رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

بغمزة وقحة جعلت وجهها يحتقن من الخجل والحرج.
لقد جعل أدهم فى نفس اليوم يحضر المأذون كما قال ليعيدها له .. ولم تقدر عن قول كلمة واحدة معترضة .
حاولت الإبتعاد عنه وهى تقول بتذمر
_ بص فى المرآية وشوف اللى حصلك .. وأنا هحاول أعدل اللى بوظته .
ضحك مؤيد مستمتعا ليقول بلامبالاة
_ مش فارق معايا حاجة .. 
جذبته بقوة من ذراعه لتوقفه أمام المرآة قائلة بغيظ
_ بس أنا فارق .
قال مؤيد فجأة 
_ذاكرتى حروف جر اليك......
خذ قلبى أليك قبل أن آتيك به.....
كل أربعينك بشړ الا أنت...
تقول عيناى أنى مت شوقا ...فيرد طرفه أنى قد علمت .
عضت ميساء برقة على شفتها ذلك الرجل لن يكف يوما عن ابهارها .
خرجت من الغرفة لتصدم بإنغلاقها فور خروجها ..
توردت وجنتاها بخجل وهى تحاول ألا تفكر بهما بينما لم يفتر لسانها لم يتوقف عن الدعاء لهما .
سارت بخطاها لتتوقف حين رأته واقفا أمامها بهيئة أقل ما يقال أنها ټخطف الأنفاس .
كان يقف مستندا بجذعه الطويل على الحائط عاقدا حاجبيه بتكشيرة لذيذة .. بينما شفتيه حملت أبتسامة قوية رقيقة وشرسة!!
كان مزيجا من التناقض .. إلا أنه يبهر النظر .. بطلته الأنيقة المتمثلة فى بدلة سوداء وساعة يده التى تزين معصمه على الدوام .. وبالطبع حذائه اللامع .. بينما كان شعره مصففا بعناية .
لقد كان يستحق لقب العريس بجدارة!!
أشاحت عنه مكملة سريها بعدما توقفت حين رأته لتقترب منه وتمر بجواره مكملة طريقها مدعية اللامبالاة .
إلا أنه لم يتركها بل اتبعها بسرعة حتى أصبح يسير بمحاذاتها فقال بهدوء وهو ينظر أمامه
_ واضحك أن باقات زهور التوليب مش جايبة تأثير .
أخفت ابتسامتها بمهارة لتقول مدعية اللامبالاة
_ ممكن تكون جايبة تأثير لكن فى الإتجاه الخطأ .
رفع حاجبيه باستغراب ليومأ برأسه بعد ثانية قبل أن يقول بهدوء
_ مش هتسامحين
لم تستطع تلك المرة كتم ابتسامتها وهى تلتفت إليه لتقول ببساطة
_ أنت عارف كويس إنى سامحتك من زمان ... لكن عاوزة أنتقم لكل اللى عملته فيا .. وبعد تفكير طويل قررت ان البعد مش أنتقام .
عقد حاجبيه بإستغراب ليقول مستفسرا
_ يعنى إيه
ضحكت وهى تكمل سيرها قائلة برقة
_ يعنى أنا هنتقم منك لكن بطريقة جديدة .. أحنا نجيب عيال وهما ياخدوا بحقهم منك وأنا متأكدة أنهم هيعملوها .. بس أشوف شكلك وأنت شايل واحد منهم ومتغاظ أنه بهدل هدومك ده حلم .
ضحك أدهم بذهول متسع العين للحظات قبل أن يتبعها قائلا بحب
_ موافق .
حفل زفاف أوس ومؤيد
وقفت إلى جوار زوجها ينظران إلى العروسين بفرحة .
مال أدهم على أذنها قائلا برقة خشنة
_ إيه رأيك تروحى معايا النهاردة البيت .
إلتفتت له عاقدة حاجبيها بتفكير قبل أن تقول ببساطة
_ ماشى .. اصلا البيت فضى بعد ما سيف ومراته وماما راحوا يعملوا العمرة .. وأنا مش بحب أقعد لوحدى فممكن أقعد عندك ضيفة لحد ما يوصلوا .
ضحك أدهم ضحكة صغيرة وهو يميل على أذنها هامسا بصوت أجش
_ ضيفة!! .. لأ يا زهور التوليب أنت مش رايحة فندق ده بيت الأسد ... واللى بيدخله مش بيطلع .
رفعت حاجبيها بإستنكار قائلة بتذمر
_ هنشوف .
أحاط خصرها بذراعه وهو يقربها منه هامسا بحب
_ تحبى نعمل فرح!!
ضحكت زهور قائلة بسرعة
_ لا .. لا بعد اللى شوفته من ميساء النهاردة لأ ...... بس مش هتنازل عن شهر كامل عسل .
