رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
على ملامحه التي بدأت تنضج ويجيب
بخير يا غيث ..
ثم سأل زوجة عمه
أين تلك الصغيرة يا زوجة عمي ..!
ردت وهي تبتسم بهدوء
في جناحها .. ستنزل حالا ..
اومأ بتفهم وأكمل
قرار جيد إنك قررت الإستقرار هنا .. لا داعي لمزيد من الغربة ..
وافقته علياء
معك حق .. الأولاد يكبرون ويحتاجون لوجود العائلة حولهم ..
فقط رانسي منزعجة كثيرا من عودتنا فهي لم ترغب بترك هناك ابدا ..
مط غيث شفتيه وهو يقول
ابنتك لا تريد ترك أصدقائها ومدرستها مع إنهم لا يطاقون ..
رفع قيصر حاجبه متسائلا
ألست في نفس مدرستها ..!
اومأ غيث برأسه وهو يجيب
نعم في نفس المدرسة لكنني لا أختلط مع أصدقائها فهم تافهون للغاية ..
لا تتحدث عن الآخرين بهذه الطريقة يا غيث .. عيب حقا ..
ضم شفتيه بعدم رضا بينما ابتسم قيصر وهو يشير الى زوجة عمه
يبدو إن أحدهم نضج مبكرا وبات يرى جميع من في سنه تافهون ..
ابتسمت علياء بينما رد غيث مبررا
كلا هم فعلا تافهون ..
قاطعته والدته
غيث ..!! ماذا قلت أنا ..!
قلت الحقيقة لا غير ..
ابنك ليس هينا يا علياء .. طريقته في الحديث تسبق سنه ..
قالتها كوثر بجدية لتجيب علياء
ابناء هذا الجيل جميعهم هكذا .. يكبرون قبل آوانهم ..
دخلت لميس مع أختها لتلقي التحية بينما سارت رانسي نحو قيصر لتحييه حيث إحتضنها بحب وهو يهتف
ما كل هذا الجمال يا فتاة ..! أرى إنك تغيرت كثيرا في تلك الأشهر المعدودة التي لم نراك فيها ..
هذا من ذوقك يا قيصر ..
عمو قيصر ..
قالتها علياء بتنبيه لتزم رانسي شفتيها وهي تهتف بوالدتها
أحب أن أناديه هكذا ..
ربت قيصر على شعرها مرددا بجدية
ناديني كما تحبين يا رانسي ..
ضحكت رانسي وهي تجلس بجواره بينه وبين لميس بينما تقدم فادي بعد مدة ليجدهما يتحدثان في مختلف المواضيع فيلقي التحية بهدوء ثم تلتقي عيناه بعيني أخيه الذي أشاح بصره عنه بعد لحظات مكملا حديثه مع لميس ليزفر أنفاسه بإحباط قبل أن يخرج بعد لحظات من المكان متحججا بحاجته للنوم ..
في صباح اليوم التالي ..
دلفت شمس الى الشركة بخطوات ثابته ثم صعدت الى الطابق الذي يوجد به مكان عملها ..
بعد مدة كان تعمل على قدم وساق وقد نجحت في إخفاء توترها وخۏفها البديهي من وجودها مع فادي في نفس المكان مكررة كلمات قيصر داخل عقلها مرارا كي يترسخ للأبد ..
في الحقيقة العمل مرهق للجميع فالموظفين القدامى يبذلون جهدا خرافيا لكنها علمت إن راتبهم الشهري عالي لدرجة تجعله يستحق هذا الجهد الذي يبذلونه ..
ورغما عنها فكرت هل ستكون مرتاحة حقا اذا حصلت على وظيفة دائمة هنا ..!
هل ستكون قادرة على العمل لساعات طويلة بجهد خرافي في سبيل راتب عالي للغاية ..!
عادت ونهرت نفسها فهي تسبق الأمور وتفكر وكأنها ضمنت قبولها هنا ..
تأملت عملها الذي إنتهت منه لتوها ثم تذكرت ما أخبرتها به السكرتيرة مع زملائها بضرورة إرسال العمل الى موقع معين أعطتهم حسابه الرسمي مع ضرورة التأكيد بإنتهاء العمل عندها ..
أرسلت الملفات الى البريد الألكتروني ثم نهضت من مكانها وإتحهت الى سكرتيرة خالد تخبرها بذلك ..
