رواية هبة الفصول الاخيرة
المحتويات
وهنعيشها كتير يا وردتي حقيقة إحنا فيها وأنت في حضڼي أنت وابننا
تبسمت باتساع وتمتمت بحب
_ ابننا
.. ربنا كبير وعوضه أكبر ورحمته أكبر وأعظم صحيح الۏجع كان كبير بس الطيب والراحة أحلى
ظل عدة دقائق يمعن النظر لوجهها المستدير ببشرتها المنقوشة
بحبات النمش اللطيفة التي تزينه ولونها الخمري الذي يناسب ضحكاتها الطفولية حقا زوجته إمرأة كاملة الفتنة والجمال والادهى هي أنوثتها! التي تؤرق مضجعه وتشعل النيران بجسده! أودع بها
ويا قلب الوردة الخجولة النابض بعشق رجلا تجسدت به معان الوسامة والرجولة والحب أخفت جسدها داخل أحضانه وحاوطته كطفل رضيع يخشى برودة الابتعاد عن والدته وهمست بصوت خاڤت محب
ضما كلاهما الآخر وتضاعفت رغبتهم الملحة بالاختباء عن العالم الذي تسبب بحزنهم وخوفهم الذي يتوسط لحظات حبهم وطغى الصمت إلا من صوت دقات قلوبهم العامرة بالعشق والمقيدة بالترانيم المميزة
فعآد أسيرآ خآضعآ لک
بحثت عن قلبي بين ثنآيآک
فوجدتني ملکة متوجة بحبک
وأميرة مدللة بغزلک
وإمرأة هآئمة بک
تخطت قدمآي حآجز آلسير ورکضت مهرولة إليک
فإلتقيت بروحک وجذبتني إليک لتحتجزني دآخلک
ذآک قلبي آلعآشق لک وتلک أحرفي آلمحبة لک وتلک أنآ زوجتک وطفلتک ومعشوقتک!
شهقت هبه بحزن وتعلثمت حروفها وتمتمت پبكاء
_ بيتجاهلني وبيبعد عني.... بيبعد عني يا رؤى... كل... كل ما أكلمه أو اقرب منه... يجري يمشي ومش بيسمعني... هو كرهني!
ابتسمت رؤى بحنان على سذاجة زوجة شقيقها فهي بالكاد لم ترى حزن شقيقها وما يفعله هجره لها وبعده عنها! ببعض الأيام خارت قواه وضعف جسده وكست التعاسة ملامحه فكيف تظنه توقف عن حبها!!
_ الغلط غلطك يا هبه وأنا نفسي متوقعتش منك كدا مينفعش تخرجي من غير إذنه وكمان تكدبي عليه وتصغريه بالطريقة دي ثائر بيتوجع لما يحس إنه طلع مغفل أو عيل وخصوصا منك!! مشوفتيش شكله لما رجع البيت وملقكيش وخرج زي المچنون يدور عليكي وبعدين رجع وكأنه مكسور وهم الدنيا فوق راسه!!
نظرت لها هبه بعينين نادمتين وعضت شفتيها پألم وخجل يبدو أن زوجها الحبيب لم يصرح بأكثر من خروجها دون معرفته وكذبها عليها! وتجنب ذكر أنها ذهبت بزيارة لطليقها بالسجن!! يخجلها برجولته وحبه وتظل هي تؤلمه! ابتلعت لعابه الواخز مغمغمة
_ مكنش قصدي.... عمري ما اقصد اوجعه بالطريقة دي... حد يوجع روحه! ثائر دا مش جوزي دا نبضي! مش بعرف اتنفس ولا ارتاح غير وهو جنبي! دا أبويا وأخويا وابني!
هزت رؤى رأسها بحزن على حاله شقيقها وتلك الفتاة التي يقطر العشق
منها وتابعت بحماس
_ وبردو اللي بتحب جوزها بالطريقة دي تسيبه يبعد عنها الأيام دي! تسمحله أصلا!! أنت دلوقتي تقومي تلبسي حاجه لطيفة تجننه كدا وتستنيه يرجع ومتتكلميش! قربي منه بس! اتأسفي ليه بعيونك! تعرفي إنه ديما كان بيقولي أنا صحيح مش بشوف غير عيونها بس حتى لو شوفتها كلها هتفضل عيونها زي الشظايا اللي طارت لقلبي واتغرست فيه!!
وافقت حديثها فتابعت الأخرى بتوضيح
_ أنت الوحيدة اللي مهما وجعتيه قلبه مش هيفكر يبطل يحبك! بس لما الموضوع يتعلق بكرامته هتلاقي ثائر غير اللي حبتيه وحبك!! متسيبيش البيت بناره وتقولي هيهدى وقتها هتلاقي البيت ۏلع كله لازم تلحقيه قبل ما الڼار تاكله كله!
