رواية وهم الفصول من 33 للاخير

موقع أيام نيوز

قابلتها في الردهة وأخذت تتأمل ملامحها التي اختفت منها آثار التشوه عدا بعض البقع الطفيفة التي سيتم التخلص منها بشكل نهائي بعدما تجري العملية القادمة.
تأكد محمد من ابتعاد سمر قبل أن ينظر إلى شمس قائلا
ممكن أفهم حضرتك بتتصرفي معايا كده ليه!
اتسعت عينا شمس من فرط وقاحته فهي لا تصدق أنه هجرها وابتعد عنها وكلما كانت تتصل به كان يقوم بغلق الهاتف في وجهها ثم يأتي بعد ذلك ويسألها عن سبب عدم ترحيبها به!!
ماذا يظن! هل يعتقد أنه بإمكانه أن يتركها متى شاء وأن يعود إليها في الوقت الذي يريده دون أن يكون هناك مانع لديها أو ذرة من الكرامة وكأنها ستموت من دونه!!
ردت شمس بسخرية وهي ترفع أحد حاجبيها
مفيش حاجة يا محمد أنت معملتش أي حاجة تخليني أتنرفز وأخرج عن شعوري!!
ابتسم محمد بسماجة قائلا
طيب بما أنك راضية عني بقى فشيلي الوش البلاستيك اللي حطاه ده وخلينا نتكلم في الكلام المفيد.
كورت يديها پغضب وقالت ببرود
كلام إيه اللي أنت عايز تقوله! هو إحنا بقى في بيننا كلام يتقال!
ضړب محمد سطح الطاولة وصاح بعصبية فقد استفزه برودها وأسلوبها في الحديث
وبعدين معاك بقى يا شمس أنا عارف كويس أنك مبينة العصبية دي عشان تعرفي قيمتك عندي بس الموضوع بقى فعلا أوڤر أوي.
هبت شمس واقفة وصړخت بأعلى صوتها تخرج أمامه شحنات الڠضب والحزن الذي شعرت به أثناء فترة سفره
أوڤر!! هو إيه ده اللي أوڤر بالظبط! هو أنت مفكرني لعبة وقت ما تعوزها تمسكها ووقت ما تزهق منها ترميها! لا يا حبيبي فوق لنفسك وافهم أني عمري ما أتنازل عن كرامتي في سبيل الحب مهما حصل أنت فاهم!
اقترب محمد منها خطوتين قائلا
أفهم من كلامك ده أنك بتحبيني!
اتسعت عينا شمس وابتلعت ريقها ولم تتفوه بأي حديث فقد ڤضحت مشاعرها أمامه بمنتهى الرعونة بعدما كانت تخبره بعدم رغبتها في رؤية وجهه.
حسنا ليس هناك مشكلة في معرفته لما تفكر به ولكن عليه أن يفهم أن ڠضبها منه لن يزول بسهولة مثلما يعتقد.
نظرت له شمس بعدما سمعته يقول بهدوء
بصي يا شمس حطي نفسك مكاني أنا واحد اكتشفت أن ابن عمي كان بيحب خطيبتي وأن عمي هو السبب في فراقهم تقدري تقوليلي كنت هتعملي إيه لو اتحطيت في نفس الموقف!
نظرت له شمس بعتاب وهطلت دموعها وهي تقول
أنا معملتش حاجة غلط عشان تعاقبني عليها ده موضوع قديم وانتهى وأنا نسيته أصلا وهو كمان نسي ولو مش مقتنع روح اتفرج على ابن عمك وأنت هتلاقيه عايش مبسوط مع مراته الدور والباقي عليا كل حاجة بايظة والمشاكل مش راضية تسيبني في حالي وأنا مش عارفة المفروض أعمل إيه تاني عشان أقدر أعيش حياتي وأكون مبسوطة زي باقي الناس!!
عادت سمر إلى الصالة ورأت شقيقتها في حالة اڼهيار فكادت تتوجه نحوها حتى تتفقدها ولكن أشار لها محمد بالذهاب إلى غرفتها وجعلها تفهم من خلال نظراته أنه سوف يحل الأمر بينه وبين شمس.
جلس محمد بجوار شمس التي چثت أرضا وقال
أنت فعلا ملكيش ذنب وآدم هو كمان ملهوش ذنب بس أنا كنت محتاج أبعد وأفكر في الموضوع لأنه فعلا معقد ومش سهل زي ما أنت متخيلة.
كفكفت شمس دموعها وهتفت بحزم
أظن أنك فكرت بما فيه الكفاية في الموضوع ومفيش قدامك دلوقتي غير خيارين إما أنك تخرج دلوقتي من حياتي ومتخلنيش أشوفك تاني أو نكمل سوا بس بشرط أنك متفتحش معايا بعد كده سيرة موضوع آدم تحت أي ظرف.
أعطته خيارين وتركت له حرية اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا بالنسبة له وظلت تنظر له وتفاجأت وهي تراه ينهض ويغادر شقتها بمنتهى الهدوء فأجهشت بالبكاء مرة أخرى بعدما تأكدت هذه المرة من رحيله وعدم عودته لها مرة أخرى.
انتظر آدم انتهاء الطبيبة من فحص زوجته وعندما انتهت سألها بلهفة
طمنيني عليها يا دكتورة هي وضعها عامل إيه دلوقتي
هتفت الطبيبة بهدوء وهي تنظر إلى نادين التي جلست بجوار زوجها
الحمد لله الأمور كلها تمام ووضع الجنين كويس بس هي لازم تواظب على الأدوية وتهتم بتغذيتها عشان الأوضاع تفضل كويسة.
شكر آدم الطبيبة وأخذ زوجته وانصرفا من العيادة وهما يسيران جنبا إلى جنب والابتسامة تعلو وجه كل منهما.
نظرت نادين إلى زوجها وسألته
هو إحنا لو ربنا كرمنا وجيبنا بنوتة هنسميها إيه!
فكر آدم قليلا قبل أن يجيب
ممكن أسميها وعد عشان تبقى شاهدة على وعدي ليك بأني هفضل أحبك طول ما أنا عايش وممكن أسميها عشق عشان تكون دليل على حبي ليك.
ابتسمت نادين وتأبطت ذراعه وهي تحمد الله على وجوده في حياتها.
مر أسبوع انشغل خلاله رامز بحالة ابنه الذي أصيب باڼهيار أثناء حضوره لجنازة والدته وعندما تحسنت حالة إسلام تذكر رامز أمر حبيبة فاتصل على الفور بوسام حتى يسأله عما حدث معها.
تملكت الدهشة من رامز بعدما أخبره وسام بكل ما جرى وهتف بأسف
كلامك ده معناه أن أنت مش هتقدر تقبض على
تم نسخ الرابط