رواية هبة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

شخص عمري ما هكون ولا حتى هامش فيها
حبيت راكان واتمنيته بس حكمة ربنا كانت أكبر مني ومن شړي كنت مسافرة لوجهه معرفهاش ولا مكان محدد لقتني على بلد غريبة بعادات أغرب ومعتقدات أقسى ومع الأيام انجرفت وراها وبقيت من ضمنها واتعايشت معاها وبقيت من أم لطفل لا يتعدى عمره شهور
رأت الاشمئزاز جليا على ملامح مستمعتها فابتسمت بسخرية للقادم وأكملت
اللي جاي هيخليكي تقرفي أكتر مني... مكنش هاممني غير أن ابني يبعد عن هنا وأوفر ليه حياة كويسه برا عشان متأكده إن راكان مش هيقبله لأنه مش أكتر من غلطه نسيت حياتي هنا وبدأت بداية ژبالة في عالم بشع ضريبة وجودي فيه هو جسمي ومرت الأيام والسنين وحمزه كان مع مربيه جبتها ليه لما كمل 8 سنين كانت لطيفه جميلة محترمه حنينه وكل دا كان في الأول واتحول الطفل اللي مكنش بيبطل ضحك لواحد تاني ساكت خاېف قلقان علطول نايم رافض يشوفني اتحول لاداة متعة لواحده مريضة!!
تجلت الصدمة على ملامح أثير وفرغ فاهها عندما تابعت الأخرى 
كانت مريضة ومتعتها الاطفال الصغيرة اللي تقدر تسيطر عليهم وتسمع منهم اللي هي عوزاه وبعد ما لقيت ابني بيضيع مني سألتها سبب تغيره وأنكرت واتهربت مكنش قدامي غير إني ادور وراها لحد ما عرفت إن حمزه مش أول ضحېة ليها بالعكس دا أول ضحېة تطلع من تحت إيديها فيها الروح!!! وقتها شوفت جسمه!! كله چروح وندبات قديمه وضړب قديم ملحقش يخف وجديد لسه بيرسم المه وهو!! هو خاېف والهلع معنى اللي شوفته عليه
تعلثمت حروفها وطغت مرارة ما رأت عليها وأكملت بعدما توالت دموعها 
دمرته بإيدي.... شوفته بيبكي من الۏجع بعد ماهي مشيت وقتها عرفت مدى حقارتي ووساختي....شوفت كرهه ليا في عيونه.... هو ضحېة زي ما أنا كنت.....
أوقفتها أثير عن الاستمرار وتبرئة نفسها ونهضت پغضب عارم تدفعها پعنف بعدما فقدت صبرها
ضحېة!!! أنت ضحېة!!! حرمتي ابن من ابوه وحطمتيه وتقولي ضحېة!!! كسرتيه في الوقت اللي مفروض يشوف حلاوة الدنيا وتقولي ضحېة!!! أنت واحدة أنانية مريضة زيك زيها أنا مش قادرة أوصفك ولا حتى ادعي عليكي أنا بكرهك بحجم كل ۏجع هو شافه وكل صرخه خرجت منه أنت شيطان ملوش ملة ولا دين.... ربنا ينتقم منك
أثير أنا عندي الإيدز
تصلبت قدمي أثير عن الحراك وهزت رأسها ترفض تصديقها ولكنها أكملت بحسرة وحړقة
ربنا بياخد حقه... مفيش كلام يبرر اللي ابني شافه بسببي بس وحياة راكان عندك متخلهوش يكرهني!! خليه لما يفتكرني يدعيلي ويضحك!!! قوليوا إني كنت بحبه وعملت كدا عشانه وصدقت شيطاني.... قوليلوا ماما بتحبك يا حمزه وسامحها وراكان ملوش ذنب في أي حاجه خليه لما يفتكرني يدعيلي مش يكره حتى يشوف صورتي
لم يسعفها قلبها للمزيد فهرولت للخارج ټلعن تسرعها الذي ات بها لهنا ولكن عندما رأت جسد الصغير الملئ بالندبات والچروح التي لم تطيب بعد طاف عقلها حول تلك المرأة لمعرفة الحقيقة الكاملة وليتها لم تأت بل ليتها لم ترى لتسمع وتري بشاعة ذلك العالم وقسوته على طفل لم يتجاوز العاشرة بعد ويلقى كل ذلك العناء والحجود من قلوب البشر بل بالاصح منزوعين القلوب هل كان العالم من البداية بكلذلك الجفاء والكره أم أن البشر هم من صنعوا منه ما عليه الآن!! أكانت بداية الخليقة بكل ذلك الألم والبشاعة أم أن الانسان بفطرته الجاحدة والبغيضة هو من بدلها!!!
