رواية كاملة رائعة الفصل السادس والثلاثون والخاتمة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
كانت زهور تدخل راكضة من باب المشفى تنظر حولها پجنون باحثة عن مكتب الإستعلام .. قبل أن تجد ادهم يقف بجوارها ويخبرها بأنها محتجزة بغرفة العناية المركزة بالطابق الثالث .
إستقلت معه المصعد إلى ان وصل بهما إلى وجهتهما المطلوب دون أن ينبت أيا منهما ببنت شفة .
كما لم يفعلا بعدما أخبرها بما حدث لميساء .
وصلا أخيرا لغرفة العناية لتجد مؤيد جالسا على الأرض بجوار باب الغرفة بحال جعلها تشهق پصدمة .
ابتسم بسخرية .. كيف يكون بخير وهى بالداخل بين الحياة والمۏت .. كيف يقدر أن يستكين جسده على فراش المشفى ويحظى بعناية لچروحه بينما چرح قلبه الحديث لايزال يئن وهنا لوجودها بالداخل .
كيف يتذوق طعم الراحة والراحة تكمن فى كلمة أنها ستكون بخير!!!
_ أنا كويس يا أدهم .. ومش هتحرك من مكانى لحد ما ميساء تبقى كويسة .
نظر أدهم بعجز إلى صديقه ليلتفت إلى الباب المغلق فيعاود النظر لمؤيد قائلا بحزم
_ ميساء فى العناية يا مؤيد .. يعنى لسه بدرى لحد ما تفوق وأنت لازم تتعالج بسرعة وتشوف إيه اللى بيجرى فى دمك دلوقتى أنا مش واثق فى كلام حسام بعد ما قالك أنه حطلك ثم فى الأكل .
_ مش فارق يا أدهم .. خلاص مبقاش فارق بالنسبالى غير أن ميساء تبقى بخير .
بص وصلتها لفين وصلتها لمكان مبقتش قادر انى أعملها حاجة .. وصلتها تكون بين الحياة والمۏت ... أنا وصلتها لأنها تفقد أبننا اللى مكنتش أعرف عنه حاجة أنا وصلتها أنها تخبى عن موضوع حملها .. أنا سبب كل حاجة وحشة ميساء مرت بيها .. أنا كنت سبب فى تغييرها .. انا كنت سبب أن مرات والدها ټنتقم فيها .. أنا كنت كل حاجة وحشة فى حياتها .
تسائل أدهم فجأة حين تذكر
_ حس .. حسام فين!
أنتبه مؤيد على أثر كلمات أدهم المتفاجأة لتشتعل عيناه پحقد ويهتف صارخ
_ لو شفته هقتله .. لو شفته هقتله الحيوان قتل أبنى .
حاول أدهم تهدأت مؤيد إلا أن صراخه قد تعالى بتشنج قبل أن تحقنه الممرضة بمهدئ ويتم أخذه لغرفة الفحص.
ألقى أدهم بجسده المنهك بجوار زوجته التى لم تبدى أن رد فعل لكل ما رأت وسمعت للحظات وكأن العالم توقف بها وهى تنظر إلى باب الغرفة بذهول .
زفر أدهم محاولا تجميع شتات عقله ما يحدث أبدا ليس بطبيعى!! .. ما كل تلك الكوارث التى ألقت فجأة فوق رأسه هكذا!!
من أين ظهر له كل هذا وفى نفس الوقت!!
والأن مؤيد بكارثته الأكبر حجما وما حدث معه ناهيك عن الخسائر الضخمة التى سينالوها بسبب إندلاع النيران فى المخزن الكبير .
أخفض رأسه بين ذراعيه شاعرا بحمل ثقيل فوق كتفه ..
للحظات ظل على جلسته البائسة تلك إلا أنه تفاجأ حين شعر بيدا رقيقة تحط فوق كتفه لتمسده برفق .
حينها رفع وجهه ببطئ لينظر بجواره حيث كانت زهور تنظر إليه بالمقابل بثبات تعجبه!
همست زهور وهى تنظر بقوة إلى عمق عينيه الرماديه
_ إن شاء الله خير .
كانت عبارة بسيطة .. رقيقة وخاڤتة لكن حملت الكثير من التشجيع والدعم الذى كان بحاجة إليه .. وكان ما يجعل السلام يعم نفسه أكثر هى يدها التى كانت ترتب برفق على ظهره .. حتى شعر فجأة بحاجته لحضن دافئ..
