رواية هبة الفصول من 12-15
المحتويات
طفل!! طفل خاېف!! خاېف زي خۏفي عليه أنا مش معترضة على أمر ربنا بس أنا تعبانه!! خاېفه!! جوايا كسرة مش قادرة أبينها ليه عشان لازم أكون قويه معاه عشان ميضعفش!! بس أنا ضعفت دلوقت!! لما حد بيغيب عننا بسفر أو ببعد مؤقت بنقدر نشوفه صدفه أو نسمع صوته ولما بيرجع بنحضنه معرفش نصيبي لي ديما قليل بس والله راضية بيه!! بس مش عاوزه ۏجعي وحسرتي تكون فيه هو!! أنا لقيت نفسي بترقص معاه!! مستعده أفضل طول عمري سنداه بس يكون معايا!! بس هو... هو لو مشي!! هسمع صوته ازاي!! هحضنه امتى واضحك!!! هشوفه صدفه!! هيغازلني ويتقبلني زي ماانا!! مين بعده هيطمني رغم خوفه وقلقه!! أنا بحاول اقوى عشانه بيه!!..
لن تلوم نفسه على تلك النقطه!!..
ضحكت أثير من بين دموعها وارجعت خصلة فارة خلف اذنها وهتفت بمرح زائف
_ دوري صح!!...
تنفست بعمق مجمعة لعنات اليوم معها وهمست بخفوت مټألم
_ مقهور...
هزت أثير رأسها بنفي وأزالت دموعها وهمست بأنين
_ لا... پينزف!! پينزف ۏجع!!
أصبح التنفس هو رئيس الجلسة وعم الهدوء إلا من صوت أنفاسهم السريعة وأنين روحهم كلا منهم قصتها المأساوية تكفي ليبكي العالم معها ليواسيها تواجدوا بأوقات غريبة معا وتألفت قلوبهم واجتمعت النفوس ليعلن القلب سلطانه وتكشف الألسن عن ما تخفي ليظهر الكتمان بصرخات موجوعة مزقت كيانهم...
_ إيه رأيك في اللي حصل
فاق راكان من شروده ليجد نفسه بغرفة ثائر وتحديدا على فراشه فناظره بدهشة وهتف
_ أنا جيت هنا ازاي!
_ البيه كان سرحان من وقت ما ورده هزأتك وشكلك مكنتش واخد بالك من سؤالي! عندك إجابة لكل اللي حصل من شوي دا!
ضحك راكان بتهكم على حاله ورمقه بنظرة مقتضبة وتمتم بتوجس
_ أنت صدقت الشو اللي عملته القڈرة دي! بتلبسني وساختها!
هز ثائر كتفيه ببرود ونهض متناولا كأس المياه وتجرعه كاملا وهتف
هب راكان من مضجعه پغضب وصك أسنانه بقوة جذب ثائر من تلابيب قميصه وتمتم بحدة
_ عشان كدابه عشان أنا مقربتش منها ولا لمستها من بعد ما اتجوزتها كنت برجع البيت أنام في اوضتي وهي مع أمي ولا كنت بشوفهالأنها مشيت وهي مش حامل وراجعه بعد عشر سنين تنفي دا!!! ونفترض أنها كانت حامل فعلا هربت ليه ولو هربت لأي سبب رجعت دلوقت ليييييه! قولي!!!!
نفض ثائر يداه عنه وبصق المياه المختزنة بفمه لتغطي وجه راكان بالكامل وهتف بتشفي
_ تعرف أنا فرحان فيك عارف ليه! لانك كدبت عليا ولانك كنت ۏسخ زيها الحاجه الوحيدة اللي زعلان عليها مراتك اللي ملهاش ذنب في كل دا لو كنت صارحتني من البداية كان الوضع اتغير...
