رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

انت لست سوى فتاة متعالية متكبرة تنظر الى الأمور من زاوية واحدة .. فتاة تقيم الناس والأشياء بناء على وجهة نظرها وأفكارها المحدودة .. 
اكمل بجدية 
هذا كله لا يهمني .. أنت حرة في طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور .. لكن نظرتك وأفكارك تلك تطبقينها على نفسك يا حوراء وليس على من حولك .. هل فهمت ..!
أكمل بقوة 
هذا آخر تحذير لك .. أي تدخل منك في أي شيء يخص غيرك لن يمر مرور الكرام أما بشأن تصرفك اليوم ونقلك لأمور الشركة رغم توضيحي السابق لك وتحذيري بشأن هذا الأمر فسوف تعاقبين عليه بالطبع .. سوف تعملين في فرع الشركة الثاني لمدة شهرين فهناك يحتاجون الى موظفات في قسم المحاسبة .. 
وقبل أن تعترض كان يهتف بها بصوت صارم 
لا أريد سماع أي إعتراض ولا تنسي إنك ما زلت موظفة عادية وسوف تبقين هكذا طالما تتصرفين بهذه الطريقة .. إن كنت تودين أن تصلي الى مجلس الأدارة فعليك أن تلتزمي بكلامي وتنفذي ما أقوله بالحرف الواحد .. هل فهمت ..!
اندفعت خارج المكتب بعدما أنهى كلماته تاركة إياه يتوعد في داخله لها بالكثير إذا ما تجاوزت حدودها معه مرة اخرى..
.............................................................................
في صباح اليوم التالي ..
دلفت ربى الى غرفة شمس لتجدها تنهي وضع مكياجها فتسألها 
هل ستتدربين حقا في إحدى الشركات ..! ما هذه السرعة يا فتاة ..! ظننت والدتي تمزح حينما قالت إنك ستذهبين للعمل ...
لا يوجد شيء أكيد بعد .. لا تفرحي كثيرا ..
تقدمت ربى من أختها وهتفت بجدية 
ان شاءالله سيحدث ما تريدين وتتمنين ..
ثم أكملت متسائلة 
أي شركة تلك التي ستعملين بها ..!
ردت شمس كاذبة 
شركة كبيرة نوعا ما ومختصة في مجال الألكترونيات .. 
ثم سألتها محاولة تغيير الحوار 
هل أبدو جميلة ..!
ردت ربى وهي تتأمل فستانها الصيفي الأزرق وشعرها المصفف بعناية ومكياجها الهادئ 
تبدين رائعة ..
إبتسمت بخفة بينما أكملت ربى وهي تغمز لها 
اهتمي بمظهرك دائما فربما يقع أحد الموظفين هناك في غرامك او ربما يقع مدير الشركة في حبك كما نقرأ في الروايات الرومانسية ..
تنحنت شمس وهي تسأل بإضطراب 
منذ متى وأنت تقرأين روايات ..! 
ردت ربى بسرعة 
لا أقرأ ولكنني أسمع كثيرا عن الروايات التي تتحدث عن مدير الشركة الذي يقع في غرام سكرتيرته او موظفة لديه .. 
لم ترد شمس عليها بل حملت حقيبتها وودعتها ثم خرجت متجهة الى الشركة ..
وصلت الى هناك وصعدت الى مكان التدريب بعدما سألت موظفة الإستعلامات حيث وجدت هناك العديد من الشباب والشابات ..
أتى بعدها احد الأشخاص المسؤولين عن متابعتهم وبدأ يتحدث معهم ويشرح لهم بعض الأمور التي تخص تدريبهم وطريقة عملهم ثم بدأ في توزيعهم على الأقسام لتذهب شمس الى القسم الخاص بها فتعرفت على فتاة متدربة معها إسمها لينا حيث تحدثتا قليلا قبل أن تبدئا في العمل ..
..........................................................................
في اليوم التالي ..
ذهبت شمس الى العمل وبدأت بالفعل تعمل بجد وقد قررت الإنشغال في العمل مبدئيا ثم تذهب ظهرا الى خالد وتتحدث معه ببعض الأمور قبل الإستمرار في التدريب فهي أرادت رؤيته البارحة لكنه لم يكن موجودا ..
إنشغلت في عملها وجمعتها مع لينا أحاديث جانبية ..
في ظهر اليوم ذهبت الى مكتب خالد وطلبت مقابلته فسمح لها بالدخول بعد لحظات لتدلف الى الداخل فتنصدم من وجود قيصر هناك والذي كان يقرأ في احد الملفات ..