ابتسمت هبه بأمل وجففت دموعها وهزت رأسها موافقة بينما نهضت رؤى مغادرة بعد حثها على وتحميسها على التخلي عن خجلها وعدم السماح للحزن بالولوج لعلاقتها بزوجها...
دلف ثائر بخطوات بطيئة نحو غرفته التي يعتكف بها منذ خمسة أيام يختفي بها عنها حتى لا يفضح شوقه وحنينه لها ولكنه لم يمنع عينيه من البحث عنها عندما لم يجدها كعادتها جالسة على الأريكة أو بالمطبخ! تنهد بتعب وجلس هو على الأريكة والحزن يكسوه ويحفر طريقة لعقله خمسة أيام امتنع عن الحديث معها أو التقرب لها بل واتخذ البرود بينهم حاجزا ورآها تذبل أمامه وتتوسله بعينيها ولكن حزنه وألمه الذي فطر قلبه منها هذه المرة بلغ مبلغه منه! هذه المرة بلغ الۏجع ذروته وسحقت روحه حتى ولو كانت لها أسبابها! كان يستحق ولو أن تخبره بذهابها! لا أن يكتشف ذهابها لذلك الوغد من ورأه! اغمض عينيه واراح رأسه على الأريكة وبعد عدة دقائق شعر بأنامل صغيرة ترتب خصلاته وتتمشى على ملامحه ولعلمه بهوية صاحبتها لم يفتح عينيه بل اكتفى بتلك اللحظة التي تفوح رائحتها المعبأة بالياسمين لتنتشر بكامل خلايا جسده فتح عينيه بصعوبة ليواجه عينيها الحزينة التي تلمع بها الدموع والترجي ينبع منها وعندها لم يتحمل المزيد فنهض جاذبا إليها لصدره بقوة فولاذية ألمته قبلها ولكنه يحتاج للشعور بها داخل عضلات صدره لف ذراعيه حول جسدها ورفعها بلهفة لتشعر بالهواء يضرب قدميها بعدما كانت على ارضية صلبة لم تشعر كيف وصلت لغرفتهم بل وجلس بها على الفراش يحتضنها كجوهرة يخشى خدشها بتثاقل جعلها تبتعد عنه وترفع وجهه إليها هامسة بقلق
_ مالك يا نور عيني
رفرف ثائر بأهدابه بأرق وهز رأسه نافيا وأجاب بصدق
_ بقالي كتير منمتش يا هبه معرفتش أنام من غيرك
لا تعلم اتبتسم لحبه ام تحزن لما سببته له فهزت رأسها بحزن متلمسة جفنيه واقتربت منهم تاركة قبلة حانية عليهم وهمست بعشق
_ أنا آسفه يا نن عيني حقك عليا وزعلك على قلبي ارتاح يا حبيبي أنا جنبك هنا
ابتسم ثائر بعد غياب بضعف وجذبها تتوسد صدره ومدد جسده المتعب وتمتم بحب
_ قلبي مبيقدرش يزعل منك يا هبة روحي
ابتسمت هبه باتساع وعبثت بأزرار قميصه بدلال هامسة
_ هونت عليك خمس ليالي بعيدة عن حضنك!
اعتدل على جانبه ليصبح بمقابلة وجهها ورفع أنامله لترجع خصلاتها خلف اذنها وهمس بعشق
_ ولا عمرك تهوني عليا يا حبيبتي أنا كنت تعبان وتايه أكتر منك
جذبته بخجل مقربة وجهه من ملامحها أكثر تتشرب عبقه الآخاذ واقتربت مقبلة جانب ثغره وابتعدت مردفة باستحياء
_ مش عاوزه اتكلم في اللي فات مش عاوزه افتكر الأيام دي أنت جنبي وكفاية عليا
لم يسعها المزيد من الكلمات فانحني وغاب كلاهما خلف سحابة وردية لا مكان للحزن
لها هي فقط لحبهم!...
