رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كبيرا ..
نظر إليها ليجد الإصرار مرسوم على ملامحها فيهتف بجدية
لن آكلك يا شمس .. انا مديرك .. لا تنسي هذا .. لا توجد مشكلة إذا ما ركبت معي بسبب ظرف طارئ ..
أكمل بعدها
ثانيا يجب أن نتحدث بما حدث اليوم ..
قاطعته بقوة
لن نتحدث بشيء .. انا سأرحل حالا ولن أعود .. وأنت ستمنع أخيك من الإقتراب مني ..
لا تفعلي هذا .. دعينا نتحدث ..
أرادت أن تصرخ به أن يتركها وشأنها لكنها لن تفعل ذلك هنا فربما يسمعها أحد ..
قالت بصوت جاهدت ليخرج متوسط العلو
لا أريد الحديث معك .. كل ما أريده منك أن تتركني وشأني وألا تحوم حولي من جديد .. وإياك ثم إياك أن تنكر أن وجودي هنا في شركتك كان تخطيطا منك ..
سألها بجدية لترد وهي تكاد تشتعل غيظا منه
المشكلة إنني لا أريد .. لا أريد أن تقترب مني ولا أريد أن تكون حولي .. لا أريد أي شيء يربطني بك ولا يقربني منك ..
كانت يشعر بكلماتها ټطعنه بقوة لكنه تغاضى عن ذلك وقال بهدوء يحسد عليه
اسمعيني جيدا ..
ضعي في بالك شيئا محددا واستوعبيه .. انا لم أجلبك الى هنا وأنا أنوي لك سوءا .. نعم فعلت الكثير من الاشياء معك وربما منها أشياء مؤذية .. نعم هددتك مرارا وأجبرتك على الزواج وأردت امتلاكك بحق و أنا ما زلت أريد ذلك لكن عملك هنا ليس لغاية تكرار الماضي كما تظنين .. لا تخلطي الأوراق سويا .. متى ما أردت إمتلاكك سأفعل ذلك حتى لو بقيت تختبئين في منزلك ولن تخرجي منه دقيقة واحدة ..
اما بشأن فادي فكوني واثقة إنه لن يجرؤ على إيذائك بكلمة او نظرة حتى .. لا تخافي منه ولا تقلقي من وجوده وإذا ما رأيته صدفة تجاهليه تماما وكأنه غير موجود .. تذكري دوما إنك في حمايتي يا شمس وأنا لا أسمح لأي مخلوق أن يمس إمرأة تخصني وأنت تخصيني بالكامل ..
لم تره مسبقا بهذا الشكل حيث يسيطر عليه التعب بوضوح ..
حركت أناملها بخفة على عينيها تمحي تلك الدموع العالقة بهما ثم قالت بصوت باهت
هل سأراه دائما ..!
رد بجدية
ليس دائما بالطبع .. لكن من الممكن أن ترينه بالطبع ..
أستطيع منعه من التواجد في أي مكان تتواجدين فيه لكنني لا أريد ذلك .. أريدك أن تكوني قوية وتواجهيه كما ينبغي .. أنت لم تفعل شيئا خاطئا ولست مذنبة في حقه كي تخشي المواجهة .. واجهي بثقة بينما هو من عليه أن يخفض بصره كلما رأك ..
أخفضت بصرها نحو الأسفل وهي تمسح وجهها بكفها بينما كان يتأملها هو يفكر إن عليها ان تواجه لا ان تهرب ..
يريد ذلك لإجلها أولا كي تتخلص من مخاوفها بالكامل ولإجل أن تتعود على وجود فادي ثانيا فهو في نهاية المطاف أخيه وهي ستصبح زوجته وحتى لو لم يكن بينهما تعامل مستقبلا لكنهما سيضطران للإلتقاء أحيانا وعليها أن تعتاد وجوده حولها وتتقبله ..
هتف أخيرا بصوت هادئ
ما رأيك أن تذهبي الى المنزل وتسترخي قليلا ..!
أجابت بصوتها المبحوح
سأفعل .. فأنا أحتاج لذلك بشدة الآن ..
