رواية جديدة قوية الفصول من التاسع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
نظرات خالد المصوبة نحوها بوضوح
أعلم ذلك .. لكنني لا أحبذ أن يناديني الناس عموما بهذه الطريقة .. اسمي تارا وأحب مناداتي بهذا الإسم مجردا حتى في تعاملاتي الرسمية فأنا أفضل كلمة سيدتي على تارا هانم لإن الأولى معتادة في التعامل الرسمي لدي الجميع ..
حسنا سأناديك بتارا طالما إنك تحبين ذلك ..
قالت تارا
أكملت بصراحة
أنا أتصرف بناء على طبيعتي .. يعني أعلم إنكم في الطبقات العليا تستخدمون القابا رسميا في مناداة معارفكم الغير مقربين لكنني إعتدت على التعامل بطريقتي التي نشأت عليها رغم إن معظم تعاملي مع أشخاص من طبقتكم لكنني لا أحب التلون بناء على طبيعة الشخص ونمطه في التعامل ..
حسنا اسمحي لي بالذهاب الآن فلدي موعد هام ..
ثم إلتفتت نحو خالد خالد تهتف به برسمية
سعدت بلقائك يا بك ..
قالها بنفس الرسمية ليجدها تلتفتت الى لميس وتقول
أوصلي سلامي الى قيصر .. كان من المفترض أن ألتقيه اليوم لكنني إضطررت الى إلغاء الموعد بسبب ظرف طارئ ..
بالطبع سأفعل وقد أوصلت سلامك له المرة الماضية ..
وهل أوصلت سؤالي الى خالد بك ..!
قالتها وهي تلتفت نحو خالد وقد استطاعت أن تتجه بالحديث الى هنا بعدما إدعت ارسال السلام الى قيصر بينما هي حدثته صباح اليوم ..
نعم أوصلته وأجبت عليه أيضا ..
قالت تارا بسرعة
حقا ..! لكنها لم تخبرني بجوابك ..
قال خالد بسرعة رغم نظرات لميس المنزعجة
لا بأس .. سأخبرك انا .. أخبرتها إنني لست مهتما ولا أنوي الإهتمام بهذه الأشياء التافهة من وجهة نظري ..
حافظت تارا على رباطة جأشها بشكل مثير للإعجاب لتهتف بهدوء
رمقها بنظراته الباردة لتهتف لميس محاولة انقاذ الوضع
هو لا يقصد .. لكنه ليس من هواة الأغاني ومختلف الفنون عموما ..
ظل خالد ملتزما بملامحه الهادئة ونظراته الباردة المستفزة قبل أن يقول
حقا ..! ولمن تستمع في أوقات فراغك الثمينة ..! يهمني أن أعرف ذوقك في مجال الموسيقى عموما ..
سألته بإستهزاء واضح ليرد بنفس الهدوء
لا أستمع الى الاغاني سوى نادرا كما أخبرتك .. وفي هذه المرات النادرة غالبا ما أستمع الى الأغاني الأجنبية .. اما العرب فأنا لا أستمع إلا لبعض المطربين أكثرهم قدامى و يوجد اثنين او ثلاثه فقط من الجيل الجديد فالأغاني والمطربين الحاليين عموما لا يغنون ما يستحق السماع ..
تارا أغانيها رائعة يا خالد ومختلفة عن ابناء جيلها بشهادة الجميع ..
قالها لميس محاولة تصحيح الموقف ليرد خالد بجدية
لم أستمع لأغانيها لكنني سمعت صوتها بشكل عابر .. صوتك جميل لا خلاف على ذلك لكنني أحب صوتا طربيا قويا أما صوتك المليء بالإحساس لا يناسبني ..
إذا تحب الأصوات الطربية .. !
سألته بجدية ليومأ برأسه دون رد لتبتسم بخفة وهي تقول
جيد ... وأنا أيضا أحبها كثيرا ..
ثم قالت منهية الحوار
لقد سعدت بلقائكما .. عن إذنيكما ..