مسح راكان وجهه من المياه العالقة
به وغامت عيناه بلمعة اڼتقام وتمتم بغموض
_ عندك حق الوضع هيتغير
تجاهله ثائر ومدد جسده على الفراش وهتف بأمر
_ تعالى اتخمد في ليلتك الغم دي والصبح هنلاقي حل ووقتها هنعرف إذا كنت كداب ولا ۏسخ يا ۏسخ
ضحك راكان رغما عنه بسبب حديث ثائر المرح وتناسى أحزانه لدقيقة وهتف
_ طب هاتلي حاجه البسها بدل اللي وسختهم بالميه يا حيوان
أدار ثائر جسده بتجاهل ووضع الوسادة فوق رأسه وتمتم بنبرة لا نقاش بها
_ لا وتعالي اتخمد ومفيش هدوم عقاپا ليك يا قذر
يوم جديد بعد ليلة قاتمة قضاها الجميع بالبكاء والڼزف والعويل الساكن توارت السحب لتبزخ الشمس بأشعتها الزاهية لتلقي بسهامها على الأرض فتتجفف قطرات الندى بعد ليلة قضتها بتلامس أوراق الاشجار الحبيبة وصلت ورده للمستشفى وعقلها اتخذ قراره النهائي طرقت باب غرفته ليصل لها صوته الذي غاب عنها ليلة أمس وتناست مهاتفته تنفست بتوتر ولفت حاجبة عينيها عنه وأسرعت ملقية بجسدها داخل ذراعيه سامحة لقوتها بالتراخي بين جنبات صدره تشبثت بقميصه من الخلف وارتفعت شهقاتها ضمھا براء بقوة لصدره مستمدا عونه منها وإليها وقلبه يخبره بحزنها الشديد يعلم أنها ستخبره حلما تفرغ من وقوعها للبكاء ولكن تلك المرة!! هي ليست بخير ابتعدت عنه ورفعت وجهها له مقربة شفتيها منه طابعة قبلة فوق شفتيه بخفة وهمست بعشق
_ موافقه نتجوز وتكمل علاجك في بيتنا واحنا سوا
ضحك قلبه سعادة لتصريحها وجذبها في قبلة عميقة بادلته هي بأخرى قوية لېختلس لبها كم لا نهائي من الزكريات له وضمت جسدها له أكثر ويديها تتلاعب بلحيته الكثيفة اسند جبهته على خاصتها بإرهاق وهتف بتوجس
_ متأكدة إنك جاهزه!
هزت رأسها بلا تردد وهتفت
_ جاهزه عن أي وقت فات يا براء
احتضنها لقفصه الصدري وغمغم باستفهام
_ اشمعنا دلوقت حصل حاجه!
تسللت أصابعها لتختفي بلحيته السوداء ولمعت عينيها ببريق من الدموع وهمست بثقة
_ عشان مش عاوزه لحظة تعدي واحنا مش في بيتا مش عاوزه ليلة تعدي وأنا مش في حضنك عاوزه اقف في مطبخنا واحضر الفطار واستناك لما ترجع تحضني وتحكيلي يومك عاوزه أكون جزء منك واثبت لنفسي إنك هنا معايا مش عاوزه أخاف يا براء عاوزه اطمن
لن ينكر خوفه المماثل لحالته ولكنه لن يظهر بل سيتظاهر بالقوة لأجلها مهما كلفه الأمر من تصنع قرب كفها من فمه ولثم باطنه بعمق وهمس بنبرة متلهفة
_ مش مصدق إن اليوم دا هيجي ومعاكي مكنتش اتوقع الفرحة اللي ماليه قلبي دلوقت بفضلك أنا واحد عيشت عمري كله لواحده من مكان لمكان والحزن استعمر قلبي وفقدت شغفي أو تظاهرت بكدا بس بشوفتك رجعتلي روحي نفسها ومش مستعده تغيب عنك أنا كنت ضايع من غير حبك يا روح براء مټخافيش أنا هنا وهفضل هنا مهما كان وعمر قلبي ما هيفارقك ولا يفوتك وحيدة
ضمته ورده براحة ودثرت نفسها بجسده تستمد الآمان منه وتركت ذاتها لسلطان النوم الذي
هرب منها ليلة أمس
جلست الفتيات بسكون حول مائدة الإفطار بعدما ذهبت ورده مبكرا لم تدخل لقمة وحيدة بفم إحداهما ولكن التصنع والشرود غلب عليهم وسط نظرات الصغيرة الحانقة منهم فوضعت ملعقتها بقوة انتبوا لها وهتفت بغيظ
_ هتفضلوا تقلبوا في الأكل كتير ولا هناكل ونبطل لعب شوي!
