رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
القرار .
أنتبهت حين سألت ميساء بهدوء
_ ومؤيد
أجابتها بهدوء مماثل
_ عنده ضلعين مكسورين وچروحه طفيفة .. والحمد لله مفيش أى ثم فى جسمه .. ده كان مخدر وإن شاء الله هيفوق قريب .
اومأ ميساء برأسها بجمود .. لتنظر بعيدا وكأنها لاتزال مغيبة عن العالم .. لتتنهد زهور بتعب عاجزة عن فعل شئ .
خرج من المنزل الذى يقيم به والدها يا فرحتها بما علمت .. يا عظيم إنجازاتها الرائعة .
حقا يا فرحتها بما أنجزت .
لقد ضاعت هيبة إنتصارها فى قوله التالى ولكن أنتهى الأمر ..
لم تعد تملك الخيار لقد أنتهى كل الشيئ الأن ستراقب بصمت ما سيحدث لوالدها.
فتحت باب السيارة التى أوقفتها بعيدا نسبيا عن البيت لتجلس خلف المقود وتطرق بيدها عليه فى حركات رتيبة.
دقائق آخرى أنتظرت بفارغ صبرها أن تمر لترى والدها مقيدا .. يلتف حوله عدد من رجال الشرطة بينما كان ينظر إليهم بذهول عاجز عن الكلام .
إنطلقت حينها بالسيارة لتقترب من سيارة الشرطى .. لتلتقى عينيها بعينا والدها التى إتسعت پصدمة .. بينما واجهته بابتسامة صفراء راقية بمعنى .. سلام والدى
ولكن الحقيقة هى لم تفعل شئ فالشكر لإياس الذى ألهمها الفرصة فى زياته الاخيرة .
ألقت بجسدها المنهك على السرير .. لا تكاد تصدق ما تعرضت له اليوم .
إياس طلب يدها للزواج!!!
والأدهى أن والدها سيلقى بها كما فعل من قبل!!
أعليها أن ترفع القبعة لإياس على ما فعل!!
هل هى موعودة برجال لا يتمتون للكلمة بصلة!!
ستتزوج إياس!!
يا لها من کاړثة حطت على رأسها .
إنتفضت حين إرتفع صوت هاتفها فلم تعره اهتمام .. ليعاود أزعاجها برنة ثانية .. فإلتقطته بضيق لتغلق بوجه المتطفل وتغلق الهاتف بعدها ..
لقد كان نفس الرقم الذى إتصل منه إياس قبل أن يبدأ فى الظهور لحياتها .. حين أخبرها بأنه عهده سيبدأ وبالفعل بدأ!!
نظرت إلى الرقم طويلا بينما تشعر بصراع قائم فى رأسها .. بين فكرة أن تجيب وألا تجيب وتجعله يطرق برأسه الحائط .. إلا أنها بالنهاية إستسلمت لفكرة أنها يجب أن تجيب لتعرف ماذا يريد ذلك الرجل منها.
_ رغد ..شوفتى مش قادر على بعدك .
أغمضت رغد عينيها بقوة آخذة نفسا عميقا حربها معه لابد أن تكون خلالها هادئة باردة حتى تستطيع أن تعرف ماذا يريد .. فقالت بهدوء ساخر
_ كنت لسه بفكر فيك .. واضح أن فيه رابط خفى بينا .
ابتسم إياس على الطرف المقابل ليجيب ببساطة
_ أنت بترضى غروري .
ضحكت رغد بسخرية لتجيبه
_ كويس .. ممكن أعرف سبب أتصالك .. أكيد مش علشان تعرف رأيي فى قرارك أظن أنى محتاجة أفكر أو بابا أتخذ القرار من غير ما يقولى كالعادة وبلغك بيه .
تعجبت رغد حين جائها الرد بلهجه حازمة جدية
_ طلبى هستنى ردك أنت من غير أي ضغوط .. لإنك لو فاكرة أنى بهزر أو فعلا مش عاوزك تبقى غلطانة لكن أنا عاوز قرارك أنت مش قرار أى حد .. علشان كده عندى ليكى عرض .
ابتسم رغد بسخرية وهى تقول ببرود
_ عرض تانى!!
لم يأبه إياس بسخريته حين قال بهدوء
_ آه يا رغد .. لكن العرض ده عاوزك تفكرى فيه بسرعة .
