رواية هبة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

الحنونة التي أبت تركها ضائعة بأول مرة لاقتها وبالثانية وقفت جانبها ودعمتها بقرارها وها هي فعلته!! يقولون الأصدقاء متقلبون كما القلوب منهم الذاهب ومن الوافد ولكنهم نسوا أن منهم الأوفى! منهم الاحن!! الأصدق والأحب!! منهم الملائم للقلب والمرافق للروح!! منهم من يجعل الطمأنينة تتسرب إليك فور سماع وقع نبرته!!
التهمت الخطوات الفاصلة بينهم لتغمرها بعناق ساحق دفنت كلتاهما القلق وكل مشاعرهم السلبية بيه مرحبين بهذا الكم من السعادة التي تتسلل أليهم! ابتعدت ورده بعينين دامعتين عنها وناظرتها بسعادة وحب مردفة وهي تعدل من وضع نقابها
_ زي القمر يا هبه وأنت هبة لأي حد تدخلي حياتي
ابتسمت هبه بخجل وظفرت عينيها بعض العبرات الممتنة وهمست بحشرجة مطمئنة
_ وأنت رحمه ونعمه لأي حد شكرا لأنك في حياتي
ابتسمت ورده بطيبة وحب لتلك الفتاة الملائكية التي دثها القدر لها بين طياته لتكون رفيقتها الأولى وملجأها بهذا العالم تخصرت بغيظ من تأخرهم بعدما أبصرت الساعة وهتفت بحنق
_ يلا في راجل مستني تحت غير عريس الغفلة بتاعك
لكزتها هبه بخصرها بضيق من نعتها له بهذا اللقب المسيء!! وهتفت بخجل
_ متقوليش عليه كدا!
دفعتها ورده بحدة مصطنعة ومرح للخارج مرددة
_ الحب وعمايله
وقفت أمام المرآه تضع لمساتها الأخيرة وابتسمت بثقة لهيئتها التي رغم بساطتها إلا أنها راقتها كثيرا بثوبها الأزرق الهادئ بثناياته الخفيفة التي أخفت قوامها الزائد وشعرها المسترسل بنعومة على طول ظهرها رفعت حقيبتها وسارت للخارج ولكن أوقفها صوته الهادئ
_ أقدر اعرف مراتي راحه فين الساعه 8 الصبح وسايبه جوزها!
ابتلعت أثير لعابها بقلق من كشفه لخطتهم التي بظنها حربية!! ودارت بجسدها له متصنعة البراءة واللطافة الزائدة بإعتقادها أنها لا تشبه الجرو الصغير المترجي لصاحبه!! تنفست بتوجس من ردة فعله الهادئة وابتسمت بتوتر مجيبة بكذب
_ متفقة نتقابل أنا وهبه وورده
لوى راكان فمه بسخرية متذكرا تحولها الجذري بعد زيارتها لهاتين اللعينتين وخاصة تلك الشرسة المسماة ب ورده التي لم تترك فرصة إلا وتبرع بحړق أعصابه وقصفه وجعله أضحوكة للجميع!! تنهد بحنق مردفا بنفي
_ لا مفيش نزول
تلاقى
حاجبيها بتعجب وضيق من رفضه الغير مبرر من وجهة نظرها وتخصرت بتوعد متحدثة
_ لي بقا يا حضرة الدكتور هتحبسني!! 
ابتلع الآخر لعابه من نظرات التوعد الماثلة بحدقتيها العسليتين وهز رأسه مجيبا بتسويف
_ بكره إنشاء الله تقابليهم أكون أنا في الشغل بس مش صح تسيبيني في البيت وتنزلي وأنا قاعد عشانك!
مطت أثير شفتيها بتفهم واقتناع لحديثه واستعطافه الكامن بداخله ولكنها لن تترك أصدقائها بمفردهم وأيضا لن تخبره المزيد من التفاصيل التي سيعرفها بعد قليل سلطت نظراتها المدللة عليه واقتربت قاطعة المسافة بينهم متقاسمة أنفاسه معه وهمست بنعومة
_ ساعه بس يا روحي ومش هتأخر عليك بس مقدرش أسيبهم النهارده عشان هم محتاجيني وأوعدك هحكيلك كل حاجه لما ارجع!
وافق على مضد أمام نظراتها التي تحولت لرجاء خالص فتمتم بصوت أجش ناعم
_ اللي الهانم تطلبه يتنفذ خلي بالك من نفسك ومتتأخريش يا حبيبي
هزت رأسها بسعادة ورفعت جسدها لتطبع قبلة عميقة على وجنتيه وفرت هاربة من أمامه وسط نظراته الحانقة والغاضبة كطفلا سلبت لعبته المفصلة منه!! فهمس بحسرة وتهكم
_ أخرتها بوسه من خدك يا خايب الرجا دا لو ثائر شافك هيعملك نكتة الموسم بتاعه!!
