رواية وهم الفصول من 33 للاخير
المحتويات
الأولى أخبرها قلبها أن هذا الشاب ليس محترما على الإطلاق ولكنها كانت واثقة من تربيتها لابنها وتدرك أنه لن يخالف مبادئه ويسير في طريق الحړام.
استمر حال عزام على هذا الوضع لمدة أربع سنوات إلى أن تفوق على سلطان وصار هو الذراع الأيمن لزعيم تجارة المخډرات في المحافظة التي يقطن بها.
شعر سلطان بالغيرة الشديدة بعدما رأى بعينيه أن الشاب الساذج الذي أحضره قبل أربع سنوات إلى هذا المستنقع قد تفوق عليه وأصبح المفضل لدى الزعيم وصار الجميع يحسب له ألف حساب.
استغل سلطان ذات يوم فرصة تواجده بمفرده مع عزام داخل المقر الذي يجتمعان فيه مع بقية التجار ثم حمل عصا حديدية وسار نحو عزام الذي كان يعطيه ظهره بخطوات بطيئة لم يشعر بها الأخير وكان على وشك أن يضربه بالعصا ولكن أوقفته تلك الړصاصة التي اخترقت قلبه.
استطاع عزام أن يدرك ما كان سيحدث له إذا لم يصل الزعيم وينقذه في اللحظة الأخيرة.
أشار الزعيم لرجليه أن يحملا چثة سلطان كي يقوما بډفنها خلف المبنى ثم تقدم نحو عزام قائلا
أنا بقالي فترة كبيرة ملاحظ غيرة سلطان منك وعشان كده أنا خليته يحس أنكم لوحدكم وزي ما توقعت هو حاول يخلص منك بس أنا اللي خلصت عليه.
أنت قټلت سلطان اللي كان مخلص ليك عشان خاطري!!
ضحك الزعيم وأشار بسبابته اليمنى بعلامة تنفي كلام عزام قائلا
سلطان مكانش مخلص زي ما أنت مفكر هو كان بيلعب بديله كتير أوي وأنا كنت بعمل نفسي مش شايفه بس أنت يا عزام مختلف عنه وعندك ولاء ليا والدليل على كده أنك رفضت تبيعني لبيومي النورماندي لما هو عرض عليك تعمل كده مقابل الفلوس وعشان كده أنا خليتك دراعي اليمين.
هتف عزام ممتنا لكل تلك الأمور التي فعلها الزعيم من أجله
أنا مستحيل أخونك أو أبيعك يا كبير لأن لحم كتافي من خيرك وعمري أصلا ما هنسى أيام الذل اللي عيشتها قبل ما أنول الشرف وأكون واحد من رجالتك.
في هذه الفترة تعرف عزام على سيدة أعمال خمسينية تدعى نوال الكاشوري والتي تمتلك ثروة طائلة ولكنها وحيدة ولا يوجد أحد بجوارها بعدما ماټ زوجها قبل خمس سنوات.
استطاع عزام أن ينسج شړاك الحب الكاذب حول نوال التي سقطت بسهولة في فخه وصدقت بمنتهى السذاجة أن شابا في الخامس والعشرين من عمره قد وقع في حبها وهي في الأساس أكبر من والدته.
تزوج عزام من نوال وصار هو الآمر الناهي في كل ما يتعلق بها ومر ست سنوات على زواجه بها وخلال هذه الفترة ټوفيت شقيقته الصغرى في حاډث مروع وبقيت والدته وحيدة رافضة تدخله في حياتها بعدما عصى أمرها وتزوج من امرأة أكبر منها في السن.
حاول عزام بشتى الطرق أن يتصالح مع والدته ولكنها بقيت مصرة على موقفها خاصة بعدما علمت من مهران أن أموال ابنها المصون ليست حلالا وإنما هي ناتجة عن تجارته في الممنوعات.
ظلت الأمور تسير على هذا الوضع إلى أن أتى يوم استيقظ به عزام من نومه واستقبل خبر ۏفاة والدته التي رحلت وهي غاضبة عليه.
وصل عزام إلى منزله القديم ووجد هناك فتاة شابة يجلس بجوارها طفل في العاشرة من عمره وعلم فيما بعد أن تلك المرأة تدعى إلهام وأنها قد جاءت قبل عامين إلى الحي وسكنت به برفقة زوجها وابنها الصغير رامز وكانت تقوم بخدمة والدته ليلا ونهارا إلى أن وافتها المنية.
شعر عزام بغصة في قلبه بعدما رحلت والدته قبل أن تسامحه وشكر إلهام على كل ما قدمته لأمه وأخبرها أنه لن ينسى هذا المعروف طوال حياته.
وبالفعل ظل عزام متذكرا لمعروف إلهام ولهذا السبب لم يفكر في قتل رامز عندما أراد الزواج من داليا وإنما قرر أن يدمر تجارته بدلا من إزهاق روحه.
هذا هو السبب الذي جعل عزاما يبقي على حياة رامز رغم
متابعة القراءة