رواية وهم الفصول من 33 للاخير

موقع أيام نيوز

الحكم على مراد في قضية المخډرات فقد شعرت حينها بسعادة لا توصف لأن الله قد جلب لها حقها وانتقم ممن ظلمها واستباح شرفها.
ارتدى محمد حلة أنيقة وحمل طفله الصغير الذي أسماه أسامة تيمنا بالصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه.
انتظر محمد انتهاء زوجته من ارتداء فستانها ثم أمسك بكفها وخرجوا من الشقة وصعدوا إلى سيارة آدم الذي كان ينتظرهم برفقة نادين أسفل البناية حتى يذهبوا إلى القاعة التي سيتم بها إقامة حفل زفاف وسام على حبيبة.
لم يكن من السهل على وسام أن يجعل حبيبة تقبل به فقد تطلب هذا الأمر منه كثيرا من الصبر إلى أن تمكنت من نسيان حبها لمهاب والحصول على الطلاق منه بشكل غيابي.
سلم كل من آدم ومحمد على صديقهما وباركا له وكذلك فعلت شمس مع رفيقتها ثم جلسوا جميعا على إحدى الطاولات أمام عيني هانيا التي كانت تنظر بحسرة وندم نحو محمد الذي يلاعب طفله.
كفكفت هانيا دموعها وخرجت من القاعة لأنها لم تتمكن من احتمال رؤية محمد وهو سعيد مع زوجته في الوقت الذي تعاني به هي من الوحدة والتجاهل ممن هم حولها.
انتهى مهاب من أداء صلاة العصر في المسجد وجلس في أحد الأركان يقرأ ما تيسر له من كتاب الله.
قضى مهاب أكثر من ساعتين في القراءة ثم أغلق المصحف وخرج من المسجد متوجها نحو كافيتيريا قريبة اعتاد الجلوس بداخلها كل يوم ومشاهدة غروب الشمس.
فتح مهاب حسابه على الفيس بوك وأخذ ينظر بحزن إلى صور زفاف حبيبة وعلى الرغم من شعوره بالحسړة إلا أنه تمنى لها السعادة والتوفيق في حياتها.
وضع مهاب هاتفه على الطاولة وأخذ يفكر في حياته التي تغيرت كثيرا بعدما أتى إلى إيطاليا فقد تعرف بعد فترة بسيطة من قدومه على أحد الدعاة والذي صار يلح عليه بالذهاب معه إلى المسجد ومنذ استجاب لنصيحته أول مرة وهو لم يتمكن من ترك المسجد مرة أخرى.
لقد أدرك حينها كم كان بعيدا عن ربه ودينه ودعا الله كثيرا أن يقبل توبته ويسامحه على الذنوب الكثيرة التي اقترفها في الماضي.
إذا كان ابتعاده الأبدي عن حبيبة سيكون ثمنا لكي يقبل الله توبته فهو يقبل بدفع هذا الثمن عن طيب خاطر وسوف يتعايش طوال حياته مع ألم الفراق لأنه يدرك جيدا أنه يستحق هذا الألم عقاپا له على جميع الفظائع التي ارتكبها في حق كثير من الناس.
مر بعض الوقت قبل أن يتم رفع أذان المغرب فابتسم مهاب وعاد إلى المسجد حتى يؤدي الصلاة برفقة ماريو الذي بدأ مؤخرا في الالتزام بتعاليم دينه وحضر هو الأخر إلى المسجد من أجل تأدية الصلاة في جماعة فهذا الأمر يجعلهما يشعران بروح من المودة والألفة والراحة التي ظلا يبحثان عنها لوقت طويل ولم يعثرا عليها إلا بالمواظبة على الصلاة داخل بيت من بيوت الله عز وجل.
النهاية

تم نسخ الرابط