رواية وهم الفصول من 29-32
المحتويات
على طول.
غادر رامز على الفور دون أن يفسر أي شيء لإلهام التي جلست تنتظر عودته حتى تعرف سبب مغادرته بهذه الطريقة وفي هذا الوقت المتأخر.
وصل رامز بسيارته إلى مكان قريب من منزل عزام وكما توقع فقد وجد داليا في هذه المنطقة لأنها ليس لديها وسيلة تساعدها على الذهاب إلى بيت والدتها أو حتى الاتصال بها وإخبارها بكل ما حدث معها.
أنت كويس يا إسلام طمني عليك يا حبيبي.
أجاب إسلام بحشرجة من وسط بكائه وصډمته بما جرى معه خلال الساعة الماضية فقد كان نائما بعمق داخل غرفته ولكنه استيقظ على صوت صړاخ والدته وعندما خرج من الغرفة حتى يراها أمسكه عزام وأعطاه لرجاله حتى يلقوه بالخارج مع داليا
خلاص يا حبيبي أنا مش عايزك تخاف لأني موجود دلوقتي ومش هسمح لأي حد بأنه يأذيك.
قالها رامز وهو يكور يديه پغضب ويتوعد بداخله لعزام الذي تجرأ على إخافة طفله الصغير الذي لم يتجاوز عمره خمس سنوات بهذا الشكل البشع.
خلع رامز سترته وألبسها لطفله الذي ضحك بخفوت بسبب كبر حجم السترة عليه ثم حمله وأجلسه داخل السيارة على المقعد المجاور لمقعد السائق وأشار لداليا بأن تأتي وتجلس في المقعد الخلفي.
الفصل الثاني والثلاثون
أوقف رامز سيارته أمام منزل زوجته السابقة فخرجت داليا من السيارة وأرادت أن تأخذ معها إسلاما ولكن تشبث الأخير بوالده وقال
أنا مش بحب أقعد مع تيتا فوقية ولا خالو محسن وعايز أفضل مع بابا.
برمت داليا شفتيها قائلة بتهكم وهي ترمي رامزا بنظرات حادة
أنا كان لازم أعرف أنك مش هتستسلم وأنك هتعمل المستحيل عشان تقدر توصل لإسلام بس أنا مش قادرة أفهم أنت إزاي عملت كده وأنا أصلا سديت في وشك كل الطرق اللي ممكن تخليك تشوف ابني!
مشكلتك يا داليا أنك مفكرة نفسك أذكى مني وأن قدراتي محدودة ودي غلطة كبيرة منك لأن أنا قدرت أوصل لإسلام ونجحت في أني أخليه يحبني ويتعلق بيا وكل ده وأنت نايمة في العسل ومش دريانة بنفسك.
كورت داليا قبضتها اليمني كعلامة تدل على ڠضبها من رؤية ابنها وهو يتشبث بوالده بهذه الطريقة رافضا تركه تحت أي ظرف.
طالما إسلام عايز يفضل جنبك الفترة دي فخلاص خليه معاك اليومين دول لحد ما نقعد ونشوف حل للموضوع ده.
توجهت داليا نحو منزلها وقبل أن تطرق الباب التفتت وألقت نظرة أخيرة على رامز الذي انطلق بسيارته وهو يحتضن طفله بشدة ولم تغفل عن تلك الابتسامة الشامتة التي رأتها على وجهه.
ضړبت داليا الحائط المجاور للباب بكل قوتها بعدما استفزها رامز بتلك الابتسامة وله كل الحق في ذلك فهو قد حصل على محبة طفلها بسبب إهمالها له وعدم الاهتمام بأي شيء سوى إرضاء عزام حتى لا يمل منها ويلقي بها.
وصل رامز إلى منزله واتسعت عينا إلهام بعدما رأته يحمل على كتفه طفلا صغيرا أدركت من خلال ملامحه أنه يكون حفيدها الذي لم تره منذ أربع سنوات.
تساءلت إلهام وهي تربت على شعر الصغير الذي ابتسم لها
ده يبقى ابنك يا رامز مش كده برضه
أومأ رامز بإيجاب فهبطت دموع الفرح من عيني إلهام التي انتشلت منه الطفل واحتضنته بقوة قائلة
يا حبيبي يا ابني وأخيرا شوفتك يا ضنايا بعد ما أمك الحرباية حرمتنا منك!!
أشار لها رامز بالصمت وعدم التفوه بأي كلمات مسيئة في حق داليا مراعاة لمشاعر إسلام الذي على الرغم من تفضيله الذهاب مع والده إلا أنه لا يزال يحب والدته ولن يعجبه أن يتحدث أحد عنها بالسوء.
حمل رامز ابنه وتوجه به نحو غرفته ووضعه على السرير ثم سحب الغطاء وقبل رأسه قائلا بلطف
تصبح على خير يا حبيبي.
قبل الصغير وجنة والده هامسا
وأنت من أهله يا بابا.
انفرجت شفتا مراد بعدما سمع كلام ثريا التي حضرت لزيارته في محبسه وأخبرته بمنتهى الصراحة أنها هي من دبرت له هذه القضية.
تصنع مراد البؤس والبراءة وهو يقول
طيب ليه عملت كده معايا يا ثريا هو أنا كنت أذيتك في حاجة عشان تدبري ليا مصېبة زي دي!
ضحكت ثريا قائلة بتهكم
اعملي بقى فيها برئ وطيب وأنك يا عيني واحد محترم ومظلوم!!
برقت عينا ثريا بلهيب الاڼتقام واستطردت بشراسة
هو أنت مفكرني مغفلة ولا نايمة على وداني! أنا عارفة كل البلاوي اللي أنت عملتها عشان تسرقني
متابعة القراءة