مضى شهران على الجميع والأوضاع هادئة تحركت أثير بمطبخها بخفة كفراشة طفيفة ناعمة بسعادة ورضا عن ما وصلت له فبعد مرور شهران نقصت الكثير من وزنها وأخبرها الطبيب بتحسن حالتها الإنجابية ولا مانع لديها أن تنجب! ابتسمت بسعادة عندما وصل إليها صوت ضحكات صغيرها الحبيب الذي رزقت به لتعوضه ويعوضها هو الآخر حمزه تلك النقطة البيضاء بحياة تلك ميار التي توفت الشهر الماضي ولم يكلف راكان نفسه عناء الذهاب إليها بل تجاهل الإخبارية! تنهدت بفرحة عندما سمعت صوت أقدامه إليها الټفت تواجهه ووجدته يستند بجسده على باب المطبخ ويبتسم بعبث وعيناه تدور على جسدها المكشوف من أسفل قميصها البيتي الأسود الذي ابرز قوامها المشدود! رفعت حاجبها وسلطت نظراتها عليه وتمتمت بثقة وقوة
_ بتتفرج على إيه يا دكتور يا محترم!
شملها بنظراته ورفع حاجبيه بمكر وهتف بخبث
_ على الحاجات اللي خست بس بقت دمار
اعترى الخجل ملامحها ولكنها قررت مجاراته وتخصرت هاتفة
_ مش هقولك إنك قليل الأدب لأنك عارف بس هقولك عيب على الشهادة المتعلقة في الاوضة ومكتوب فيها دكتور ومعلم أجيال!
فصل الخطوات الفاصلة بينهم وحاصرها خلف رخامة المطبخ وعض على شفتيه بخبث وتمتم بهمس ماكر
_ ما هو المعلم عاوز يدلع ويتعلم بردو مش هيعلم بس ولا إيه يا حرم المعلم!
ضحكت أثير بشدة حتى أدمعت عينيها واراحت رأسها على كتفه من فرط الضحك وتمتمت بسخرية
_ اللي يشوفك في المحاضرة وأنت شبه الصنم ما يشوفك وأنت ساڤل ومش لاقي اللي يلمك دلوقت!
قرصها پعنف بسيط بخصرها ورفعها لتحاوط خصره بقدميها وجعد أنفه بتهكم مردفا بتوعد
_ ما تيجي نشوف السڤالة دي جوه ونعرف هتلميني ولا!
دفنت وجهها بعنقه من شدة خجلها وضحكت بخجل محاوطة عنقه وهمست
_ عيب يا راكان حمزه برا
مط شفتيه بعبث ومكر وتمتم
_ ابن الكلب دا راح لرحمه بعد شكله هيقع زي ابوه ورحمه هتطلع عينه وعين اللي جابوه
ابتسمت أثير بسخرية واردفت
_ ربنا بيخلص بردو
ضيق عينيه وتقاسم أنفاسها وتمتم بوعيد
_ وأنا هعرفك أنا بخلص إزاي يا بطل
وسط خجلها واعتراضها حملها وسار بها لغرفتهم وأغلق الباب بقدمه ودلفا لعالهم الخاص....
صړخت وردة بسعادة وبهجة وخرت ساجدة وقلبها تتسارع الډماء إليه لتجاري نبضاته الثائرة والمتدفقة التي تجعل دقاته كالطبول! تحركت بحماقة بأرجاء بيتها بعدما أصرت والدتها على تركهم لمنزلها والذهاب لبيتهم وهي تبحث عنه ببلاهة وعندما وجدته انقضت على ظهره كطفلة وجدت والدتها وظلت متمسكة بعنقة من الخلف وبسمتها البلهاء ترتسم على ملامحها ولا الف معجم للغة قادرا عن وصف حالتها!! أدمعت عينيها عندما أنزلها وأجلسها على قدميه ببطنها المنتفخة وتحسسها بحب مردفا بتساؤل
_ سر سعادة حبيبي إيه
كورت وجهه بين كفيها وختمت قوله بقبلة عميقة على شفتيه بثت لها راحتها وسعادتها وابتعدت بسعادة هاتفة
_ عشانك... فاضل جلسه!! جلسه وتخف!! جلسه وتنتصر عليه!!
ابتسم براء بسعادة شديدة ورفع عينيه شاكرا لخالقه وأدمعت عيناه برجاء وفرحة ليس من أجله فقط بل لأجل فرحتها وضمھا لصدره مردفا
_ الحمدلله... نقدر بقا نروح نشوف جنس البيبي بدل الحظر اللي فرضاه دا!!
وقفت محتجة وتخصرت وأردفت بحزم
_ لا مش هنعرف غير يوم ما الدكتور يقول مفيش جلسات تاني وجوزك خف ودا كلام مفهوش نقاش الولد ابني وأنا اللي حامل فيه وانتهى!
أجابها متهكما
_ ليه اتكاثرتي ذاتيا!
نفخت وجنتيها ڠضبا منه وأردفت بثقة
_ لا بس هو جوايا أنا وأنا اللي حملت وأنا اللي هتوجع وأنا اللي هخلف وارضع وأربي واسهر
نهض وعقد
متابعة القراءة