ثم سارت نحو سيارتها تاركة خالد يتابعها بملامح باردة ليسمع اخته تهتف به بضيق
ماذا فعلت يا خالد ..! ألا تستطيع أن تكون لبقا قليلا معها .. !
رد خالد بلا مبالاة
وماذا فعلت ..! قلت الحقيقة .. صوتها ناعم ليس قويا وانا لا احب هذا النوع من الأصوات ..
ثم سار نحو باب السيارة وفتحها تاركا لميس تشتاط ڠضبا منه ومن بروده ..
......................................................................
مساءا ..
في قصر عائلة عمران ..
جلس قيصر أمام والدته في صالة الجلوس والتي هتفت به
هل صحيح تلك الفتاة ستعمل لديك يا قيصر ..!
قال قيصر ببرود
لقد أخبرتك ابنتك بهذه السرعة يا والدتي العزيزة..
ردت كوثر بسرعة
وما المشكلة في هذا ..! من حقي أن أعرف كل شيء ..
قاطعها پغضب
كلا ليس من حقك ولا من حق أي أحد وإبنتك هذه سأعرف كيف أتصرف معها ..
نهض من مكانه وأكمل محذرا
لا أريد سماع حرف واحد منك ولا من غيرك .. لا يحق لأي أحد أن يتدخل في شؤوني .. لم أسمح لأي أحد أن يتدخل في أموري الخاصة منذ أن كنت صغيرا في السن حتى أنت ووالدي رحمه الله وبالتأكيد لن أسمح الآن ..
أردف بنبرة قاطعة متجاهلا ملامح والدته الحادة
حياتي خط احمر .. غير مسموح لأي شخص أن يتجاوزها ..فهمت يا كوثر هانم ..
أنهى كلماته وخرج تاركا والدته تشتغل ڠضبا منه فهو لم يسمح لها بالحديث حتى بينما هبط هو نحو غرفة مكتبه ليجد احدى الخادمات هناك فيهتف بها
نادي حوراء هانم وأخبريها إنني أنتظرها في مكتبي ..
ثم دلف الى المكتب وجلس أمام مكتبه وهو يتوعد في داخله لحواء التي ولجت الى المكتب بعد قليل وتقدمت نحوه تسأله بهدوء
أخبرتني الخادمة إنك تريدني .. ماذا هناك ..!
أخبريني يا حوراء .. لماذا تتصرفين هكذا ..!
سألها بهدوء يحمل خلفه الكثير لتسأله مدعية عدم الفهم
ماذا تقصد ..! ماذا فعلت ..!
رد بنفس الهدوء
أنت تدركين جيدا إنني بكلمة واحدة مني أمنعك من دخول الشركة مرة اخرى ..
ردت بقوة
انت لا يحق لك أن تمنعني من دخول شركة أمتلك بها أسهما مثلي مثلك يا قيصر ..
ظل محافظا على بروده وهو يرد
عندما تتجاوزين حدودك يحق لي .. عندما تنقلين أخبار الشركة يحق لي ..
قاطعته بسخرية
ها فهمت .. أنت تتحدث عن خطيبتك السابقة التي ستتدرب لدينا .. وغاضب بالطبع لإنني أخبرت ماما بذلك ..!
أكملت بهدوء
لقد أخبرتها ذلك بشكل عفوي لم أقصد منه شيئا .. لكنها ڠضبت وخاڤت أن تعود إليها ولأكن صريحة هي معها كل الحق .. فتلك الفتاة لا تناسبك ولا تناسبنا جميعا وتطليقك لها كان أفضل قرارا أخذته ..
ضړب على سطح مكتبه بقوة أفزعتها ليصيح بها
من أنت يا فتاة ..! من أنت حتى تقرري المناسب من غير المناسب ..! من تظنين نفسك ..!
صاحت بكبرياء
انا حوراء عمران يا قيصر .. لا تنسى هذا ..
صړخ بها بقسۏة
متابعة القراءة