أكمل
بما إنك سترفضين أن أوصلك فدعيني أن أطلب لك تاكسي ..
قاطعته بجدية
سأطلب بنفسي .. شكرا لا داعي لذلك ..
ثم فتحت هاتفها وقررت ان تطلب تاكسي لتهتف بجدية
سيصل بعد دقائق ..
قال بجدية
فكري جيدا بما قلته يا شمس .. أنت عليك أن تتخطي هذه المخاۏف بشكل نهائي .. واجهي كل من تخافينه .. واجهي فادي بل واجهيني انا شخصيا إذا أردت .. واجهي ولا تهربي وتذكري دائما إنك في موقع قوة لا ضعف ..
منحها نظرة أخيرة لم تفهمها لكنها شعرت إنها داعمة مساندة ثم تركها ورحل عائدا الى الشركة ..
..
الفصل الحادي والعشرون
الجزء الثاني
في غرفتها تجلس شمس وهي ترفع قدميها نحو ذقنها وتحيطهما بذراعيها بينما عقلها شارد بعيدا يفكر في كل شيء يجري حولها ..
لقد ظنت إن كل شيء انتهى منذ عامين وإنها تخلصت من كافة الكوابيس التي أحاطت بها قبل هذا التوقيت ..
لكن يبدو إن كل شيء كان لعبة او مجرد تمويه لا أكثر ..
قيصر لم يطلقها كي يحررها كما ظنت لوهلة .. هو أراد شيئا معينا بتطليقها وحققه والأهم إنه كان ينوي العودة الى محيطها بعد مدة وهي تجزم بذلك ..
ماذا كان يريد من تطليقها ..! لماذا لم يجبرها على الزواج منذ عامين كما كان سيفعل ..! لماذا إنتظر عامين كاملين قبل أن يظهر في حياتها من جديد ..!
هي حقا لا تفهم لكنها تود ان تفهم ..
هذا الرجل لغز محير من الصعب أن يفهمه أحد ..
أغمضت عينيها لوهلة وكلماته الأخيرة تتسرب داخل عقلها ببطأ
واجهي كل من تخافينه .. واجهي فادي بل واجهيني انا شخصيا إذا أردت ..
بالرغم من عدم تصديقها له فهي واثقة إنه يقول ما لا يقصده او ينويه فقط كي يلعب بعقلها ويجعلها تميل نحوه لكنها تدرك في داخلها إن هذا الكلام هو الصح ..
الهروب ليس حلا .. هروبها من محيطهما لن يمنع أيا منهما من الإقتراب منها .. فادي يستطيع أن يخطفها كما فعل مسبقا فهو ليس بقليل نفوذ وشړ أما قيصر ..
ابتسمت بتهكم وهي تفكر إنه يستطيع أن ينالها من بين أنياب الأسد ..
قيصر إن أراد ينفذ وإن كانت تظن إنها برفضها التدريب عنده سوف يتركها وشأنها فستكون غبية جدا ..
لكن ما الحل ..! وأين المفر ..!
هل تواجة ..! هي مهما حاربت وواجهت لن تستطيع الفرار منهما ..!
ومهما ابتعدت وهربت واختبئت سيجدها وينالها ..
إذا ما الحل ..!
كيف ستتخلص منه ومن أخيه ..!
فتحت عينيها ثم فكت طوق ذراعيها حول ساقيها وتمددت على السرير تنظر الى السقف بشرود وهي تحاول أن تجد حلا .. حلا ينقذها من هذه الدوامة ..
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها التي هتفت بجدية
عمك سيأتي اليوم لزيارتنا ..
انتفضت من مكانها تصيح بعدم تصديق
ماذا ..! متى سيأتي وماذا يريد ..!
جلست والدتها على السرير تهتف بإرهاق
سيأتي بعد قليل ولا أعلم لماذا ..!
صاحت شمس معترضة
لن يدخل هذا المنزل .. لن أسمح له بهذا ..
جذبتها والدتها من ذراعها تحذرها .
اخفضي صوتك .. لا أريد لأخيك أن يسمع شيئا .. طلبت منه أن يذهب الى منزل خالك كي
متابعة القراءة