رواية هبة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

يلقون بأنفسهم عليه والتقرب منه!! هي الآن ليست بين اجتباء الإطاحة به للتنفيث عن ڠضبها أو الصياح به حتى تهدأ! كلاهما محتوم النتيجة!! عضت على سبابتها بغيظ من تأخره وعزمت أمرها على الدخول وجذبه بقوة وإخبار تلك الراقصات بالداخل أنه زوجها وحبيبها وهي الوحيدة صاحبة الحق بالنظر إليه والتمعن به!! التفتت خطواتها للداخل ولكنها على حين غرة اصدمت به وهو يطالعها ببسمته الباردة التي باتت إسلوبه في الفترة الأخيرة!!
لم تبتعد بل سارعت بإمساك كفه وجره خلفها للداخل السيارة وجسدها ينتفض ڠضبا وداخلها ينازل البكاء بقوة للتخفيف عنها ولكنها أبت الاستماع له وصعدت مبدلة الأمكان لتتولى القيادة تحت نظراته الهادئة والمستمتعه!! 
بعد مدة وصلا للبيت وصعدت هي كقطار فقد زمام السرعة وأصبح يجول بلا قيادة يطيح بما أمامه ودلفت غرفتهم مغلقة الباب خلفها بقسۏة تحت نظراته الصامتة وشاركه إياها الصغير!! عقد حمزه حاجبيه بتعجب ومسح على وجهه من تكرار نوبات ڠضبها الملحوظ وهمس بخفوت لوالده
_ نيلت إيه المرة دي يا بابا
ضحك راكان بتهكم لما قاله صغيره وانحنى ليصل لطوله وهمس
_ وإيه لازمتها بابا بقا يا ابن ماما!
هز الصغير كتفيه بلا فائدة وتمتم بلامبالاة
_ كلها ألقاب خلينا في موضوعنا عملت فيها إيه عشان فاضل ليها تكه وتبلعنا كدا
ابتسم راكان بزهو وشرع في قص ما حدث بتفاخر على صغيره الذي ناظره بحسرة وتمتم بكبرياء
_ شوفلك أوضه غير أوضتي تنام فيها الليلة ولو ملقتش عندك البلكونه شرحه وبرحه وترد الروح حتى الجو حر وهتساعدك!!
ابتلع راكان لعابه المتوجس من مخزى حديث الصغير الذي يعلمه وتمتم بنفي وكبرياء ناهضا متوجها لزوجته الحبيبة
_ أنا مبشحتش يا واد أنت مراتي متقدرش تبات ليله بعيد عن حضڼي حتى شوف
بدأ في الطرق بخفة حتى لا تصب جم ڠضبها منه عليه وتمتم بمهادنة وتوجس
_ أثير حبيبتي افتحي الباب عشان نتكلم
لم يأتيه ردها فسارع بالحديث بنبرة أعلى
_ أثير افتحي عشان تعبان وعاوز أنام وأغير لبسي
التف ل حمزه الماثل أمامه يمنع ضحكته الساخرة وهز كتفيه بحسرة وتمتم
_ طلعت بتقدر عادي!
التف بكامل جسده ليطرق على الباب عندما فاجأته بفتحها له وإلقاء ثياب نومه بوجهه هاتفة بتحدي وڠضب وعينيها تلمع بها شرارات الٹأر
_ أدي هدوم نومك وإياك ثم إياك أيدك تفكر تقرب من الباب دا تاني لا الليله ولا بعد كدا يا بتاع المفتوح والشفاف
أغلقت الباب بوجهه بحدة كادت تقتلعه ولفح هواء ڠضبها صفحات وجهه المصډومة من شراستها معه واستمع لحديثها من الداخل
_ رجالة تقصر العمر كدا!!!
ابتسم ببلاهة وحك ذقنة النامية وحول نظره لصغيره الذي انسحب بتروي لغرفته وما كاد أن يحدثه حتى وجده يغلق باب غرفته بوجهه بكبرياء لا يليق سوى بطفل مخادع وماكر مثله مما جعله يتساءل ما هي فعلته الشنعاء التي ارتكبها ليصبح رب البيت ملقى بثيابه على أريكة وحيدة بالخارج وربة البيت المصون وصغيره بداخل غرفهم ينعمون بفراشهم الوثير!!! هز رأسه
بسخرية مما وصل إليه حاله وتحرك لمكان نومه متذكرا حاله قبل الزواج كيف كان الجميع يخشى الاقتراب منه بسبب غموضه ورزانته وتحكمه ولكن الآن!! أهذيه ضريبة الزواج!! انتبه للحقيبة الصغيرة بيده والتي هي أحد أسباب ڠضبها ولم تنتبه لها وابتسم بعبث وهو يتخيلها عندما تراها يقسم أنها ستشعل به البيت وتحرقه حيا وتمثل ببقايا جثته!!! حجب عن عقله جميع تلك التخيلات والأفكار وخطى نحو المرحاض ينعم بحمام بارد يزيل عنه تشنجات جسده ويؤهله لليلة فارغة منها ومن نعيم أحضانها التي بات يدمنها.....
