رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الفصل 36
ألقت بجسدها المنهك على الفراش لقد أنتهت لتوها من توديع آخر المعزيين .
ثلاثة أيام مرت بعد آخر مرة قابلته بها لا تكاد تصدق هذا الشوق اللامحدود المتقد بداخلها .
ألانها عزمت على الفراق فيأبى قلبها أن يريحها!
ولكن عليها أن تعتاد ذلك لقد أتخذت القرار ولا رجعة فيه .. إما أن يسلم حصونه ويستسلم لقلبه الذى يحبها وإما تنتهى قصة الاڼتقام التى طالت حتى قاربت أنفاسها على الإنقطاع بسببها .
يدور بها الجميع حول بعضهم البعض
لا أحد يعلم أسبابها
ولكنهم يعلمون مركزها
ومركزها هو مقټل والده!!
ابتسمت بيأس حين دارت تلك الخاطرة برأسها إنها ذاتها التى خطرت ببالها حين استفاقت من صډمتها بعدما وجدت نفسها فى الفراش وحيدة مع ورقة باهت الحبر خط عليها طلاسم لوعيد خفى .
لقد تحملت منه الكثير تحملت ما لا تتحمله أنثى .. تحملته حين فتحت ذراعيها له طلبا لدعمه لكنه بمنتها البرود أدار وجهه عنها رافضا لها ..
تحملته فى قسوته وتحمته ايضا فى بروده ..
تحملت جليد مشاعره تحملت قسۏة نظراته ..
تحملته حتى ما عادت قادرة على تحمل اعتزاره!!
بلى حبيبها القاسى أعتذر .. أعتذر بشموخ متعالى كما هى عادته .. ولكنه اعتذر!!
فى تلك الليلة انتهى كل شيئ .. وفيها بدأ كل شئ ..
قفزت لعقلها الذكرى القريبة لتتجسد أمامها بوضوح فشعرت بأنها تعايشها كما عايشتها بتلك اللحظات الفاصلة .
أنتبهت فجأة حين شعرت بأحدهم يقف على بعد منها ... بينما هناك عينان لامعتان تراقبانها بقوة جعلتها ترتبك .
للحظة شعرت بالضيق من ذلك الرجل الذى لم تتبين ملامحه وسط ذلك الظلام ولكنه يحدق بها بطريقة مزعجة ومٹيرة للغيظ .
نهضت بحدة لتعود إلى شقيقها ولكن قبل أن تفارق مكانها كان ذلك الرجل يقترب منها ..
ببطئ .. خطوة تدفعها خطوة حتى ظهرت ملامحه تحت الضوء الخفيض القريب منها .. لتشهق پصدمة وهى تعى بأنه هو ... أدهم أسير أفكارها!!
تجمدت بمكانها فى ترقب إلى أن وصل بهدوء إلى مكان جلوسها فنظر قليلا إلى وجهها المصډوم قبل أن يلقى بجسده على الكرسى بقوة .
دقائق مرت بطيئة لم يقطع أحدهما الصمت خلالها .. كلامنهما شاردا بتفكيره ..
أنتفضت ناظرة إليه حين قال بهدوء
_ ورجعنا لنقطة الصفر .
أخفضت حينها رأسها پألم لتهمس بإختناق
_ أيوه .. رجعنا للصفر لكن للأسف مش بنفس النفوس اللى بدأت .
إلتفت أدهم إليها لينظر إلى عينيها بعمق قائلا بشرود
_ آه النفوس أتغيرت .
أشاحت عنه شاعرة بالألم يهبط ثقيلا على قلبها إلا انها لم تقدر على منع تلك الكلمات من الخروج بشكل متحشرج
_ أظن أنه خلاص مبقاش فيه حاجه تربطنا ببعض .
أنتظرت رده لثوانى إلا ان تلك الثوانى طالت فإلتفتت إليه مرغمة .. لتنظر إلى ملامح وجهه الغير مفسرة .
لطالما كانت جيدة فى قراءة تعبيرات الوجوه إلا أنها معه فقدت قدرتها على ذلك أو أنه هو من يتعمد أن يخفى مشاعره عنها كما اعتاد طويلا .
إلا ان قوله الذى جاء بعد لحظات الصمت تلك كان ضاربا لكل الاحتمالات متمثلا فى كلمة حلمت طويلا بأن تسمعها منه .
_ آسف .
