رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يرفه عن نفسه قليلا مع ابن خالك .. لا أريده أن يعلم بحضور عمك كي لا يسبب لنا مشكلة ..
سلبيتنا هذه من تجعله يتصرف هكذا .. 
قالتها شمس بنزق لترد والدتها بتحذير 
انتبهي على كلامك .. هذه ليست سلبية .. هذا حرص على أخيك الذي ما زال في فورة شبابه ويتصرف برعونة وطيش ..
ضغطت على فمها بقوة ثم قالت بعناد
انا لن أخرج من غرفتي ولن أرى ذلك المچرم .. تحدثي انت معه إذا أردت ..
أومأت مها برأسها وقالت بجدية 
حسنا ابقي هنا .. لا انت ولا ربى ستخرجان .. فأنا لا أضمن ردود أفعالكما أبدا ..
أومأت برأسها متفهمة بينما خرجت والدتها لتجلس شمس على سريرها وهي تشعر بالإختناق من كل ما يجري وكأنه لا يكفيها هم قيصر ليأتي عمها الحقېر ويكمل سلسلة مشاكلها التي لا يبدو إنها ستنتهي ..
..
كانت كوثر تحيط فادي الذي يجلس جانبها بذراعيها وهي تشعر بفرحة عارمة فقد عاد ابنها أخيرا بعد عامين من الغياب المفاجئ والذي برره إنه يحتاج الى هدنة للإنفراد بنفسه قليلا ..
ورغم حزنها لفراقه لكنها كانت تعلم إن ابنها يحتاج للإبتعاد عن كافة الأجواء المحيطة به وإعادة النظر في امور حياته لذا إضطرت للقبول واكتفت بتلك المكالمات المقتضبة تدعو داخلها أن يعود لها أفضل حالا مطمئنة إن قيصر يتابعه من بعيد ..
واليوم بعدما رأته تشعر إنه أفضل بكثير ومختلف عن الماضي فهي ما زالت تتذكر آخر أشهر قبل سفره وكيف تدهورت حالته مما جعل قيصر يحبسه في جناحه متعللا بإستهتاره وتصرفاته الطائشة وثمالته معظم الوقت مما يجعله يتصرف بشكل غبي ومچنون يتسبب لهم بالفضائح ..
ورغم إنها حاولت كثيرا أن تقنع قيصر بإخراجه من الجناح الذي أصبح سجنا له لكنه رفض بتعنت وعاد متجاهلا محاولاتها بل عصبيتها وتوعدها بالعديد من الأشياء إذا لم يخرجه فهو يعلم جيدا إنها لا تستطيع الوقوف في وجهه مهما أرادت ..
تأملت حوراء أخيها حيث كانت تجلس أمامه لتجده يبتسم بملامح باهتة ويجيب على اسألة والدتها بفتور ..
هتفت أخيرا متسائلة 
لماذا لم تخبرنا بأمر عودتك كي نستقبلك في المطار ..!
رد بجدية 
لقد قررت العودة بشكل مفاجئ فحجزت اول طائرة الى البلاد ولم أتواصل مع أيا منكم لإنني لست بحاجة لشخص يدلني على طريق القصر ..
ولماذا قررت فجأة أن تعود بعد كل هذا الغياب ..!
سألته مرة أخرى لتهتف والدتها بضيق 
هل لديك مشكلة في عودته يا حوراء ..! حمدا لله إنه عاد أخيرا بعد هذا الغياب ..
قالت حوراء بسرعة 
على مهلك ماما .. مجرد سؤال فضولي لا اكثر .. لم أقصد شيئا سيئا منه ..
هتف فادي بصوت هادئ 
لإنني إكتفيت من البقاء هناك وشعرت برغبتي في رؤيتكم والإطمئنان عليكم .. 
أردف متسائلا 
أين البقية ..! لماذا لا يوجد سواكما في القصر ..!
ردت والدته 
أختك خرجت للتنزه مع صديقاتها .. أخوك وابن عمك في الشركة .. لميس هي الأخرى بدأت في العمل ..
قالت حوراء بدورها 
ستصل زوجة عمك مع غيث ورانسي بعد قليل فموعد هبوط طائرتهم مر عليه حوالي ساعة ..
انهت حديثها لتسمع صوت لميس تهتف بهم 
مساء الخير ..
ثم هتفت مندهشة 
فادي .. حمد لله على سلامتك .. متى عدت ..!
نهض فادي من مكانه مرحبا بها حيث إحتضنها بخفة ثم ابتعد وقال 
سلمك الله يا لميس .. وصلت منذ ربع ساعة تقريبا ..