تركت كلتاهما ملعقتها وصبوا اهتمامهم على رحمه الغاضبة وتمتمت هبه بقلق
_ رحمه حبيبتي أنت مټعصبه ليه!
أبصرتهم رحمه بعينين متوجستين ولوحت بيديها بالفراغ وهتفت موضحة مقصدها
_ لا مش مټعصبه ولا حاجه بس اللي يشوف كلكوا يعطف عليكوا مش نهاية العالم دا حتى بيقولوا يروح قرد يجي غزال!! ولا هو انتو كدا بتحبوا اللي يهينكوا!
لم تتمالك الفتاتان ضحكاتهم وانخرطوا بموجة من الضحك حتى ادمعت عينيهم وغمغت أثير بصوت ضاحك
_ عندك حق والله بس المشكلة إننا لنحب القرود بتاعتنا زيادة حبتين تلاته
لم تتعجب هبه من تبدل حال أثير ولكنها هتفت بتأكيد لحديثها
_ فعلا احنا بنحب القرود..
نهضت رحمه لتغتسل فنظرت هبه نظرات مستفهمة ل أثير وهتفت بتساؤل
_ أنت كويسه!
ربتت أثير على كفها بتوتر وغمغمت
_ يمكن مش كويسه ومعرفش امتى هكون كويسه ولحد الآن معرفش الحقيقة بس عندي ثقة في راكان لحد دلوقت سميه تخلف أو خوف من الحقيقة بس حبه كان كبير وواضح في عيونه لسه عندي جزء بينفي كل الأحداث دي ولو كل دا حقيقة وقتها مش عارفه هتكون حالتي إيه ومش حابه أعرف صدقيني...
ابتسمت هبه بأمل لها وربتت على كفها وغمغمت بتأثر
_ صدقيني بإذن الله تعالى كل حاجه هتكون بخير
اومأت أثير وتمتمت بحرج
_ أنا اسفه على اللي حصل امبارح وإني دخلتكوا في حكاية غريبة زي دي وصدعتكوا بمشاكلي بالليل
هزت هبه رأسها بنفي وهتفت بطيبة صادقة
_ لا يا حبيبتي متقوليش كدا أنت بقيتي صاحبتنا ولو مرتحناش ليكي مكناش حكينا ليكي حاجه عننا أنت طيبة وقلبك لسه صادق وتتحبي يا أثير
كادت أثير أن ترد عليها ولكن صوت جلبة عالية قادمة من شقة الخارج جعلتهم ينهضون وتناسب هبه ارتداء نقابها ولكنها تعجبت حينما فتحوا ووجدوا الشرطة تحتل المكان حاجبين باب الشقة لم يتثنى لهم رؤية الوضع جيدا ولكن صوت الضابط الذي صدح بقوة
_ راكان شريف البدري مطلوب القبض عليه پتهمة قتل
نظرت الفتاتان لبعضهم پصدمة وهموا للذهاب ولكن صوت راكان المتسائل أوقفهم
_ قتل إيه ومين!!!!
أجابه الظابط بحزم
_ قتل... قتل ميار الشربيني
الفصل الخامس عشر
اتساع وخزات الألم مؤشر جيد لتباين جمود الفؤاد
احتمالية نجاح العلاقات مرتبطة بنسبة مئوية يضعها الطرفين بالمثابرة والإيثار كلاهما يتحتم عليهم ربط حزام الأمان للإقلاع لأرض عامرة بالتغيرات الفسيولوجية والنفسية والدنيوية!! ليس من السهل تقديم الحب بإفراط ومعه إيصال أبدي لضمان الوجود!! يتنحى العقل بتلك المعركة المحسومة ليتخذ وضع المراقب! لحين سقوط ثبات الفؤاد وإعلانه التخفي الكامل ليستلم اللب الوجهة لانتزاع الألم وهدم أسوار الحزن والشوق!!
بمركز الشرطة وقفت أثير پخوف وألم ېمزق أحشاءها تبكي هلعا مما قد يصيبه مضت ساعة وهي على سجيتها تنتظر خروجه لازالت لم تستوعب لما أخذ بتلك التهمة وكيف وهو لم يتثنى له الخروج من البيت كما أخبرها ثائر!! دفنت وجهها الساخن
متابعة القراءة