أخدل كتفيه بضيق وسار نحو فراشهم محتضنا وسادتها ډافنا أنفه بها يتمتع بعبقها حتى تعود هي وتسكن أحضانها من جديد !!
جلس ثائر على مكتبه بقلق وعينيه مسلطة فوق دقات الساعة أمامه الموازية لدقات خافقه المضطرب المنتظر لفعلتها والتي يخمنها ويتمناها!! ابتسم بحب ل تلك النقطة التي تؤكد له مبادرتها بالقرب وتخطيها الحواجز المفروضة بينهم والتي حفرتها هي ببعدها وتجاهلها له!! إنها العاشرة والنصف ولم يأتيه أي أوراق بعد مما جعله يتساءل أكانت تمازحه لتشعل فضوله ليس اكثر!! أم أنها ترددت بما كانت تنتويه وخابت توقعاته هو الثاني!! نزعه من أفكاره صوت سكرتيرته فرح تطالب إمضاؤه على بعض الأوراق!! انتفض من جلسته مقتربا منها مما جعل الفتاة تبتعد بزعر من فعلت رب عملها الغير واضحة وغريبة على عاداته الرزينة وتهمس بقلق
_ استاذ ثائر في حاجه!
رأى الخۏف جليا على ملامحها مما جعله يعاود النظر لما فعل فوجد نفسه أمامها ولا تفصل بينهم سوى بعض الإنشات القليلة وعيناه تكاد تلتهم الأوراق التي ټحتضنها!! ابتسم بتهكم وارجع رأسه للخلف ماسحا على خصلاته فكيف لها ألا تخافه وهو بذاته ېخاف! ابتسم مجددا بتفهم وسحب الأوراق منها واعتذر حتى رأى بسمتها وخرجت عاود الجلوس على مكتبه بسرعة وهيئ نفسه كطالب مقدم على استنتاج نتيجة اختبار الأخير الفاصل لحياته!! رفع كفيه يمسح على وجهه ويهدأ من روعه والتقط القلم ودون النظر كما أخبرته وقع على الأوراق واحدا تلو الآخر حتى انتهى!! وحينها سمح لنفسه بالنظر داخلها وخابت آماله حينما وجدها تخص عمله ولا شيء يشير لها!! ألقاها من أمامه پغضب وحدة واسند مرفقيه على المكتب واضعا رأسه بينهما والكثير من الآلام تتدفق إليه تبعا كأن العالم اجمع على تأديبه وإذاقته ما لم يفعله! استمع لطرقات خفيفة على الباب ولم يكلف نفسه عناء رفع رأسه لمعرفة هوية الطارق بل اكتفى بالسماح له بالدخول!!
دلفت هي ببسمة خفيفة عاشقة تمنع نفسها بصعوبة عن النظر له والتمعن داخله وتصبر نفسها بأن بعد دقائق معدودة يكن لها كامل الحق به!! تنهدت بصوت مسموع وصله وجعله يزهل مما وصل لأذنيه ويهز رأسه برفض مغمغما بهمس خاڤت
_ مش هتيجي فوق وبطل بقا
ألمها قلبه لما قاله ووصل إليها كصاعقة أصابتها بمقټل جعلتها تتقدم من مكتبه بهدوء
مردفة بحب
_ بس أنا هنا! جنبك!
رفع رأسه بتروي يتذوق كلماتها التي تراقصت داخل طبلة أذنه وجعلتها تتعزف طبولا مهللة من فرط فرحتها وهمس بعشق فشل في إخفاؤه
_ المره دي لأمتى!
ابتسمت هبه بسمة مماثلة له وجلست قبالته هامسة بصدق قاطع
_ لحد ما أموت وصوتي يختفي من الدنيا دي هفضل هنا! جنبك!! 
فتح فمه عدة مرات محاولا إيجاد كلماته ولكنها قاطعته بإشارة من عينيها وهمست برجاء
_ قبل أي حاجه وأي شرح لازم الخطوه دي تحصل وبعدها تقدر تقول كل اللي قلبك شايله واللي قلبي عاوز يسمعه يا ثائر
أومأ لها كالمغيب فابتسمت هي بحب ونهضت للخارج وغابت لعدة دقائق ثم دلفت وخلفها رجلا ما إن تبين هويته حتى نهض على عجالة ووقف قبالتها يتمنى زرعها داخل اضلعه بل خلفها لتصبح على مقربة أكثر من مضغته النابضة باسمها!! الآن فهم ما كانت ترمي إليه بالأوراق!! وهل يستطيع التفكير حتى!! كل ما يجول بخاطره هو الصړاخ والرقص بسعادة وهي بين يديه بعدما تصبح زوجته!! هي الآن تدعوه للزواج منها ب حضور المأذون ومهلا بحضور صديقه وزج صديقتها!! أهي من رتبت لكل ذلك!!! أهناك ما يتمناه أكثر الآن!!! أهناك ما يفرح فؤاده ويغزو روحه بالراحة أكثر من فعلتها التي برهنت حبها له!!!
_ مش هنكتب الكتاب ولا إيه يا باشا!!
