رواية هبة الفصول الاخيرة
المحتويات
خۏفي أكبر من حبي ليه!! وأكبر من سعادتي وراحتي!! الخۏف دا مرض خبيث كل ما بيتوغل في مكان بيدمره وكل مره نشاطه بيقل بنفكره ماټ وانتهى بس بعد فتره بنكتشف إنه اتمكن من مكان تاني وأقوى وخلاص فاضله خطوه ويدمرنا!!
استمعت لها رؤى باهتمام وانتباه تام وربتت فوق كفيها بحنان مردفة
_ لكل مرض في الدنيا علاج حتى لو ملوش نهاية ليه علاج بيقلل قوته ويضعفه لحد ما الادوار تتبدل ويبقى إحنا المتحكمين فيه الخۏف نابع من الأمان!! زي الضعف واحد من مواطن القوه!! بس عشان نكتشف الفروق دي لازم نفوق ونرتب عقلنا ونسمع لكل جزء مننا بهدوء عشان نطلع باقل خسائر
_ وقت الحزن والۏجع مستحيل تنصفي غير الطرف الأكتر قهره وتسمعي ليه كأنك بتواسيه وتقولي ليه عشان قهرتك دي هسمع قراراتك وهنفذها!! ودا اللي عملته!! سمعت لعقلي وحكمته وكان قراره البعد والهروب والفراق والنتيجة إني كل كيتني خسر الحړب دي وهو كرهني وكررت الأدوار تتقلب وهو يبقى الجلاد وأنا الضحېة بعد ما كان هو الضحېة وأنا الجلاد!!!
_ تعرفي إن ثائر مبيعرفش يتكلم! بيقولوا كل واحد فينا ليه نصيب من اسمه وثائر ينطبق عليه دا بيفضل متحمل وساكت وصابر وقوي بس عند نقطه بيتحول كل الصفات الجميله دي لثورة ڠضب وقسۏة وغلظه هو نفسه بيكرهها فيه ويتجنبها وخصوصا معاكي!! لو بتشوفي لمعة عيونه لما تيجي سيرتك ولا بسمته اللي بتشق طريقها على ملامحه لما يشوفك هتعرفي إن قلبه حتى لو رمتيه في الڼار عمره ما يتحرك خطوه في طريق كرهك!! حبي نفسك يا هبه عشان تستاهل تتحب ووقتها هتلاقي كل الخۏف اللي في العالم اتبخر واتولد مكانه راحه وسکينه تطيب جروحك
بعد إصرارها على الذهاب لاستكمال علاجها بالبيت اضطر للموافقة وها هو يضعها برفق بفراشهم ويطبع قبلة أسفة على جبهتها وانزلقت شفتاه لجفنيها الرطبين من كثرة دموعها وقبلة أخيرة عميقة نادمة بباطن كفها اطمأن لنومها ودخل لينعم بحمام بارد يزيل عنه تعب اليوم والضعف الذي اعتراه ويطرد القلق المسيطر عليه بعد فترة وجيزة خرج متوجها للفراش
فتحت أثير جفنيها بضعف ووصل لها همسه الحاني الذي جعلها تضم جسدها أكثر له وتبارد بلف ذراعها حول خصره وأردفت بندم
_ لا أنا اللي آسفه أنت عندك حق في كل اللي قولته وأنا اللي غلطت وأسفه إني جرحتك بالشكل دا يا قلب الهانم
ابتسم راكان لكلماتها التي كانت كالبسلم لمضغته المضطربة وشدد من ضمھا هامسا ببحة رجولية دافئة
رفعت أثير أناملها الرقيقة تتحسس ذقنه النامية بعشق مردفة بهمس مدلل
_ طول ما أنت جنبي عمري أنا كويسه ومش تعبانه يا راكان
اتسعت بسمته لإطرائها وغزلها به وأتت إجابته على حديثها أنه انحني مغمضا عينيه براحة وغمغم بهيام
_
يا تاعبه راكان ومغلباه معاكي ومتقدرش عيونه متشوفكيش يوم
ساندته ورده رغم اعتراضه القاطع بسبب حملها ولكنها جحدته بنظرة محذرة من عينيها وببسمة ساحرة جعلته يصمت ويبتلع كلماته لها بينما وقفت هي بانتظار خروجه من غرفة الفحص الذي أصر الطبيب على عمله قبل الجلسة القادمة مما تسبب بقلقها الزائد اطمأنت أنه دخل بسلام وبحثت باهتمام عن طبيبه الخاص حتى وجدته واقتربت منه بعدما تعرف عليها ورحب بها جلست أمامه بانتباه تلتقط اذنيها ما يمليه عليها....
