رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
مصر فى أقرب وقت .. وعاوز منك خدمة تانية هديك أسم لكام راجل كانوا مهمين أوى عند بابا .. آه كانوا بيشتغلوا تحت إيده ..
عاوزهم بسرعة قبل ما يختفوا ..... هتعرف أول ما آجى .. طيب سلام .
إلتقط معطفه فى آخر كلماته ليخرج من المكتب بسرعة سيسابق الزمن ليعثر عليها ..
احساسه يخبره بأنها حية .. بأنها حية وتنتظره أن يجدها!!!
وهم هناك يسرقهم النسيان عنك
يادربنا الخالى لعلك تتذكرنا عندما تلتقى خطانا
كلنا أنصاف ........نكمل أجزائنا معأ
أن تغيب وأن تحضر ...
مجهول أنت أم غريب أم قريب .........أنت عندما لا تكون أنت
لآنك لم تتسنى لك ان تعرف حقآ من أنت
المجهول ........حقيقة الانسان بما لايستطيع ان يظهره لك
_ هنتكلم .. هنتكلم بس أكيد مش هنا .
تقبلت وعده بنفسا راضية وهى تتبعه ليخرجا من المشفى ويستقلا سيارته .
طيلة طريق العودة كانت صامتة ساكنة تنظر إلى الطريق بعينين غائمتين .. تتذكر بدايتها معه .. حين كانت نظرة!!
نظرة عابرة آسرة بذات الوقت قوية جذبتها إلى المجهول .. وهى ترى بعمقهما ما لم تراه حزن ... ألم ...چرح.
ولكن كانت الحقيقة أبشع من أى خيال..
قفز إلى عقلها مشهد جمعها بوالده وزوجها ليلة زفافها .. حين ألقى بوجهها الصدمة .
لايزال صوته البارد القاسى عالقا بأذنيها كلما تذكرت تلك الليلة .. حين أتهم والدها پقتل والده!!
فجأة يصبح مچرما .. والأسوأ انه لا يجيب على هذا الإتهام!!
لا تعلم قد تكون تسرعت فى الحكم حينها على موقف والدها ولكن بعد ما عرفت ما عرفت عن قصته ترى أنه لم يحاول الجدال لأنه تعبه منذ سنوات .. منذ أتهم پالقتل وهو بريئ!!
بلى هى ابدا لن تصدق بأن والدها قاټل والدها الذى رباها على القيم والأخلاق .. الذى انشأها وأخاها بتلك التربية الحسنة لا يكون ابدا كما يقال عليه ... مهما قالت الألسنة أن والدها هو القاټل ستقف بوجههم وتقول بكل صلابة ... لا .
إلتفتت لتلقى نظرة خاطفة على وجهه فكان كما اعتادته قاسېا .. شاردا بالطريق أمامه ..
لما يقع القلب بحسابات غير عادلة ويسقط المرأ فيما يريد
لو لم تكن تحبه كانت لتتركه منذ زمن ولا تأبه لأى ماضى لكنها تحبه .. تعشقه پجنون وهذا قدرها ولا تستطيع أن تتحداه بالإبتعاد عنه .. فلا تملك سوى قول لو بندم!!!
أخذت نفسا عميق وهى تعاود النظر للطريق لن تقلق .. ستترك له المجال كى يخطو هذه المرة ..
إن كان يريد الحديث فهى تريد أكثر منه تريد حسم الحوار الذى لم ينتهى حين وعدها بهدنة لكنها لم تقدر على تحملها .
بعد نصف ساعة .. كان يقف بسيارته أمام كافيه أنيق .. على ضفاف النيل .
سكنت مكانها للحظات تنظر للمكان بلا فهم لكنها تفاجأت حين فتح الباب المجاور لها بفعل أدهم الواقف أمامها بحاجب مرتفع بإرتياب!
بإرتباك كانت تخرج لينتابها الذهول وهى تعاود الإلتفات لأدهم الذى أغلق الباب بعدما خرجت .
أكان حقا هو
أدهم يفتح لها الباب!!
حاولت إستعادت تركيزها وهى تسير بجواره إلى داخل المكان حيث أشار النادل الذى بدا يعرفه إلى احدى الطاولات البعيدة .