لتجد خالد يتجه نحو سكرتيرته ويتحدث معها فتشعر بالإحراج وهي تتذكر ما حدث أمامه وكيف يفكر بها الآن بعدما رأه ..
أفاقت على سؤاله الرسمي
كيف حالك يا شمس ..!
أجابت وهي تتأمل ملامحه التي بدت عادية للغاية لا توحي بشيء
بخير يا سيد خالد ..
وجدت أنظاره تتجه نحو الجانب فإتجهت بدورها بنفس الإتجاه لا اراديا بعدما لاحظت جمود ملامحه المفاجئ ..
وجدت قيصر يقف أمام تارا وهو ممسكا بيديها للتحية قبل أن تمنحه تارا إبتسامة رقيقة وتتحرك نحو الجهة الأخرى فتنتبه الى خالد الذي ينظر اليها بجمود مهيب ..
إرتسمت على شفتيها إبتسامة خلابة وهي تتقدم نحوه تحت أنظار قيصر الذي وقف بعيدا يتابع ما يحدث ..
مدت يدها نحو خالد وهي تهتف
كيف حالك يا بك ..!
رد وهو ينظر الى يدها الممدودة لثواني ثم يقبض عليها بكفه
بخير ..
خرجت مقتضبة بينما عيناه تتأمل ملابسها البسيطة المكونة من جينز ممزق من بعض المناطق وتيشرت ذو أكمام قصيرة .. حذائها الرياضي و شعرها المرفوع بشكلذيل حصان ووجهها الخالي من المكياج والذي بدا أقل جمالا من المعتاد لكنها جميلة بكل الأحوال والأهم إنها جذابة بشكل مهلك خاصة بتلك الإبتسامة الخلابة التي تسرق لب أي شخاص ..
إلتفتت نحو شمس تحييها
كيف حالك يا شمس ..!
تعجبت شمس من تذكرها إسمها لتكمل تارا وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها
أنا لا أنسى الأشخاص بسهولة .. حتى العاديون منهم فكيف إذا كانت فتاة مميزة مثلك ..
شعرت شمس بالإحراج قليلا فردت وهي تبتسم بخفوت
انا بخير يا ..
قاطعتها تارا بسرعة
تارا يا شمس .. قلتها قبل أن تقولي هانم او سيدة تارا ..
ضحكت شمس بخفة بينما نظرت تارا لا إراديا نحو قيصر الذي كان يتابع ما يحدث بإهتمام ليزيح بصره بعيدا وهو يلقي كلمات مقتضبة نحو سكرتيرته ثم ينسحب نحو مكتبه وقد فعل خالد المثل لتهتف تارا بشمس
من الجيد أن أراك هنا يا شمس ...
ثم أكملت بمكر
يبدو إن الباشا لم يقاوم كثيرا وإضطر للعودة في نهاية المطاف ..
بهتت ملامح شمس وهي تسأل
ماذا تقصدين ..!
قالت تارا وهي تبتسم
أتحدث عن الباشا الذي سقط في دوامة العشق أخيرا ..
ثم أكملت بمزاح
إياك أن تخبريه بما قلته فربما ېقتلني حينها ..
تلعثمت شمس وهي تقول
ماذا تقولين يا سيدة تارا ..! لا يوجد شيء كهذا .. عملي هنا بسبب ترتيبي على دفعتي ولست الوحيدة هنا لهذا السبب ..
قالت تارا بجدية متغاضية عن كلمة سيدة
عزيزتي أنا أقول هذا بناء على ما أراه .. لا يخصني كيف وصلت الى هنا ..
صمتت قليلا وهي تتأملها لتكمل بجدية
وجودك هنا أكبر دليل على إن الباشا قارب على رفع راية إستسلامه ..
هزت شمس رأسها نفيا وهي ترد
أنت لا تفهمين شيئا مما يحدث ..
قاطعتها تارا بصدق
انا بالفعل لا أفهم شيئا ولا أعرف ماذا حدث بينكما .. انا لا أعرف اصلا كيف ومتى إلتقيتما لإن قيصر لم يتطرق أبدا لأي شيء يخصك خلال لقائاتنا المحدودة في العمل او في الحفلات والعزومات الرسمية ..
أكملت بجدية
أنا أتحدث بناء عما رأيته مسبقا وما أراه الآن .. هكذا فقط ..
همت شمس أن تسألها عما رأت وقد شعرت بالفضول الشديد
متابعة القراءة