أحاطت بطنها پخوف تستمد القوة من طفلها أو طفلتها القادمة تشاركها أحزانها وتمتمت بقلق
_ حضرتك طلبت فحوصات تانيه رغم إننا عملنا بعد جلسة الشهر اللي فات والحمدلله طلع في استجابه!!
ابتسم الطبيب الاربعيني بطيبة ليطمئنها وتمتم
_ متقلقيش يا مدام ورده الأستاذ براء كان بياخد كورس علاج مكثف لقوة الخلايا السړطانية اللي عنده واللي بفضل الله ثم قوته وعزيمته نشاطها بيقل حتى ولو بنسب بسيطه بس في نتيجه ملحوظه عشان كدا طلبت الفحوصات دي نطمن زياده وعشان ناوي اخفف الجرعة شوي
طغت السعادة قلبها ولمعت عينيها بدموع سعيدة وانفرجت شفتيها عن بسمة مبتهجة وأردفت بحذر
_ يعني في أمل أنه يخف خالص والمړض يختفي!!
طالعها الطبيب بفرحة لفرحتها وغمغم بتمني
_ دي حاجه في إيد ربنا والأمل موجود طبعا وزوج حضرتك عنده عزيمه وإصرار ودا أكبر عدو للسړطان
هزت رأسها برضى وسرور وشكرت الطبيب وخرجت متوجهة لتنتظر خروجه ولكنها بطريقها تقابلت به فهرولت إليه مسرعة تلقي نفسها بين أحضانه راغبة بالتخفي داخله مردفة
_ هتخف بإذن الله أنا مبسوطه أووي
بادلها عناقها بقوة مماثلة لشعوره بالتعب بالساعات القليلة الماضية التي جعلته يفكر ماذا سيكون حالها إن أتت ساعته ووجدت ذاتها وحيدة مجددا بلاه!!
فرق عناقهم ولثم جبهتها بقبلة عميقة وتمتم بتعب وبسمة خفيفة
_ وحبيبتي مبسوطه أووي كدا لي
احتضنت كفه بين كفها الصغير ورفعت عينيها له بسعادة وغمغمت بلطف
_ عشان حبيبي عنده قوة وإصرار يخف وبيحارب المړض وهيبقى في أقرب وقت أشطر كتكوت
ضحك براء بشدة على مزاحها ورفع كفه مقبلا أناملها مردفا بمرح
_ والله لو هتاخد حضڼ مطارات زي اللي لقيت نفسي فيه من شوي دا عندي استعداد أحارب لآخر الدنيا وأبقى أشطر من أشطر كتكوت
ابتسمت ورده باتساع ورفعت نفسها طابعة قبلة فوق وجنتيه واحتضنت ذراعه هامسة
_ معنديش مانع يبقى في أكتر مت حضڼ مطارات
غمزها بخبث ودنى منها هامسا بعبث
_ والله الواحد نفسه تتفتح حتى ويحارب بضمير
ضحكت بشدة على وقاحته وخبثه وتناسى كلاهما المكان من حولهم ولكن نظراته المحذرة لها عندما تعالت ضحكاتها جعلتها تخفي جسدها وتسير بجانبه تسانده ولم تغادر البسمة وجه كلاهما
انقضي اليوم دون المزيد من التصادمات وها هي شمس اليوم التالي تنير حجرتها لتدفعها للاستيقاظ والسير نحو وجهته بلا تردد أو خشية تلك المره!! توهجت للمرحاض بعدما ايقظت شقيقتها للاستعداد لمدرستها بعد فترة هبطت من منزلها بعد ذهاب شقيقتها للمدرسة وانتهائها من الأعمال المنزلية البسيطة تنفست بهدوء تستجمع نفسها وترتب حديثها الذي تبخر مع الرياح!!
كانت تعبث بهاتفها بملل وبين كل ثانية تنظر للساعة التي تقترب من موعده التي تركته له برسالة صغيرة ليلة امس!! رفعت نظرها من الهاتف مع دخوله بهيبته وهيئته الخاطفة للأنظار والتي جعلتها تحبس أنفاسها وترغب بالنهوض ولكمه حتى تتشوه ملامحه الوسيمة التي تجعله محط لأنظار الجميع!! ابتلعت لعابها عندما جلس أمامها ببرود وسلط أنظاره القوية عليها بعينيه الحادتين وما الحريق توهجا هو صوته الرخيم
_ خير في حاجه تستدعي إنك تطلبيني في معاد!
تضاعفت رغبتها بلكمه وأيضا عضه حتى تدمى يده التي تعبث بخصلاته وهذا هو حقها به وليس حقه هو!! نفضت تلك الأفكار المنحرفة من رأسها وتنهدت بصوت مسموع وتمتمت بثقه
_ اللي بينا أكبر من ميعاد ولا عندك شك!!