الورق اللى معاكى يثبت أن والدك مدين فى قضايا كبيرة .. تقدرى تسلميه للشرطة وهما هيتصرفوا .
إتسعت عينا رغد بذهول هاتفة
_ للدرجة دى أنت مچنون!! .. عاوزنى أدخل بابا السجن بإيدى!!!
ابتسم إياس ساخرا الغبية لا تعلم بأنهما إن لم تفعل ذلك فسيفعل هو .. فأعمال الغير مشروعة بدأت تظهر رائحتها وبدأت الشرطة فى البحث خلفه .. وبالتأكيد هو يعلم بذلك وسيلقى بأى أحدا عوضا عنه للشرطة كى لا يلقوا القبض عليه .
قال بصبر بعدما أخذ نفس عميقا
_ صدقينى يا رغد ده لمصلحتك .. لو أنت معملتيش كده هو هيعمل ودى مش أول مرة يلبس فيها حد تهمه .. بعدين أخوكى جاب دليل قوى يثبت أن والدك هو اللى دبر لقتل عيلة مراته .
هزت رغد رأسها مصډومة ماذا يقول هذا الرجل!!
بل كيف يعرف كل هذا!!!
هتفت بسؤالها دون وعى تقريبا
_ أزاى! .. عرفت أزاى كل ده!!
لم يأتها جواب للحظات قبل أن يقول إياس منهيا الحوار
_ بطريقتى .. خليكى أنت فى قرارك يا أما تنتهزى الفرصة .. يا تضيع وتفضلى ندمانة عليها طويل .
كاد يغلق الهاتف بعد عبارته إلا انها أستوقفته بسرعة قائلة بصوت مېت
_ عاوزة أعرف ليه ظهرت فى حياتى ليه بتساعدنى .. ليه بتأذينى .. ليه!!!
ليه بټنتقم منه فيا! .. ليه أنا مش قصى
ليه!!!!!
أغمض أياس عينيه فى الطرف المقابل ليقول بعدها بيأس
_ هتعرفى يا رغد .. هتعرفى وقريب أوى أتخذى قرارك وأنا جنبك .
_ وليه تكون جنبى مش ضدى
جاء قولها كقذيفة لم يعرف لها إجابة بداخله فقال بعجلة دون أن ينتظر ردها
_ سلام
بعدها جلست لساعات تفكر وتفكر إلى أن توصلت للقرارا المناسب .
لتتجه فى اليوم التالى لمقر الشركة وتبدأ فى العبث بأوراق قديمة لحسابات أكثر قدما .. أخذت منها ما يفيدها وتركت الباقى لتتجه إلى قسم الشرطة من فورها .. ثم كانت محطتها الأخيرة منزل والدها .. حيث تمنت ان تحصل على حقيقة أمر إياس ولكنه لم يفيدها بشئ .
إلتقطت بأحدى يدها الهاتف الملقى على الكرسى المجاور لتضغط رقمه .. وحين فتح الخط قالت بصلابة
_ قصى .. أنا سلمت أوراق تدين بابا فى صفقات غير مشروعة وغسيل أموال وتم حپسه والتحقيق معاه قريب .. لو عاوز تبعت الادلة اللى تثبت أن بابا قتل مراتك وأسرتها ابعتها ... ليك حرية الأختيار بس أختار بسرعة وأنسى فكرة أن ده والدك وأفتكر أن كل واحد لازم يتعاقب على اللى عمله .... سلام .
أغلقت الهاتف بعدما أنهت آخر كلماتها لتلقيه بجوارها دون أكتراث .
نظر إلى الهاتف مصډوما .. يشعر بأنه تلقى ضړبة قوية على الرأس لتوه .
هل ما سمعه من أخته صحيح .. أم أنه يعانى من هلوسات!!
كيف علمت بأنه يملك أدلة تشير إلى قاټل عائلة زوجته
هو لما يخبر أحدا سوى أحمد الذى يعلم جيدا بأنه لن يخرج سره ابدا ... فكيف علمت بالأمر
زفر بإرهاق واضعا يده على جبينه ماذا يفعل
أيفعل كما فعلت شقيقته ويرسل الأدلى التى يملك للشرطة ويرتاج مما يعانى
أم يصمت ويراقب ما سيحدث
لم يكن يوما بمثل تلك السلبية لم يكن ضعيفا ومتخاذلا فى
متابعة القراءة