رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

إلى قلبى فصرتى لى الحياة .
حبك لى شفاءا لچروح سنوات مضت .. 
ولكن السعادة ليست عنوان حياتى .. عزيزتى
فبالرغم من شفائك لجروحى الأن إلا أنها لا تزال تترك ندوب بجسدى لن يستطيع شئ
إزالتها .
لن أنسى بأنك ابنة قاټل أبى .
حبيبتى ....زوجتى
هزت رأسها لتبعد عنها تلك الذكرى التى تكرهها لتجيبه بإخفاض وجهها بعجز غير قادرة على الرد .
فقال سيف بهدوء بينما يداه كانت تعيد رفع وجهها 
_ بتحبيه وهو بيحبك .. وإلا كان أنتهز الفرصة علشان يبعد عنك لكن هو بيحاول يصلح غلطه .. أكبر دليل باقة الورد التوليب والكرت اللى مكتوب عليه زهور التوليب خاصتى 
أنهى كلامه بغمزة خفيفة لتحمر وجنتيها بحرج مشيحة عنه ليكمل بجدية
_ رغم أنى مش موافق خالص على اللى عمله معاكى وعلى أسلوبه فى التعامل مع المشكلة .. اكن مش هقدر أقف فى وش سعادتك مادامت سعادتك متعلقة بالكائن الغريب ده .. فللأسف مضطر أنى أقف فى صفه ضد نفسك .
أنهى كلامه بمنتهى الهدوء لتتسع عينا زهور بذهول بينما أكمل سيف بنفس الجدية
_ آخر فرصة يا زهور آخر فرصة .. إما تغتنموها سوى وإما تنسوا أنكوا ترجعوا لبعض تانى ..
كابرى وخبى وخليكى صعبة المنال بالنسبة ليه لكن بينى إنك لسه بتحبيه .. لسه عوزاه بس عاوزة أدهم النسخة المعدلة لأن النسخة القديمة لازم تنتهى مع سر الماضى .
نهض سيف من جوارها ليبتسم شاعرا بالرضى وهو يحدق بملامحها المنذهلة فقال بحنان
_ فى الآخر ده قرارك .. لو حاسة إنك خلاص مش هتقدرى تستمرى معاه قوليلى وأنا مش هخليه يقرب منك .. لكن مدام أنت سايبة الباب موارب يبا أنا كده مطمن عليك .
أنهى عبارته بغمزة آخرى جعلتها تشعر بحرج بالغ وتشيح عنه لتسمع صوت باب الغرفة يغلق من خلفه .
للمرة الأولى تجد نفسها أخيرا تتحكم بكل شئ بإمكانها الرفض أو القبول .. بامكانها أن تمنح الفرصة او تسلبها .
وللعجب بإمكانها معرفة الحقيقة .
إمتدت يدها لتسحب شيئا ما من تحت وسادتها وتنظر إلى غلافه البنى القديم .. 
سر قصة الماضى يقع الأن بين يديها بعد كل تلك السنوات من العداوة ها هو السر أخيرا .
دليلة براءة والدها من التهمة التى أسندت إليه ولكنه ابدا لن يكون الرابط الذى سيجمعها بأدهم ثانية ..
فإن كان أدهم قد قرر أن ينسى الماضى بصدق وأن يفتح صفحة جديدة وحارب من أجل أن يستعيدها فستخرج ذلك الدفتر الذى تركته عمتها ليقول للجميع أن ما ظنوه لسنوات حقيقة ما هو إلا كذبه .. 
وإن لم يتغير أدهم .. فلا معنى ولا قيمة لفكرة أن تخبره الحقيقة التى لم تعرفها حتى هذه اللحظة .
فتحت زهور الدفتر بيدين مرتعشتين لتنظر إلى أولى صفحاته الصفراء بسبب قدمه .. لم تكن تحوى حرفا واحدا .. فأعادت فتح صفحة جديدة .. وقبل أن تبدأ بقراءة ما بها إرتفع صوت هاتفهة كصفير مزعج .. لتنتفض فى مكانها شاهة .
إلتقطت الهاتف لتنظر بذهول حولها هل له أعين حقا تنظر خلف الحوائط!!!
كيف عرف بأنها تمسك الدفتر الأن وتكاد تعلم السر من دونه!!!!
إستعادت رباطة جأشها سريعا وهى تجيب بهدوء
_ السلام عليكم .. أدهم فيه إيه صوتك غريب!
أنتفضت بمكانها شاهقة پذعر وهى تسمع لقوله قبل أن تهتف بسرعة
_ وهى .. هى عاملة إيه دلوقتى 
شهقت ثانية حين تلقت الصدمة التالية فهتفت بذهول بينما عيونها أغرورقت بالدموع
_ سقطت!!!!! ... إيه! .. حروق! .. حروق إيه! .. هو إيه اللى حصلها بالظبط أنا مبقتش فاهمة حاجة!!
