رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
لسه مخرجش بين أيدينا .. لو قولتلى سبب دخول إياس لحياتنا فجأة وقتها ممكن أقدر أوقفه قبل ما ياخد اللى عاوزه .
أخفض مختار وجهه بضيق قبل ان يرفعه قائلا بخفوت
_ إياس كان ابن شريكى القديم .
ابتسمت رغد شاعرة بنفسها تكاد تنهض لتصفق بجذل لقد نجحت أخيرا فى أمر .. ووالدها سيخبرها بعلاقته بتلك العائلة.
لكن لحظة .. ابن شريكه!!!!!
دائما ما كانت تسمع أنه بنا أملاكه بنفسه دون أى مساعدة .. فما حكاية ذلك الشريك!
تركت فرشاتها حين شعرت به خلفها ينظر إلى اللوحة بتقييم كما إعتادت منه حين تنهى لوحة .
لقد تركت الرسم منذ فترة شعرت خلالها بأنها كالنبات بلا ماء لقد إكتشفت مؤخرا أنها تعشق الرسم لأنه الطريقة الوحيدة للتعبير عن نفسها .. فلم تكن الكلمات ابدا تسعفها فى وصف ما بداخلها .. ولكن رسم لوحة مضطربة الالوان هو ما كان يبدد مزاجها .
للحظات أستمر فى تفحصه للرسمة قبل أن ينظر إلى وجهها المرتفع له مبتسما بإرهاق .
تحدث سيف مشيرا إلى اللوحة
_واضح أنك بتعانى من إضطراب فى المشاعر مزجك فى الرسمة بين الجانب المظلم والجانب والمنير بيشير لجوانب السعادة والحزن .
ابتسمت نهاد برقة وسألته
إقترب سيف أكثر ليميل بوجهه حتى أصبح مقابلا لها فإستند بجبهته على جبهتها برفق قائلا
_ لأنى بقيت أفهمك .. أفهم المنحة اللى أخذتها من غير ما أحس أفهم إنك نهاد .. بتشكيلة مختلفة عن أى بنت شفتها .
توردت وجنتيها بخجل وهى تسمع للمرة الأولى غزله الرقية الراقى .
نظر سيف إلى عينيها الخضراء بعمق قبل أن يقول بحزن متأسف
حلت الحيرة على ملامحها ثانية إلا أنها سرعان ما فهمت عن ماذا يعتذر فقالت برقة ملامسة بيديها لحيته النامية
_ أنا مقدرة كويس اللى أنت فيه وعارف أن اللى حصل خارج إرادت وبعدين إن شاء الله خير .. كل تأخيرة وفيها خيرة .
غمزت بنهاية كلماتها ليبتسم سيف بالمقابل إلا أنه عاود القول بحزن
قرصته نهاد حينها بوجنته الخشنة قائلة بامتعاض متذمر كطفلة
_ وأنت فاكر أنى هسيبك متعمليش فرح لأ أنت هتعملى فرح .. وكبير ومختلف وأنا هلبس فستان أبيض وأنت بدلة ... وهنكون زى أى أتنين متجوزين .
إحتضنها سيف بقوة متنهدا براحة .
_ شكرا لإنك وقفتى جنبى الفترة اللى فاتت .. كان ليكى تأثير كبير على زهور أنها تخرج من حالة الصمت اللى دخلت فيها .. وماما بدأت بمساعدتك تتخطى الموضوع .. شكرا ليك يا نهاد حاسس أن الكلمة لوحدها مش هتوفيك حقك .
همست برقة مبتسمة
_ أنا وأنت مفيش بينا شكر عيلتك بقت عيلتى لما أشوف حد منها زعلان أو تعبان أزعل لزعله وزهور فعلا أختى وكنت زعلانة للحالة اللى وصلت ليها .. بس متنساش أن أدهم كمان كان بيحاول علشان يخرجها من حالتها .
زفر سيف بحنق حين جاء ذكر الأدهم ليشيج بوجهه ولكن نهاد لم تتركه فأدارت وجهه لها ثانية قائلة بحزم
_ أنت مش متقبل أدهم .. خالص!
كان إقرار بالأمر أكثر منه سؤال فأكملت دون أن تنتظر جوابه
_ يمكن أنا معرفش الشخص ده ولا أعرف هو ليه عمل كده مع زهور .. ولا أعرف إيه علاقته بيك وليه بتكرهه لكن هو غلط فى حق زهور وخلاها تتألم كتير بسببه وهو برضوا عاوز يصلح غلطه ..