حضن إحتاج إليه طويلا .. طويلا لدرجة أنه نسى عد السنوات من أجله ولكنه فقط يعلم بأنه يحتاجه .. وفى تلك اللحظة أكثر .. إلا أنه كان يجب أن يتمهل .. فهنا فى المشفى أمام باب العناية لن يكون الأمر جيدا!!
إلتفت أدهم لينظر أمامه قائلا بهدوء
_ إن شاء الله ميساء هتفوق ومؤيد هيبقى أحسن .. وربنا يعوضهم .
إلا أن زهور لم يبدوا عليها وكأنها سمعته من الأساس فقالت بهدوء
_ إيه سبب إرهاقك! .. أنت مش فى حالت الطبيعية .. وواضح أوى إنك تعبان ومرهق .
هز أدهم رأسه موافقا وهو يخفضها بلى إنه كذلك .. مرهق ومتعب حتى الهلاك .. يشعر بأن كل عظامه تأن من شدة إرهاقه .. ولا يكفيه كى تخرج ماردة أفكاره لتتجسد أمامه فى تلك الصورة من الرقة التفهم بطريقة تجعل الأمر مغرى بأن يلقى بنفسه بين أحضانها وينعم بسلام أفتقده لمدة طويلة .
أخذ نفسا عميقا قبل أن يجيب بهدوء
_ أنت شايفة اللى أنا فيه كل حاجة فجأة أتلغبطت .. غير أن والدتى فى المستشفى .
إتسعت عينا زهور بذهول وهتفت بإنفعال
_ والدتك أزاى تدخل المستشفى ومتقوليش طب هى مالها!
_ أزمة قلبيه .
أجابها بهدوء لتتشنج ملامحها وتعاود سؤاله
_ من أمتى
ركز أدهم ناظريه تجاه الأرض البيضاء بشرود إلا أنه أجابها بعد لحظات
_ من يومين .
إنعقد حاجبيها بضيق لماذا لم يخبرها بأن والدته مريضة تلك المرأة الرقيقة أصبح لها مكانة غالية فى قلبها لا تعلم متى او كيف وصلت لها لكنها أصبحت بها .. ربما لأنها والدة مالك قلبها!
لكن للحق .. هى سيدة جميلة ترى بها جوهرة خالص رغم ما عانت وما قاست إلا أنها لاتزال تحتفظ بذلك الجوهر النفيس .. لتبدوا أكثر تقبل للروح .
تحدث قائلة بصوتا هادئ
_ قولى اسم المستشفى علشان أزورها بكره .
إلتفت لها بملامح واجمة قائلا
_ لو هتروحى لأمى يبقا أنا اللى هوصلك .
عقدت حاجبيها بإستنكار إلا أنها قالت بسأم
_ ماشى .
إلتفتت لتنظر أمامها هى الآخرى وتكتشف أنها لاتزال تضع يدها على ظهره.
نظرت له بإرتباك وبدأت بسحب يديها ببطئ ولكن قبل أن تستكين على قدها وجدت يداه تعتقلها .
نظرت إلى يديه التى إقتحمت يداها لتفتحها وتتخلل أصابعها ثم تطبق عليها بقوة وكأنه يخبرها بلا كلام بأنها أبدا لن تنفك من أسر حبه .
حاولت عدة مرات أن تسحبها ولكن ما إن بائت كل محاولاتها بالفشل حتى تركته يهنأ بها ليعم صمت ثقيل عليهما .
قاطعه أدهم بعد مدة تجهل مقدارها قائلا بهدوء وهو ينظر إلى ساعته
_ الوقت اتأخر وقعدتنا مش هتفرق كتير هروحك بيتك وبكره الصبح هعدى عليكى بدرى .
نهض بعدما أنهى كلامه إلا أنها لم تنهض بل ظلت للحظات تنظر إليه بملامح غير مقروئة .. بينما يديها لاتزال عالقة بأسر يده .
فقال وهو يشيح عنها
_ هنتكلم .. هنتكلم بس أكيد مش هنا .
اومأت حينها برأسها لتنهض وتسير بجواره فى طريهما لإلقاء نظرة أخيرة على مؤيد قبل أن يرحلا .
بعد أسبوع
زفر مؤيد بتعب وهو ينظر إلى النافذة البعيدة بغرفته من كان يظن
متابعة القراءة