رواية هبة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

ذراعيه بتحدي وتمتم
_ والعبد
للاه مجهوده راح فين!
احمرت وجنتيها خجلا من حديثه وتمتمت بتوتر
_ معرفش وبعدين كلامي مفيش رجوع فيه وكلمتي مش هتنزل
حقا!! ضحك ملئ شدقيه حتى خارت دموعه وبعد فترة من الضحك الذي شاركته به اعتدل بوقفته واقترب منها ووكز جانب رأسها وهتف بقوة واصطنع الجدية
_ كلمتك دي مش عليا يمدام... مش براء االي مراته تقولوا الكلام الفاضي دا وكلامي سيف عليكي فاهمهههه!!!
تخطاها للداخل رافعا رأسه بكبرياء وعيناه تختلس النظرات إليها فعقدت هي ذراعيها أمام صدرها وهتفت بقوة وڠضب مصطنع
_ برااااااااء
آتاها مهرولا ورفع أناملها لفمه وقبلها بتوتر وتمتم
_ نستنى ومالو يروحي حتى الفرحة تبقى فرحتين أنا عندي كام ورده عشان مسمعش كلامك
ابتعدت عنه ورفعت حاجبها بكبرياء وسارت للداخل بينما ناظرها هو بغيظ وتمتم بخفوت
_ ربنا على الظالم ربنا يقصرك ككمان وكمان
صړخت هي بحدة تلك المرة
_براااااااااء
صحح حديثه وهرول لغرفة غير التي توجهت لها وتمتم
_ بقول ينصرك.... ينصرك يا روحيييييي
فركت هبه كفيها معا بتوتر أمام ناظريه وهو يتابع لهفتها لنظرات الطبيب وهو يعيد مراجعة فحوصاتها التي أجرتها مجددا بعد وضع الطبيب الأوراق من يده وتمتم ببسمة عملية
_ مدام هبه الفحوصات بتأكد إن كل مؤشراتك الحيوية كويسه والحمدلله عندك استعداد للعملية وبإذن الله ضمان نجاحها كبير
أومأت له بابتسامة متسعة وحولت نظرها لزوجها السعيد لسعادتها فوضع يده على خاصتها بحب وضمھا له ونهض خارجا معها وما إن وصلا للسيارة حتى ارتمت بأحضانه تتذكر رفضه لرغبتها بإجراء العملية التي لم يرى أي داع لها! هو بالأصل لا يرى ما تدعيه تشوه فقط يري لمعة الحب بمقلتيها! عن أي عيب تتحدث!! وأمام رغبتها وتوسلها وافق وها هي بعد إسبوعين ستخضع لتلك العملية!
لف ذراعه حول جسدها ليدعمها ويخفف من رجفة جسدها وتمتم بحنان
_ اهدي... هتعدي وإحنا سوى زي كل حاجة... مټخافيش
هزت رأسها نافية وهمست بشرود
_ وحشتيني ملامحي قبل التشوه وحشتني ضحكتي اللي كانت كاملة نسيت شكلي!
هزت كتفيها وأجابت على نفسها
_ مقدرش انسى بس كنت بواسي نفسي إني في يوم هرجع لشكلي دا وحتى لو بمعجزه كبيرة! فرحتي متتوصفش ولا قادرة اوصف شعوري! عاوزه اصړخ واعيط واتنطط واجري! عاوزه أبكي بحجم كل ۏجع حسيته وعيشته! عاوزه انزل خۏفي وۏجعي والليالي اللي قضيتها خاېفة أواجه العالم وبتخبى بقماشة سودا!
ابعدها عن احضانه ومسح دموعها التي بدأت بالنزول والتي اتضحت بعدما عمل طوال الشهرين الماضين على دفعها لخلع نقابها وتقبل ملامحها التي عشقها وأنها كاملة بعينيه وإن رغبت بإرتداؤء سيدعمها ويساندها ولكن بعدما ترضى عن شكلها وتوقن أنها ملكة وملامحها لا عيب بها! 
كور وجهها الباكي بين كفيه واعطاها بسمة دافئة من شفتيه وهمس بصدق
_ ربنا عمره ما جاب حاجة وحشه ولا ضرنا العيب كله مننا إحنا البشر وفي الأول والآخر كله مقدر ومكتوب ولازم كلنا نخوض الاختبارات المليانه ۏجع بألمها وحسرتها ونبكي ونتألم عشان يجي يوم لما نفرح نعرف الفرق ونعرف إن ربنا عظيم وحكمته فاقت كل شيء.. 
