رواية وهم الفصول من 29-32
المحتويات
تلقت تلك الحقيقة الصاډمة وهي أن مهابا الذي عشقته هو نفسه المچرم الذي قتل أخاها بدم بارد.
دخل طارق إلى شقته وهو يحمل في يده باقة من الزهور الحمراء التي تعشقها زوجته وتفرح كثيرا عندما يقوم بشرائها من أجلها.
تجاهلت هدير مجيء زوجها مثلما اعتادت على مدار الأيام الماضية فذهب طارق إليها حيث كانت تقف في المطبخ وتمنحه ظهرها بسبب انشغالها في تحضير الطعام.
فيه إيه يا طارق! ينفع تخضني كده!
ابتسم طارق ووضع باقة الزهور بين يديها قائلا
أحلى ورد لأحلى هدير في الدنيا.
نظرت هدير إلى الباقة الموضوعة بين يديها ورسمت على وجهها علامات عدم الاكتراث بعدما كبحت ابتسامتها بصعوبة شديدة قائلة ببرود
حاولت هدير الانسحاب والابتعاد عنه ولكنه أمسكها وهتف بابتسامة وهو يربت على مقدمة شعرها
وهو أنا لو مش هجيب ورد لمراتي حبيبتي هجيب لمين!
رفعت هدير أحد حاجبيها ونطقت بسخرية
حبيبتك!! أنت متأكد يا طارق من الكلمة دي
شعر طارق بغصة في حلقه بعدما سمع منها هذه الجملة التي أشعرته بمدى أنانيته وعدم اكتراثه لمشاعرها طوال سنوات زواجهما إلا عندما شعر أنها ستتركه بعدما عاد للتواصل مع هانيا.
أيوة يا هدير أنت حبيبتي ومراتي وأم ابني وأنا مقدرش أتخيل حياتي من غيرك.
ظهر التأثر على ملامح هدير التي لم تصدق ما تسمعه من زوجها الذي تغير كثيرا وصار يسعى لإرضائها طوال الأيام الماضية وكأن دخول هانيا لحياته مرة أخرى جعله يحدد مشاعره ويعلم جيدا أن حبه القديم لها كان مجرد انبهار بابنة الذوات التي لم تقبل به وعندما صارت تريده أدرك حقيقة عدم حبه لها.
أمضت سمية ثلاث ساعات داخل المطبخ وابتسمت بسعادة بعدما انتهت من إعداد الطعام ثم قامت بحمل الأطباق والأواني ووضعتها على السفرة.
يلا تعالي يا ماما الأكل جهز.
قالتها سمية وهي تقوم بسكب الطعام داخل الأطباق وبالفعل خرجت جميلة من غرفتها وجلست أمام ابنتها وشرعت في تناول تلك الأكلات المميزة التي صنعتها ابنتها.
بسم الله ما شاء الله الأكل بصراحة تحفة يا حبيبتي تسلم إيدك بجد أبهرتيني.
فرحت سمية بكلام والدتها وابتسمت قائلة
أنا سعيدة جدا أن الأكل عجبك يا حبيبتي.
ضيقت جميلة ما بين حاجبيها وتركت الملعقة جانبا وهي تقول
يلا بقى يا حبيبة ماما اتفضلي زي الشاطرة كده قوليلي إيه سر النشاط ده لأن أنا عارفاك كويس وأنت بطبعك مش بتحبي المطبخ ولا الطبخ وكون أنك قررت تطبخي النهاردة فده معناه أنك قاصدة ترضيني عشان عندك موضوع مهم عايزة تناقشيني فيه.
قالتها سمية وتابعت بنبرة خاڤتة قاڈفة المفاجأة الصاډمة في وجه والدتها
أنا فكرت وقررت أني أوافق على رامز اللي فتح معايا موضوع الجواز مرة تانية.
أنت متأكدة من قرارك ده يا سمية! وبعدين إيه اللي خلاك تغيري رأيك كده فجأة!
سألت جميلة ابنتها هذا السؤال فأخبرتها الأخيرة بالحديث الذي دار بينها وبين نادين ثم هتفت بجدية
تصوري يا ماما نادين كان ناقص تتحايل عليا عشان أرضى أتجوز رامز ولما أنا روحت وقعدت مع نفسي وفكرت في الموضوع فهمت أنها كانت بتعمل كده عشان تنقذ جوازها من آدم اللي شاكك أنها بتحب رامز.
هتفت جميلة بعدم اقتناع وهي تلكز ابنتها
لا يا شيخة يعني أنت هتتجوزي رامز عشان خاطر نادين!! بقولك إيه يا بنت بطني أنا حافظاك كويس وعارفة اللي فيها فبطلي شغل أنك هتضحي والكلام ده عشان أنا عارفاك أكتر من نفسك.
ابتسمت سمية وأخفضت وجهها بخجل فهي بالفعل تحب رامزا واستغلت بالفعل عدم اعتراض نادين حتى لا تشعر بالسوء من نفسها عندما ترتبط به.
صعد مراد إلى سيارته الجديدة برفقة كريستين التي هتفت بانبهار وهي تنظر إلى داخل هذه السيارة
يا إلهي إنها جميلة للغاية بشكل لا يمكن وصفه مبارك لك حبيبي.
ابتسم مراد وأمسك كفها الأيسر وطبع عليه قبلة قبل أن يردف بلطف
سوف أشتري لك واحدة مثلها بعدما أتمكن من الاستيلاء على ثروة ثريا.
أخبرني هل ظهر تأثير الأقراص التي تدسها لها في طعامها أم أنها لا تزال بحالة جيدة
مط مراد شفتيه قائلا بأسف
كانت منذ فترة قصيرة تتصرف بشكل غير طبيعي نتيجة لمفعول أقراص الهلوسة ولكن اختفى كل ذلك بشكل مفاجئ أعتقد أنه يتوجب علي استبدال تلك الأقراص بعقار أخر يكون له تأثير أقوى وأسرع.
أكدت كريستين وجهة نظر زوجها قائلة
معك حق يجب أن تصاب تلك الغبية بالجنون في أسرع وقت حتى يسهل عليك الاستيلاء على ثروتها لكي نتمكن من العيش برفاهية بعدما نهرب إلى أوروبا.
أجبر مراد على
متابعة القراءة