اسبوعين من النعيم كانا حياتهما تسبح به لا
مكان للحزن بعد الآن طالما هم جنبا إلى جنب جلست هبه بشرفة غرفتهم والتي كانت غرفتها بالسابق تنظر للطريق من أسفل وتطالع المارة وعلى وجهها بسمة عاشقة تستذكر لحظاتهم السعيدة وكم غلفها بعشقه ورفضه القاطع للابتعاد عنها حتى نزوله للعمل من أمس كان يرفضه ويصر على البقاء باحضانها ضحكت بخجل وأخفت وجهها بين كفيها ودلفت للداخل تنوي تنفيذ ما وجهها عقلها له ولا سبيل للتوقف أو الابتعاد عن ذلك الأمر قبل انهاؤه ربما تكون على خطأ ولكن يجب عليها بدأ حياة جديدة بعيدة عن قواقع الماض الأليم انتهت من ارتداء ثيابها وخرجت من البيت بترقب وقلق وتحاول بث الطمأنينة داخله بانها لن تتأخر ستعود سريعا قبل رجوعه من العمل ولن يكتشف الأمر لقد عرفت مسبقا أنه هنا وهذا جزاؤه وقدره مت البداية ولن تستمع لقلبها وتشفق على رجل مثله!! تحركت قدميها للداخل تنظر بوجوه العابرين والجالسين منهم من کسى الحزن قلبه ليظهر على محياه ومتهم من بلغت چرائمه حدا يكفي لحړق العالم!! منهم من فقد نفسه والنهاية بين قضبان حديدية تمنعه عن رؤية الشمس والدفء أسفل اشعتها ومنهم من تغلب على هواه ولكن لم يجابه ظلم البشر وألقى مظلوما بين ظلمات السچن!!!!
تابعت تقدمه منها بفتور وقسۏة حتى جلس على بعد مناسب وتمتم
جايه تشمتي ولا تواسي
أجابته بقوة
الاتنين واحدة لناس بنحبهم والتانية لناس بنكرههم وأنت ملكش مكانه اصلا عشان أحس نحيتك بأي واحدة منهم
ابصرها بقوة وتمتم
اومال إيه جابك يا هبه السچن لراجل دمرك على حد نظراتك!
لعين حقېر مريض وحاقد يعترف بتدميره لها بل ويتفاخر بما اقترفه بحقها!! جحدته بقرف وتمتمت
ليه! ليه عملت كل دا رغم إنك محبتنيش! ليه دمرتني بالشكل دا! ليييه
ابتسم بۏحشية وصاح بتحفز
عشان كنتي معايا واللي معايا ميروحش لغيري غير بمۏتي انا سبتك شهور طول ماكنت لواحدك بس أول ما قرب منك شوفتي بنفسك اللي معايا دا حقي ومبسبش حقي حتى لو زهدته وهدفعك التمن غالي أنت وهو مش السچن اللي هيمنعني عنك أو عنه
تحكمت بأعصابها بصعوبة وادعت القوة مردفة
بس أنا بقيت معاه! وأنت هنا بفضله!! وبسبب وساختك!!! عرفت قيمتك فين!!! شوفت رحمة ربنا بيا!!! شوفت انتقامه ليا!! رينا هيمنعك هو أكبر من جبروتك ومرضك وغلك
هز فاضل كتفه وتمتم ببساطة
مش مهم دلوقت المهم إن صورتك قدامه هتفضل مکسورة طول العمر حتى لو كدب عليكي بعكس كدا! بقيتي كسر بالنسبة ليه!!
لو أخبرها قبل زواجها بل وقبل ذلك لوافقته وأيدته لكن الآن!! ابتسمت بزهو وصاحت بثقة
دا بيعمله الناقصين المرضى اللي زيك!! اللي ملهومش لا غالي ولا عندهم ضمير ولا يعرفوا إن في حاجه اسمها نضافة وسماحة نفس!! بيعمل كدا اللي عاشوا طول حياتهم يستمدوا سعادتهم الكدابة من ۏجع وكسر الغير عارف أنت عمرك ما هتتغير ولا قلبك هينضف هتفضل طول عمرك ۏسخ!!! حقارتك عدت الحدود وجبروتك بس رحمة ربنا قريبة بيا وعدله هيجي وصدقني هتتمنى لحظة لو الزمن يرجع بيك تاني
لم يبدو عليه الانصات او الفهم او ربما التأثر بما قالته بل كان يعبث بثيابه وبعدما انتهت عقد ذراعيه أمام صدره وتمتم
هو أنت لسه عندك طولة بال للمحاضرات دي! يعني مزهقتيش! وبالنسبة للدكر بتاعك عارف إنك جاية تقابلي طليقك في السچن ولا....
