رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

انت حنعشق تاني
اول مرة .. اول مرة
انتهت تارا من الأغنية ليبدأ الجميع في التصفيق لها بحرارة ولم يستطع خالد منع نفسه من التصفيق لها بينما رأته هي فإبتسمت بثقة شديدة وهي تنظر الى عينيه بقوة وتحدي وكأنها تخبره إن غنائها مس قلبه رغما عنه ..
هبطت من فوق المسرح بينما سمع خالد صوت احد الرجال الذين يقف بجانبهم يقول 
من هذا المحظوظ الذي أهدته تارا الهاشم بنفسها هذه الأغنية ..!
بينما الأخر يجيب
محظوظ فقط .. محظوظ وأمه تدعي له في كل صلاة .. غدا سوف تتحدث الأخبار عن المعشوق السري للمطربة الفاتنة ..
ابتعد خالد عنهما متجها خارج القاعة دون أن تغفل نظرات تارا عنه ولا نظرات آخرى توجهت نحوه لا إراديا وشعرت بشيء ما يحدث معه لكنها تغاضت عن ذلك وهي تستمر في حديثها مع صديقتها ..
.................................................................
في منزل شمس ..
جلست شمس على سريرها وهي تتناول الشوكولاته والشيبس وبعض المقرمشات بتلذذ ..
تشعر براحة غريبة سيطرت عليها منذ إستيقاظها صباح اليوم لسبب تجهله لكنها ليست المرة الأولى التي تملأ السکينة قلبها فجأة بلا سبب معين ..
كانت تقلب في هاتفها حينما ظهر أمامها منشور لمركز تجميلي مشهور جدا لكن المشكلة لم تكن به بل بصاحبة ذلك المركز والتي لم تكن سوى ريتا عشيقة قيصر ..
كانت تقف مع مجموعة من اطباء التجميل الذين يعملون هناك تبتسم بسعادة بينما يتحدث المنشور عن المركز وتفوقه على كافه منافسيه في المنطقة ونجاحاته المتتالية والإقبال الشديد عليه ..
مطت شفتيها وهي تفكر إن نجاحاتها تلك نتيجة علاقتها مع قيصر او ربما مع غيره ..
لا تعرف لماذا دفعها فضولها للدخول الى حسابه على الانستغرام لتتذكر إنها ألغت متابعته فتزم شفتيها وهي تعاود التقليب في حسابها ..
أبعدت الطعام عنها بعد لحظات ووضعته على الطاولة بجانبها ثم تمددت على السرير وهي ما زالت ممسكة بهاتفها ..
وجدت أحدهم يرسل لها طلب صداقة ففتحته لتجده موظفا معها في الشركة ..
عقدت حاجبيها بتعجب من معرفته حسابها رغم إنها لم تضف أحدا في الشركة بعد ..
تأملت صورته وقد تذكرت إنها رأته البارحة لتنتظر قليلا ثم تضغط على زر الموافقة ..
لحظات وفوجئت به يراسلها لتمط شفتيها وهي تغمغم 
ما هذه السرعة ..! انتظر قليلا يا رجل .. 
ثم أغلقت الهاتف وهي تفكر إنها لا تريد الحديث معه ولا مع غيره فلا مزاج لديها الآن ..
عادت تفكر لا اراديا في أختها وهدوئها الغريب وتقبلها لخصام والدتها لها فلم تتحدث والدتها معها منذ البارحة لتلتزم ربى الصمت بينما تتحدث معها هي بهدوء غريب ..
تنهدت وهي تدعو الله أن يبعد تلك الأفكار عن أختها تماما فهي لا ينقصها مشاكل جديدة ..
كانت ربى تبحث عن صفحة فارس ابن عمها الذي لا تعرف عنه شيئا سوى اسمه ..
لا تتذكر متى آخر مرة رأته فهي كانت طفلة عندما انقطعت علاقة عمها مع والدها تماما وقبلها إنقطعت عائلة عمها عن التواصل معهم كما سمعت مسبقا ..
هي حتى لم تكن تعرف اسمه وقد عرفته من حديث عمها ذاك اليوم ..
عقدت حاجيها وهي تفكر في طريقة ايجاد حسابه ثم تذكرت أمر قريبتها من جهة والدها والتي تكون صديقتها على مواقع التواصل ففكرت إنه ربما هو صديق لديها ايضا ..
دخلت على حسابها وبحثت في قائمة الاصدقاء لتلمح اسمه فتبتسم بإنتصار وهي تفتح حسابه ..