اومأ أدهم برأسه ليعاود سؤالها
_ تحبى نروح معاهم إيطاليا
رفعت رأسها إليه عاقدة حاجبيها بتفكير مصطنع لتقول بعد ثانية بمرح
_ لأ طبعا .. خلينا نروح مكان لوحدنا .
غمز بعينه خفية وهو يقول بشغب
_ تركيا .
ابتسم بفرح هاتفة بسرعة
_ كان حلمى أنى أروح تركيا .
إحتضنها أكثر إليه هامسا بحب
_ وأنا وجودى إيه فى حياتك غير تحقيقى أحلامك .
أبتسمت زهور بحب مخفية وجهها بصدره لا تكاد تصدق بأنهما يجتمعان بعد كل ما كان .. 
لاتزال تتذكر تلك الليلة التى أخبرته بها عن قاټل والده .
_ قبل ما تاخد قرار إننا نرجع لبعض لازم تعرف حاجة .. لازم تعرف مين قتل والدك .. لازم تعرف الحقيقة وبعدها تقرر .
صمت أدهم فى ترقب فقالت بصوت مرتجف
_ بعد مۏت عمتى المستشفى سلمت لينا حجاتها من بين حجاتها لقيت مفكرة قديمة ورسايل .. 
لما فتحت الرسايل عرفت أنها كانت من بابا ليها بعد ما هرب من البلد اول رسالة بيطلب منها ترفض فلوس حسين ومتاخدش منها حتى لو احتاجت .. مكنتش أعرف مين حسين فى الأول ..و اللى كان بيتذكر فى التلت رسايل اللى لقيتهم .. تانى رسالة كان بيقلها أنه اكتشف أن حسين بيشتغل حرامى وان ماله حرام وبيحذرها أنها تقبل المال .. تالت رسالة بيقلها أن حسين أتقتل على إيد شريكه بسبب خلافات هو مش عارفها .. ومش هيقدر يعمل حاجة .
فتحت الدفتر علشان أعرف مين حسين ده وايه علاقته بالقصة وعرفت .. عرفت أنه القاټل وأنه توأم بابا .
رفعت عينيها بحذر لتراقب تعبيراته فوجدتها جامدة كما الرخام .. فأكمل متنهدة بتعب
_ عيلة بابا مش من أصل البلد اللى والدك منها وأنت عارف كده جدى قبل ما ينتقل لبلدكم كان معاه الأتنين حسن وحسين .. بابا وعمى لكن حسيت جاتله سخونة جامدة وقالوا أنه ماټ بسبب اهمال أمه .. فجدى طلقها فيها وسابها واخد بابا وعمتى وسافر بيهم لبلد تانى وهى بلد والدك .
بعد سنين رجع ليهم حسين لكن لما كبر ..كان بيجيلهم فى زيارات .. وكان عايش فى القاهرة .
اللى كانوا يعرفوا أن بابا ليه توأم قليل .. غير أن عيلة بابا مكنش ليها اختلاط باللى حواليهم لأنهم يعتبروا أغراب .
فى يوم حسين عرف أن بابا أتطرد من بيتكم بطريق مهينة .. غير ان جدك اساء لبابا وجدى وعلشان ياخد لبابا حقه قتل والدك .. 
فى اليوم ده رجع لبابا البيت وقاله يهرب لأن الناس هتلاحقه ولما بابا عرف أنه قټلك والدك قاله هقول الحقيقة .. بس للأسف الحقيقة فى الوقت ده مكنتش هتفرق كتير لأن الطار كان هيتاخد منه .
جدى مقدرش يتحمل فكرة أنه يفقد ولد من ولديه فقالهم يهربوا سوا وكانت التكملة فى الخطابات دى .
أتبعت قولها بأن أخرجت من حقيبتها الدفتر الجلدى القديم والخطابات المهترئة الثلاث ومعهم كانت صوره بالأبيض والأسود لشابين صغيرين نسخة عن بعضهما!!
نظر أدهم إلى الاوراق پصدمة دون أى تعبير آخر بينما كانت تجلس أمامه مخفضة رأسها .. لتقول بعد فترة بصوت مخټنق من البكاء
_ أنا عارفة أن من حقك تعمل اللى عاوزه دلوقتى ... أنا ظلمت أهلك وكنت شاكة أن حد فيهم قتل والدك لكن فعلا القاټل من عيلتى أنا .. أنا مش هقدر ألومك بعد النهاردة على كل اللى عملته .. بس بالنسبالى براءة بابا مهمة حتى لو كان أخوه هو اللى قتل .
شهقت پبكاء مع آخر كلماتها .. لينظر أدهم إلى وجهها پضياع لا يعلم ماذا يفعل .. ها قد علم الحقيقة التى كان يبحث عنها
تم نسخ الرابط