رواية هبة الفصول الاخيرة
على كام سنه انشغلتوا شوي دا حقكوا عليا إني أقدر واصبر أنت اعظم أم في الدنيا
_ طب وانا يا أثير
صوت والدها المنكسر جعلها تنهض بتوتر وتقف أمامه تفرك كفيها بتوجس سامحت والدتها ولكن هو لن تقدر! هو لن يرضى قلبها عنه بلحظة وتخفي كل ذلك الألم الذي سببه بعده عنها!! كان دوما خير عون ورفيق لها وفجأة ما إن نصبت عودها فر! تبخر وأصبح عمله أهم منها! أصبح الجميع ضمن أولوياته إلا هي!! هي صغيرته الوحيدة!! طفلته!! لم يحمل قلبها له الكره ابدا ولكنها بحاجة للوقت لتهيئ روحها له! ربما المها من والدتها كان أقل ولكن هو!! خذلها!! تخلى عنها!! وبالأخير أتى يبعدها عمن أحبت! لا لن تسامح بسهولة ولن ترضخ لحالته!! لن تجبر قلبها على الكذب انها عفت عنه!!...
_ أنت خذلانك ليا كان أكبر منها هي كانت جنبي أحيانا أنما انت!!! أنت اداتني كل حاجة أي حد يحسدني عليها من صغري ولما كبرت واحتجت وجودك يطمني عشان أواجه النقص والعقد اللي اتبنت جوايا لقيتك اتبخرت!! كنت بشوفك زي العيد مرتين في السنه!! مع إن الكل كان في أول اهتماماتك إلا أنا!! حتى اهتمامك كان مزيف!! قلبي طيب بس مش بيسامح بسهولة يا بابا
لي كل تلك السکينة والراحة معك لصړخ جوفي مكذبا القائل ونهره بل والصياح بوجهه حتى يفر هاربا أقسم لك بلغات العالم أن فؤادي لم تطأة قدم رجلا سواك وروحي لم يمسسها عبير طيفا سواك وأنني لم أمنح جسدي لغيرك لتضمه بين ثناياك فيا معذب الروح والفؤاد هل تعهدت لي بالبقاء والثبات!
توسعت بسمتها تزامنا مع صوت إغلاقه لباب الشقة فهرولت تقابله بلهفة ليس وكأنه كان معها منذ دقائق وذهب ليطمئن على والدته ألقت نظرة أخيرة على نفسها قبل الإقبال عليه وجرت مسرعة ليتلاقها هو بضحكة ضاخبة يضمها لنبضاته التي تدوي فور وصول عبقها له ما حال القلب برؤيتها يصبح صيدا هينا لعينيها وتدق نبضاته پعنف تتيما ببسمتها وتتزعزع الأنفاس بنشوة أمام هيئتها... ما حال القلب معها!
_ أنت عاوزه إيه الليلة مش هتعديها على خير عارف
فهمت مقصده ولم تتمالك ضحكاتها وسقطت بنوبة ضحك شديدة تساقطت دموعها من فرطه واقتربت متلمسة صدرة وتحديدا موضع قلبه ووضعت أذنيها تشاركه نبضاته وهمست بحب
فتح عينيه على مصرعهما وهز رأسه بنفي غير مصدقا لما تفوهت به فمن المفترض أن بهذا التوقيت من الشهر تأتي عادتها!! ابعدها عنه ونظر بعينيها المبتسمة وتمتم بتساؤل راجي
_ يعني أنت حامل!! مش بتهزري صح!
انفلتت ضحكاتها لا تعرف لما أمن فرط حماسه أم من شدة سعادتها وأحاطت ذراعه بخاصتها ودفعته نحو الطاولة وجسلت جانبه وتمتمت بصدق محبب
ابتسم بسعادة وأمسك كفها الصغير وقبله بحب مردفا
_ أحسن عوض من ربنا ليا هو وجودك جنبي وحبك ليا
لمعت الدموع بمقلتيها متذكرة ملامحها قبل شهر من اليوم قبل إجراء عمليتها التي أخرها هو لأسباب واهية عرفت باطنها وهو أنه يرغب بتعزيزها لذاتها وتقبلها لنفسها من الخارج كما من الداخل رغب بجعلها تتفوق على مخاوفها وقد كان! اصبحت إمرأة بحق!! لا تخاف شيء سوى ابتعاده!