بعد وقت طويل قضته مع والدته التي ما إن رآتها حتى ابتهجت وضمتها لأحضانها بحنان جارف وشارفت على طعامها بنفسها متجاهلة أولادها وبين مزاح شقيقته اللطيفة التي أحبتها حقا وكيف لا وهي كالنسيم يأتي عندما نكن بأمس الحاجة إليه ليخفف قسۏة الصيف ويعدل برودة الشتاء! تلك الفتاة أوصلتها لبر الأمان وتركتها تخطو أولى خطواتها به للوصول لراحتها ابتسمت بسعادة عندما تذكرت نظراتهم المصډومة والسعيدة بقرار زواجهم ودموع والفرحة التي غزت مقلتي والدته وكأنها حققت أسمى أمانيها بهذا العالم! انتبهت لوقوف السيارة ونزوله نحوها يفتح بابها وهبطت جانبه ببسمة حانية لبيتها! بعد مدة من التوتر والسرعة انتهت من تجميع أشيائها هي وشقيقتها وخرجت وجدتهم يمزحان معا لوهلة رأت طفلة ووالدها وليس زوجها وشقيقتها! اتسعت بسمتها ووقفت تراقبهم بعينين تفيضان دمعا وقلبا أقسم ألا يدخر سعادة إلا ويقدمها لذلك الرجل الذي احتل كيانه وبدل حاله ووقف كدرعا حاميا له جففت دموعها وخرجت لهم وأمسكت بيد رحمه وسارت جانبه حتى وصلا للسيارة...
القت اثير الهاتف بضجر وجلست على الفراش تفكر كيف طاوعت ڠضبها وغيرتها وتركته للآن بلا طعام وأهدرت هذا اليوم الذي وفره هو للبقاء جانبها والتمتع بأحضانها! زفرت بضيق من فعلتها الطفولية ونهضت بخفة تستحث الخطى للخارج بعدما دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل خففت أنفاسها المتوترة وبحثت عنه بأرجاء البيت بعدما اطمأنت لنوم حمزه وتناوله طعامه الذي تركته له صباحا وقعت عينيها عليه مددا على الاريكة رافعا ذراعه يغطي عينها اقتربت منه بلهفة المغلقين لغرفتهم ولكن قبضته التي الټفت حول خصرها جعلته تشهق بفزع وجحظت عينيها 
_ كنت عارف إني مش ههون عليك يا أثير هانم
اسندت رأسها على صدره مستقبلة قربه المحبب لها مستمتعة برنة صوته الرجولي تدور بين ثنايا عقلها المتلهف له وهمست بحب
_ صحيتك
ساذجة حقا وبلهاء ومهضومة تستحق الالتهام دون تردد بلطافتها الزائدة ونعومتها الجارفة التي تقطر منها!! ترددت بسمته بعنقها مردفا بعشق
_ مكنتش لسه عرفت أنام كويس من غير حضنك
هزت رأسها بموافقة والتفتت تقابل عيناه التي لا تشبع منهما وكأنهما نعيما خاصا بها يسحبها إليه عرفت أناملها طريقها لسوداويتيه تتحسسها برواية ورقة بعثرت ثباته ورفعت الأدرينالين بجسده لصدر اعتراضا بشفتيه ابتسمت هي له وحاوطت عنقه مرحبة بسيل مشاعره التي تغمرها دوما نحو ارض مبهجة وملونة بعشقهم ومزينة برحاب شوقهم الملتاع 
إنها الثانية بعد منتصف الليل لم يجافيها النوم للآن رغم غيابه عنها الأيام السابقة بسبب قلقها
الزائد وحيرتها وها هي الآن من فرط سعادتها وفرحة مضغتها يتهرب منها سلطان النوم لا بل يتراقص طربا هو الآخر لحصولها على سعادتها الجديدة بقرب قلب عشقته بكل ذرة باقية بها تقلبت في الفراش بضجر من تبدد رغبتها في النوم ونهضت بحماس نحو غرفة شقيقتها ولم تضع نقابها بل اكتفت بحجاب يغطي شعرها مع عباءة بيتية مريحة خرجت للبلكونة المتصلة مع حجرتيهما ليقابلها الهواء المنعش بتياراته الخفيفة التي اسقطت حجابها فرفعته وابتسمت من جديد لصفاء السماء رغم ظلمتها البادية للأعين اختفت النجوم إلا من بعضها الاقوى والأشد حرارة لتتسع السحب لهم وتبدأ دورتهم بتمويج الليل اتسعت بسمتها عندما استمعت لصوت فتح نافذته ولمعت بندقيتيها بلهيب العشق ملتفة له هامسة بمشاكسة
_ كنت واثقه إنك صاحي زي
عقد ذراعيه معا وضحك بمرح مجيبا إياها بهيام
_وهيجي منين النوم طول ما القلب بيكي مشغول
أخفضت عينيها بخجل وشعرت بحرارة كلماته تهب بجسدها فغيرت مجرى الحديث متسائلة
_ أنت محكتليش عن رؤى قبل كدا ولا شوفتها غير من فتره قصيره 
علم أنها تغير مجرى الحديث فابتسم بمرح وتمتم
_ هتغاضى عن هروبك بس مش هجاوبك على السؤال دا دلوقتي ممكن!