جلست قبالته بإرتباك ليسألها بهدوء عن طلبها أجن هذا الرجل ام جنت هى
أهما فى أول لقاء تعارف!!
يصطحبها لمقهى على النيل كى يتحدث معها!!
أخبرته عما تريد ليطلبه من النادل .
أنتظرت أن يتحدث بعدما طلب يا يريدانه إلا أنه ظل صامتا ينظر لصفحة النيل السوداء بلا تعبير .
هل جلبها لهنا كى يهنأ بالنظر للماء!!
حاولت لفت إنتباهه عدة مرات إلا أنه بدا شاردا بأمر جلل سلب عقله بالكامل.
يأست من محاولة جذب أنتباهه فأشاحت عنه بضيق .. إلا أنها صدمت حين سمعت قوله الهادئ
_ بابا ماټ فى نفس اليوم ده من خمسة وعشرين سنة كان يوم صعب .. كله لابس أسود وبيزعق .. لحد ما فجأة لقيت جدى بياخدنى من حضن أمى بعيد لمكان مش عارف لحد دلوقتى هو إيه .. قالى بكل شدة أنت دلوقتى بقيت الراجل بعد أبوك .. مش لازم ټعيط .. مسموح ليك ټعيط غير لما تاخد حق أبوك بس .
متخيلة أن طفل عنده خمس سنين يسمع الكلام ده كان ممكن أنساه بسهولة زى أى حاجة لكن لأن جدى كان دايما يفكرنى بالجملة دى فكانت محفوظة ..
أنا مكنتش بفكر أنى انتقم من حد كنت نسيت خلال السنين اللى فاتت بعد مۏت جدى لكن هو السبب ... هو اللى رجع .
عقدت زهور حاجبيها بقلق لتسأله بحذر
_ تقصد مين
ابتسم أدهم بسخرية وهو ينظر إلى الطاولة الخشبية بينما اصبعه كان يطرق عليها بحركات رتيبة لا تتوقف ..
ظل الصمت بينهما قائما حتى قال أدهم مقاطعا إياه ببرود
_ والدك .
اتسعت عينا زهور پصدمة ليكمل أدهم دون أنتظار تبعات انفعالها
_ والدك طلب يقابل عمى عثمان وطبعا فى البداية عمى قال مش هقابله بعدها وافق وفعلا عمى سافر القاهرة علشان يقابله بعد ما والدك رفض يجيى البلد .
لما سأله عمى عن اللى عاوزه قاله الصلح .. وده كان أكبر دليل ليا أن القاټل هو عمى قاله الصلح مش هيحصل إلا بواحد من عيلتكم .. وبالنسبة لأن عيلتكم ملهاش أصل فى البلد فكان المقصود هو أخوكى سيف .
طبعا والدك رفض وقاله أنه مستعد يدفع فلوس لكن ميقتلش ابنه .. عمى وقتها رفض وأنتهت القاعدة بخناقة ومجبتش أى نتيجة .
عمى بعد ما قابله جالى علطول وقالى تقبل العوض
سألته هو إيه .. فقالى روح أخوكى .
أنا مهما کرهت حد .. وحقدت عليه طول حياتى ابدا ما هفكر أقتل وده اللى قولته لعمى .
ولأنى عارف أنه مش هيسكت بدأت أدور على والدك وأجمع معلومات عنكم كلكم .. لحد ما قررت أنى أنتقم فى العضو الأصغر فى البيت .. أنت .
صمت أدهم قليلا دون أن يرفع ناظريها لها ليقول بعد ثانية متهكما
_ عارف أنها كانت ندالة منى أنى أنتقم منك .. أضعف كائن فى البيت لكن يوم ما شفتك فى المطار وأنا مقدرتش أخرجك من بالى .
ممكن تستغربى أزاى شخصية زي مش بتتأثر بسرعة تتعلق ببنت من نظرة واحدة لكن تعلقى بيكى مكنش من مرة .. لا من مرات وأنت مش عارفة .. أنا كنت أعرفك قبل ما تعرفينى بوقت طويل ..
أنا اللى بعت لأخوكى فرصة السفر والشغل فى الشركة الالمانية .. كنت عاوز أفكك العيلة واحدة واحدة أبعد كله عن بعضه وده كان أنتقامى الاول
متابعة القراءة