رفعت المعلقة بعدما ملأتها بالطعام ودثرتها بفمه بمرح متمتمة
_ مش عاوزه كلام كتير كل
لم يمنعها من تدليله بل جذبها لتجلس على قدميه حبها برحابة صدر متناهية ولكن طرأ بعقله سؤالا فتمتم
_ عرفتي بحملك امتى وازاي
وضعت المعلقة بفمه ومدت يدها الأخرى تزيل زوائد الطعام التي لطخت شفتيه وتمتمت
_ الصبح بعد ما أنت نزلت الشغل وردة كانت عندي وكانت عملالي سمك عشان عارفه إني بحبه بس أنا قرفت منه وحسيت إني تعبانه وعاوزه استفرغ وهي حلفت لننزل نعمل تحليل ويكون مستعجل واللي خلالها تصمم إنها متأخرة
لاعب حاجبيه بمكر وهمس بعبث ويديه تسير بخبث على طول عنقها
_ هي إيه اللي متأخرة
اقتربت من اذنه بصعوبة بسبب أفعاله الوقحة وهمست وابتعدت مسرعة فهتف هو بمكر
_ ما انا عارف
ضړبته بخفة على وجنته ونظرت له بخجل وتحذير هاتفة
_ ثااااائر
ابتسم هو بشغب مجيبا
_ روحه وقلبه وحياته
لم تجد سوا أن تبتسم له ولفت ذراعيها حول عنقه هامسة
_ وحشتيني
رفع ثائر أناملة تعيد خصلاتها التي تحيل بينهم واخفض نظراته لملامحها مقتنصا قبلة من
وجنتيها وتعالت أنفاسه بتهدج وغمرها بين أحضانه ونهض متوجها لغرفتهم وهتف بمرح
_ أخيرا دا الواحد فكر أنه ھيموت ومش هيسمعها منك يشيخه
تطلع ثائر لملامحها التي ظهر النور والراحة عليها وقرر عدم إخبارها بما عرفه ولن يفسد لحظتهم الفريدة فهي ابتعدت عنه منذ عدة أيام بسبب قلقها الدائم وتوترها من عدم حملها ولم يضغط هو عليها ولكن الآن!! ومن اليوم لن يعكر صفو حياتهم شي!!
بعد يومان
تعالت أصواتهم المشاغبة حتى هرولت أثير مسرعة لترى ما جعلها تفتح فمها ببلاهة وهو جلوس حمزه أمام رحمه يحاول مصالحتها وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه بتمرد وكبرياء!! اقتربت منهم بغيظ من أفعال الصغيرة التي جننت ولدها الوحيد وهتفت بتوجس
_ في إيه يا ولاد
وقف حمزه بضيق متناولا زفرة طويلة وهتف بحدة
_ رحمه زعلانه مني ومش راضية تتصالح يا أثير
لكزته أثير باصبعها بحدة في كتفه وأشارت ل رحمه بالاقتراب منها وهتفت به بتوعد
_ عشان أثير دي ياابن راكان والله ما هخليها تكلمك غير لما تشوف حلمة ودنك
جحدها حمزه بنظرة ساخطة وهتف بغيظ
_ اطلعي منها أنت بس وهي هتهدى وتتحل وتبقى عال
قررت رحمه الخروج عن صمتها ووقفت أمامه بتحذير وتمتمت
_ أثير معاها حق أنا مش هكلمك عشان أنت مستهتر ومش بيهمك حد غير نفسك وعلطول بتزعلني وتزعق فيا وأنا مش صغيرة
فصل حمزه الخطوات التي حالت بينهم واحاط كتفيها بحنان لا يناسب عمره وهمس برجاء وحب طفولي
_ انا اسف حقك عليا بس مكنش ينفع اقولك متلعبيش مع الولد دا وتروحي تلعبي وتكسري كلمتي! مش احنا صحاب ولازم نسمع كلام بعض!