هز راسه مؤكدا حديثه وتابع بصدق وحنان
_ أنا لما هحب بحب الروح والقلب مش الشكل اللي هيدعمني لما اقع ولا الشكل اللي هيقويني ويسندني مش الجسم اللي هيقف جنبي ويبقى في ضهري لا!! المعدن والأصل اللي هيكون سند ليا وأرض صلبة واثق أنها هتشيلني الشكل والجسم أول حاجه بتختفي بعد ما التراب يلمنا وربنا بيفضل الروح ويرفعها ليه ودي اللي بتقابله! عمر الشكل ما كان مقياس ولا سبب لحبي ليكي! أنت في عيني ملكة جمال وأميرة فتنة وأنوثه وفي قلبي نجمة بسماها ودلالها بحبك يا هبه
عن أي هبه!! هل ينتظر حديثها! اين كلماتها! بل أين لسانها! يا لهذا الرجل زما يفعله بها وما فعله سابقا! شيم الرجال يختص بها الله صحاب العزيمة والصدق والرجولة لا الضعفاء ولا الحمقى! ابتسمت بشجن وقبلت كفه المحتضن وجهها وهمست بعشق
_ كلامي مش هيوصف لا فرحتي ولا حبي يا نور قلب هبه وثورة روحها أنت بقيت ادماني 
اعتدل كلاهما بمقعده وخافقه ينبض پجنون ولم تنفصل أناملهم عن بعضها كحال قلبيهما وظل هو طوال طريق قيادته ېختلس النظرات العاشقة لها وتبادله هي دون خجل أو تردد فما رغبته يوما وحلمت به يتحقق واحدا تلو الآخر والحزن يبدو أنه هزم بجدارة وقرر التنحي للفرحة والسعادة!!..
بعد ثلاثة أيام 
صړخت أثير پصدمة وزهول وكممت فمها وتساقطت دموعها ببطء في حين انتفض راكان بهلع وخوف عندما وصل إليه صړاخها وهرول للمرحاض الذي تركته مفتوح فوجدها واقفة بزاوية تبتسم تارة وتدمع عينيها تارة وهي تنظر في نقطة واحدة أمامها ببلاهة!! عقد حاجبيه واقترب منها يسالها عن سبب صړاخها ولكنها لم تستجب له بل أشارت بعينيها للسطح الرخامي فذهب له والتقط الاختبار الذي تبين انه للحمل!!! ابتلع لعابه بتوجس من نتيجته التي توقعها بسبب دموعها ورفعه لنظره لتتسع عيناه بسعادة وصدمة وعادو النظر إليها وكأنه يسالها هل ما رأه صحيح!!! هل تلك النتيجة محقة!! هل هي!!!
هزت راسها بتأكيد واقتربت منه بخجل ودموعها تسبقها وتحاول ردعها ولكنها تأبى ترك تلك اللحظة! ابتسمت وسط بكائها والتقطت الشريط من يده ووضعته بين كفهت وثبتته على موضع قلبه وهمست بخفوت سعيد
_ أنا حامل...!! 
هز راكان راسه بإنكار وتمتم بهمس
_ بتهزري!
ابتسمت بسعادة ووضعت كفه الآخر على بطنها وغمغمت بثقة وحب
_ أنا حامل! في هنا بيبي منك!
باقي الفصل الأخير
لدينا متسع من الوقت لنمنح الروح توهجا لامع يضاعف بريق رونقها الخاص لتصبح بأفضل طلة وتتناسى الآسى!
غرفة مغلقة معبأة بأتربة الماض وحزن الحاضر ومخاۏف المستقبل نرحب بها دوما بين كل فترة وأخرى لأنها من الثوابت الباقية معنا وعلينا! غرفة فاصلة بين الحب والكره السعادة والحزن الشغف والبرود اللهفة والجمود! هي مزيج مما نحن عليه بإمكانها إدارة كافة أوجاعنا ولكن إن أبدينا لها الضعف الكامل والخنوع التام بمقدرونا ردع قوتها التي تحاصرنا بها وإيقاف جموحها الدوري الذي يبدل حالنا من السئ للأسوأ! هي كانت ولازالت غرفة بمقبض وباب! بعقلنا! وبيدنا إحكام إغلاقها وحجبها في نقطة بعيدة منا حتى يتثنى لنا الراحة والسعادة دون مخاۏف أو ندبات...
أول نبضة أول ضحكة أول ثانية يستغرقها العقل للتفكير قبل الوقوع في الحب! كانت معك وإن تردد صدى الزمن وخلقت من جديد سأطلبك بكل مرة تحين لي الفرصة أنت بداخلي أعمق من أنفاسي يا معذبي.....
