رواية هبة الفصول من 12-15
المحتويات
الفصل الثاني عشر
عندما سقطت حروف جوفي تبقت ثلاثة ل يشيدوا أبنية كيان وتلخصوا بك هم فقط.. حبك
الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام تعتري العقل عندما تختبئ الإجابات الفرضية للنظريات المطلوب حلها حينها تتبدل الأحوال من صدمة ل ضحكات هيسترية وعدد لا نهائي من الغرائب ومن ثم تبدأ نقطة التحول ب مراحلها المستعصية ف يأتي طور الصدمة ب صمته التام ومن ثم يليه الإنكار والخۏف من مواجهة الحقائق وب نهاية الأمر يكشف الإنهيار عن غرائزه وتبدأ حياة جديدة من النحيب والضعف الشديد
لا تزال أثير ب موضعها وملامحها المتعجبة تصرخ ب إجابة أو تفسيرا منطقي لتلك المرأة التي اقحمت نفسها ب بيتها بل والادهى تدعي كونها سببا ب إخافتها!! أخرجت زفرة طويلة نابعة من أعمق رئتيها ل طرد طاقتها السلبية وجلست ب المقعد المقابل لها واضعة قدم فوق الأخرى وهتفت ب قوة
ضحكت ميار ب قوة ممزوجة ب سخرية تامة رافعة أحد حاجبيها ب خبث وهتفت
حاولت أثير تصنع القوة لآخر لحظة أمام تلك التي لا تنفك عن إخراج أسوأ ما بها وتمتمت ب ثقة
_ أبهريني مش يمكن تعجبني وساعتها رد فعلي هو اللي ميعجبكيش!
ضمت ميار شفتيها لأعلى وحركت عينيها ب نفي ساخر وغمغمت بتهكم
_ مظنش لأن اللي عندي قادر يحطمك!... أوبس إزاي نسيت هو الدكتور راكان فين مش من عادته ينام متأخر طول عمره نشيط
_ أنت مين وتعرفي راكان منين!
عدلت ميار من جلستها وأراحت ظهرها على المقعد ب سلام وعينيها تراقب تعابير أثير ب تشف واضح وشماتة بدائية وأردفت ب كبرياء
_ قولتلك قبل كدا ميار الشربيني والاسم دا لما بيحط حاجه في دماغه بيعرفها ولو بعد مليون سنه وكمان الاسم دا هينزع فرحتك قريب أووي وقولتلك بردو إن اللي عندي هيعجبك اووي مبحبش العب قدام خصم ضعيف
_ اتفضلي برا بيتي وجودك غير مرغوب فيه نهائي
نهضت ميار وحدق مباشرة ب عيني أثير الدامعتين ب بسمة منتصرة واقتربت من أذنيها هامسة ب غل
غشاوة من الدموع صعدت لتلمع ب مقلتيها المزهولتين من هوية تلك المرأة وسبب تواجدها خارت قواها ف جلست ب ضياع تعيد ما دار بينهم ولكن عقلها مضطرب ولدية رغبة ب محو تلك المقابلة ولكن هناك ركنا ينازع لتصديق
أمرا واحد وهو أن هذه المرأة لها علاقة مجهولة ب زوجها وحبيبها الأول!!!!
تقلبت هبه ب ضعف وألم طفيف ب أنحاء جسدها المنهك بعد حاډثة يوم أمس التي كادت تطيح بها لنهاية مأساوية علا ثغرها بسمة خجولة عندما عرض اعترافه ب عشقه الشديد لها وثقته التامة ب أنها ستكون له عما قريب تململت ب سعادة وضحكة مكتومة تهدد للسطوع من شفتيها وقلبها العاشق يعبر أسوار الصبابة المقدرة له طائرا ب أجنحة الهيام الجارف نافيا العالم بتعاويذه المخيفة سابحا ب بحور من السرور والسکينة رفعت أناملها ب بطء تتلمس جانب وجهها الأيسر ب جفافه وټشوهه وضعت كفيها على وجهها ك مراهقة متوترة عندما تذكرت رغبته الدائمة ب رؤيتها ب أسوأ أوضاعها قبل أفضلها....