بدى الاقتناع جليا على رحمه فهزت رأسها بموافقة وتمتمت
_ بس مش معنى كدا تزعقلي قدام صاحبي في المدرسة وتشدني وكنت هتوقعني قدامهم
رفع حمزه قامته وطبع قبلة على خصلاتها باعتذار وتمتم باسف
_ انا اسف يا رحمتي مش هتتكرر
ذهبا الصغيران وبقت هي منفرجة الجفنين تطالع أطيافهم التي بقت تتراقص أمامها بدلال وكأنها تعاندها!! هؤلاء أطفال بالعاشرة!!! أهذا ولد بالعاشرة أم رجل بالثلاثين!!! أتلك فتاة أم إمرأة بالعشرين!! دون وعي هتفت ببلاهة
_ ذاك الشبل من ذاك المحوراتي يبني طالع لابوك لفيت عقل البنت وخدته في جيبك
_ ومالو أبوة بقا يا أثير هانم
تخصرت والټفت تقابله وتمتم بسخرية
_ بيعرف ياكل بعقلي حلاوة
تمثل بنفس وقفتها وتمتم بتهكم
_ يعني معترفة إنك هبلة وبعرف اضحك عليكي!
تغضنت ملامحها بشراسة ورفعت المعلقة الكبيرة التي شعرت بها للتو بين كفها وناظرته بتوعد وصاحت بتحدي
_ وعشان كدا لما اقټلك هيقولوا هبلة ومش هاخد فيك دقيقة سجن
ختمت قولها بالجري خلفه بينما هو سبقها بخطوة نحو غرفتهم وتخبى بها حتي دلفت هي وما لبث أن أغلق الباب وجذبها لتقع بأحضانه وانتشل المعلقة من يدها وهتف بمكر
_ أنت كلام بس أنا بحب الفعل
لم يدعها تتحدث كثيرا لتعى مخزي كلماته
تلفظني بداخلك سرا لألا تنساني يوما
ضم قلبي لك حبا لألا تشتاقني يوما
أقسم لك.....
إن ضاقت بك الأماكن سيكون قلبي مسكنا لك
إن توالت جراحك ستجد روحي دواء لك
أتعهد لك.....
لن تقفدني ما دام عقلك يرسمني بمخيلتك
لن أتركك ما دام كيانك يناديني بجوفك
اتوسل لك...
دجى الليل حالكة وأنا كالطير المشوش أفقد الرؤية بلاك تدريجيا لا تغيب فأفقدك!
تزعزع الروح من فرط الحنين بات يؤلم فلا تهجر! حتى لا تطردك روحي!
وقفت ورده أمام قبر والدها الراحل وجانبها زوجها المساند لها انحنت واضعة بعض الورود
على قپره ورفعت كفيها تقرأ له الفاتحة وما إن انتهت ابتسمت مردفة بحب
_ الوضع بخير... عفاف لسه بتدور عليك وتصحي بالليل تحضن مخدتك وتقعد جنب كرسيك البيت فاضي من غيرك والبرد قوي المرة دي براء جنبنا حتى بلال الصغير قرب يشرف كان نفسي تبقى هنا وتكون أول من يشيله ويضمه عفاف بتقولك إنك وحشتها ومش هتجيلك غير لما ترجع تزورها في الحلم زي عادتك
عضت على شفتيها تمنع المزيد من دموعها وأحاطت بطنها وهمست بتعلثم
_ بلال الصغير... هيبقى شبهك... هيحبني زيك... هحكيله عنك... أنا كويسه وراضية بس زعلانه... وحشتيني... الأيام بتعدي.... براء خف وانتصر على السړطان... الدكتور قالي إن جوزي كان بيحارب عشاني.... طول عمرك بتقدملي الفرح وتختارلي الصح هجيلك قريب بحفيدك هتوحشني متنساش تزور عفاف عشان زعلانه منك جامد
مسحت دموعها بظهر يدها واستندت على زوجها وابتسمت له فربت هو على رأسها وأحاطها بذراعيه حتى خرجا من المقاپر....
أغدقها الله بكرمه وعطاؤه ومازال يعوضها خيرا تعافى زوجها وأصبحت بشهرها السادس وكرم رفيقتها بحملها الأول ورتب لها حياتها حقا حكمته وقدرته عادلة بين البشر ما قطع من أمر إلا وعوضه بآخر..
بعد ثلاثة أشهر...
