبدأ الإجازة ..
فتحت هاتفها وأخذت تقلب به حينما خطرت في بالها فكرة قررت أن تنفذها ..
صبا كيف حالك ..!
قالتها وهي تبتسم بحماس لتجيب صبا 
بخير عزيزتي .. أنت ما أخبارك ..! كنت سأتصل بك حالا كي أسألك عن امتحان اليوم .. طمنيني .. كيف كان إمتحانك ..!
ضحكت شمس وأجابت 
جيد للغاية .. اطمئني .. صديقتك لا تحتاج سوى ورقة النتيجة بيدها وتصبح مهندسة رسميا ..
حبيبتي .. تستحقين هذا .. مبارك لك مقدما ..
قالتها صبا بفرحة حقيقية لتهتف شمس بحب 
شكرا حبيبتي .. صبا .. ما رأيك أن نخرج سويا ونتناول الغداء في الخارج ..! أشعر بالملل حقا .. والدتك لن تمانع بالتأكيد فإنت انتهيت لتوك من إمتحاناتك ..
هتفت صبا 
نخرج الآن ..! حسنا لا مشكلة لدي .. كلا والدتي ان تمانع طبعا .. جهزي نفسك وأنا سأمر عليك بعد نصف ساعة .. حسنا ..
صاحت شمس بسرعة 
رائع ..
ثم أغلقت الهاتف وهي تبتسم بفرحة لتهتف فجأة 
ليتني لم أغير ملابسي واتصلت بها من الأول ..
نهضت من فوق سريرها واتجهت نحو ملابسها المرمية على الارض بإهمال ثم قررت أن ترتديهما من جديد ..
..............................................................................
أمام البحر كانت شمس تسير وهي تحيط ذراع صبا بذراعها تتسامران سويا في مختلف الأمور ..
سألت شمس 
ماذا ستفعلين الفترة القادمة ..! هل تخططين لشيء ما ..!
ردت صبا بجدية 
لم أخطط لأي شيء.. بالتأكيد سأبدأ في البحث عن عمل في احد البنوك او الشركات ..
ستجدين إن شاءالله .. تخصصك مطلوب في البنوك الأهلية وحتى الشركات ..
أومأت صبا برأسها وقالت 
هذا صحيح .. سأبدأ البحث ما إن أستلم نتيجتي .. 
وأنا أيضا ..
قالتها شمس بحماس ثم أكملت 
مع إنني لا أظن إن عملي كمعيدة سيسمح لي بهذا ..
سألت صبا بجدية 
هل واثقة من إختيارهم لك كمعيدة .. أنت تعرفين النظام هنا .. ربما يختارون غيرك بالواسطة ..
قالت شمس بسرعة 
لا اظن .. لقد أخبرني العميد بنفسه إنه سيسعى لتعييني هنا فأنا أستحق ذلك بشهادة جميع الأساتذة .. لا تنسى إنني باذن الله سأكون الأولى على دفعتي في المعدل النهائي كما إن مشروعي كان الأفضل ..
أومأت صبا برأسها متفهمة وقالت 
ان شاءالله ستحققين ما تتمنين لكن مع هذا ابحثي عن عمل ..
قالت شمس بسرعة 
طبعا طبعا .. بالأساس تعينني سيأخذ وقتا قبل أن يصدر .. ربما عاما كاملا ..
نظرت الى البحر أمامها ثم شردت بعيدا وقالت 
انا متفائلة للغاية بما هو قادم .. أشعر إن الله يخبأ لي العديد من المفاجئات السعيدة..
وانا ايضا أشعر بهذا ..
قالتها صبا وهي تبتسم بخفة ليسمعها صوت هاتف شمس يرن فترد عليه 
اهلا ماما .. نعم لقد تناولت الغداء وانا أسير
تم نسخ الرابط