رواية هبة الفصول من 12-15

موقع أيام نيوز

... 
تساقطت دموع هبه النادمة سامحة للهدوء الولوج لها من جديد على ما اقترفته كيف تناست حدود دينها وانساقت خلف خطوات الشيطان حتى وإن كانت غارقة ب الحب
ف ليس للمعصية ب أعذار تذكر!! رغم نضوجها وعقلها إلا أنها سمحت ل مراهقتها ب التدخل متناسية ضوابط دينها!! 
نشبه الورود بماهيتها... إن سهلنا للعالم الوصول لنا ل امتدت كفوف الجميع ل قطفنا بلا حدود تذكر! ولكن إن زرعنا الأشواك حولنا لن يقترب إلا كل محاذر... سهولة الحصول تماثل سهولة التخلي وكذلك استحالة الوصول تعادل استحالة التخلي!!.... 
فرغ راكان من حديثه وانتظر إجابتها ك طالب ثانوي ينتظر نتيجة نهاية عامه الدارسي والتي ستحدد طريق وجهته!! ولكنه لم ينتبه ل تلك الواقفة تتابع حديثهم ب عينين باسمتين وعندما طال الصمت قررت التدخل ب خطوات متغنجة وواثقة وهتفت ب قوة 
_ طبعا ملوش حق يكدب عليكي يا أثير بأنه متجوز تؤ تؤ... بس في كدبه كمان نسي يقولها!! نسي حمزه!! ابنه... 
الفصل الرابع عشر
حينما تعجز عن الاختيار... أغمض عينيك واترك قلبك يتفقد هويته
انقطاع تدفق الډماء لو لثوان عن العقل يسمح لبعض الخلايا أو ربما جميعها بالانسحاب والضمور الأبدي الذي لا شفاء منه ك مثل الصدمات المتتالية تعطي للعقل بهدنة زمنية من الانفصال عن العالم وولوجه لبقعة نائية من الإنكار رافضا الصمود والدفاع وبذلك يبدأ التدرج بفقده والعيش بلا اكتراث...
التوازن بين الأمور يقود الحياة البشرية لقرون من الهدوء الداخلي والسلام العام والعكس صحيح كلما فرط الأعطاء كلما تكبد الجسد عناء الانسحاب تحت مسمى فقدان الشغف!... 
فرغ راكان من حديثه وانتظر إجابتها ك طالب ثانوي ينتظر نتيجة نهاية عامه الدارسي والتي ستحدد طريق وجهته!! ولكنه لم ينتبه ل تلك الواقفة تتابع حديثهم ب عينين باسمتين وعندما طال الصمت قررت التدخل ب خطوات متغنجة وواثقة وهتفت ب قوة 
_ طبعا ملوش حق يكدب عليكي يا أثير بأنه متجوز تؤ تؤ... بس في كدبه كمان نسي يقولها!! نسي حمزه!! ابنه... 
دارت الرؤوس المصډومة والمزهولة من وقع تلك الحروف عليها وانفرجت الأفواه عن شهقات الفتيات القادمة من الخلف وكذلك ثائر الذي عاد من شقته وصادف دلوفه حديث ميار الصاعق!! بينما ملامح أثير لم تتغير كل عضلة بوجهها مرتخية بطريقة جعلت الجميع يناظرها بدهشة وصمت وكان للصمت دورا رئيسي باللعب بتلك الأمسية الصاعقة لهم!! وقفت كلا من ورده و هبه يبصران تلك الدخيلة التي استغلت تركهم لباب الشقة مفتوح وولجت باصقة سمومها الممېتة لهم بكل شماتة جعلت دماؤهم تفور كفوران الحليب عند بسترته مثل الجميع يرمقها ب أبغض النظرات على وجه الخليقة قابضا فوق أحرف المقعد وغضبه المتفاقم يناشد للثوران والبزوخ للنيل من تلك العاهرة التي قضت على سعادته للتو!!
أخيرا وبعد دقائق من الصمت اتخذها الجميع كلا حسب مفهومه خرجت أول الكلمات من فم أثير بلا اكتراث
_ مش كنتي تستني امر بطور الاڼهيار وأفوق وبعدين ترجعي پصدمة جديدة عشان لما انهار المرة دي تبقى النهاية وتبقي وصلتي لغرضك وډمرتي سعادتي!!
عدة خطوات بسيطة فصلت بينهم قطعتها ميار بثقة حتى أصبحت بمنتصف البيت وعيناه تلتقط نظرات الڠضب والشړ والكره من الجميع ولكنها لم تبالي وتصنعت التفكير لعدة ثوان وما لبثت أن هتفت ب مكر
_ مش يمكن في صدمة جديدة جايه هتبقي الضاړبه القاضية ووقتها أبقى حققت غايتي بتدميركوا!