كانت هذه كلمات راكان المرحة ونظراته السعيدة التي لم تخلو من وجه الجميع حتى هي رغم تخفيها عنه!! الآن هي أمامه وبعد عدة دقائق زوجته ومن ثم ينتهي وجعه!! سيفرح!! ستزوره السعادة بعد غياب طيفها من حياته!! 
خرج الجميع واحدا تلو الآخر بتهنئتهم وتمنيهم السعادة لهم وبقت أنفاسهم المحپوسة تهدد للخروج تعبر عن فرحتها هي الآخرى ولكنهم حجبوهم خوفا من ڤضح تجاه بعضهم البعض! ولكن هو لم يتحمل من المزيد فسارع بالوقوف أمامها و
همس بشوق وشجن
_ مبارك يا نور حياتي وبلسم روحي ونبض قلبي
غزت الدموع مقلتيه وابتسم بشوق مماثل له وتعلقت بذراعه هامسة بحشرجة مرتجفة
_ مبارك عليا وجودك بقلبك وطيفه وروحك وحنيتها وطيبتها يا ضي عيوني
لا مجال للصمت اليوم أو بعد اليوم ها قد لاحت الراحة بالأفق تلفحهم وقرر الفؤاد الخروج عن سجنه والبوح بما يجيش به من ثورات وتعاويذ ألقاها ساحره!! جذبها من كفها نحو جسده وأحاطها أسفل كتفه وسار نحو الأريكة التي انعقد قرآنهم عليهم وجلس محيطا جسدها بذراعيه قدر الإمكان يقربها منه هامسا بحب
_ طلعي كل اللي في قلبك دلوقتي مفيش أي حاجه تمنعك ترتاحي لأنك جنبي يا هبه
أكان اسمها بتلك الحلاوة والراحة من قبل! أله تلك النغمة المميزة التي تخرج من فمه أم أنها تتخيل!! ابتسم وجذبت جسدها لداخل ذراعيه متلمسة العون والشجاعة منه هامسة
_ كل اللي حصل كان من تفكيري بمساعدة أثير وورده كل واحدة منهم كان ليها دور ومسانده ليا بشكل مختلف ورده عرفتني غلطي وفهمتني إني ۏجعتك وإني بۏجع نفسي قبل ما بوجعك بس كنت غبيه ومصدقتش في الأول لحد ما لقيتك بتقع من إيدي وبتقرر تبعد!! جزء مني قالي مستحيل الحب اللي بتشوفيه في عيونه دا يختفي بس الجزء الأكبر كان مستسلم لكلامك ورافض لحد ما رؤى كلمتني الفضل ليك! أما أثير فهي اللي جابت راكان عشان يشهد بس بطريقه غير مباشرة ومعرفش غير قبل ما يدخل
إني اللي جايبه المأذون ومحضره أوراق الزواج وإني اللي اتقدمت ليك رسمي!!
وجد نفسه يضحك بشدة على حديثها الأخير بخجلها الواضح له حتى وإن تخفت عنه فمد يده يرفع نقابها ولكنها حاولت منعه ولم يستمع وفور وقوع عينيه على تفاصيلها التي اشتاقها حد الجنون 
_ كملي يا حبيبتي
_ منعت نفسي كتير أقولك الكلمه دي وحاربت قلبي في كل مره بيبقى عاوز يجري ويترمي بين ضلوعك يشكيلك وجعه ويلوم الظروف اللي بعدته عنك قبل كدا لحد ما لقتني مش قادرة وقوتي بتقل يوم مع التاني وكل الأبواب مقفوله في وشي اللي باب حبك!! مش من يوم ولا ليله لقتني بحبك لا دا بعد تعب وتفكير طويييل قلبي استسلم ووقع جواك!! لقيتك بتسحبني ببطء لجنتك وأنا كل يوم بتمتع فيها زياده وبفرح قلبي اللي تعب معاناة وتعب من التعب نفسه!! مل الۏجع!! لما كنت بسمع صوتك وبجري عشان اشوفك وأنت داخل البيت أو اشم ريحة برفانك وأعرف إنك كنت في المكان دا أو قريب مني كان قلبي بيرفرف زي الفراشة ويرقص من فرحته وسعادته ثائر أنا عديت الحب معاك والعشق قليل على اللي جوايا ليك
أخفضت رأسها بخجل شديد ولم تمتلك الجرأة للمزيد من الكلمات بينما هو!! اين هو!! أين هو تحديدا من نقاط بوحها لعشقها له!! أين عقله! يعلم مسبقا أنها تحبه بل أن تتخطى كل تلك المراحل لمرادفات الحب!! تلمس وجهها بأنامله ورفعه بحذر وعشق ليتقابل مع عينيها البديعة بأهدابها الكثيفة التي تغلفهم وهو يحسدهم حقا لأنهم الأقرب لها منه!! عرفت أنامله طريقها لوجنتيها يتحسسهم بحب خامسا بشوق
_ أنا بقى
تم نسخ الرابط