_ الكسوف بيزيدك جمال فوق جمالك
أردف بتلك الجملة ثائر المنتظر استيقاظها منذ ساعات عديدة ولم يجافيه النوم منذ خرجت حروف حبه لها
شهقت هبه ب خجل وتوتر ورفعت الغطاء لتخفي وجهها خلفه هروبا منه وهمست ب تعلثم
_ أنت بتعمل.. بتعمل إيه هنا ومن أمتى قاعد كدا
ابتسم ثائر ب اتساع ونهض مقتربا منها ب خطوات حذرة وهتف ب استمتاع
_ امممم قولي امتى مشيت! دا السؤال الأنسب
جحظت عينيها ب زهول وافترست شفتيها ب توتر هامسة
_ طب.. طب هي ورده ورحمه فين..
أصبح ثائر مطلا عليها ب جسده وبسمته الوسيمة التي تنير ملامحه الجذابة عاقدا ذراعيه أمام صدره وهتف ب مرح
_ مشيتهم عشان استفرض بيك
شق جوفها شهقة مصډومة من تفوهه الوقح ونهضت ملقية ب غطاء السرير عنها ولم تنتبه ل قربه الوشيك منها وهتفت ب ڠضب
_ إيه تستفرض دي يا أستاذ أنت عيب على سنك حتى إحنا مش صغيرين للكلام دا
دنى منها ثائر ب مرح وجذب غطاء رأسها للمرة الثانية رغم تعجبها من قربه وهتف ب ثقة
_ والله بالنسبة لسني فهو يسمحلي بحاجات كتير هتعرفيها بس مش دلوقت أما بالنسبة للكلام فأنا بحب الأفعال لأن اللي بيقول مبيعملش
اعدل ثائر الوسائد من خلفها وارجع جسدها للخلف جاذبا شرشف الفراش عليها وهتف ب مرح
_ رغم كل تعبك عيونك لسه بلمعتها ب تتوهني فيها
خفضت هبه رأسها ب خجل وعضت على شفتيها ب توتر وغمغمت بتوجس
_ بجد البنات فين يا ثائر
جذب المقعد ل جوار فراشها واستند رأسه على مرفقيه وحملق بها ب نظرة جعلتها تبتسم ب حب له خلل ثائر أصابعه ب شعره وتحدث موضحا
_ راحوا يجيبوا ليك لبس وورده صممت تعملك أكل بنفسها
ابتسمت هبه ب صدق ورضا عن تلك الأخت التي خلفتها الأيام لها ف كانت دوما خير عون لها وتمتمت ب حب
_ لو هحمد ربنا على أفضل رزق لحد الآن هيكون ورده بقلبها وجدعنتها معايا وصدقها وحبها ليا تعرف وردة دي أول واحده بل الوحيدة اللي وقفت جنبي لما جيت من المنصورة لهنا وبردو الوحيدة اللي صدقت حكايتي من غير أي دلائل وساعدتني في كل خطوة كانت أخت تانية ليا مش كلنا بنكون محظوظين بصديق يفضل ملازم قلوبنا بوقت ضعفها وحزنها قبل قوتها ...
اعتدل ب جلسته وأنصت لتعابير وجهها السعيد والبهجة المرسومة به ب اعترافها عن قوة ترابط صداقتهم يرغب ب سماع صوتها يتردد صداه ب اذناه أبدا الدهر يريد المزيد من حياتها ل يصبح رزقها القادم!!...