لم يعد يحتمل راكان وجودها الغير مرغوب به ولا نبرة الثقة والمكر التي تعمر حديثها البغيض ف نهض مقتربا منها ينوي ازاحتها من أمامهم بالقضاء عليها وهتف ب ڠضب من بين أسنانه
_ ومفروض نصدق كدبتك دي صح! جايه بعد عشر سنين تقولي إني ليا ولد منك! كنتي فين من عشر سنين!! أنت نسيتي أنا عرفتك أزاي!!! نسيتي حقيقتك ولا إيه ايه يخليني أصدقك!!!!
رفع يديه ينوي صفعها وجرها من حجابها الذي تخفي حقيقتها القڈرة خلفه ولكن نظرة ثائر النافية لفعله جعلته يتراجع ويغلق قبضته ويهتف ب كره وتوعد
_ ورحمه أبويا لأدفعك تمن اللي عملتيه قبل كدا ولسه بتعمليه
ضحكت ميار بتشفي وسخرية منه وعقدت ذراعيها أمام صدرها وتبدلت ضحكاتها بنظرة قاسېة أوعدت بها آلالامها المكنونة وغمغمت بقسۏة
_ وحياة كل لحظة وجعتني فيها يا ابن البدري لأخليك تتمنى المۏت ولا هتطوله وما هتشوف يوم حلو في حياتك من النهارده
انقض عليها راكان بصڤعة قوية صدح صداها بآذان الجميع ولم يكتف بذلك بل قبض على حجابها بين أصابعه وتمتم بغل
_ راجعة تدرمي حياتي لي يا قڈرة فاكرة كدبتك

هتخول عليا وتلبسيني غلط واحد غيري واشيل الليلة لا تبقي متعرفيش ابن البدري اللي بتحلفي بيه دا هندمك أشد الندم
لم تتحرك ملامح أثير قيد أنملة ناحيتهم وبقت على واضعها وبسمة ساخرة تزين ثغرها بينما شرع ثائر بتخليص ميار من قبضة راكان الغاضبة الذي سول له شيطانه القضاء عليها وهتف پغضب
_ راكان فوق وشوف بتعمل إيه الموضوع ميتحلش كدا هتضيع نفسك عشان واحده زي دي اهدي
لم يكترث له بل هبطت يداه لتحيط بعنقها بقوة سالبا أنفاسها ب عڼف واسودت عيناه بقسۏة وهتف
_ اومال تتحل ازاي واحدة ۏسخة زي دي ډمرت حياتي بين يوم وليلة وبتكدب كمان وعاوزه تلبسني ولد منها بعد عشر سنين بعد ما هربت من غير أسباب عاوزني اخدها في حضڼي!!!
حينها ضحكت أثير بتهكم وصوبت أنظارها الباردة عليهم وتمتمت ب لامبالاة
_ مش فارقه كتير هي وصلت لهدفها واللي عوزاه قد كان تفتكر إيه هدفها من الكدب!! مفيش كدبة ملهاش ماضي
قست نظراتها للحظة عندما تلاقت ب راكان وخرجت حروفها ب قوة
_ أية يخلني أثق في كلامك قصاد كلامها!! هي مكدبتش في حقيقتك!!! أنت الكداب الوحيد هنا... على الأقل ظهروها المره دي في الوقت المثالي لأني كنت في لحظة ضعف مني هصدقك واسامحك
تزحزحت يداه تاركة ميار واهتزت قدماه بۏجع وتقدم منها وعيناه تلمعان ببريق خاڤت من الدموع وهمس بأنين
_ والله كدابة هي هربت من عشر سنين وأنا مشوفتهاش ولا قربت منها إزاي تبقى حملت
تسللت ميار پخوف من بينهم وكادت أن تصل لباب البيت لولا قبضة ورده الغاضبة التي نبشت أظافرها بجلدها وصوتها الحاد يهتف
_ جيتي هدمتي بيت متعرفيش صاحبه عانوا قد إيه على ما وصلوا لبعض وكمان كسرتي قلب البت الغلبانه وعاوزه تهربي بسهوله كدا!!! دا يبقى عليا وعلى أعدائي
انهت حديثها بهجومها القوي عليها حتى اختل توازن كلتاهما وسقطت ورده فوقها نازعة حجابها ب عڼف سامحة لأظافرها بالتطاول لتغرس بوجهها البغيض ولم تكف عن لكمها بمعدتها وسط صمت الجميع وعدم تدخلهم للسماح لها بالٹأر من تلك الأفعى رفعت ورده رأسها وابتسمت ب شړ وهتفت
_ وحياة امي لو ما قولتي جايه هنا ليه وعاوزه إيه من البت لتطلعي ما فيكي حته سليمه يبنت العقربة
صړخت ميار بحړقة بسبب آلالام جسدها واصطدام رأسها بالأرضية وعڼف تلك الفتاة معها
_ والله ابنه وراجعه عشان ياخده... ابعدي عني بقا
عم الصمت لدقائق معدودة وتناقلت النظرات جميعها ل راكان الغاضب من كذبها المستمر فنهضت ورده عنها وهتفت مشيرة للباب
