رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لذلك لكن كرامتها أبت لتهتف بضيق
أنت مخطئة يا تارا ..
ابتسمت تارا وهي تجيب بهدوء
سنرى يا عزيزتي مع إن نظرتي لا تخيب أبدا ..
ثم تحركت بعيدا عنها نحو المصعد لتتأملها شمس للحظات قبل أن تتجه بسرعة هي الأخرى نحو المصعد الآخر كي تهبط الى الطابق الذي يوجد به مكان عملها ..
......................................................................
في احد أشهر فنادق المنطقة ..
وقف حاتم بجانب قيصر الذي يتابع الحفل من جهة ويتجاذب أطراف الحديث معه من جهة أخرى ..
هتف حاتم بجدية
الحفل رائع .. لقد وضعت لميس لمساتها الخاصة وجعلته مختلفا نوعا ما عن المعتاد ..
اومأ قيصر برأسه موافقا على حديثه
معك حق .. لهذا أعطيتها مسؤولية تنظيمه .. رغم صغر سنها إلا إنها تعرف جيدا كيف تثبت نفسها في كل مهمة تخصها ..
وماذا عنك انت ..! كيف حالك ..!
سأله حاتم ليرد قيصر بهدوء
بخير ..
عاد وسأله
وماذا عن فادي ..!
رد قيصر بوجوم
هو الآخر بخير .. رفض أن يحضر حفل الليلة .. كالعادة لا يهتم بهكذا أمور ..
تنهد حاتم وهو يريد
أردف بعدها
انظر الي .. ألم يخبرك الطبيب إن وضعي النفسي تحسن كثيرا ولم يعد يحتاج للبقاء في المشفى ويكتفي بزيارة الطبيب في عيادته .. ! لا تقلق إذا .. من قال هذا هو واحد من أكبر وأشهر الأطباء النفسيين في الخارج ..
رد قيصر بجدية
أشعر بالقلق منه وعليه .. لا أريده أن يعود مثل السابق .. ما مر به لم يكن هينا لا عليه ولا على أي احد ..
الطبيب قال إنه كان يتصرف بلا وعي .. كان كمن فقد عقله تقريبا .. لا أستطيع أن أثق به وبتصرفاته رغم بقاءه في المشفى لمدة عام ونصف ..
صمت حاتم بينما استمر قيصر في حديثه
ما زلت أراقبه كما فعلت بعد خروجه من المشفى منذ أشهر قليلة .. اتسائل مع نفسي الى متى سأظل أراقب وأفكر به وأقلق عليه ..! رغم كرهي له ولكذبه ولما فعله بي وبغيري لكنني لا أستطيع التخلي عنه .. لا أستطيع يا حاتم ..
بالطبع لن تتخلي .. لا أحد يتخلى عن أخيه إلا قليل الأصل .. كما إن فادي وضعه غير طبيعي وشره وسوء تصرفاته بناء على تجاربه السابقة ..
اومأ قيصر برأسه دون رد بينما سأل حاتم محاولا تغيير الموضوع
وماذا عن شمس ..! كيف حالها ..!
رد بهدوء
تبدو هادئة لكنني أشعر إنه الهدوء ما قبل العاصفة ..
عاصفتها هبت منذ وقت طويل بل إنها منذ دخولها حياتك وعاصفتها لا تتركك وشأنك ..
لم يعقب قيصر على حديثه بل إنتبه الى تارا التي دلفت الى قاعة الحفل بفستانها الأسود الجذاب وطلتها الخاطفة للأنفاق ليبتسم بخفة وهو يراها تتقدم نحوه وتحييه وهي تهتف به
مبارك الصفقة يا قيصر ..
رد قيصر بهدوء وهو ما زال محتفظا بإبتسامته
أشكرك يا تارا ..
اتجهت نحو حاتم الذي هتف بها وهو يحييها
اتسائل مالذي يجعلك تحضرين حفلات قيصر دون سواه يا هانم ..!
ابتسمت بعذوبة وهي ترد
لا أحد يقوى على رفض دعوته يا حاتم ..
ضحك حاتم وهو يهتف بها
هذا صحيح وأنا اول شخص لا يقوى على ذلك ..
ضحكت بصوت مرتفع قليلا لتتجه أنظار من حولهم نحوها وخاصة ذلك الذي سيطر الوجوم على ملامحه بعدما تأملها للحظات وهي تحيي ابن عمه ثم صديقه المقرب ..