ابتسمت لميس وهي تتجه وتجلس بجانب حوراء تهتف بفرحة صادقة 
رائع .. يبدو إن الجميع سيصل اليوم ..
سألتها كوثر بإهتمام 
لماذا لم تذهبي مع أخيك لإستقبال أمك وإخوانك ..!
ردت لميس بجدية 
لم أجد وقتا كافيا للذهب مع خالد فأنا لم أنه عملي إلا قبل نصف ساعة ..
أين تعملين يا لميس ..!
سألها فادي بإهتمام لترد بصوت هادئ 
في قناة تلفزيونية مالكها أياد صفوان .. 
رفع حاجبه مرددا بإستغراب 
قناة تلفزيونية ..! لماذا لم تعملي في إحدى شركاتنا ..! غريب أن تختاري العمل في هذا المجال ..!
إخترت هذا المجال لإنه مختلف وممتع .. انا خريجة علاقات عامة ويمكنني العمل في أكثر من مجال لكنني فضلت هذا المجال تحديدا لإنني شعرت بقدرتي على التميز به .. 
هو مجال مختلف حقا .. بالتوفيق لك ..
قالها بصدق لتبتسم بخفة وهي تجيب برقة 
شكرا لك ..
لحظات و دلف خالد يتبعه صبي في الرابعة عشر من عمره ..
ألقى خالد التحية يتبعه أخيه الأصغر غيث والذي ألقى التحيه بهدوء قبل أن يسلم على فادي الذي نظر اليه مندهشا وقال 
متى كبرت يا ولد ..!
رد غيث بقوة 
كبرت يا ابن العم منذ زمن لكنك بعيد دائما لهذا تفاجئت بي ..
نظر فادي إليه مندهشا من هذه اللهجة الواثقة والصوت الذي بدأت نبرته تخشن بوضوح بينما حيا غيث كوثر برسمية شديدة فهو لا يميل إليها أبدا ..
اتجه نحو اخته الذي احتضنته بفرحة شديدة وهي تردد 
حبيبي .. اشتقت إليك ..
رد وهو يبتسم بخفة 
وأنا أكثر ..
ثم اتجه نحو حوراء وحياها برسمية قابلتها هي بنفس الرسمية ..
اما خالد فنظر الى فادي الذي غمغم بنبرة لا تخلو من التهكم 
ألن تحييني يا خالد ..
تجاهل خالد تهكمه وهو يرد ببرود 
اهلا فادي .. حمد لله على سعادتك ..
ثم ابتعد عنه وسار نحو الكرسي المقابل له مكتفيا بهذه الكلمات تحت أنظار فادي وحوراء الغاضبة من هذا التجاهل المستفز ..
سألت لميس وهي ما زالت تحتضن أخيها 
أين ماما ورانسي ..
أنا هنا ..
صدح صوت فتاة في الرابعة عشر من عمرها تتقدم نحوهم بفستان أبيض قصير قليلا ذو أكمام قصيرة بينما شعرها المموج الطويل ينسدل خلف ظهرها بنعومة وقد بدت أكبر من سنها قليلا بملامحها الجذابة ..
حملق فادي بها بعدم تصديق وهو يسأل 
من هذه ..! من أنت يا فتاة ..!
رفعت رانسي حاجبيها وردت 
انا رانسي عمران يا فادي بك .. ابنة عمك ..
تأملها من رأسها حتى أخمص قدميها وهو يهتف بذهول 
متى كبرت يا فتاة ..! آخر مرة رأيتك فيها كنت تركضين خلف الكرة في حديقة القصر وتتشاجرين مع أخيك الصغير لأجلها .. 
لا أحد يبقى صغيرا يا ابن عمي ..
حدق بها وهتف بإعجاب 
أتفق معك يا بنت عمي ..
نظر خالد له پغضب لا إرادي بالرغم من فرق السن بينهما بينما لكن نظراته وتغزله الصريح أزعجاه بشدة بينما توجهت رانسي نحو كوثر وحيتها بإقتضاب شديد فهي لا تحبها بتاتا ثم حيت حوراء بنفس الطريقة قبل أن تتجه نحو لميس وټحتضنها بشوق شديد لتدلف والدتهما في نفس الوقت وهي تلقي التحية بينما نهض فادي وكان اول المرحبين بها يتبعه البقية ..
..
في منزل شمس ..
خرجت شمس من غرفتها لتجد ربى
تم نسخ الرابط