ابتسم ثائر بسخرية وعقد ذراعيه أمام صدره مريحا ظهره للخلف ومردفا بثقة مماثله
_ لا معنديش شك زي ما بردو معنديش ذرة شك إننا نهينا اللي بينا سوا وكل الكلام خلص والأعذار انتهت!!
نسخت فعلته وأيضا بسمته وتجاهلت قسۏة ردوده عليها تمتمت بكبرياء
_ أنت نهيت أنا لا وحتى لو نهيت مظنش اللي بينا مجرد كام كلمه ينهوه
لا تعلم لما تخشى نطق اسمه صريحا أخوفا من ڤضح المزيد مت مشاعرها له أم خوفا من كشف رغبتها باحتضانه والتخفي داخله الآن!!
هز ثائر رأسه بقلة حيلة وابتسم بأريحة وتمتم بملل
_ والله كل اللي عندك قوليه أنا حاسس بملل ويمكن كلامك يقطع الإحساس دا زي ما وقف ما قطع قبله كتييير
حسنا يلعب بالأساليب ويراوغ بالحديث أيها الماكر الوسيم!! مهلا هل نعته عقلها بالوسيم الآن!! اللعڼة على عقلها العاشق لها وقلبها الهائم به أغمضت عينيها لثانية وثقبته بنظراتها القوية رغم اختفاء ملامحها خلف نقابها إلا أنه اقسم برؤية بسمتها تنبعث منهم الآن!!
مضت هبه شفتيها بضيق وهزت كتفيها بلامبالاه وتمتمت بصدق وثقه
_ لو قطعتهم مكنش زمانك قدامي دلوقت ولا بتتهرب من عيوني ولا حتى بعت رؤى ورايا امبارح!!!
هذه الماكرة المعذبة لفؤاده أطاحت بصبره وكشفت جميع ألاعيبه وخططه عليها وعرفت أنه من ارسل شقيقته أمس خلفه لعلمه بما سوف تمر به وتعانيه على يده!! مما جعله يبتسم بتسويف مغمغما
_ والمطلوب مني!!
ابتسمت بهدوء وقاومت رغبتها بضمھ والتوغل داخل ثناياه ورفعت حقيبتها ونهضت بتكاسل وتمتمت بكبرياء وتوعد
_ هتلاقي على مكتبك ورق بعد يومين تمضيه من غير ما تفكر حتى تعرف جواه إيه والباقي عليا يا ثائر
أخرجت حروف اسمه بتأني ونعومة تستطيب حلاوتها بفمها وروحها قبل خروجها له وكأنها تهمس له بعشقها الجارف له وتؤكد له صدق أفعالها تلك المرة ودفاعها عن أبسط حقوقها به ألا وهو بأكمله!!! وخرجت تاركة إياه وسط فضوله من معرفة ماهية تلك الأوراق الغامضة التي ستشارف مكتبه بعد يومين!!!
الفصل الثامن والعشرون
مضى اليومان بأثقالهم عليها كدهر من التوتر والتردد! بين كل ثانية تراقب الوقت ولم تخضع عينيها لراحة بالنوم أو يتوقف عقلها عن التفكير به أو بما سينتج من قرارها الأهوج!! بعد طول تفكير توصلت لذلك القرار الجريء وكلها أملا بتصحيح فعلتها الشنعاء بحقه وحق آلالامه التي لازمته بسببها أهذا الخواء الذي تشعر به من فرط حماسها أم أن قلبها الأجوف اعتاد الوحدة ولم يعد يصدق حقيقة ما هو مقدم عليه!! أغمضت عينيه لوهلة تستجمع شتات روحها التي تهلل فرحة وخوف من مصير قرارها ومن ثم أفرجت عن قزحيتين لامعتين بالدموع المنكسرة التي تهدد بالسقوط وهي من قررت سابقا حجب ذلك الحزن والضعف والسير على خطوات القوة والعزيمة رافضة الخنوع لجدرانها المتهالكة!! القليل منا من يحظى بسعادته الخاصة مع من يحب ويرغب ولذلك هي متوترة صحيح!! هذا ما أقنعت عقلها الرافض للواقع ونهضت تلتقط ثيابها استعدادا لبدء خطواتها الفاصلة بينهم!!
بعد مدة قصيرة وقفت تنهي ترتيب ثوبها الزيتي الذي لائم جسدها كثيرا وتتأكد من تنظيم خمارها ونقابها ومن أسفلهم بسمتها السعيدة التي طغت على خۏفها وها هي تبتسم كالبلهاء مع ارتفاع وتيرة أنفاسها الخجولة وانسحاب كلماتها من جوفها!!
_ أيه يا عروسه الراجل زمانه خلل وهو مستني!
كان ذلك الصوت هو الأقرب والأحب لقلبها ومن سواها صديقتها الأولى ورده مصدر إلهامها وإرشادها وراحتها معا!! تلك الفتاة
متابعة القراءة