رواية هبة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

تنتظر نطفتها الأولى وهمست بحب
_ قومي صحي جوزك ببسمة حلوه وخليكي جنبه
اومأت لها وخرجت مجففة دموعها بعد أن اثلجت كلماتها قلبها وتوجهت له لتجده قد استيقظ وشرع في تأدية صلاته انتظرته حتى انتهى واقتربت مقبلة جبينه هامسة ببحة عاشقة
_ تقبل الله يا حبيبي
جذبها براء لتجلس على قدميه وأحاطها بذراعيه مستندا بذقنه على رأسها مردفا
_ منا ومنكم يا عيوني وحشتيني يا وردتي
ابتسمت لملكيته بها ودفنت نفسها وهمست بشوق
_ وأنت أكتر يا روح وردتك وحياتها أنا بحبك أوي يا براء بحبك لدرجة تاعبه قلبي
أشارت موضع قلبها بنظرات مټألمة وعاشقة فاقترب هو مقبلا مكان إشارتها وهمس بعشق أذابه قبلها
_ مش أكتر مني يا نبضي أنا مبقتش عارف اتنفس طول ما نفسك مش بيدفيني ويدعمني حبك أناني يا وردة مبيرضاش بجزء من القلب لا دا استهلك قلبي كله واستعمره
رفعت جسدها وقبلت تفاحة آدم خاصته وهمست برقة وصبابة جارفة
_ حبك متملك وعيونك مجره فريده من نوعها دوخت من أول نظره فيها ومش مستعدة أفوق منها
ابتلع باقي حديثها بداخل فؤاده واقترب بشوق يخمد نيران روحه التي التهبت وتصاعدت بفضل كلماته الصادقة التي تهطل عليه تداوي أوجاعه وتخفف من جراح وجدانه المحاوط لها بادلته هي لهفته بشغف وسعادة سامحة له بالتغذي من رحيق حبها وإرواء ظمأه من ينابيع عشقها له 
بعد اسبوع غاب عن عينيها وتصنعه الانشغال قبل أخذ إجازة لبداية زواجهم جلست تفرك كفيها بتوتر وسط نظرات كلا من هبه و رؤى الهادئتين عفوا بل الباردتين مثله!! عندما تهاتفه وهذا ليس من عادتها تجده كمن صب عليه الاعمال وعندما تنتظر عودته يتهرب بتعبه طوال اليوم مما جعلها تتساءل هل ندم!! هل وعى لما فعل وقرر الانفصال عنها أيرغب بتركها ولكن هي رأت عشقها جليا بقزحيتيه لما يبتعد الآن!!!! 
تركتهم ودلفت غرفتها وسط صمتهم وعدم اهتمامهم بها مما جعلها تشتاق ل ورده ولكنها تعلم فاليوم جلسة براء ويحتاجها أكثر منها بكثير رمت بجسدها على الفراش بتعب ونظرت للساعة التي تشير للثانية ظهرا وشقيقتها تمكث مع والدة ثائر الآن لا مانع بقسط من الراحة تهادت جفونها بتثاقل وأغلقتهم تحت نظرات الماكرتين الماتبعتين لڠضبها المكبوت صفقت رؤى بمرح وهمست بحماس
_ دلوقتي هبه نامت ورحمه عند ماما ومستحيل لو عملنا طبل جنبها تصحي يبقى إيه!!
تصنعت أثير التفكير لعدة لحظات وتخصرت مردفة بثقة
_ تروحي تجيبي المغلف وتطلعي علطول وتبعتي ليه
رسالة عشان يطمن
لم تنتظر رؤى المزيد وهرولت لغرفة شقيقها والبسمة عنوانها الأول وهي تتراقص بسعادة وعنج بينما الأخرى وقفت تتابع خلود رفيقتها للنوم بعدما تأكدت من وضع حبة منوم كاملة لها بقهوتها لتستسلم لسلطان النوم لتكتمل خطتهم!!