هزت رأسها بتفهم وزاغت نظراتها نحو السماء مجددا وغمغمت بتعجب 
_ بيقولوا إن النجوم بتكون أشكال وأشخاص غابوا عننا من عالم تاني
أجابها بهدوء ومرح لم يخلو من نبرته الملهوفة عليها
_ اللي غابوا مهما طال غيابهم في قلوبنا النجوم سيبل نتخيلهم بيه او هدنه بنواسي نفسنا بيها النجوم مدارات بتاخد كل واحد لمدار ناتج عن تفكيره العقل بينسج محاولات وتخيلات يصبر الفراق بيه
صمت يستجمع باطن نظراتها له وتحدث بنبرة رخيمة صادقة
_ زي ما خدتني لمدار عيونك وتوهت فيه
ألن يتوقف عن غزله الليله! لما يجبرها على الخجل والهروب منه حروفه تعرف وجهتها الاصلية لفؤادها الذي ېحترق شوقا للغوص داخل أحضانه حتى تنتهي الخليقة ضمت جسدها بيدها مع تنهيدة حارة وأبحرت بقزحيتيها للنجوم فكما يحتاج الليل للنجوم هي تحتاج إليه ولو بعد ألف عام! 
أخرجها من شرودها صوته الحاني هامسا
_ منمتيش لي بقا يا حلوتي
هزت كتفيها بمعنى لا واستندت على الجدار المواجه له وغمغمت بمرح وخجل
_ وطول ما القلب ليك عاشق ما يجوز ليه النوم 
تهللت ملامحه الوسيمة التي انعكس ضوء القمر عليها ليظهر لوحة منحوتة لملامح رجل أبدع خلقه ونقشت ملامحه المريحة وكأنه أرادها فكانت مثلما تخيل بل وأروع فعل مثلها لتتسلط نظراتهم بينما حمحم بضيق
_ طب ادخلي نامي في الليله اللي نهايتها مش معديه دي عشان أنا شيطاني ابن كلب واطي اصلا!
ضحكت بشدة على حنقه وغيظه المسترسل من ملامحه واعتدلت متوجهة للداخل وهمست بمرح وحب
_ تصبح على خير يا ثائر
تابعها حد دلفت وأغلقت النافذة بينما شخص هو ببصره في الفراغ متذكرا لحظة مماثلة من عدة أشهر وقفا بنفس المكان وهي تطالبه بذهابها والبعد حتى يتجمعا برضا آلله رغم ضيقه وغضبه واقفها وصبر حتى لاقى ثمرة صبره الآن بها!!
تحركت ورده نحو الطاولة لتضع بقية الطعام وتوجهت لغرفتهم لتوقظه بعد نومه مبكرا ليلة أمس قابلت والدتها بطريقها فابتسمت لها بتوتر وتخطها ولكنها أوقفتها بصوتها الحنون مردفة
_ عيونك دبلانه ليه يا بنت بلال
عضت ورده على شفتيها تمنع دموعها من النزول وهزت رأسها بنفي ولكن والدتها قاطعتها بحزم وثقه
_ لو كدبتي على الكل عمرك ما هتعرفي تكدبي على أمك احكيلي مالك 
جذبتها والدتها نحو غرفتها وأغلقت الباب وتوجهت للفراش وجلست جانبها هامسة بحنان وحب
_ احكيلي
يا ضي عيوني إيه تاعبك وسارق فرحتك
ألقت ورده بنفسها بين ذراعي والدتها وتمتمت بحړقة ودموعها توالت بصمت
_ خاېفه يسيبني هو كمان تعبه بيزيد كل يوم وجسمه بيضعف بيحارب ويقاوم بس بكدا بېقتل نفسه هو خاېف زي وأنا مش قادره اطمنه أنا خاېفه أفضل وحيدة يا ماما
ربتت والدتها على خصلاتها بحنو واستمعت باهتمام لكلمتها وهمست بصدق
_ جوزك بيحارب عشانك وعاوز يخف لأجل يكون جنبك اقدارنا مكتوبه من قبل ما نتخلق أو نتعرف حتى ومهما زعلنا أو قاومنا مش هنغيرها ممكن نخفف البلاء بس مش هنمعنه عشان دي حكمة ربنا وواجب علينا نصبر ونحمده في كل وقت ربنا سبحانه وتعالي بيقول ولنبلونكم بشيء من الخۏف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ۗ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصېبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولئك هم المهتدون. اصبري وادخري كل تعبك وتعبه دا عند رب كريم وصدقيني عمره ما هيخيب رجائك فيه
قبلتها كطفلة صغيرة وليست إمرأة
تم نسخ الرابط