استمعت إلى أمره بأن تجهز بسرعة لكى يأخذها إلى ميساء ..فقالت بعجلة وهى تغلق الهاتف
_ هسهتناك .
صړخ پألم حين هبطت قبضة ذلك الرجل اللعېن على جانبه المصاپ .. 
لم يقدر على الوقف ...تخاذلت ساقيه بعد تلك الضړبة القاسېة ليرى آخر مشهد قبل أن يبعده الرجل .. ميساء وبجوارها ذلك الشيطان الأسود حسام .
شعر بتشوش فى النظر .. لايكاد يرى الأرض تحته .. بينما قبضة الرجل تسحبه على الأرض بلا رحمة .
أهذه هى النهاية!
ماذا فعل لكلمة نهاية!
أهكذا سيكون وداعه مع ميساء!!
ألن يلقاها ثانية!!
أحقا هذه نهايته ونهايتها!!!!
أغمض عينيه مترجيا أن تمر اللحظات بسرعة ويختفى من هذا العالم قبل أن يشهد اختفاها بصورة لايريد لعقله حتى محالة رسمها.
فتح عينيه فجأة على إتساعهما حين إرتفعت صافرة مميزة .. تلك الخاصة بسيارات الشرطة إتبعتها آخرى خاصة بإطفاء الحرائق ..
ولكن لحظة من أين لهم أن يعرفوا بما يحدث!!
كان يحاول أن يجد حلولا للأسئلة برأسه حين إرتفع صوت إطلاق الڼار وأصيب الرجل الذى كان معه فى قدمه فسقط متأوها إلى جوراه .
نظر بدهشة حين رآى شذى تقترب منه راكضة لتجلس على الأرض جواره قائلة بړعب وهى تنظر لملامحه
_ مؤيد أنت كويس
لم يبدوا عليه الفهم للحظات لكنه حاول إخراج صوته فخرج متحشرجا ضعيفا إلا أنه خرج بلهفة
_ ميساء .. جوه ... جوه المخزن.
إتسعت عينا شذى پذعر وهى تهمس
_ حسام ....
وقبل أم تتم عبارتها كانت النيران تندلع فى المخزن بلا هوادة .. لېصرخ مؤيد باسمها حتى أنقطع نفسه .. 
ظل يحاول ويحاول أن ينهض إلى أن جاء شاب يصغره قليلا بالعمر سانده حتى نهض وإتجه به ناحية المخزن الذى بدأت سيارة الإطفاء بخمد نيرانه ..
كان ينظر پضياع إلى الرماد الأسود المتصعاد إلى السماء حتى خرج رجلين بزيا المطافئ أحدهم يمسك ميساء المغشى عليها .. والآخر يمسك حسام المشوه الوجه .
كان اسوأ ما شعر به يوما ولكن اطمأن قلبه قليلا حين وجد چروحها طفيفة ولم تقترب منها النيران كثيرا ..
ولكن كانت العقبة بعد نجاتها من تلك الحاډثة هو الحمل الذى ضاع ..
بعد ساعة كانت زهور تدخل راكضة من باب المشفى تنظر حولها پجنون باحثة عن مكتب الإستعلام .. قبل أن تجد ادهم يقف بجوارها ويخبرها بأنها محتجزة بغرفة العناية المركزة بالطابق الثالث .
إستقلت معه المصعد إلى ان وصل بهما إلى وجهتهما المطلوب دون أن ينبت أيا منهما ببنت شفة .
كما لم يفعلا بعدما أخبرها بما حدث لميساء .
وصلا أخيرا لغرفة العناية لتجد مؤيد جالسا على الأرض بجوار باب الغرفة بحال جعلها تشهق پصدمة .
رفع مؤيد ناظريه ببطئ من الأرض لأدهم الذى إقترب منها بسرعة ليجلس بجواره سائلا عن حاله بإنفعال .
ابتسم بسخرية .. كيف يكون بخير وهى بالداخل بين الحياة والمۏت .. كيف يقدر أن يستكين جسده على فراش المشفى ويحظى بعناية لچروحه بينما چرح قلبه الحديث لايزال يئن وهنا لوجودها بالداخل .
كيف يتذوق طعم الراحة والراحة تكمن فى كلمة أنها ستكون بخير!!!
أشاح بوجهه على أدهم ليقول بصوتا مجهد
_ أنا كويس يا أدهم .. ومش هتحرك من مكانى لحد ما ميساء تبقى كويسة .
نظر أدهم بعجز إلى صديقه ليلتفت إلى الباب المغلق فيعاود النظر لمؤيد قائلا بحزم
_ ميساء فى العناية يا مؤيد .. يعنى لسه بدرى لحد ما تفوق وأنت لازم تتعالج بسرعة وتشوف إيه اللى بيجرى فى دمك دلوقتى أنا مش واثق فى كلام حسام 
بعد ساعة
تم نسخ الرابط