مش هقولك انه بيحبها لأن هو اللى يقرر إذا كان بيحبها ولا لأ لكن تمسكه وتغيره علشانها يحسب لصالحها ..
عارف إنك لسه زعلان من زهور علشان أختارته ورضيت تمشى معاه فى طريق هى عارفة أن ملوش نهاية انت زعلان منها لأنك كنت عارف أنها هترجع مکسورة انت بتشيلها وبتشيل نفسك ذنب اللى وصلتله .. لكن خلاص.. اللى حصل حصل ورغم ان زهور أتغيرت أدهم كمان أتغير ..
سيب الماضى وأنسى زى ما هو نسيى أفتح صفحة جديدة .. عنوانها التغيير بص لأختك وأنت تعرف هى عاوزة إيه رغم انها طلبت الطلاق وهددت برفع قضية إلا أنها بتحبه بس مچروحة وعاوزة اللى يساعدها بإيدك أنت لوحدك اللى تساعدها وهى تكمل وتوصل لزوجها لكن بلاش تقف فى طريقها وتبقى عامل مساعد فى ألمها .. خليها تقوم وترجع زهور اختك .. طفلتك اللى بتستنى الشكولاه بتعاتك أرجع أنت سيف اللى تعرفه وهى هترجع زهور اللى تعرفها .
نظر سيف بذهول إلى وجه نهاد المبتسم لم يكن يعلم ابدا انالحل بسيط وسهل إلى تلك الدرجة ..
أرجع أنت سيف اللى تعرفه وهى هترجع زهور اللى تعرفها
حقا هو بحاجة لهذا .. بحاجة لأن يعود سيف القديم ويعيد بيده زهور أخته التى إشتاق إليها .
زاد سيف من احتضانه لنهاد هامسا فى أذنها برقة
_ بحبك .
بحبك يا احلى حاجة فى حياتى بحبك يا غلطتى الجميلة .. بحبك يا قدرى الفروض عليا بحبك يا حلم وردى سكن أحلامى يحبك يا ملاك قلبى ... بحبك يا فراشة المحبة بحبك يا أجمل حاجة فى حياتى .. بحبك يلي غريتينى بحبك ومبقتش قادر أسكت .. بحبك وحبك بقا عذاب حلو مش قادر أستغنى عنه .. بحبك يا الوان حياتى بحبك يا رسامة رسمة شخصيتى من تانى .. بحبك يا نهاد .
_ مش عاوزة تقولى حاجة لحبيبك فى وداعكم الأخير!!
نقلت ميساء ناظريها بسرعة إلى مؤيد الواقف بتعب لا يكاد يستطيع الوقوف دون يدا ذلك الرجل التى تتشبث به .
ابتسمت له ميساء برقة ومع ابتسامتها التى كانت تتسع كانت دموع العجز تغطى عينا مؤيد وهو يراقبها .
همست ميساء بخفوت متحشرج تعلم بأنه لن يسمعه
_ ب.... بحبك .
أغمضت عينيها وهى لاتريد أن ترى هيئته أو ما سيحدث بعد قليل .. فتلك الحظات التى تعايشها الأن ليست بسهلة كما تحاول هى أن توصل لحسام .
فتحت عينيها حين قال حسام بجوارها بلامبالاة
_ مؤثر جدا .. بس للأسف هو مسمعش اللى قولتيه .. تحبى أنا أقوله
نظرت ميساء پحقد إلى وجهه القريب منها لتجيبه بثبات واثقة
_ مش محتاجة إنك تقولك .. لإنه عارف كويس .
هز حسام كتفيه قائلا ببرود
_ كنت عاوز أساعدكم مش أكتر .
إلتفت بعدها للرجل الذى يمسك بمؤيد ليشير له بأن يخرج .
حاول مؤيد ضړب الرجل فى ساقيه إلا أنه تبك المرة لم يسكت لمحاولات مؤيد .. بل هبط على جانبه المتورم بلكمة قوية جعلت مؤيد ېصرخ ألما ...
بينما كانت لاتزال على مكلسها أرضا تنظر إلى حبيبها پألم إعتصرق قلبها .
لقد تمنت وحلمت كثيرا باليوم الذى ترى به مؤيد بټعذب وكانت تحلم بأن تكون هى سر عذاب .
والأن لاتكاد تصدق بأن أحلامها المچنونة فى لحظات ضعفها تتحق ومؤيد بټعذب الأن بسببها .. لكن ابدا لم تشعر بتلك النشوة التى كانت تنشدها فى ذلك
متابعة القراءة