أبتسمت زهور بمرارة .. بينما تجمعت الدموع بعينها ثانية لتكمل لوحة الأسى المرتبطة بوجوده .
يعتذر!!
أدهم يعتذر!!
بعد كل هذا يعتذر!!
لقد تأخرت كثيرا يا أدهم .. حتى فات الآوان!!
أكمل بهدوء قائلا
_ اتأخر أعتذارى .. لكن لازم اقوله أنا آسف يا زهور على كل لحظة ألم عشتيها معايا .. على كل خطأ ارتكبته فى حقك وأنت سامحتينى من غير ما اعتذر ... بعتذر عن ظلمى ليك بعتذر عن الوقت الطويل اللى ضيعته من حياتك .. بعتذر عن قلبك اللى أتجرح كتير بسبب .. بعتذر ليك عن أدهم اللى كان سبب لألمك طول الفترة اللى فاتت .
بعتذر عن ماضى حملتك عقابه .
أخمضت زهور عيناها بأسى لتنساب دموعها برفق على وجنتها .. واحدة تلو الآخرى تتخذ مجراها على وجنتيها الناعمة .
شعرت فجأة بيده الخشنة تلامس وجنتها برقة تتلمس دموعها الساخنة .. لتزيلها ببطئ .
قبل أن يقترب هامسا بحزن فى أذنها
_ أنت حلم جميل يا زهور أجمل حلم مريت بيه .. لكن للأسف مقدرتش أتمسك بحلمى رغم عنادى وقدرتى على كده .. بس....
فتحت زهور عينيها حينها لتقول بصوتا مرتجف
_ بس انا بفكرك بالماضى أو انا مفتاح لقسۏة أيام الماضى اللى مش قادر تنساها .. أنا سر كل نظرة عجز ملت عينك فى يوم .. انا سر شعورك بالنقمة على نفسك .. أنا نقطة ضعفك وقوتك فى نفس الوقت .
أنا وأنت مش هنقدر نكون كده فى يوم من الأيام .. مش هنقدر نكون مع بعض لأن اللى واقف بينا أقوى من أننا نتخطاه .. أو حتى نقف ضده .
أنت مش هتنسى فى يوم أن قاټل والدك هو والدى وأنا مش هقدر أبعد الشك عنى أن قاټل والدى هو أنت ..
للأسف يا أدهم هى دى النهاية .. ده آخر الطريق هحاول أتحلى بروح رياضية وأقولك .. أتمنالك الخير مع غيرى .
راقب أدهم ملامح وجهها خلال كلامها فكانت تتحول من الرقة الحزينة .. إلى الصلبة القاسېة حتى أنتهت على تكشيرة مستائة.
فقال أدهم بهدوء وهو ينظر إلى السماء
_ للاسف زهور التوليب خاصتى مش هقدر أعمل كده .. مش هقدر أسيبك لأنى جزء منى ...كل اللى هقدر أقوله أننا محتاجين فترة راحة محتاجين نصفى قلوبنا من كل الاحقاد ونفكر كويس أدى لنفسك فرصى وأدينى فرصتى .. وان شاء الله هننجح .
ابتسمت زهور بمرارة وهى تراقب تعبيرات وجهه الهادئ لتهمس بخفوت
_ الفرصة ضاعت من زمان يا أدهم أنا وأنت شوهنا الماضى ومش هنقدر نتخطاه وإلا كنا أتخطناه من مدة طويلة .
أخفض أدهم ناظريه ثانية قبل أن يعاود رفعهما لينظر إلى وجه زهور بتمعن ..
أشاح عنها بعد لحظات لينهض قائلا بهدوء
_ أحنا محتاجين وقت نرتاح فيه لكن ده ابدا مش نهاية الطريق .. أنا قررت أتخطى الماضى وأعيش لمستقبلى وأنت كمان هتتخطى الماضى بمساعدتى او من غيرها .
أنهى كلماته مغادرا بصمت بينتابها شكا خفى فى كونه لم يحضر من الاساس وكانت تتوهم إلا أنها استنكرت الفكرة فهى لم تصل إلى تلك الحالة بعد ولكن ان استمر أدهم على تقلباته الغريبة بكلامه الأكثر غرابة فلا شك أنها ستصل إلى حالة من العته .
أنت هتعيش وأنا وميسا ھنموت .. وده قمة
متابعة القراءة