رواية سمر الفصول من 15-22

موقع أيام نيوز

15
رن الهاتف للمرة العاشرة علي التوالي كان عازما علي تجاهله لكنه مصر علي المضي قدما بمحاولة ايقاظ الساكنة بين ذراعيه زفر بحنق وهي يبعدها بهدوء حذر سحب ذراعيه ببطء شديد من أسفل ظهرها ومال رأسها قليلا ليضعها علي الوسادة قام من جانبها بملل واتجه إلي المنضدة تناول هاتفه فرأي اسم سمية يلمع في ظلام الغرفة أتته حاله من الاندهاش المؤقت من متي وهي تتصل به بل وبهذا الوقت المتأخر الساعة تجاوزت الرابعة صباحا ألقي نظره علي تمارا فوجدها تململت بانزعاج وتتمتم ببعض الكلمات المقتضبة فتحرك إلي الخارج بهاتفه اللحوح 

ما أن خرج حتي اجابها بهمس أيوه ياماما في إيه 
وصوت صړاخها أوقف اذناه عن العمل لكنه التقت فقط بعض الكلمات الحانقة وبوضع تفسيرات أدرك بان أبيه أخبرها بأمر الزواج من إبنه الساعي بكل الأحوال كانت ستعرف أستمع إلي تهديداتها بنفاذ صبر وملل فقد استغرقت سبع دقائق ويبدوا بأنها لن تنتهي لذا اوقفها بتساءل من الآخر كده ناوية تعملي فيها زي ايثار ولا هتكون عرض جديد وحصري أنا بسأل بس 
والمصمت المفعم بحرارة البراكين التي اڼفجرت بداخلها إصابته بالانتشاء ولا يوجد أفضل من طرق الحديد وهو ساخن كما يقولون فتابع بسخرية أوعي تكوني اتفاجأتي 
وسرعة أنفاسها المضطربة جعلته يضحك بقوة فقد ظن بأنها تناطح الجبال ببرودهم لكنها فاجأته هي الاخره وكأنها بسباق فأردف بجد مش قادر أصدق سمية اللي كانت بتجيب الرجالة عيني عينك كده بيت جوزها بعد ما ابنها الكبير ينام خاڤت بالشكل ده 
لم يمهلها فرصة الدفاع بل أغلق بوجهها وعاد حيث تمارا التي استيقظت بحثا عنه حينما ولج غرفتها هاجته للدرجادي التليفون مهم عشان تتسحب بالمنظر ده كان سهل تتكلم عادي عادي يعني اتعودت 
اومأ برأسه إيجابا وهو يجاورها علي الفراش أحاط خصرها وعاد بها لموضعهما تستكن ذراعيه مسد شعرها بهدوء وأردف بجمود للأسف مهم أوي ياتمارا
بعد أن غادر أبيه وعدي هذه الفترة نادر وجوده بالمنزل ذهب إليها لم يتوقع أن يجدها بهذا البؤس هل لهذا الدرجة تخشي مواجهة عدي وايثار أم تخشاه هو 
لقد بدأت وكأنها تخطت المئة من عامين والهالات السوداء اظهرت تجاعيد اخفتها مساحيق التجميل ببراعة نظر إليها بجمود وأردف ببرود مش معقول متوترة وقلقانه حقيقي مش قادر أصدق عنيا 
واتاه تساؤل صاعق لم يتوقعه بهذه اللحظة تحديدا فقد تخيل مواجهة أنت عرفت موضوع ايثار إزاي 
التوي ثغرة بتهكم هي اهتمت فقط بايثار ولم تهتم بما كمن بداخله من آثار نفسية ممېته وما وصل إليه تمارا صدقت حينما واجهته بمرضه والفضل كله لأمه التي زرعت بداخله حب الشهوة والسعي ورائها ولا عجب فيما تعلمه فهو رأها بعيناه طفل صغير سيحتفل بعامه الخامس بعد يومين يري أمه بين زراعين رجلا كان دائما يتساءل لما يأتون لمنزلنا بهذا الوقت والإجابة واحده وثابته دول بيجوا يذكرولي عشان أعرف اذاكرلك ياحبيب مامي
ولسذاجه عقله صدقها لأعوام حتي انه كان يستقبلهم بسعة صدر وحينما ود أن يقل لأخيه عن أساتذة أمه منعته بقوة ومن هنا فقط أخذت تبخ السمۏم باذنه بل كانت تجلسه أمام شاشة التلفاز ساعات لمشاهدة أفلام حقېرة مثلها واقنعته إقناع تام بأن جميع النساء بعالمهم مثلها 
وعند اتمامه الخامسة عشر قدمت له عرض رائع كاحتفالا بعيد ميلاده 
أنثى بعمر الثلاثون جاهزة لتكن أول تجاربه لكن بدلا عنها لجأ لتمارا فقد رأي بعيناها معانا كثيرة وكانت بالفعل تجربة ما أروع 
وهي الآن تهتم بايثار إذا سيجيبها الصراحة يامدام سميه تمارا مراتي سمعتك وأنت بتكلمي ايثار أصل صوتك كان عالي حبتين
اكفر وجهها ڠضبا وهي تقل بنبرة غل حاقده يااه تمارا ومراتك حلو ديه وجديدة
مش قلتلك كل ماهو جديد وحصري
تقدم منها بخطوات واثقة وأردف ببرود تفتكري عدي رد فعله هيكون إيه ولا فارس باشا لما يعرف اصلك يابنت الحسب والنسب
والصڤعة التي رن صداها بارجاء الغرفة التي تحتويهم منعته من الإستمرار وبدلا عنها ارتسم علي ثغرة إبتسامة ساخرة وازدادت ابتسامته اتساعا حينما اردفت سميه بصړاخ أخرس ياحيوان اخرس ياخسارة تربيتي فيك
تربيتي 
كررها ورائها بدهشة ثم اومأ برأسه إيجابا وقد تذكر شيئا للتو تر إيه تربيتك أيوه أيوه افتكرت معلش بقي ياحاجه الدنيا تلاهي فاكرها أنا فاكر التربية النضيفه بتاعتك 
ولم يكن هناك المزيد فقد اكتفا الاثنان لكن الخيط الوحيد التي يمكن تتعلق به جاهد في قطعة فالقي قنبلته الأخيرة قبل أن يرحل بالمناسبة أبويا مش عبيط بالمعني أنت مالكيش جنيه عنده يعني المولد اللي هتخرجي منه من الآخر كده مافهوش حمص
لقد وصل الانهاك الجسدي إلي أقصي درجاته حتي أنها لم تقدر علي النهوض فقط فتحت عيناها ونظرت إلي سقف الغرفة بشرود الأغلب سيظن بأن عقلها رحل عنها لو قالت أنها رأت مستقبلها فهو يتمثل بالرقعة التي سببها الزلزال وظلت تتسع حتي كونت هيئة قبيحة والرقعة بداخلها اتسعت
تم نسخ الرابط