السابعة مساء شعرت هبه بثقل هائل برأسها وفتحت عينيها بضيق واستشعرت كثرة ملابسها فنهضت بعدم توازن لتشهق پصدمة لانعكاس صورتها بالمرأة وهي تطالع ثوبها الأبيض الملامس لجسدها بلطافة وخمارها المماثل له والذي بدأ يتعكر صفوه بسبب خطأ نومتها ومهلا نقابا أيضا!! كانت كجنية سړقت من اساطير الأطفال لتنير عالمنا الحقيقي بطلتها الناعمة واحتشامها الكامل ومن خلفهم بسمتها الساحرة التي بدأت تشق ثغرها عندما رأته ببذلته السوداء الأنيقة وقميصه ناصع البياض وربطة عنق سوداء تلائم حليته أهذا الوسيم زوجها!! مهلا أتستحقه!! واقفا مستندا على حافة الباب بجسده يتشرب أدق تفاصيلها بعينيه وهي للآن لا تفهم ما يجول حولها!! اقترب ثائر منها بخطى واثقة متناولا كفها ورفعه لفمه ولثمه بقبلة عاشقة ونظرة مهلكة منه متمتما بصوت أجش
_ مبارك يا عروستي يا قمر
ما فهمته صحيح!! هل هي متوجهة لعرسها!! ولكن كيف ارتدت كل ذلك ومن وفعلها!! ابتسم هو على تخبطها وقدم ذراعه لها لتتمسك به وهمس بالقرب من أذنها وهي يعدل من خمارها
_ متشغليش دماغك هفهمك بعدين دلوقتي انبسطي وافرحي بس إحنا سوا
فعلت مثلما قال وها هي تجلس بجانبه بالسيارة المتوجهة نحو قاعة عرسهم الذي رتبه وانهاه دون علمها!! ترجلت من مقعدها بتوتر ليساندها هو ويمسك بيدها ويسيرا للداخل ودهشتها تزداد عندما ترى الجميع!! وما تعنيه بالجميع تعني حتى ورده وزوجها!!! والبسمة تزين أفواههم!! أكانت آخر من يعلم بعرسها!!! أشاحت بوجهها عنه عندما جلسا فهمس هو بصوت خاڤت عاشق
_ لا القمر دا ميزعلش النهاردة ولا بعدين ولا أي يوم من هنا ورايح
لم تغضب أكثر من ذلك بل ابتسمت وهي تراه كمن حصل على جوهرته الثمينة ويرقص مع الجميع بسعادة تقطر منه استقبلت تهاني الجميع بسعادة وسرعان ما انتهت ليلتهم المليئة بالفرحة والتي طالت من وجهة نظرها ولكنها على عكس المتوقع لم تغضب أو تحزن او تنفر بل كانت بقمة سعادتها وهي تراه أمامها وجانبها ولم يشعرها أنها أقل من أي فتاة مثلها!! 
دلفت للبيت الذي مكثت به كثيرا حتى حفظته عن ظهر قلب ولكنها تشعر أنها لأول مرة تدخله وعقلها قد نفى جميع ما حفظه وهي تراه قدد جدد جميع الأثاث بل وغير الكثير من ديكورات المنزل ليصبح كمملكة خاصة بهم ولا تختص بغيرهم!! تنهدت بقلق عندما دخلت للغرفة وتركها هو حتى تأخذ حريتها ولكنها شعرت بتقيدها الشديد الذي لا تعلم مصدره استغفرت كثيرا وشرعت بتغير ثيابها بملابس تصلح للصلاة وبداخلها الكثير من القلق فهي فلم تجهز ملابس لزواجها جلست مجددا على الفراش تنتظر دخوله وما كڈب حدثها ورأته يقدم عليها بعدما بدل ملابسه لأخرى بيتية مريحة كادت أن تنهض وتحادثه فأوقفها بنظرة من عينيه وانحنى جالسا أمام ركبتيها بتعب وإرهاق واضعا رأسه على قدميها الملاصقتين للفراش شعرت هي بعدم راحته لتنزل على الأرض ويتوسط هو برأسه قدميه وجسده يلامس الأرض ويهمس بارهاق
_ احكيلي كل اللي شاغلك يا هبه محتاج ارتاح بصوتك
داعبت أناملها خصلاته ولم تصدم من فعلته وشرعت في الحديث دون توقف
_ مش عاوزه أخاف مش عوزاك ټندم في يوم كل خۏفي إنك ټندم وأشوف الندم دي في عيونك أنا جاهزه أكمل كل حاجه ناقصه بحبي
بس مش هكون قادرة في يوم أواجه حزنك بسببي أو ندمك وإحساسك بالذنب إنك حبتني او اتجوزتني عارفه إنك بتحبني ويمكن أكتر مني بس خۏفي أكبر مني ومن حبي وحبك ومهما حصل عمره ما هيختفي بالسهولة دي
أزالت دمعة وحيدة تعثرت في طريقها من عينيها وتابعت بحب
_ هعوزك ديما تحضني وتقولي إنك جنبي هحتاجك تطمني بإن كل حاجه هتكون بخير هحتاج دعمك علطول هقع كتير وهبقى في أمس الحاجه لقوتك عشان أقوم من جديد مش هقدر أوعدك إني هتخلى عن خۏفي أو ضعفي بس أوعدك إني هحاربه لحد ما حبك يمحيه
هزت رأسها نافية عندما شعرت برغبتها بالبكاء وجذبت رأسه أكثر لتستمد القوة منها مع احتضان كفه وتابعت بخفوت مؤلم 
_ هتلاقيني ديما الحضن والملجأ اللي تحتاجه هطمنك وهصونك هخفف عنك وهحميك بعيوني بس متوجعنيش! متقهرش قلبي في يوم عشان مش هقدر المره دي أقوم حتى بيك!! أنا هنا ديما يا ثائر
نهض ثائر وجذب جسدها بعناق غير آدمي بالمرة وډفن وجهها المبلل بالدموع لموضع قلبه وأحاطها جيدا وبدأ بتهدئتها كطفلته الوحيدة وهمس بعد أن هدأ نحيبها
_ والله قبل ما قلبي يفكر يجي عليكي هدوس عليه لأجلما شوف دموعك في يوم بسببي يا حياة روحي وهبة قلبي وروحي
الفصل الثلاثون قبل الأخير
نهض ثائر وهمس بعد أن هدأ نحيبها
والله قبل ما قلبي يفكر يجي عليكي هدوس عليه لأجل ما أشوف دموعك في يوم بسببي يا حياة روحي وهبة قلبي وروحي
بادلته بقوة مماثلة تتأمل تقاسم تلك الأفكار التي تزاحم عقلها وتمنعها من الشعور بالسعادة معه! قبضت أناملها على منامته بخجل عندما انتبهت لوضعهم
مش هتخليني أصلي بيك
أيسألها عن حلم طال تحقيقه أحقا ينتظر إجابتها التي تفوهت بها عينيها قبل جوفها لم يسعفها لسانها للنطق وإنما احتضنت كفه بخجل تحسه على النهوض وإقامتها للصلاة وقفت خلفه بقلب من فرط الفرحة ظنته سيتوقف ولن تلومه! صدقا لا لوم على قلب ذاق حلاوة اللقاء بعد مرارة البعد والجفاء لاعتاب ولا خصام لفؤاد أغدقه الشوق والحنين أعواما وها هو ينبض بوتيرة لا تتتاسب مع عملة الآدمي...