سمعت صوت خالد يقول 
تعالي يا شمس ..
سارت شمس نحوه وهو محاولة عدم التأثر بوجود الآخر الذي لم يرفع وجهه من فوق ملفه الذي كان يقرأه بتركيز شديد لتسمع خالد يسأل بعدما أمرها بالجلوس 
ماذا هناك ..! هل هناك مشكلة ما ..!
ردت شمس دون أن تجلس 
كلا لا توجد .. فقط أريد الإستفسار بشأن شيء ما بخصوص التدريب .. 
تفضلي .. أسمعك ...
قالها خالد بجدية لتهتف بتساؤل 
كنت أود الإستفسار عن إذا ما قررت فجأة الإنسحاب من التدريب .. يعني هل مسموح لي ذلك ..! أم توجد مشكلة .. 
توجهت نظرات قيصر نحوها أخيرا وقد شعرت هي بذلك لكنها تجاهلتها وأكملت مبررة سؤالها 
يعني في حالة حصولي على وظيفة في شركة او مكتب آخر مثلا ..
قال خالد بعملية 
كلا لا يوجد .. تنسحبين وقت ما تريدين دون الحصول على أي شهادة منا حتى لو أبليت جيدا في عملك طالما لن تنهي فترة التدريب عندنا .. أما في حالة انهائك التدريب ونجاحك فيه فعند التعيين وتحديدا في عقد التعيين هناك سنوات محددة تستمرين فيها في العمل لدينا وفي حالة طلبت ترك العمل قبل انتهاء هذه المدة ستدفعين شرطا جزائيا .. بكل الاحوال وقتها سوف تقرأين العقد جيدا .. 
قالت بسرعة 
كلا انا أتحدث عن فترة التدريب فقط .. 
ثم أكملت تتأكد من حديثه 
يعني لا يوجد مشكلة في حالة قررت الانسحاب بعد مدة مثلا ..! أليس كذلك ..!
رد خالد بجدية 
كلا لا يوجد ولن نطالبك بأي شيء ..
ابتسمت بخفوت وقالت 
أشكرك كثيرا .. عن اذنك ..
ثم تحركت نحو الباب لتتفاجئ بها تفتح في وجهها وآخر شخص توقعته يقتحم مكتب خالد ويهتف بضيق 
أين أنت يا باشا فأنا أنتظرك في المكتب منذ مدة ..!
انتفض قيصر من مكانه بسرعة غير مستوعبا ما يحدث وسؤال واحد يتردد داخل ذهنه ..
متى عاد فادي من الخارج ..!
الفصل الحادي والعشرون ..
الصدمة ألجمت الجميع للحظة بينما خالد مستغربا مما يحدث وقد أدرك خلال هذه اللحظات القليلة مدى التوتر الذي ساد في الأجواء رغم عدم فهمه اسباب ذلك ورغم إستغرابه من عودة فادي المفاجئة بعد غياب عامين ..
عامان لم تطأ قدمه فيها البلاد متحججا بأشياء مختلفة في كل مرة ..
تقدم قيصر نحو فادي يقف في وجهه كسد منيع متناسيا وجود خالد في تلك اللحظة والذي لا يعرف أي شيء فجل ما يهمه هو شمس و إحاطتها بسور يمنع إقتراب فادي منها ..
شمس ..
هتف بها فادي بعدم تصديق بينما هزت هي رأسها نفيا عدة مرات قبل أن تخرج بسرعة من المكتب تحت أنظار خالد المندهشة من هروبها الصريح أولا ومن وقوف قيصر في وجه فادي كسد منيع ثانيا ..
مالذي تفعله شمس هنا يا قيصر ..!
سأله فادي بتحفز ليهتف قيصر بصوت قوي حاسم لا يقبل جدال 
إذهب الى مكتبي حالا وأنا سأتبعك .. 
ثم دفعه بقوة خارج مكتب خالد وهو يتبعه تاركين خالد يتابعهما بإستغراب قبل أن يزفر أنفاسه بضيق من عودة فادي فهو يعلم إبن عمه ومشاكله التي لا تنتهي ويبدو إن إحدى مشاكله طالت خطيبة قيصر السابقة فالأمر لا يحتاج الى تفكير ليدرك إن الفتاة مذعورة من وجوده ..
أما في الخارج هتف فادي متساؤلا 
مالذي تفعله شمس هنا
تم نسخ الرابط