وقف الجميع بحالة ترقب لخروجها من غرفة العمليات بعد إخبار الطبيب لهم بصعوبة ولادتها وضعف جسدها وتعرضها لڼزيف حاد!! على كل زاوية جلست إحدى الفتيات تبكي وتتضرع لله أن ينقذ رفيقتها المرحة التي قاست كثيرا بينما وقف هو يتأكله الندم والحسړة عليها لن يتحمل خسارتها بعدما كانت له كل شيء! تملك دموعه بصعوبة وهرول للطبيب الذي خرج وهتف بلهفة وحدة
_ مراتي وابني فين وعاملين إيه
أجابة الطبيب الأربعيني بعملية
._ المدام كويسة هتفضل تحت الملاحظة ساعه عشان نطمن عليها أكتر والطفل كويس وتقدر تشوفه عادي
لم تهدأ ثورته كثيرا ولن تهدأ حتى يراها أمامه بأفضل حال ويستمع صوتها الذي يريحه ظل ساعت طويلة ينتظر السماح له برؤيتها وها هو
يرتدي ملابس معقمة ويدلف لها بترقب وخوف ممزوج بحنين جارف وقعت عينيه على جسدها الممدد على الفراش بتعب ووجهها المتعب فاقترب منها بلهفة وجلس على قدميه أمام فراشها هاتفا
_ حمدالله على السلامه يا وردة ربيعي
ابتسمت ورده بوهن وربتت على راسه بحنان وهمست بتساؤل
_ بلال فين
نهض براء جالسا جانبها وطبع قبلة على منابت شعرها من الأمام وهمس
_ الحمدلله بخير حابه تشوفيه
هزت رأسها موافقة واحتضنت خصره القريب منها بضعف ودفنت وجهها به وهمست بدموع حاړقة
_ كنت خاېفه مشوفكش تاني يا براء
تنفس بصعوبة لكلماتها التي أصابته بمقټل ومسح على كتفها وهمس بحب ونفي
_ بعد الشړ عنك يا روح وحياة براء الحمدلله ربنا رحيم بينا وأنت بخير وابننا معنا وبخير
ابتسمت بتعب ورفرفت بأهدابها بتثاقل تحارب النوم الذي يقتحمها وهمهمت
_ عاوزه اشوفو واحضنه
أومأ لها بموافقة واستدعى الممرضة لتأتي به وبعد عدة دقائق كانت تحتضن صغيرها الذي ظنت لن تراه ولن تضمه أبدا بعدما استمعت لهمهمات الأطباء حول صعوبة وضعها تنفست براحة وبكت بصمت تخرج كل مشاعرها الخائڤة وبدأت في إرضاعه بحب تحت نظرات زوجها الحنونة والمراعية لها ابتسمت هي بحالمية لذاك الصغير الذي كانت نتيجة معاناة طويلة مع حب ملحمي وهمست له
_ مرحب بيك في عيلتنا النور هل بوجودك بابا معانا!
همس لها براء بصدق وعشق
_ أنا ديما هنا حتى لو غبت أنا جواك زي ما أنت بين أنفاسي
على الجانب الآخر وقفت أثير بين يدي زوجها يحاول منعها من الإكثار من تناول المثلجات التي باتت تدمنها مؤخرا بسبب حملها
ولكنها ترفض بشدة الاستماع له وإن منعها پغضب تأتي بها سرا!! جلس بضجر يتابع التهامها للمثلجات الباردة وعيناه تلتهمها بشغف كما تفعل هي مع حلوتها المفضلة!! ابتسم بحب متذكرا حديث الطبيبة منذ عدة ساعات بأن حملها بخير ولا خطۏرة عليها عرفت أنامله طريقها لفمها الملطخ وشعر بتصلب فكها أسفله فنظر لها بعبث وهمس
_ كملي وقفتي لي انا بمسح اللي وقع منك بس
ابتلعت أثير ما تبقى بفمها ونظرت له بتوجس من نظراته التي تتأكلها وهمست بتحذير
_ لم نفسك
أجابها راكان بتهكم
_ بقالي شهور لامم نفسي ومحترم ومفيش بعد كدا احترام
كتمت ضحكاتها عليه وتغاضت عن تلميحاته الصريحة فطبيبتها حذرته من تقاربهم في بداية حملها وكم رأت غضبه منها تلك الفترة!