بالرغم من كونه كان مندمجا في الحديث مع أحد شركائهم في العمل إلا إنه لاحظها منذ قدومها دون أن يعرف إذا ما لاحظها لإن أنظار الجميع إتجهت لا أراديا نحوها فهو فعل المثل أم لسبب آخر ..!
تارا الهاشم أتت كالعادة ..
انتبه الى حديث الرجل بجانبه والذي أكمل وهو ينظر إليه
خطفت أنظار الجميع منذ دخولها .. إنها ساحرة حقا ..
لم يعقب خالد على حديثه بينما وجدها تتقدم نحو أحد رجال الاعمال والذي رحب بها كثيرا مستغربا مدى إهتمام الجميع المبالغ به بها ثم عاد وفكر إنها مشهورة كثيرا فما سمعه عنها يؤكد مدى شعبيتها وقوة جمهورها ..
فوجئ بها تتقدم نحوه وهي تبتسم بتحفظ ليجدها تحيي الرجل جانبه والذي طبع قبلة خفيفة على كفها وقال
سعيد برؤيتك يا هانم ..
أكمل بخبث
غريب إننا لا نراك سوى في حفلات قيصر عمران يا تارا هانم .. فإنت قليلة الحضور في الحفلات والمناسبات عموما رغم الدعوات الكثر التي تأتيك على حسب علمي ..
ردت وهي تبتسم برسمية
قيصر بك لديه معزة خاصة عندي ..
ثم نظرت الى خالد وحيته برسمية شديدة
كيف حالك يا بك ..!
رد تحيتها بنفس الرسمية
بخير يا هانم ..
ابتعدت عنهما بعدها لتتابعها عيناه لا إراديا حتى اندمجت مع الحضور فحاول إلهاء نفسه عنها بالحديث مع بعض الضيوف عموما ..
...................................................................
بعد مرور حوالي ساعة ..
إعتلت تارا المسرح فإتجهت انظار الجميع نحوها لتحمل السماعة وتهتف بجدية وشفتيها تعلوها إبتسامة واثقة
اسمحوا لي أن أقتنص القليل من وقتكم بإحدى الأغاني المفضلة لديكم ..
بدأ الجميع بالتصفيق والتشجيع بينما خالد ينظر اليها بملامح غامضة لا توحي بشيء وقيصر يتأملها بإستغراب فهي لا تغني في الحفلات الخاصة عموما ولا حتى حفلات رجال الاعمال والزفاف ..
أكملت بجدية
الأغنية ليست لي بل هي إحدى أغاني الزمن الجميل والذي يفضله أحدهم هنا عما أغنيه انا لذا فهذه الأغنية اهداء له ..
بدأ الجميع يتهامسون عن ذلك الشخص الموجود وسطهم والذي أهدت تارا له هذه الأغنية ..
لتكمل وهي تبتسم بعينين براقتين
اتمنى أن تعجبك يا بك وتلائم ذوقك .. إخترتها بناء على حدسي الشخصي كوني لا أعلم أغنيتك المفضلة ..
كان خالد مرتديا قناع البرود رغم ضربات قلبه الذي أعلنت ثورتها بينما أذنه تسمع الأحاديث الجانبيه ومن بينهم صوت إحداهن تقول
منذ متى وتارا الهاشم تغني في هذه الحفلات ..!
بينما الأخرى ترد
يبدو إنه شخصا مهما للغاية ..
صدح صوت الموسيقى لتشدو تارا بصوتها العذب أغنية العندليب اول مرة تحب يا قلبي ليندمج الجميع معها ..
تضاعفت نبضات قلب خالد ما إن عرف الأغنية من الموسيقى الخاصة بها بينما عيناه تتابعنها دون أن تحيد عنها ولو للحظة خاطفة ..
حاول السيطرة على نبضاته والتركيز مع صوتها الرائع والذي خطڤ قلب الجميع لكن سرعان ما عاد قلبه ينبض پعنف مخيف ما ان وصلت الى المقطع الآخير..
قلبي يعيدلي كل كلامك .. كلمة بكلمة يعيدها عليا
لسه شفايفي شايلة سلامك .. شايلة أمارة حبك ليا
افرح واملى الدنيا اماني .. لا أنا ولا
متابعة القراءة