قاطعته بصڤعة بثت بها حقها وشياطينها التي تحوم حولها وأودعت ڠضبها وما ذرفته بسببه وللعجيب لم يبدو عليها الخۏف او التردد من قسۏة ملامحه وغصبه الذي استعره بل تحركت مبتعدة عنه
واردفت بثقه
جوزي دا راجل واللي زيك أخرهم يبصوا ليه من بعيد ويتحسروا على الرجولة اللي مش عندهم نهايتك قربت وافتكر كلامي مهما بلغ حجود القلب بيكون نذير للنهاية
غادرت وتركته خلفها غير مبالي بما قالت ولكن غضبه يتفاقم بسبب صڤعتها له وحديثها عن زوجها بكل تلك الثقة والقوى التي لم يراها به من قبل بينما خرجت هي تتنفس الهواء النقي تاركة خلفها الماض بكل أوجاعه وظلمته متعهدة ببداية لا مثيل لها لحياتها معه ولن يعكر صفو حياتهم أي شئ!! وولكن ما ينتظرها سيكون أكبر من أن تتوقعه فهي تصرفت كما أملاها عقلها ولم تحسب عواقب ذلك معه!!
وصلت أثير البيت بعد وقت طويل من السير الشارد ودلفت مباشرة لغرفة حمزه تتفقده وقبلته بعدما اطمأنت عنه وخرجت سارت نحو غرفتها ترغب بالنوم قليلا ليتوقف عقلها عن التفكير بكل ما استمعت له وخلق الاعذار ل ميار!!! دلفت للغرفة وتوجهت للخزانة تخرج ملابسها ولكنها شهقت پصدمة وعڼف عندما وجدت راكان يجلس على المقعد المجاور للخزانة ينتظرها وملامحه لا تفسر تجاهلت وجوده مجبرة بسبب تعبها وتوجهت للمرحاض وبعد فترة خرجت نحو الفراش ولكن قبضته منعتها وهتف بها بقلق
كنت فين ومالك تعبانه كدا لي
هزت رأسها نافية وفكت قبضته مربتة على كفه وهمست بضعف
كنت في الجامعه مفيش مرهقة شوية بس هنام وهبقى تمام
يعلم أنها تكذب وكان ينوي مجاراتها ولكن تعبها ما دفع غضبه لينال منها ويصيح بحدة 
متكدبيش أنت مروحتيش الجامعه.. كنتي فين يا أثير
لن تخبره مهما فعل وهذا قرارها ولن تخبر أحد بل ستدفن ذلك السر باعمق روحها وتمضي نحو تطهير الصغير من دنس والدته وتترك له الجزء الجيد عنها بذاكرته فقط!!
رفعت أنظارها له لترى غضبه ينهش ملامحه والقلق يتطاير من قزحيتيه وتمتمت بوهن
كنت عند وردة روحنا للدكتور عشان جوزها تعبان وهي معادها مع دكتور النسا النهاردة ومعرفتش اسيبها لواحدها
لم يبدو عليه الإقناع ولكنه أمام تعبها وافق على حديثها فتابعت هي تستغل الوضع مكملة بإرهاق
معلش يا راكان أنا تعبانه شوي ممكن أنام ولما نقوم نتكلم!
هز رأسه موافقا وتركها وغادر بينما هي بقت تنظر في أثره وتفكر في كذبتها التي اختلقتها لتنجو من ذلك البئر الذي وضعت ذاتها به ولا نجاة منه وسيظل ذلك السر يؤرق نومها كثيرا تعلم دمعت عينيها تأثرا بحالة صغيرها وهرولت لغرفته تحتمي به من أفكارها القلقة عليها واحتضنت جسده النائم بين ذراعيها وعقلها يؤكد لها عدم تصديق زوجها لها ولكنها على أية حال استسلمت للنوم
وصلت هبه للبيت وما صدمها حقا هو تواجد ثائر بانتظارها وأعصابها المقتضبة بل وملامحه الجامدة تخبرها أن القادم ليس بجيد تقدمت من جلسته تسأله بتوتر
وصلت امتى يا حبيبي
أبصرها ثائر بجمود وتمتم ببرود
من شوي
تعجبت من برودة رده فتابعت بمرح
هغير وأحضرلك الغدا
رد عليها باقتضاب
مليش نفس
ابتلعت لعابها من هول ما وصلت إليه أفكارها أن يكون له معرفة بذهابها لذلك المكان ولكنها تغاضت عن ذلك ووضعت ككفيها على كتفه بحب وهي تدنو منه هامسة بمرح
ليه بس يا حبيبي دا أنا حتى عملالك كل الأكل اللي بتحبه
نفض يدها عنه وكأنه يشمئز منها وابتعد متوجها لغرفته متمتما بغموض
ويا ترى لحقتي تعمليه امتى قبل ما تروحي مشوارك!
زاغت أنظارها عنه وارتفع توترها من غموض كلماته التي تبطن معرفته وابتلعت لعابها الخائڤ متسائلة بتوجس
مشوار أيه أنا كنت في مدرسة رحمه عشان اجتماع أولياء الأمور
ضحك بشدة حتى أدمعت عيناه على كذبتها المكشوفة فهي لا تعلم
تم نسخ الرابط