صړخت أثير بفزع عندما أشعلت أنوار المنزل وشعرت بكفين يحاوطان كتفيها وما زاد خۏفها هو عدم تواجد زوجها أو صغيرها كما أخبروها بضرورة ذهابهم لمكان ما!! توقف قلبها عندما خرج الجميع من حيث لا تعرف وما تقصده بالجميع هو أصدقائها عائلتها ووالديها! حقا!! لا تعلم أين تبدد خۏفها وقلقها عندما اكتشفت أن الممسك بها ما هو إلا زوجها الحبيب ببسمته العاشقة وعيناه الفائضتين بالغرام بادلته البسمة بأخرى متعجبة والتف هو ليصبح أمامها وأشار لها برأسه لتمعن النظر بالبيت وما لبث أن سمع شهقتها القوية التي تنم عن صډمتها ربما! دارت تلك الجنية الڼارية بأرجاء المنزل تطالعه بإنبهار جلي وقلبها ينبض پعنف من فرط سعادتها أم صډمتها لا تعلم حقا! تطلعت لجميع الزوايا التي زينت ببراعة فائقة وكأنها حفلة لعيد ميلاد أحدهم! مهلا ما اليوم!! جحظت عينيها وتراقصت خبايا روحها عندما تبين لها أنه عيد مولدها هي!! للمرة الأولى لا تحتاج للتلميح لقرب يوم ميلادها بل هو رتب له وجمع كل غال على قلبها ليقاسموها تلك السعادة التي لا تقدر على إحصائها! بلحظة نست العالم والجميع من حولها وركضت ترتمي بين ذراعيه المترقبين لعودتها بلهفة وهمست بجانب أذنة بامتنان
_ مش هقدر أوفيك مهما اتكلمت شكرا على السعادة دي يا كل سعادتي وهنايا
بادلها راكان عناقها غير آبها بالنظرات المتفحصة لهم وهمس بحب ومشاكسة
_ هقولك توفيني إزاي لما التجمع دا يمشي بس دلوقت ابعدي لأن أبوك فاضل شوي ويجي يبلعني
ابتعدت عنه مسرعة وتعالت ضحكاتهم سويا ومعها نظرات الرضى والسعادة من الجميع هنأها جميعهم وحان دورهم هم! من تزعزعت روحها حنينا وشوقا لأحضانهم ولحبهم! من كانوا ضياء ظلمتها في الصغر تركوها وسط نيران عالمها في الكبر من تضرعت طلبا لدفء حبهم بليالي صمتها كم كان دجى الليل مفزعا لها وهم منغمسون باعمالهم متناسين أن لهم ابنة تستحق تواجدهم ودعمهم! أشاحت بوجهها بعيدا عنهم وتمسكت بيد زوجها طالبة دعمه ولم يبخل ونظر لوالديها بإطمئنان جعلهم يتركونها الآن!!
السعادة كانت تحلق بالأفق بقلوب الحاضرين هي وسط كل من أحبت! هي بداخلهم كما هم بأعمق ما بداخلها ولن تبخل على ذاتها بالفرح بعد الآن! ابتسمت متحسسة بطنها التي بدأت بالبروز قليلا فهي بشهرها الثاني وصغيرها كبرت نطفته وبدأ يشعر بها مسحت بحنان على بطنها وحدثته بخفوت مرح
_ سبع شهور وتشرف بيتنا يا نور بيتنا خليك هادي عشان مامي بدأت تتعب عارفه إنك مش سامعني دلوقت بس
قريب هتحس كمان بيا وببابي هحكيلك عنه كتير عشان أول ما تشرف تعرفه لواحدك وتبقى زيه مامي بتحبك
توترت بسمتها عندما رأت والدتها تراقبها من بعيد بعينيها الدامعتين ترجوها الاقتراب ومشاركتها فرحتها ألقلبها السؤال الآن! بعد اشهر قليلة ستصبح أما ولا تتمنى أن تقف مثل والدتها الآن ذات يوم هرولت إليها بلهفة محتاجة والقت نفسها بين أحضانها وتوالت دموعها بنحيب ممزق للقلوب المستمعه أخبرتها بصمت عما عانته بانشغلالهم عن آلالامها وكم التنمر والقسۏة التي تجرعتها ممن حولها عن قلبها الذي عشق رجلا من خير وأحن رجال الأرض....
ابتعدت عنها بعد فترة فكورت والدتها وجهها بين كفيها ومسحت دموعها بحنان وهمست بندم ورجاء
_ مش عارفه أبدأ كلامي منين يا بنتي... سامحيني... انشغلت عنك والدنيا لهتني وفكرت إنك طالما كبرتي مش هتبقي في حاجه ليا وإن كل اللي بتعمليه دلع... نسيت إنك في الأول والآخر بنت محتاجه حضڼي قبل بعدي نسيت إنك جزء مني فكرت إن ببعدي هتعرفي تديري حياتك وتبطلي تعتمدي علينا أنا اسفه بس مفيش حد في الدنيا هيحبك زي أنا وأبوكي سامحينا يا أثير طول عمرك قلبك احن وأطيب قلب فينا
هزت أثير رأسها بموافقة ومدت كفها تمسح دموع والدتها وتبخر حزنها منهم بلحظة فهي لا تتحمل كسرة والدتها التي تشع من مقلتيها بمثل هذا الشكل لم تعهد والدتها البشوشة والقوية منكسرة بتلك الطريقة ربتت على كفيها بحب صادق وهمست بحنان
_ أنت أكبر واعظم من إنك تطلبي مني حاجة زي دي يا أمي يمكن زعلت شوي بس بعدها بقيت بخير وعرفت قيمة كل حاجه وبقيت اقوى واقدر أعافر عشان نفسي طول عمركوا جنبي مجاش
تم نسخ الرابط