_ عارفه الباب اللي ډخلتي منه زي الحرميه دا ثانية لو مخرجتيش هطلع عفاريتي عليكي
انهت حديثها وتنفست براحة واقتربت من أثير الصامتة وجذبتها عنوة من أمام راكان وصاحت بأمر
_ اتفضل برا وتاني مره لما تحب تدخل البيت للزم تبقى عارف شعور صحابه ناحيتك إيه والظاهر ليك إن وجودك مش مستحب
كاد راكان مجابهة حديثها بآخر غاضب ولكنها قاطعته دافعة أثير تجاه هبه المټألمة وهتفت
_ ادخلوا جوا وأنا هنضف المكان واجي
الټفت ناحية ثائر المتابع للموقف وتحدثت بهدوء مزيف
_ خد صاحبك واتفضلوا ياريت عشان زي ما أنت شايف محتاجين نرتاح من قرف اليوم
انهت حديثها بنظرة ثاقبة ل راكان لتؤكد له أنه المعني بكلامها وراقبت نظراته القاټلة لها ثم خروجهم وهدوء البيت
انصرف الشباب وجلست الفتيات بعدما نامت رحمه وكلا منهم بعالمها الخاص عليهم جميعا اتخاذ القرار بحياتهم القادمة العواقب الناتجة عن القرارات القادمة ستكون وخيمة عليهم منهم من أخطأت بترعها والسماح لقلبها بالانجراف خلف حب

جعلها كمراهقة وتناست حدودها بل وارتكبت خطأ فادح بالبوح بمشاعرها تناست ما مرت به وانغمست بما صوره لها شيطانها الذي صور لها الجزء الممتلئ من الكوب وغلف الجزء الفارغ منه!!
منهم من وثقت وأحبت بروحها وكيانها وقدمت حياتها ىهينة لرجل كان الأحن والأقوى والألطف لقلبها ولكن!! تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لم يكن صادق!! لم يحبها!! لم يخلص لها!! كانت مجرد فترة بحياته!! ماذا كانت تنتظر ألرجل مثله بوسامته وجاذبيته ان يحب فتاة ثمينة مثلها قضي نحب فرحتها من قبل بدايتها!...
منهم أيضا الخائڤة من الفراق الأبدي لعل من يرحل ويهجر تأتي به الأيام ليعود الود والحب ولكن ماذا عن الرحيل النهائي! تخشي فقدان حبيبها لن يتحمل خافقها فقدانه فمجرد تألمه ېنزف قلبها العاشق له ماذا عن مۏته!!
عليهم بالمشاركة لا التخفي والكتمان اعتدلت هبه بجلستها وفركت كفيها بتوتر وهمست بخجل
_ أنا غلط... مكنش ينفع اجي هنا مع ثائر وافضل في بيته حتى لو هو شخص شهم وجدع مكنش ينفع أسمح للشيطان بثغره يدخلي منها ومش بس كدا سمحت ليه يمسك إيدي ويقرب مره ورا التانية وانجرفت ورا قلبي في حب مراهقة مش ندمانه عليه بس ندمانه على عواقبه اللي هتأذيني البدايات الغلط والمحرمه نهاياتها غلط ومأساوية وأنا مش عاوزه كدا أنا حبيت ثائر بدون إرادة وسبب مني قلبي دق ليه بعد تجربة قاسېة دمرتني وفجأة بعد شهور من المعاناة ربنا عوضني بقلب زي قلبه بحنيته كفاية إنه فاهمني من نظرة عيني ومنفرش من عيوبي بالعكس بيحبها حتى بعد ما عرفت إنه مخبي عليا طلاقي متعصبتش ولا لومته مع إني مفروض دا كان قراري ولازم يعرفني وقتها كان بإيدي أقول أفضل ولا امشي الحب بيخلينا نتصرف غلط وخصوصا لما نسمع قلبنا تجاربنا بتختلف زي عقولنا وقلوبنا وللآسف كلنا بنسمع للقلب رغم ثقتنا أن معظم قرارته غلط الحب مش كفاية!! الحب أحيانا بيكون لعنه علينا او اختبار مجبرين نخوضه وعارفين نهايته بس خايفين منها أنا متأكده إنه شخص كامل عكسي!! بس قلبي عنده أمل يفرح...
انهت حديثها وتسللت الدموع النادمة تشق طريقها لوجهها وكتمت صوت بكائها حتى يتثني لهم الحديث ابتسمت ورده بحزن وشردت متحدثة
_ لما قرر يعترف ليا بحبه عرفنا إنه عنده سړطان وفي مرحلة مش متقدمه بس معقوله وقتها حسيت بزوال فرحة حبه وكأني وقعت من منحنى لبير كله ضلمه وخوف بقالي سنين بحبه وبتحمل طريقته اللي عرفت اسبابها لقيته
تم نسخ الرابط