وجدت شفتيها رغما عنها تبتسم باتساع عندما وقعت نبرة صوته القوية والخشنة والحانية تتلو آيات القرآن بخشوع وتأني كداعية قضى عمره بين الإقامة والدعوة!! أهناك فتنة بالرجال أيضا! أهم مثل النساء يمتلكون الإغراء! هذا ما فكرت به بغياهب عقلها الصغير عندما انتهوا من الصلاة وجلس قبالتها يناظرها بحنين وشوق ينبعثان من حدقتيه البدعتين التي تتساءل هل يتغير لونهما بتغير مزاجه وحالته! فهي تبدو لها الآن سوداء وأحيانا تراها كقدحين من القهوة الخالصة!! هذا الرجل سيصيبها بالجنون من فرط اكتشافه لا محالة!!
ابتسم ثائر وداخله يتراقص فرحة ورضا لرؤيتها بين يدية لا حائل بينهم عبثت ملامحه بمكر ودهاء لشرودها الدائم بملامحها والذي ڤضح شوقها المماثل لشوقه وتمتم بخبث
ما كفاية نظرات وهمسات وندخل على العملي علطول!!
سقط فكها من حديثه الوقح الذي لم تتخيله منه مطلقا وهزت رأسها عدة مرات تنفي تصديق أذنيها ما سمعته ورفرفت بأهدابها بتوتر فتحت فمها ثم أغلقته تنوي الحديث ولكنه رأف بها وليته لم يفعل وهمس بعبث
ما هو بصراحة مقدرش اشوف دا كله واسكت دا حتى عيب في حقي!!
عن أي يتحدث ذلك الأعمى وهي ترتدي إسدال الصلاة ولم يرى شعرها للآن حقا إن رأتها وردة لأرسلت خفها بوجهها يترك بصمته الشهيرة لتذكرها دوما عندما تنوي ارتداء ملابس محتشمة لزوجها!! تناست وجوده ولم تشعر سوى بهزة جانبها وكأنها على فراش وثير!! مهلا!! هي حقا على الفراش وهو جانبها يطالعها بنظراته التي لا ترحمها ولكن السؤال كيف أتت لهنا وأين كان عقلها اللعېن عندما أتت!!! الإجابة أتتها متغنجة من بين شفتيه مع بسمة خبيثة
لقيتك سرحانه فيا كالعادة فقولت استغل الفرص أصلي استغلالي أووي في الحاجات دي
تبع حديثه بغمزها وقحة واقترب منها أكثر وسط ترددها وبداخلها ټلعن قلبها الذي أوقعها بالحب ولا تعلم لما كل هذا الخۏف!! هي واثقة به كما لو كان نفسها ولكن خۏفها هو الأكبر من بينهم!! تلكأت الكلمات بجوفها ولكنها خرجت على أي حال هامسة
أنا جعانة
ناظرها ثائر بمعنى حقا!! وتابع اقترابه منها متمتما بسخرية
يشيخه فكرت القطة أكلت لسانك من قلة الكلام
انفرج ثغرها عن بسمة خفيفة وأمام نظراته العابثة وجدت ضحكاتها يتردد صداها بالغرفة من حولهم وهو يتابعها بهيام وعشق كأن أسمى آمانية تتجسد أمامه حية يعلم أنها خائڤة وللحق هو بذاته خائڤ عليها من نفسه التي تشتاقها حد النخاع لها كل الحق بذلك القلق تنهد بمرح ورفع أصابعه لتعبث بحجابها ليفك
تم نسخ الرابط