رواية وهم الفصول من 29-32
المحتويات
إيقاف السيارة بعدما أحاطت به سيارات الشرطة وقبل أن يستفسر منهم عن سبب محاصرتهم له قاموا بتفتيش سيارته وأصيب پصدمة شديدة عندما أخرج منها أحد الضباط أكياسا تحتوي على كمية هائلة من الممنوعات.
ألقت الشرطة القبض على كل من مراد وكريستين تحت نظرات نديم الذي كان يتابع كل ما يحدث من مسافة بعيدة ثم أخرج هاتفه واتصل بربة عمله وهتف مباشرة بعدما أجابت
خرجت لميس من جامعتها بعد انتهاء المحاضرة الأولى بعدما قررت عدم إكمال اليوم الدراسي.
استقلت لميس الحافلة ليس لرغبتها في العودة إلى المنزل وإنما لأنها أرادت أن تلبي طلب رامي الذي اتصل بها أثناء المحاضرة وطلب منها أن تأتي إليه في شقته.
توقفت الحافلة وسط شارع قريب من المبنى الذي يوجد به شقة رامي فنزلت منها لميس وأخذت تسير على قدميها لمدة عشر دقائق حتى وصلت إلى مدخل العمارة.
أخرج الرجل هاتفه ونقر بضع نقرات قبل أن يقرب الهاتف من أذنه وارتسم الوجوم على وجهه بعدما سمع صوت الطرف الأخر وقال
أيوة يا فندم أنا عايز أبلغ عن شقة مشپوهة بيحصل فيها أفعال مخلة.
أنهى الرجل الاتصال وهو يبتسم وظل ينتظر قدوم الشرطة التي ستأتي للقبض على رامي برفقة عشيقته بعدما سبق وقام بالإبلاغ عنهما عدة مرات وطلب منه ضابط شرطة الآداب أن يتكتم على الأمر ولا يتصل به إلا عندما تذهب لميس إلى شقة رامي.
تمتم أحد السكان پغضب بعدما بصق عليهما
منكم لله يا بعده الدنيا بقت مليانة بلاوي والناس بيموتوا كل يوم فجأة وأنتم بدل ما تعملوا حاجة تنفعكم في آخرتكم جايين تغضبوا ربنا!!
أنا لو كان عندي عيال زيهم كنت مسكتهم وأكلتهم بأسناني.
تهافتت الكلمات المشينة على رأس لميس كالمطر الغزير فأخذت تبكي بشدة ولكن لم يشفع لها البكاء بعدما فرطت في عفتها وجعلت من نفسها سلعة رخيصة.
تم الزج بهما داخل سيارة الشرطة التي تحركت وسلكت الطريق الذي يؤدي إلى المديرية حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.
توقفت سيارة أجرة أمام المبنى الذي يقطن به محمد وخرجت منها شمس بعدما دفعت الأجرة للسائق.
توجهت نحو البناية وصعدت ثلاثة طوابق بسبب تعطل المصعد وتنهدت براحة بعدما وصلت إلى شقة محمد.
ضغطت شمس على الجرس وانتظرت أن يفتح لها محمد ولكن مضى أكثر من دقيقة ولم يفتح لها أحد فأعادت الضغط مرة أخرى واستمرت على هذا الوضع أكثر من عشر دقائق إلى أن تأكدت من عدم وجود زوجها بالداخل.
متعرفش يا عم حامد محمد خرج إمتى
استغرب حامد من سؤالها وأجاب بتعجب
هو أنت متعرفيش يا مدام شمس أن الأستاذ محمد سافر!
ظهرت أثار الصدمة جلية على وجه شمس التي تحشرج صوتها وهي تقول
سافر!! طيب هو راح فين
استنتج حامد من عدم معرفتها بأمر سفر محمد أنه يوجد خلافات بينهما جعلت الأخير يسافر دون أن يكلف نفسه عناء إخبار زوجته بالأمر.
شعر حامد بالشفقة على شمس بعدما رأى بوضوح الدموع الحبيسة التي تحاول كبحها بصعوبة وهتف بهدوء أراد أن يطمئنها من خلاله
الأستاذ محمد سافر القاهرة عند خالته وقال أنه هيرجع بعد فترة قصيرة وأداني مفتاح شقته عشان تيجي أم سماح تنضفها كل أسبوع.
ابتلعت شمس غصة مريرة تشكلت في حلقها بعدما فهمت من سياق حديث حامد أن محمدا سوف يمكث فترة طويلة في القاهرة.
مدت شمس يدها وهتفت بجدية
طيب لو سمحت هاتلي مفتاح الشقة وأنا هطلع أنضفها ومفيش داعي أنك تتعب أم سماح أنا هبقى أجي هنا كل كام يوم عشان أظبطها وأرتبها.
شعر حامد بقليل من التردد ولكنه نفذ أمرها في النهاية وأعطاها المفتاح فهي تكون زوجة محمد وليست امرأة غريبة حتى ېخاف من ردة فعل صاحب الشقة عندما يعلم أنه أعطاها المفاتيح.
صعدت شمس مرة أخرى إلى الشقة وفتحت الباب وأغلقته بعدما دخلت إليها وأخذت تسير وتتأمل كل شيء حولها تاركة العنان لدموعها الحبيسة.
نظرت شمس إلى صورة محمد وفي هذه اللحظة تذكرت ما حدث بينهما عندما سمع الحديث الذي دار بينها وبين آدم.
غادر آدم على الفور بعدما رأى ابن عمه وأدرك أنه ليس قادرا على مواجهته في هذه اللحظة تاركا خلفه شمس تنظر إلى وجه محمد منتظرة ردة فعله بعدما علم بالحقيقة وفهم الآن سبب الخلاف الذي حدث في الماضي بين مأمون وآدم.
تحدث محمد بتيه من وسط
متابعة القراءة