وصلت ورده ب شوق ولهفة للمشفى بعد قضائها ليلة كاملة بدون رؤيته دلفت ل غرفته ب هدوء ظنا منها أنه مازال
نائما وللعجب فهي لم تجده ب فراشه!! ولكنها استمعت ل صوت المياه ب المرحاض ف ابتسمت ب شغف وألقت ب نفسها على فراشه محتضنة وسادته وډافنة وجهها بها تستنشق عطره الخاص وعبير روحه اعتدلت جالسة بعدما استمعت ل صوت فتح الباب تبعه خروجه ب هيئته التي حبست أنفاسها بداية من خصلات شعره المبتلة الملامسة ل جبهته وصدره الذي يرتفع وينخفض مع كل شهيق وزفير ينبع منه أغمضت عينيها ل محاولة منع نفسها من النهوض وتقبيله وضم جسدها لجسده واكتفت بزفرة قوية ثم هتفت
_ اتنيل البس عشان متبردش وتاخد برد
ناظرها براء بعينين ماكرتين لعلمه ب تواجدها ول تأثرها الشديد به واقترب منها مطلا ب جسده المبتل عليها وهمس ب جانب أذنها
_ وحشتيني
هل عليها الآن جذبه وتعنيفه على ما يفعله بها أم صفعه والهروب حتى لا تقدم على ڤضيحة عامة ب مشفى خاص! تنهدت ل تلملم شتات نفسها وطالعته ب نفاذ صبر هاتفة ب غيظ
_ البس عشان مقومش البسك في وشك يا نحنوح
ضم براء شفتيه ب غيظ ومكر وجعد جبهته ب استمتاع وأصبح على مقربة أكبر منها هامسا ب عاطفة
_ الحلوة متعفرته ليه
_ دلوقتي أقدر أقولك وحشتني يا براء
أين براء! بل اين صوته من كل ذلك! س تصيبه ب ذبحة صدرية تودي ب حياته ب أفعالها
ضحكت ورده ب شدة على صياحه وغضبه المعلوم سببه وانتصبت واقفة خلفه وتسللت يديها ل تحتضن خصره ب قوة واستندت ب رأسها على ظهره وهمست ب حب
_ هنتجوز وهنعمل فرح محصلش بس تخف وتكون بخير ووقتها نكون مع بعض.. هانت يا قلب ورده
أدارها براء ل تواجه عيناه المتشوقتين لها وكور وجهها بين كفيها وهمس ب حنان ورجاء
_ هكون كويس وبخير وإحنا في بيتنا وأنت في حضڼي وأنا مطمن بإنك معايا وإن ربنا رضاني بعد سنين تعب وعذاب ب قربك وبعدك هكون مبسوط وأنا شايفك واقفه في المطبخ بتحضريلي فطار وضحكتك ماليه وشك ولهفتك عليا بتزيد بعد كل يوم شغل أنا مش حابب جو المستشفيات دا ولا وجودي هنا أنا محتاج قربك مني بس يا ورده
_ حاضر يا عيون ورده هبه تكون كويسه ونتجوز ووقتها مش هيبقى في خوف ولا تعب ولا بكا في بس فرح وأمل وفي أنا
ابتسم براء ب سعادة وضمھا ل صدرة ب قوة ألمتها وتنهد ب إرهاق
_ عاوز أنام يا ورده منمتش من امبارح
أنبت نفسها على تركها له ب مفرده ولكن تلك كانت رفيقتها الوحيدة! ولكن داخلها وتلك النزعة الأنوثية تتراقص طربا ل كونه لم يستطع النوم سوى ب أحضانها ل تصبح هي ملجأ غضبه ومأمن خوفه وأنيس قلبه جذبته من كفه للفراش ودثرته جيدا به وصعدت جانبه ضاممة رأسه ل صدرها ب حنان أمومي كأنه صغيرها وليس زوجها وحبيبها وهمست بصوتها الهادئ
_ نام واطمن أنا هنا مش همشي..
نحتاج دوما ب أوج لحظات الضعف ضمة قوية ل تثبت لنا تواجد أحدهم ل يهتم بنا ويكترث ل كوننا لسنا بخير نتشارك القوة والضعف نحارب الخۏف والهلع نطمئن ب الراحة والسلام ونسعد ب قرب من نحب...
لازالت على جلستها وأفكارها تتصادم ل تلك النقطة التي عصفت ب كيانها وجرحت كرامتها لم تطل فترة خطوبتهم ولا تعارفهم لذلك لن تجزم ب
خيانته ولكنها ترى الشوق الحنان ب عينيه ب كل مرة يناظرها! ترى الحب يتدفق من مقلتيه لها! نفضت تلك الهلاوس عنها ونهضت عازمة على إنهاء هذا الأمر برمته والحد لهواجسها وذلك الشك الذي تولد داخلها لم تنتبه لوقوفه ولا لمعة عيناه لها ب ملامحه الناعسة
متابعة القراءة