تأملت صورته وملامحه الوسيمة الجذابة بتمعن قبل أن تهبط الى المعلومات الشخصية لتتفاجئ انه في التاسعة والعشرين من عمره وخريج كلية الصيدلة .!!
إذا هو يعمل في نفس تخصصها الدراسي ..
لكن ما فاجئها إن حالته الإجتماعية خاطب ..
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تفكر إنه كيف يكون خاطب ويطلب يدها ..!!
زفرت أنفاسها بقوة وهي تفتح حساب خطيبته لتجدها فتاة فائقة الجمال تصغره بعامين فقط ..
احتلت الدهشة معالم وجهها وهي تفكر في حقيقة الأمر وكيف ستتصرف بعدما عرفته ..
..
كانت تارا تجلس على احدى الطاولات التي يجلس عليها كلا من خالد وحوراء ولميس وقد صادفت أن انضمت إليهم هي بعدما دعتها احدى السيدات والتي تعرفها جيدا بينما يجلس أيضا بعض الرجال والسيدات معهم ..
كان الجميع يتحدث بإستثناء خالد الذي يراقبهم بجمود و قد توقف عن ردوده المقتضبة التي كان يجامل بها الموجودين ما إن إنضمت هي اليهم ..
لا يعلم لماذا لم يحب إنضمامها إليهم ولم يرتح لوجودها قربه ..
أفاق من شروده على صوت أحدهم يسأل 
ما رأيك أنت يا خالد بك ..!
لتهتف أخرى مازحة وقد لاحظت تفاجئه من السؤال 
يبدو ان خالد بك لم يكن معنا 
ابتسم خالد بإقتضاب دون رد بينما المرأة تتأمله بإعجاب صريح انتبهت له تارا التي التوى فمها بإبتسامة متهكمة وهي تسمعها اكمل 
هنيئا لمن جعلتك شاردا بها يا بك ..
تجاهل حديثها وهو يرتشف قليل من العصير أمامه بينما حدقت بها حوراء بنظرات باردة قبل أن تنتبه الى إبتسامة تارا الخاڤتة والتي لم يلحظها سواها كونها سرعان ما أخفتها ..
عادت الأحاديث الجانبية بينما وضعت حوراء جل تركيزها ما تارا التي إنتبهت الى نظراتها الخاطفة المصوبة نحو ابن عمها لتتجهم ملامحها كليا لتجدها تتحدث مع لميس وشخص آخر عن الأخبار الأخيرة التي انتشرت عن ألبومها القادم ليهتف أحد الموجودين بمكر 
أنت فقط كوني مستعدة لأخبار الغد التي لن تنفك الحديث عن الحبيب المجهول ..
اتجهت انظار حوراء نحو خالد الذي وجدت جبينه يتغضن بإنزعاج فهزت رأسها بإنكار وهي تفكر إن هذا كله مستحيل ومن صوب خيالها الذي يصور لها ما غير موجود .
ردت تارا بهدوء 
الأخبار دوما ما تتحدث عني وعن عشاقي الذين لا وجود لهم من الأساس يا بك .. لقد اعتدت هذا الأمر ..
أردفت بجدية 
الأغنية مجرد اهداء لا اكثر ولا تعني اي شيء ..
لا يعلم لماذا شعر بكلماتها تضربه في الصميم وإن هناك شيء ما إنزعج داخله بشدة بسبب هذه الكلمات ..
أكملت تارا 
انا لا اهتم لهذه الأخبار أبدا .. 
وماذا عن تلك الشائعات التي تخرج عنك يا تارا هانم ..! أنت من المشاهير الذين دوما ما تصدر شائعات في حقهم و البعض منها ليس لطيفا ..
حدقت بها تارا بتمهل بطيء وكأنها تقيمها كليا بينما اتجهت انظار الجميع نحوها منتظرين ردها خاصة خالد الذي أغضبه حديث حوراء بشكل لا يفهمه والأهم لا يفهم سبب هجومها الواضح على تارا ..
أخيرا ردت تارا بصوت هادئ طبيعي للغاية 
حسب ما أذكر فإن آخر شائعة صدرت بحقي تحدثت عن زواج سري جمعني بقيصر بك .. أخوك ..
شددت على كلمة أخوك ليتوتر الجو من حولها كليا لتكمل وهي تتأمل وجه حوراء الذي بهت للحظات حيث لم تتوقع هذه الصراحة منها 
بالنسبة لي لقد نفيت تلك الشائعة بوضوح وكذلك فعل قيصر بك ..
أردفت وهي تبتسم بهدوء يحمل في طياته التحدي 
ربما من الممكن أن تشكي في حديثي لكن من
تم نسخ الرابط