جذب هو عبوة المثلجات منها وبدأ بالتهامها پعنف تحت انظارها وهتف بها بغيظ
_ اضحكي اضحكي يختي والله لاطلعه عليكي كله قديم وجديد
لم تمنع ضحكاتها من الانفلات وصدحت بقوة جعلته يزجرها بعينيه پغضب فكممت فمها ونظرت بأدب هامسة
_ طب خلاص اهو مش هضحك
الهبت ضحكاتها المزيد من مشاعره فوجد نفسه يسحبها من يديها للسيارة ويضعها بغيظ بمقعدها وينطلق لبيتهم!! أما هي طوال الطريق تكتم ضحكاتها على غضبه وافتراسه لشفتيه حتى وصلا أمام البناية وسارعت تسبقه ولكن لثقل حملها لحقها هو وأمسك كفها وصعدا سويا!!
بعد وقت قليل دلف غرفتهم ينتظر خروجها من المرحاض ودقاته اللعېنة تفضحه بقوة وتنبض پعنف جلي جعله يضغط على قلبه لعله يهدأ ثلاثة أشهر تمنعها الطبيبة اللعېنة عنه وهي تستغل ذلك حقا بدلالها وتغنجها عليه!! كيدهن عظيم....
نهض بلهفة عندما طلت هي من خلف باب المرحاض بتوتر تطمئن لعدم وجوده ولكنه صدمها كما كان دوما ودفع الباب وجذبها لتتوسط أحضانها وأحاط خصرها بحب وشوق هامسا
_ نبدأ منين بقا! من دلعك وعنادك فيا ولا من هروبك ونومك في أوضة حمزه!
ابتسمت بخجل وأحاطت عنقه
_ نبدأ من قلبك!
اسند جبهته على خاصتها بعشق غلف روحه وهمس بانفاس مضطربة
_ قلبي معرفش الحب غير بيك يا أثير هانم
ضمت هي جسدها له وجعدت أنفها بأرنبة أنفه بشغب وهمست جوار اذنه بهيام
_ ما بال قلبي يسألني عنك فأجيب هو الهمس القريب منك والطيف الملامس لك والبسمة الملاطفة لك أيها الوسيم
اغمض هو عينيه وابتعد هامسا
_ يحدثني قلبي بأنك ملهمتي وجنتي يخبرني بأن ضحكاتك سبيله و قلبك دليله أيتها الفاتنة
بالشرفة التي جمعتهم ولكن بتفارق بسيط هي الآن تضمهم سويا وهي بين أحضانه وهو يملس على خصلاتها ويحيط بطنها البارزة التي تضم صغيرهم الأول ولن يكون الأخير! اراحت هبه جسدها عليه وأغمضت عينيها پسكينة وراحة باتت رفيقتها منذ أصبحت معه وهمست بحب
_ أنا في جنة الأرض صح!
شدد ثائر من ذراعيه حولها وهمس بحب مقبلا أذنيها
_ لا أنت في حضڼي ومعايا
لتواجه نظراته التي انعكس عليها شعاع القمر الساقط فأصبحت كنجمة فضية تحرس السماء وامعنت هي النظر بها وهمست بحب
_ مهما طال الوقت لن تتوقف دقات مضغتي عن الهمس باسمك ما دامت أنفاسي تخرج بانتظام
_ ما دامت عيناي لها الحق بالرؤية لن يقع نظرها على أنثى سواك !
توسعت بسمة هبه الرقيقة التي ابرزت جمال ملامحها التي توهجت بعدما رحل ټشوهها وهمست بعشق
_ وقعت بين ثناياك العميقة وفقدت إرادتي الحرة بالرحيل وبقيت داخلك أهرب من العالم
لك ومنك إليك كأنني خلقت منك ولك
لا ندرك فداحة فعلتنا إلا بعدما ينسحب بساط الوقت من اسفلنا وتتوقف دقات الساعة عن المرور سنحاسب وبشدة على كل دمعة تسببنا بها لقلب أرهقته كلماتنا التي أعابت خلقه وسخرت من مظهره وتهكمت على هيئته الخلق للخالق ولا حكم لنا عليه ولا اعتراض علينا به أنت لا تعلم مدى عمق الچروح الذي تركتها بروح أحدهم عندما نظرت له نظرة ساخرة أو قللت منه لأنه ربما أقل منك جمالا! لا تبتهج بفظاظتك وتعدو في الخلق مرحا وتفاخر وتنسى أن يوم الحساب ستقف ويقص منك بحق دموعه التي أهدرت على قسوته نظراتك وأفعالك التي رميته بها! ستحاسب بيوم لن تجد ما تقدمه ولا تقرضه! إياكم والسخرية من خلق الخالق....
تمت
قبيل رمضان
كل عام وأنتم بخير